حذر مايكل ميلشتين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة "تل أبيب"، من تحولات ما بعد الحرب في غزة، مع صعود التنافس الدولي والتدخل الأجنبي، قائلا، إن الواقع الجديد في غزة يعكس تنافسًا دوليًا متزايدًا قد يُعقد الوضع بالنسبة لـ"إسرائيل"، لكنه في الوقت نفسه يفتح أبوابًا لاستراتيجيات جديدة، إذا ما استغلت "إسرائيل" الفرص بحكمة.



وأضاف ميلشتين، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه مع انتهاء الحرب وبعد عامين من الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على قطاع غزة، برزت معالم جديدة داخل الساحة الغزية، حيث بدأت أطراف أجنبية، مخضرمة وجديدة، بالتدخل بشكل متزايد، مما يُشكّل منافسة مباشرة لـ"إسرائيل"، ففي الوقت الذي تلتزم فيه الأخيرة بحزم باتفاق إنهاء الحرب وتُلمّح إلى احتمال العودة إلى القتال، تحاول هذه الأطراف فرض وقائع جديدة على الأرض، وهو واقع لا يتماشى تمامًا مع مطالب "إسرائيل"، خاصة فيما يتعلق بحركة حماس.


ولفت إلى أنه من بين الأطراف الفاعلة، برزت قطر كأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في غزة، حيث استأنفت دورها كداعم رئيس للقطاع، بل ربما عززت نفوذها مقارنة بفترة ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال ميلشتين، إن قطر، التي تعرضت لانتقادات شديدة خلال الحرب وسعت "إسرائيل" لتقليص نفوذها، شنت "هجومًا مضادًا" باستخدام أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية، وتمكنت من كسب دعم الإدارة الأمريكية، رغم شعور كبار المسؤولين الأمريكيين.

وفي خطوة لافتة، أضاف الكاتب الإسرائيلي: "يقال إن قطر لعبت دورًا في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقبول رد حماس على خطته ذات العشرين نقطة، على الرغم من عدم تلبيتها كل المطالب الإسرائيلية، خاصةً نزع سلاح الحركة". وأشار إلى أن قطر الآن إلى صياغة تسوية جديدة تركز على التمييز بين "الأسلحة الهجومية" التي لن يُسمح لحماس بامتلاكها و"الأسلحة الدفاعية"، بهدف تحقيق صيغة مقبولة للإدارة الأمريكية.

إلى جانب قطر، سلط ميلشتين، الضوء على تركيا، وقال إنها تسعى تركيا إلى تعزيز وجودها في غزة، مستغلة علاقتها الوثيقة مع الدوحة و"انتمائهما المشترك لجماعة الإخوان المسلمين". وق زعمه
وأضاف أن أنقرة "يبدو أنها تسعى لتوسيع دورها عبر تقديم مساعدات اقتصادية وربما ترسيخ وجود أمني محدود في القطاع.

من منظور حماس"، مشيرا إلى  أن "وجود قطر وتركيا في غزة يعزز قدرتها على الاستفادة من الدعم المالي واللوجستي، بما في ذلك الاحتياجات العسكرية". وفق قوله.

أما مصر، التي قال عنها ميلشتين، إنها تحاول اللحاق بالركب، تحاول استعادة نفوذها في غزة عبر مبادرات دبلوماسية تهدف إلى تشكيل حكومة بديلة تتبع لنفوذها. وأضاف أن "القاهرة تسعى إلى توحيد الفصائل الفلسطينية وتدريب قوات تابعة للسلطة الفلسطينية بهدف نشرها في غزة".


وفي هذا السياق "تعمل مصر على تنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية التي طُرحت قبل عام، والتي تدعو إلى تشكيل مجلس محلي يدير شؤون القطاع دون مشاركة حماس، مع وعود بمناقشة نزع سلاح الفصائل لاحقًا، بالإضافة إلى ذلك، تسعى مصر إلى قيادة جهود إعادة الإعمار المدني في غزة، مما يعزز دورها الاقتصادي والسياسي".

