ثقافة الإسكندرية يكرم اسم الشاعر حسني منصور ضمن برنامج عطر الأحباب
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
أقام فرع ثقافة الإسكندرية، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، مساء اليوم /الأحد/، لقاءً بقصر ثقافة الشاطبي، لتكريم اسم الشاعر السكندري الراحل حسني منصور، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة للاحتفاء برموز الإبداع الأدبي والفكري.
وقال الشاعر دكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، إن تجربة الشاعر حسني منصور عميقة الجذور، حيث اتسمت كتاباته بالصدق الإنساني، ولم تكن القصيدة لديه مجرد تعبير بل محاولة لاستعادة المعنى الضائع.
وأضاف شومان أن الشاعر حسني منصور التقط نبض الشارع وهموم المواطن، وتناول في أعماله حياة المهمشين، مستخدمًا كلمات عذبة، وحس لغوي بارع.
من جهته، قال الشاعر عبده الزراع، مدير الإدارة العامة للثقافة العامة، إن الشاعر الراحل حسني منصور يُعد من أهم شعراء فترة التسعينيات من القرن الماضي، حيث قدَّم الكثير من الإبداعات للحياة الثقافية، وكان شاعرًا حقيقيًا وإنسانًا نبيلًا، له تجربة شعرية فريدة ذات طابع أصيل.
اختتم اللقاء بتكريم اسم الشاعر الراحل حسني منصور، حيث تسلم شقيقه درع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشهادة تقدير وفاء لعطائه ودوره في إثراء قصيدة العامية.
شارك في اللقاء أماني شاكر، مدير الإدارة العامة للمكتبات، والفنانة دكتورة منال يمني، مدير فرع ثقافة الإسكندرية، والشعراء صادق أمين، ودكتور محمد دوير، وجابر بسيوني، ومحمود عبد الصمد، ولفيف من أدباء و شعراء الإسكندرية.
أُقيم اللقاء ضمن برنامج "عطر الأحباب"، الذي أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بهدف إلقاء الضوء على سيرة ومسيرة كبار الشعراء والكتاب وتقديم شهادات حول تجاربهم الإبداعية بمسقط رؤوسهم، ونُفِّذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي.
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر حسني منصور تقلد عدة مناصب بالثقافة الجماهيرية، من بينها رئيس نادي الأدب المركزي، ورئيس نادي أدب قصر ثقافة مصطفى كامل، صدر له عدة دواوين شعرية، منها "رجل بسيط وأشياء بسيطة"، و"شجن طازة"، و"عند باب البحر"، و"تلقيمة ناي"، حصل على العديد من الجوائز والتكريمات من وزارة الثقافة، وعدة مؤسسات وجمعيات ثقافية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرع ثقافة الإسكندرية هيئة العامة لقصور الثقافة برامج وزارة الثقافة قصر ثقافة الشاطبي ثقافة الإسکندریة اسم الشاعر
إقرأ أيضاً:
ثقافة «نحن» في زمن «أنا»
سألت صديقي السؤال المعتاد، الذي نبدأ به كل لقاء بعد طول انقطاع: كيف العمل؟
ابتسم وقال بلغة محبطة:” الصراع في العمل لا ينتهي بين الإدارات ورؤساء الأقسام. الكل يريد أن ينتصر، حتى لو على زميله. في المكان الذي أعمل فيه، لا أحد يفرح لنجاح الآخر، بل يتمنى أن يفشل ليبقى هو في الصورة”. ثم قال جملة علقت في ذهني:”الكل يبحث عن مجد شخصي لنفسه، ولا يريد أن يشاركه أحد”.
