مسجد الغمامة.. معلمٌ تاريخيٌّ شاهدٌ على إرث المدينة النبوي
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
يُعدّ مسجد الغمامة من أبرز المعالم التاريخية في المدينة المنورة، إذ ارتبط اسمه بسيرة النبي- صلى الله عليه وسلم-، حيث صلى فيه صلاة العيدين وصلاة الاستسقاء، ليبقى شاهدًا على عراقة الإرث النبوي وعمق التاريخ الإسلامي في المدينة.
ويقع المسجد غرب المسجد النبوي الشريف على بُعد نحو 200 متر، في الموضع الذي كان يُعرف قديمًا باسم “المُصلى”، إذ كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يؤدي فيه صلاة العيد خارج المسجد النبوي.
وسُمِّي المسجد بالغمامة لما يُروى أن غمامة ظللت النبي- صلى الله عليه وسلم- حين صلى في ذلك الموضع، وقد بُني المسجد في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – أثناء ولايته على المدينة المنورة، وأُعيد ترميمه وتطويره في مراحل لاحقة ليحافظ على طابعه التاريخي والمعماري الأصيل.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية صلاة الاستسقاء مسجد الغمامة المسجد النبوي الشريف المدينة المنورة
إقرأ أيضاً:
الموشح النبوي في الرسول الأعظم
شعر/ هلال بن سالم السيابي
أيها البارق من ذاك الحمى
لامعا ملء رداء الحندس
***
آه لو تدري الذي بي خيما
أيها البارق من تلك القسي
***
كل هاتيك النصال اشتجرت
بفؤاد بالهوى مشتجر
***
جرت الأقدار فيما قد جرت
أن تفلٌ الصبر بالمصطبر
***
كلما أومضت أشعلت الدما
بفؤاد بالهوى ملتبس
***
آه أشعلت بقلبي ضرما
لليال كضياء القبس
***
لجلال كجلال البيرق
رف ما بين الشبا والمغفر
***
وسناء كسناء الفلق
لاح ما بين الصفا والحجر
***
ضاء في طول وعرض الأفق
وسرى بين السها والمشتري
***
لامع الغرة، زاهي المنظر
عبقري البرد يا للعبقري
***
وتراءى علما مرتسما
شامخ الجبهة لما يسلس
***
لزمانٍ رفٌ طيفاً وسَما
بهوى النفس ومجرى النٌَفَس
***
سمح الدهر به حينا وجاد
والليالي قلما كانت تجود
***
وكذاك الدهر من أيام عاد
في عهود تتوالى وعهود
***
ما ابتدا من خلق الا أعاد
كم أرانا بعد نحس من سعود
***
قُلب هذي الليالي حوٌل
قد يجِدٌ الدهر أو قد يهزل
***
خلقُ للدهر فاعرفه، فما
هو إلا خلسة المختلس
***
آه ما سلٌم حتى أسلما
مدمعَ الصْب لداجي الغلس
***
ليته طال به العهد الكريم
مورق الغرّة كالدُّر اليتيم
***
سابغ الانوار وضاح النجوم
مورق الإجلال موفور النعيم
***
تتثنى الرُّوح منه بالجمال
ورداء السعد وضُاح اللأل
***
ماله في أسطر الدهر مثال
غير ما بالدهر من حسن اللأل
***
مُعلَماً قد بات فينا علما
وسنا أورى سماء الأنفس
***
آه من عهد تقضى مثلما
ينقضي الحلم ولكن ما نسي
***
جل إكليلا على الهام وغار
وسقى النفس بما لم تدَع
***
ورمى المولع منه بالغرار
فتنزّى منه قلب المولع
***
أبدا لم يحسن الدهر الذمار
فسل الأيام عنها لو تعي
***
فعلى رسلك ياذا فاربع
إنما بعد الدياجير النهار
***
ربما من بعد وصل ندما
ما أشد الهجر يوم العرس
***
فاصطبر، فالخطب من امر السما
ربما إن شدَّ يوما يسلس
***
يا لجنبي غداة الأمر جد
كم تنزى القلب منه وشكى
***
كلما جد به الوجد اتقد
ورمى رميته واشتبكا
***
آه من عهد مضى كالحلم
رائع الغرة، زاهي القَسَم
***
يزدهي كالمبسم المبتسم
أو كنحر الغيد محلول الزرد
***
رف حينا لي َ من ذاك الحمى
ثم وافى بالغراب الأوعس
***
ويح نفسي من لَقلبِ حطما
آه من حال الهوى المنتكس!
***
أيها الوامض من عليا الحجاز
من لقلب الهائم المضطرب
***
أنت في جنبي كالسيف الجراز
يالقلب بات بين القضب!