أما بالنسبة للدور السعودي والإماراتي، فإن ميلشتين، قال إنهما تراجعا أمام قطر وتركيا، وعلى النقيض، تواجه السعودية والإمارات تحديات في ترسيخ وجودهما في غزة.

وقال إن الدولتين، اللتان تعارضان جماعة الإخوان المسلمين، كانتا تأملان في لعب دور محوري في إعادة ترتيب الأوضاع في غزة، ونتنياهو كان يفضل تعميق نفوذ الرياض وأبوظبي بدلًا من الدوحة، لكن انسحابهما من المشهد يفسح المجال أمام قطر وتركيا لتعزيز وجودهما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الفلسطينية غزة قطر فلسطين غزة قطر نتنياهو ادوار دولية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

"أطرافٌ مبتورة وشظايا مغروسة بأجسادهم ".. موظفة يونسيف: هذا واقع أطفال غزة جراء الحرب

غزة - ترجمة صفا

استعرضت المتحدثة باسم اليونيسف روزاليا بولين واقعا هائلا من المآسي التي يتعرض لها الأطفال في قطاع غزة خلال عامين من الحرب.

تقول بولين في مقابلة صحفية إن مدنا بأكملها تحولت إلى أنقاضٍ وخراب، ومستشفياتٌ تحولت إلى جحيم ومدارسٌ مدمرة وأطرافٌ مبتورة، ومساعداتٌ حيويةٌ محرومة، أطفالٌ سُلبت منهم طفولتهم.

وشهدت روزاليا بولين، الموظفة في اليونيسف، الدمار الذي خلّفته أكثر من عامين من الحرب في قطاع غزة.

وكانت المتحدثة وصلت إلى غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2024، ومكثت هناك طوال فترة حظر المساعدات في مارس.

أوضحت في المقابلة: "دوري هو توثيق وضع الأطفال في قطاع غزة، وكذلك توثيق استجابتنا الإنسانية. التقيتُ بعدد لا يُحصى من الناس. قابلتُ العشرات من الأطفال، والآباء، والممرضات، والعاملين الصحيين، ومهندسي المياه".

وقالت: "الوضع حرج والأمر يفوق قدرة العقل على استيعابه".

وتُقدّر اليونيسف أن 28 طفلاً يُقتلون في قطاع غزة يوميًا منذ الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضافت: هذا فصل دراسي مليء بالأطفال. تخيّل فصلًا دراسيًا مليئًا بالأطفال يُقتلون يوميًا.

وقالت: نحن لا نتحدث عن الأرقام، بل نتحدث عن الأولاد والبنات، عن أطفال الناس.

وأضافت المتحدثة أن هذه الأرقام لا تشمل أكثر من 44,000 طفل أصيبوا بجروح وربما تشوهات دائمة. "نحن نتحدث عن أطفال مصابين بحروق من الدرجة الثالثة، وشظايا مغروسة في أجسادهم، ورصاصات في أضلاعهم لا يستطيع الأطباء إخراجها، وأجزاء مفقودة من جماجمهم. أطفال أصيبوا في عيونهم فأصيبوا بالعمى، وبترت ذراع أو ساق."

وأضافت أن الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية أو المرض أو عدم القدرة على الحصول على الرعاية الطبية لا يظهرون في الإحصاءات الرسمية.

انهارت أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات، مما أتاح انتشار الأمراض على نطاق واسع. قالت بولين: "الجميع يطلبون الماء والطعام. الأطفال حفاة، يرتدون ملابس صيفية ممزقة. شعرهم متسخ. يبدو الناس بائسين. الجميع بائسون".

وأضافت بولين: "لقد نجت الغالبية العظمى من الناس من الغارات الجوية أو غيرها من أشكال العنف". وتعتقد اليونيسف أن جميع أطفال غزة، أي ما يقرب من نصف سكان القطاع، بحاجة إلى دعم نفسي، فقد عانوا من الخسارة، ورأوا آخرين يُصابون، ورأوا آخرين يموتون". كان الأطفال الذين تحدثت معهم يخشون الموت، لكن "الأمر الذي كانوا يخشونه أكثر هو أن يموت آباؤهم ويبقوا وحدهم".

