نزوى- الرؤية

نظمت شرطة عُمان السلطانية بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة أمس، ندوة علمية بعنوان "مسيرة المرأة في شرطة عُمان السلطانية"، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، وبمشاركة جامعة السلطان قابوس.

واستعرضت الندوة عدة أوراق ناقشت موضوعات متنوعة منها، إسهام مؤسسات المجتمع المدني في تمكين المرأة العُمانية، والحماية التشريعية لحقوق المرأة في سلطنة عُمان، ومسيرة ومجالات عمل المرأة العُمانية في شرطة عُمان السلطانية، ودور الشرطة النسائية في تعزيز الشراكة المجتمعية، إضافة إلى دور أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة في تأهيل وتطوير قدرات الشرطة النسائية وتعزيز جهودها في البحث العلمي والابتكار، كما تضمنت الندوة عقد جلسات نقاشية وعرض مقطع مرئي بعنوان "المرأة العُمانية.

. عهد الولاء ومسيرة العطاء".

وتأتي إقامة هذه الندوة لتسليط الضوء على دور الشرطة النسائية كنموذج مشرف للعطاء والانتماء وتوثيق مسيرة المرأة العُمانية في شرطة عُمان السلطانية، وعرض إنجازاتها ومساهماتها في مختلف مجالات العمل الشرطي، والفرص المستقبلية لتعزيز دورها بشكل أكبر.

الشكيلية:

وقالت سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم: "هذه الندوة قربتنا أكثر من الواقع الذي تعيشه المرأة في شرطة عُمان السلطانية. ندرك أن العمل في المنظومة الأمنية والشرطية محفوف بالتحديات، إلا أن تمكين القيادات والتأهيل والتدريب الذي حظيت به منتسبات شرطة عُمان السلطانية أسهم في مواجهة هذه التحديات وتحقيق إنجازات ملموسة في ميادين العمل ليس في الجانب الأمني فقط؛ بل نجدها أيضًا في مجالات القيادة والتعليم والبحث العلمي والتدريب والجوانب الفنية والتقنية، ونحن فخورون برؤيتها تتقدم في مختلف المناصب، بما يعزز من حضورها ودورها الفاعل في المجتمع".

وقالت المقدم أميرة بنت محمد الحديدية مدير معهد الشرطة النسائية بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة إن أهمية هذه الندوة تتجلى في توثيق المسيرة التاريخية للشرطة النسائية وإبراز دور المرأة في جهاز شرطة عُمان السلطانية منذ تأسيسه، إلى جانب تعزيز الصورة الإيجابية للمرأة العُمانية من خلال استعراض قصص نجاح واقعية. وأضافت أن الندوة تشكل منصة لتبادل الخبرات بين الكوادر النسائية، وتسهم في وتعميق الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة كشريك فاعل في تحقيق الأمن والتنمية الوطنية.

وقالت الدكتورة ريا بنت حمد المعمرية أستاذ مساعد في العمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس: "سُعدت بمشاركتي بورقة علمية في هذه الندوة التي تسلط الضوء على مسيرة المرأة في شرطة عُمان السلطانية". وقدمت المعمرية ورقة عمل تناولت إسهامات المجتمع المدني في تمكين المرأة العُمانية؛ باعتبارها فاعل أساسي في التغير المجتمعي والتنمية المحلية، كما ناقشت بعض الأخطاء الشائعة التي تتعلق بتمكين المرأة والحلول التي يجب اتخاذها في هذا الجانب، إضافة إلى استعراض تجارب عالمية ومحلية في تمكين المرأة في التنمية المجتمعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المرأة الع مانیة الشرطة النسائیة السلطان قابوس مسیرة المرأة تمکین المرأة هذه الندوة

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العُمانية

 

المرأة على مر العصور هي محور الحياة وتلعب دوراً حيوياً وفعّالاً في بناء مجتمع مستدام وشامل منذ بداية الخلق، فالأسرة هي نواة المجتمع والمرأة هي نواة الأسرة وعمادها واستقرارها. وتعتبر المرأة من أهم ركائز التنمية في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية. وقد سطرت المرأة على مر العصور والتاريخ أعظم الإنجازات بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تنشئة جيل متخلق بالمبادئ والمهارات والثقة بالنفس ومستعد للانخراط بالمجتمع بشكل فاعل، وتقديم الدعم والنصح والاستشارة لأفراد أسرتها فهي الأم، والأخت، والابنة، والزوجة التي سطرت قصصا لعظام الرجال، حتى قيل "وراء كل رجل عظيم أمرة عظيمة"، وقد كرم الإسلام المرأة وأوصى بها خيرا، فالمرأة في الإسلام مصانة الحقوق وكرامتها فوق كل اعتبار، وقد كرم الله النساء العظيمات ووثق أسماءهن في القرآن العظيم تكريما وتمجيدا لهن، وكأمثلة للنساء القدوات آسيا بنت مزاحم ومريم ابنة عمران، حيث قال الله تعالى عنهما في القرآن العظيم:" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين *وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" (الآية ١١-١٣ سورة التحريم ) وعن بلقيس ملكة سبأ ذكرها الله في سورة النمل:" إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ".