***
ويح نفسي منك يا ابن الأفق
كم أعاني منك مالم أتق
***
وأناجيك ولما ترفق
أنا من حدك مثل الشفق
***
وكذا الوجد إذا ما اضطرما
لم يعد كيسه بالكيس
***
بيد أني كلما الشوق سما
بتٌ من بعد الضحى في عبس
***
ويح نفسي كم تعاني كبدي
من لظى الوجد ويا للمشهد
***
أنا من وجدي بمثل الزبد
لاهب الاضلع رغم المحتد
***
أجتدي من قربه ما اجتدي
وأمني النفس حسن الطرد
***
بيد أني، والهوى معتمدي
مترع الكاس نبيل المقصد
***
كان هما لي، فأضحى همما
يتعالى للمقام الأقعس
***
فإذا لاح بأطراف السما
ضج بي الوجد أسىً في الغلس
***
يا فؤادي والهوى كل الهوى
ما تعالى عن أحاديث الزمان
***
تعرب الآماق عنه والجوى
جل عن معنى المعاني والبيان
***
فاتخذ منه قنا أو زردا
فهو يوم الخطب أعلى مغفر
***
إنه البيرق عزا واللوى
فتسنم منه متن الأشقر
***
زلزل البان وناج العلما
بهوى المختار خير الأنفس
***
واتخذه للمراقي سلما
وليكن حبك خير الترس
***
رفت الدنيا على قرآنه
وزهت منه بنور المرسلين
***
وتعالى الضاد من تبيانه
سلسلا قد عم كل العالمين
***
زلزل الدنيا سنا إيمانه
فَرٍدِ الكوثر واستجلِ اليقين
***
ما كنور المصطفى نور مبين
أو كمثل المصطفى في البشر
***
لم تر الأرض له ندا سما
أبدا في عهدها المندرس
***
شهد الكون له واستعظما
فسل الكون وشاهد واقبس
سائل المعراج عن رحلته
وتأمله بعين المبصر
***
شمل الأفق سنا حضرته
ورأى فيه جلال القدر
***
ورأى الأنوار من غرته
فوق ما للشمس أوللقمر
***
بل رأى المعراج من طلعته
كل مالم ير من شهب السما
***
مارات شهب السما في من سما
بشرا يطوي سماء القبس
***
لا ولا الأفق درى أو علما
بعنان قبله أو فرس
***
رحلة قدسية لم تكن
لسوى طه الرسول الأعظم
***
فتحت باب السما الأيمن
واستنارت بالجلال الأكرم
***
وسمت عن كل شيء ممكن
آية ما إن لها من سُلٌَم
***
ياله من ذي جلال لدني
لم يتح يوما ولما يعلم
***
غادر الارض الى هام السما
بعدما صلى ببيت المقدس
***
فسرى نجما يباري الانجما
عالي العرنين واري القبس
***
في ركاب قبلُ لمّا تركبِ
من سواه من جميع البشر
***
مابدت من بين تلك الحجب
لعظيم قبله أو لسري
***
وحده خص بهذا الموكب
سائرا بين السها والمشتري
***
عجب ما مثله من عجب
لبني آدم طول الأعصر
***
لم تر الأنجم ممن قد سما
بينها يجرى بأزكى فرس
إنها موكب من زار السما
أسرجت صهوته للأقدس
***
وإذا بالملإ الأعلى صفوف
للقاء الزائر المنتظر
***
أرأيتم كيف ترتص الزحوف
في ميادين المقام الأكبر
***
وأولو العزم من الرسل الكرام
أنجم زانت ليالي القمر
***
يتنادون ليوم عبقري
تحت ظل العرش يا للمفخر!
***
ما رأى مثلا له أفق السما
نيرا بين الدراري الكنس
***
ولواء الحمد كان العلما
للجلال النبوي الأقعس
***
قيل ياأحمد قم ولتقف
أيها الروح فذا صرح النزيل
***
موقف للمجد يا للموقف
ماله في صفحة الدهر مثيل
***
لم يتح يوما لذي مجد وفي
أو تعاطاه عظيم أوجليل
***
إنما خص بهذا الشرف
ابن عبدالله ذي المجد الأثيل
***
فتسنم صهوة العز، وما
شئت من مجد بأعلى القدس
***
أنت من حيته أفلاك السما
فاغتنم أفراح هذا العرس!
***
برق اللوح لعينيه فلم
يخطئ الفهم بما أجرى القلم
***
٩عَلٍم التفصيل فيما كان ثم
ودرى الأمر على النحو الأتم
***
من شؤون ومعان وحكم
مدركا أن الهدى أمر حسم
***
وبأن الأمر سيف وقيم
نُظُم محكمة ياللنظم!