وتشير إلى أن الأطفال غالبًا ما يساعدون في جمع الطعام أو الماء. 

وتظهر على الأطفال أعراض القلق، وتوقف بعضهم عن الكلامو ويمكنكم ملاحظة خوفهم الشديد. هناك أزيز مستمر للطائرات المسيرة بمجرد اقترابها، وخاصة الأطفال الصغار، يتوقفون عن فعل ما يفعلونه. يتجمدون في مكانهم، مرعوبون، ويبدأون بالبكاء".

"اشتمام رائحة الموت"

تدعم اليونيسف أطفال غزة منذ ثمانينيات القرن الماضي. على سبيل المثال، أنشأت الوكالة محطة لتحلية المياه للمساعدة في جعل المياه قليلة الملوحة صالحة للشرب. يقول بولين: "لطالما كانت المياه مشكلةً في قطاع غزة".

ومع الحرب، تكيفت العمليات مع "ظروف قاسية"، كما قالت. توقفت مضخات الصرف الصحي عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، مما أدى إلى تناثر البراز البشري في الشوارع، مما يُشكل مخاطر على الصحة العامة.

قالت: "كان سوء التغذية الحاد شبه معدوم في قطاع غزة قبل الحرب مباشرة". وأضافت أنه بعد عامين، شُخِّص أكثر من 28,000 طفل بسوء التغذية الحاد في شهري يوليو وأغسطس وحدهما. وتوفيت في سبتمبر طفلة في التاسعة من عمرها التقتها بولين في أغسطس.

وأكد تحليل أجراه خبير نيابة عن الأمم المتحدة في أغسطس الماضي وجود مجاعة في أجزاء من غزة.

ومن بين مستشفيات قطاع غزة الـ 36، لم يبقَ سوى 16 مستشفىً مفتوحًا، ولا يعمل أيٌّ منها بكامل طاقته.

وقالت بولين: "لا أعلم إن كان بإمكاننا تسميتها مستشفيات بعد الآن. تبدو بمناطق حرب. الناس في كل مكان، في مدخل المستشفى، وفي الممرات، وفي ما كان يُرجَّح أنه كان دورات مياه، وفي غرف المرضى فالإمدادات شحيحة. "تشم رائحة دم. رائحة فضلات بشرية. رائحة موت. إنه مكان فوضوي وجحيمي للغاية. لا أجد كلمات أخرى لوصف هذا."

ورغم القصف، لا يزال الأطفال يولدون، كما قال بولين حيث تضطر النساء للولادة في ظروف بالغة الصعوبة والقسوة. كما ازداد عدد الأطفال الخُدّج، بانخفاض وزنهم عند الولادة وتشوهات خلقية أخرى، في وقتٍ أصبح فيه الحصول على الرعاية الصحية أصعب من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشن غارات جديدة.. وواشنطن تسعى لـ"إنقاذ" اتفاق غزة
  • إسرائيل تشن غارات جديدة.. وواشنطن تسعى لـ"إنقاذ" اتفاق غزة
  • غزة.. إسرائيل تهاجم رفح وبن غفير يحرض لاستئناف الحرب
  • "أطرافٌ مبتورة وشظايا مغروسة بأجسادهم ".. موظفة يونسيف: هذا واقع أطفال غزة جراء الحرب
  • إسرائيل تدرس إجراءات جديدة إذا لم تُعد حماس جثامين الرهائن
  • محلل سياسي إسرائيلي: نتنياهو ترك العصابات التي موّلها في غزة تواجه مصيرها
  • إسرائيل تسلم دفعة جديدة من جثامين شهداء غزة
  • فانس يعتزم زيارة إسرائيل.. ما الملفات المطروحة على الطاولة؟
  • قائد "سنتكوم" يزور إسرائيل للإشراف على تنفيذ آلية وقف الحرب بغزة