تأملت كلماته طويلاً. المجد الشخصي بدلاً من نجاح الفريق! كيف يمكن لمؤسسةٍ أن تنهض، أو لإنجازٍ أن يكتمل، إذا كانت الأنانية هي اللغة السائدة، والحسد هو الوقود الذي يحرك العلاقات؟ هذه ليست مجرد مشكلة في مستشفى يعمل فيه صديقي، بل هي مرآة لثقافةٍ آخذة بالانتشار في كثير من بيئات العمل الحديثة، حيث يُقاس النجاح بعدد النجوم على الصدر لا بعدد الأيدي التي تعاونت للوصول إلى الهدف.
قرأت مؤخراً مقالاً للكاتب والطبيب الأمريكي إيمامو توملينسون بعنوان” اصنع ثقافة تقدّر إنجاز الفريق أكثر من النجاح الفردي”، تحدث فيه عن تجربة مؤسسته الطبية التي اختارت أن تبني مجدها على روح”نحن” بدلاً من”أنا”. يصف الكاتب تلك الثقافة بـ”الثقافة الباهرة”، لأنها تُعيد تعريف النجاح لا بوصفه بطولة فردية، بل عملاً جماعياً يخلق معنى وولاءً وابتكاراً لا يتحقق إلا بتكامل الجهود.
في عالمٍ يرفع شعار المنافسة الفردية، تبدو هذه الفكرة مثالية وربما ساذجة للبعض. لكن توملينسون يثبت العكس؛ فحين تُمنح الفرق الثقة والمسؤولية، وتُكافأ على التعاون لا على التفوق الفردي، يصبح الإنجاز أعمق وأبقى. لقد تحولت مؤسسته من مجموعة أطباء طوارئ إلى شراكة وطنية متعددة التخصصات؛ بفضل هذا المبدأ البسيط: إن النجاح الحقيقي يولد عندما يُضيء الجميع، لا حين يسطع نجم واحد ويخفت ما حوله.
ثقافة الفريق لا تعني إلغاء الطموح الفردي، بل تهذيبه وتوجيهه نحو هدفٍ مشترك. ففي الفرق الناجحة، لا يُقاس التميز بمن يسجل الهدف، بل بمن صنع التمريرة. في الرياضة يسمونها “التمرير الحاسم”، وفي الحياة يسمونها”المساندة الصامتة” التي تجعل الآخرين يبدون عظماء. هذا النوع من العظمة لا يحتاج إلى تصفيق، لأنه يعرف أن قيمته في أثره لا في اسمه.
ولأن القيادة هي من تصنع المناخ، فإن القائد الذي يزرع هذه الثقافة يبدأ بنفسه. لا يخاف أن يشارك المجد، ولا يضيق إذا أُشيد بغيره. إنه يخلق بيئةً يزدهر فيها الجميع، بيئةً يشعر فيها كل فرد بأن صوته مسموع، وأن رأيه مهم، وأن نجاح الفريق ينعكس عليه بالكرامة والرضا لا بالجوائز فقط.
في المقابل، المؤسسات التي يهيمن فيها منطق “أنا أولاً” تتحول إلى ساحات صراع. الكل يراقب الكل، الثقة تتآكل، الإبداع يخنق نفسه خوفاً من السرقة أو الإقصاء، وتتحول بيئة العمل إلى سجنٍ ناعم لا يُنتج سوى التعب.
العمل الجماعي ضرورة إستراتيجية في عالمٍ معقد لا يمكن لفردٍ واحد أن يحيط به. فالعقل الجماعي أذكى من أذكى الأفراد، حين يكون موجهاً نحو هدفٍ مشترك. ومن يفهم هذا المبدأ يدرك أن النجاح الحقيقي لا يقوم على مبدأ الفوز والخسارة، بل على مبدأ “نربح جميعاً أو نخسر جميعاً”.
ربما كان صديقي على حق في وصفه للواقع، لكن الأمل أن يتحول الوعي بهذا الواقع إلى بداية تغيير. فالمؤسسات لا تنهض بالعقول الفردية فقط، بل بالأرواح التي تتناغم، وبالقلوب التي تدرك أن المجد حين يُشارك… يكبر.