***
قد رأى في اللوح ما كان وما
سوف يأتي للورى من أسس
***
بلغ الغاية لما اختتما
رحلة العرش بيوم ما نسي
***
علمت مكة بالامر، فما
سلٌمت بالامر فيمن سلما
***
عرفته صادقا، لكنما
قد رأت في الأمر مجدا معلما
***
سوف يطوي مجدها المنتظما
فتبدت علها تحمي الحمى
***
نزق جلّ بها واحتدما
وقديما أهرق الطيش الدما
***
أقبح الجهل بأن تنكر ما
أبصرت عيناك مثل القبس
***
وكذاك الكفر لو أبصر ما
جلت الشمس رأى كالغلس
***
هب رأت في الأمر خطبا رسما
سوف ياتيها بما لم تحفل
لمَ لمْ تحسب ليوم ربما
سوف يأتي بالجلال الأكمل
***
حكمت رؤيتها في كلما
سوف يدعوها لأدهى مقتل
***
قد رأت فيه الجليل المعلما
فلماذا عقلها لم يعقل
***
صادق القول نبيلا أكرما
ناهض الشان بعقل كيس
***
يربط الأرض بكرسي السما
ويعيد النور بعد الغلس
***
فتنادت، والهوى يحدو الركاب
لحساب لم يكن أي حساب
***
دبرت قتل الأمين المجتبى
علها ترفع من دور الوثن
***
أي عاب ما أرادت أي عاب
ترتمي في أسره طول الزمن
***
قد تمادت في مهاويها فمن
يبصر النور إذا ما الليل جن
ما درت إن حسابات السما
فوق أوهام الظنون الخنس
***
١١٣ وإذاما الله قد شاء فما
لجموع الشرك غير النحس
***
فسرى للغار تحميه السحاب
وحمام الأيك يا نعم الحمام
***
نسجت من حوله عشا وغاب
وتجلى عنكبوت في نظام
***
ناسجا بالغار بابا أي باب
ماله شبه بأبواب الأنام
***
إنه باب لسيف وكتاب
وجلال الدهر، أو عز الدوام
***
يالذاك الغار بل ذاك الحمى
كان للمختار خير الحرس
***
لاذ بالله إليه واحتمى
وأبو بكر له في العسس
***
وأتى يثرب مرفوع الجبين
وله الأنصار سيف وأسل
***
رحبت "يثرب" بالهادي الأمين
واستجابت لنداء الله جل
***
واستعدت بثبات لا يلين
لتحد الهول والخطب الجلل
***
تعرف القوم فقد كانوا المثل
بين أبناء السيوف الحاقدين
***
قد طما الشرك بهم، ياللعمى
إنهم من حقدهم في دنس!!
***
يتنادون لخطب عظما
وليوم أفقه لم يشمس!
***
جاش جيش الشرك يرمي بالشرر
كعباب اليم إما قد زخر
***
زخفوا مثل الجراد المنتشر
يتنادون ليوم قد قدر
***
ويصيحون سنصليكم سقر
مالنا من كفؤ بين البشر
***
وإذا ما العقل ولى ونفر
صغر الإنسان لوكان كبر
***
ضج في "بدر" بهم أفق السما
وغدوا من حقدهم في هوس!!
***
لم يخالوا الأمر إلا حلما
نخوة طاحت بنور الأرؤس
***
فأتوا بدر الهدى مستكبرين
ملأوا السهل بمجر لجب
***
وإذا بالسيف خير الحاكمين
إنه حكم الشبا والقضب
***
بين الشرك والدين المتين
كم ببدر من جلال عجب
***
سنة الله بكل الظالمين
مالهم من أمره من مهرب!!
