ترامب: لا يوجد جدول زمني لنزع سلاح حماس.

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

"حماس" على مفترق طرق

 

 

 

د. أحمد يوسف **

 

بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار وموافقة حركة حماس على الاتفاق، كان السؤال الأكثر تداولًا في وسائل الإعلام، وفي المقابلات التي أجريتها على الفضائيات العربية والدولية، يدور حول مسألة نزع سلاح حماس ومستقبل الحركة في ترتيبات ما بعد "اليوم التالي".

بطبيعة الحال، لن تُسلِّم حماس سلاحها قبل التوصل إلى ترتيبات تضمن سلامة قياداتها وكوادرها في الداخل، وذلك ضمن صيغةٍ أمنيةٍ ستشرف عليها الدول العربية والإسلامية التي ساهمت في إقناع الحركة بتوقيع الاتفاق. فعملية نزع السلاح ليست إجراءً آنيًا؛ بل مسار سياسي وأمني معقّد يحتاج إلى وقت قد يطول أو يقصر، تبعًا لمدى جدّية التحركات الدولية، وتقدّم عجلة السلام في الاتجاه الصحيح، ووجود حلٍّ سياسي يبدد أسباب المقاومة ويفتح أفق الأمل أمام الشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، يمكن الاستفادة من تجربة إيرلندا الشمالية واتفاق "الجمعة العظيمة" عام 1998، الذي أنهى مظاهر العنف بين الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) والجيش البريطاني. فبعد سنوات من التفاهمات، تمّ التوافق في عام 2005 على أن البلاد أصبحت خالية من السلاح، دون أن يُقال إنّ كلَّ قطعة سلاح قد سُلِّمت بالفعل.

في الحالة الفلسطينية، يمكن للسلطة الوطنية أن تلعب دورًا في تحييد سلاح المقاومة ضمن ترتيبات تحفظ الكرامة الوطنية، طالما توفَّر استقرارٌ أمنيٌ وضمانات سياسية واضحة؛ فالقضية، في جوهرها، مرتبطة بمدى التزام إسرائيل بمسار السلام، وبإمكانية الوصول إلى دولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة.

أما التساؤل الآخر، فيتعلق بمستقبل حركة حماس بعد الاتفاق، وتعهدها بأنها لن تعود لحكم قطاع غزة. غير أن الواقع يشير إلى أن الحركة تدير تنظيمًا يزيد تعداده على 100 ألف في القطاع، وربما أكثر من ذلك في الضفة الغربية. لذا، من الطبيعي أن تفكر حماس في إنشاء حزبٍ سياسي يمكّنها من المشاركة في الحياة السياسية، لكن هذه المرة في إطار اتفاق وطني شامل، وضوابط يحددها النظام السياسي الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير، في سياق شراكة وطنية تقوم على القواسم المشتركة لا على أجندات فصائلية ضيقة.

إنّ حماس، بحزبها الجديد وتطلعاتها الوطنية، ستكون جزءًا من الحراك السياسي الفلسطيني، تسهم فيه بفاعلية ومسؤولية لتحقيق المصالح الوطنية العليا، ولإعادة بناء النظام السياسي على أسس من الشراكة والتكامل لا الإقصاء والانقسام.

وفي التأمل الأخير، يمكن القول إنّ ما تعيشه حماس اليوم ليس مجرد تحوّل سياسي؛ بل هو جزء من مسارٍ أوسع تخوضه الحركات الإسلامية المعاصرة بين متطلبات الشرعية الوطنية واستحقاقات الواقعية السياسية. فكما انتقلت حركات المقاومة في تجاربٍ عدة من خنادق المواجهة إلى ميدان السياسة، فإنّ التحوّل من البندقية إلى الكلمة، ومن المقاومة إلى المشاركة، هو خيار الوعي لا الاضطرار، وهو طريق النضج الذي تتكامل فيه القيم والمصالح من أجل فلسطين ومستقبلها.

** مستشار سابق لرئيس الوزراء الفلسطيني الراحل إسماعيل هنية

مقالات مشابهة

  • ترامب يجيب..متى سينزع سلاح حماس؟
  • ترامب: لا جدول زمني قطعي لنزع سلاح حماس ضمن اتفاق غزة
  • نتنياهو: حرب غزة ستنتهي بعد انتهاء المرحلة الثانية من الهدنة بما في ذلك نزع سلاح حماس
  • "حماس" على مفترق طرق
  • نزع سلاح المقاومة.. غزة ليست بلفاست
  • انسحاب إسرائيل ونزع سلاح حماس يهددان اتفاق ترمب في غزة
  • مباشر. إسرائيل تتسلم جثة رهينة وتطالب حماس بالالتزام بالنقاط العشرين في خطة ترامب وتحذّر: الوقت ينفد
  • الاتحاد الأوروبي يدرس المساعدة في نزع سلاح حماس
  • تحذير سعودي إماراتي: الحرب ستعود بسبب تنازلات الوسطاء تجاه نزع سلاح حماس