***
جمعوا للحرب ما قد عظما
فرموا من نحوه بالشٌُمُس
***
عظم الخطب بهم واستحكما
وكذاك الخطب يمسي بالمسي
***
قاد خير الخلق خير العرب
في ذرى بدر بيوم أشهب
***
لم ير التاريخ ندا للنبي
أي ند للضحى في الشهب
***
"عدوة " قد شهدت مالم يكن
من جلال بين ماضي الحقب
***
يدحر الشرك ببيض القضب
ويوارى تحت سود الترب
***
فانجلى المختار واري المنصب
كسنا الشمس بخير الشُّمُس
***
أبدا لولاهم ما عظما
وأضاء الدين مثل القبس
***
وإذا أسد قريش بالقليب
بعدما كانوا اسود البيرق
***
يتضاغون على الدم الصبيب
أهدرته فذلكات الخرق
***
غرهم، والكبر هدام الشعوب
مالهم بين الورى من ألق
***
أشرعوا أسيافهم جهلا، وما
علموا: إن الضلالات عمى
***
حسبوا أن العلا قد حسما
من قديم لقريش الحمس
***
وإذا ما الكفر كان السُّلٌّما
أسلم القوم ليوم بئس
***
شمخ النصر بخيل المصطفى
رفرفا يجلو جلالا رفرفا
***
وسع الدنيا جلالا ووفا
وتبدى الدهر يتلو المصحفا
***
رن في أذن الجهات الاربع
ومحا من شركهم ما قد محا
***
أسمع الأيام مالم تسمع
وأراها المجد أزهى من ضحى
***
يتهادى في البرايا عظما
وارف الظل بهي القعس
***
إنه الدين أرادته السما
طاهر البرد أشم المعطس
***
نوهت بدر بفتح أعظم
لذرى مكة والبيت العتيق
***
شرعت للحكم خير النُّظم
في خلال كشذى المسك الفتيق
***
وإذا الهادي بظل الحرم
يعلن العفو على كل طليق
***
إنه الأعظم، ياللعظم
يغفر الذنب، وللذنب بروق
***
جل بالعفو مقاما وسما
إنه عفو الكريم الأقدس
***
ما ازدهى بالنصر يوما إنما
جعل الغفران طوقا للمسي
***
ومضى من بعدُ يعلي العلما
في أقاصي الأرض في كل الديار
***
يرسل الرسل ويدعو الأمما
لهدى من دونه ضوء النهار
***
ضرب الأصنام ضربا ورمى
ودعا الله لإعلاء المنار
***
أكرمته النفس عن كل انتقام
عن دواعي النفس، عن وتر وثار
***
سيد الدنيا تجلى وسما
كالضحى في آهل أو يبس
***
ماله ماله إلا إلى الله انتمى
والورى من حلمه في نَفَس
***
جهز الأجناد تحت العلم
تملأ الارض رشادا وجلال
***
وسنا الذكر ونور القلم
يمحوان الجهل محوا والضلال
***
ترتمي راياته في الظلم
مالها هم سوى زرع الكمال
***
داعيا كل الورى والأمم
لظلال الله يا نعم الظلال
***
فتح الله له الدنيا فما
حفها إلا بمثل النرجس
***
وإذا ما الله يوما أبرما
لك أمرا، فعلى الشمس اجلس
***
شمست "غسان" من بعد على
" مؤتة" والسيف واري المضرب
***
وهم أهل العوالي والعلى
مالهم لم يحسبوا للحسب
***
وأتت بالحمق خطبا جللا
حينما خاست بمبعوث النبي
***
ربما قد غرها الروم بما
لهم من بحر جيش لجب
***
ملأوا "الأردن" جيشا عرما
يتهادى بلواء القسس
***
وأطاحت بسنا "ماء السما"
ياله من ضلة أو هوس!
***
ورأى " آل يهوذا " أن ما
قد جرى فوق تصاريف البشر
***
إنه الفجر سيجلو الظلما
ليس من ليل إذا الفجر سفر
***
فتداعت وهي تدري أنما
تحته من عوده لا يعتصر
***
ورأت أن التلاقي حتما
مالها عن مشرب الحر مفر
***
غدرت، والغدر طبع خيما
في تراقيها، ولما تيأس
***
يالها كم واجهت رسل السما
بظلام كالدجى المنطمس
***
وأتت تزحف فيمن زحفا
من قريش الكفر نحو المرسل
***
لا ترى للحق معنى والوفا
لعهود او لميثاق جلي
***
١ظاهروا "الأحزاب" جهرا وخفا
واستعدوا بالشبا والأسل
***
حسبوها ضلة أو سرفا
إن هم لم ينهضوا بالجحفل
***
فرموامن لدن الله بما
فاقهم من سوء بأس أبأس
***
وبدا النصر مبينا معلما
بين سيف مبرق أو ترس
***
يالهم من رهط كفر غادر
كاد أن يلوي بهام البيرق
***
طم كالوادي الجموح الهادر
بجموع الكفر من كل شقي
***
نفروا نفرة معز نافر
ليبوءوا بالأسى والأرق
***
حشروا أنفسهم في أضيق
نفق، ما إن لهم من ناصر
***
لبسوا الغدر رداء كلما
ذكروا باءوا بخزي أوكس
***
وأبو سفيان يحدو العلما
ياله من قائد منتكس
***
برق النصر من الله فما
لبني الأحزاب إلا الهرب
***
فرأوا والروع إن يوما طما
لم يكن من دونه منقلب
***
رب نصر جل شأنا وسما
لم تسطره الشبا والقضب
***
وإذا ما الفجر يوما بَسَما
طويت دون سناه الحجب
***
حكَّم المختار "سعدا " بعدما
نقضوا العهد بحقد أشرس
***
وإذا ما السيف كان الحكما
ليس يبقي ضوءه من حندس
***
يا لسعد من هزبر ضيغم
أبصر الحق كنور الفلق
***
حكَّم السيف وداوى بالدم
ليس كالسيف لثني الأحمق
***
أيد المختار حكم الحكم
إنهم من ظلمهم في غسق
***
لو وفوا بالعهد، والعهد خُلق
لرأوا خير معاني الكرم
***
عرفوه صادقا لكنما
حاولوا قرع الشبا بالترس
***
والوفا بالعهد خلق العظما
وهم من خلقهم في دنس!
***
زانت الأرض بوشي نورا
حافتيها بالهدى المنتشر
***
ضحك السعد بها واستنفرا
كل آيات الجمال المسفر
***
يسطع النور بها مستبشرا
بجلال لم يكن للبشر
***
ويغني الزهو فيها مُكبِرا
بهجة الشمس بها والقمر
***
وإذا الأرض بتوقيع السماء
قبس قد ضاء للمقتبس
***
وإذا بالكون مزهو لما
رسمت آي الهدى من أسس!
***
ملأ الأرض جلالا وهدى
وسقاها من أفاويق الكمال
***
فإذا ما أنت أبعدت المدى
نظرا فيما جرى خلت المحال
***
ليس في الإمكان ما قد شهدا
بصر الأيام مما لا ينال
***
فاعذر الأيام عنه والليال
واترك الأخبار تدعو المبتدا
***
فتح الله به الدنيا كما
فتح الأخرى به للشمس
***
وإذا ما الله يوما عظّما
أمة أكرمها بالقدس
***
ربط الله بهام المشرق
مغرب الدنيا على خير طراز
***
تلتقي فيه بمجد مورق
ثابت الأركان محمود الجراز
***
مشرق الانحاء، يا للمُشرق
ربط الدنيا جميعا بالحجاز
***
"يثرب" ترسم وجه المشرق
وسناها بذرى الأطلس جاز
***
بل سما عن كل ما تحت السما
من خلال أو جلال مشمس
***
صنعة الله تعالى ختما
بضياها خير دين أقعس
***
أكمل الله به الدين الأتم
وأتم النعمة المكتملة
***
في سمو و رشاد وقيم
بل لأسباب العلى مشتملة
***
أكرم الله بها خير الأمم
فسمت فوق الشعوب الكملة
***
أشرقت من خير مبعوث بفم
صلة بالله يانعم الصلة
***
وملاذا للبرايا رسما
وصراطا للعلى المنبجس
***
ملأ الأرض سناها والسما
ورماها بالجلال الأقدس
***
في ذرى " مكة" في حج الوداع
أرشد الأمة خير المرسلين
***
لعلاء ونظام واجتماع
بالبيان الطهر والقول المبين
***
ملأت صيحته كل البقاع
وستبقى عبر آلاف السنين
***
إنها أنور من ذاك الشعاع
إن تكن محصت آي المرسلين
***
ردد الكون صداها مثلما
نار منها الكون بعد الغلس
***
وتعالت في الليالي قيما
دونها كل نفيس أنفس
***
قيم بيض وغر زاهرة
كالضحى ملء سماء الخافقين
***
كل آي كالدراري الزاهرة
سنها خير الورى للثقلين
***
ربطت دنيا الورى بالآخرة
درر زانت عقد اللجين
***
سل بها الأيام تخبرك اليقين
أنها خير الخلال الباهرة
***
لورعاها الناس يوما ذمما
لرأوا زكي المغرس
***
ليت شعري لو فدوها بالدما
لمشوا فوق النجوم الكنس!!
***
إنها من خير ما جاءت به
رسل الله الى كل البشر
***
مالها عند الهدى من شبه
اي شبه للضحى او للقمر!!
***
قبلها الكون على غيهبه
فتجلت كالثريا فسفر
***
لازمته منذ أن ضاءت ب
وستبقى حية طول العُُصُر
***
فبها العهد الكريم اختتما
رحلة النور لمسرى القدس
***
رُجّت الأرض ربى أو قمما
وتعالت بالخيام الأقدس!
-----
** كنتُ قد تشرفت بنشر هذا الموشح في الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، لكنه احتوى بعض التنافر والاختلال، فقمت بإصلاح ذلك بتوفيق من الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.