والمرأة العُمانية حالها كحال نساء العالم مبدعة ومثقفة ولها احترام وحضور كبير في المجتمع العُماني بكل مفاصل الحياة، ويشهد بذلك التاريخ والوثائق العُمانية التي سطرت العديد من الإنجازات من خيرة نساء عُمان، منهن المربيات والعالمات والأديبات ورائدات الأعمال والمستشارات في الاقتصاد والسياسة. فمن أبرز الشخصيات النسائية العُمانيات المشهورات اللاتي خلدتهن الذاكرة: العالمة عائشة الريامية، والملكة شمساء، والسيدة موزة بنت أحمد البوسعيدية، والسيدة ثريا بنت محمد بن عزان البوسعيدية.

وفي عصرنا الحديث، فإن دورها أصبح أكثر وضوحاً وتقنيناً في دولة المؤسسات. لقد أصبحت عنصراً أكثر فاعلية، تشارك في جميع المجالات لبناء مستقبل أفضل للمجتمع. فهي المربية والمثقفة والمعلمة، والطبيبة، والمهندسة، كما شغلت مناصب مهمة في المجتمع منها المناصب التشريعية والسياسية.

إن تمكين المرأة والاعتراف بقدراتها يضمن تقدماً حقيقياً في المجتمع، مما يتطلب تكاتفا بينها وبين الرجل لخلق بيئة داعمة تحترم حقوقها وتطلق طاقتها الكاملة لتحقيق نهضة شاملة، فكما قال السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - :" إنّ الوطن لا يُحلّق من دون المرأة"، لذا حظيت المرأة العُمانية بالاهتمام الكبير والتمكين منذ النهضة المباركة التي هيأت لها الدولة كل سبل الارتقاء في كافة المجالات وبعناية ورعاية فائقة من السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - إذ فتحت أمامها فرص التعليم كافة بمختلف مراحله ومستوياته، والعمل في مختلف المجالات والميادين، والمشاركة في مسيرة بناء الوطن، وقد تجسد ذلك على نحو واضح منذ تولي السلطان الراحل الحكم في البلاد في عام 1970م.

وحظيت المرأة بمكرمات سامية رفيعة، تقلدت خلالها العديد من المناصب وحملت حقائب وزارية في مجلس الوزراء. بالإضافة إلى وجودها في مجلس عمان، حيث أثبتت حضورها الفعّال في العمل البرلماني، من خلال وجودها في مجلس الشورى ومجلس الدولة كممثلة للشعب وصاحبة رأي وموقف في القضايا الوطنية والقوانين التشريعية. وسجّلت المرأة العُمانية حضورها كذلك في السلك الدبلوماسي وحملت رسالة السلام لسلطنة عُمان في مختلف دول العالم وتمثيل سلطنة عُمان بالصورة المثالية والمشرفة في بناء جسور العلاقات الوطيدة مع دول العالم. والمرأة العُمانية حظيت بتقدير وثقة دولية مشرفة، فقد انتخبت على المستوى الدولي كعضوة في اللجان الدائمة، فعلى سبيل المثال ولا الحصر تم انتخابها بالإجماع عضوة في اللجنة الدائمة للجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA).

كما تمتعت المرأة العُمانية بالمزيد من الحقوق والتمكين في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، حيث أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - اهتمامًا واضحًا بمشاركة المرأة العُمانية في التنمية الوطنية ودعم دورها وتمكينها في مختلف المجالات، فقد أكد جلالته بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد على أهمية مشاركة المرأة في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها. كما أكد السلطان هيثم - حفظه الله ورعاه - حرصه على أن تتمتع المرأة العُمانية بحقوقها التي كفلها لها القانون العُماني وأن تعمل مع الرجل جنباً إلى جنب في مختلف المجالات. فحقوق المرأة العُمانية مصانة في النظام الأساسي للدولة، حيث ينص النظام الأساسي للدولة على المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، حيث نالت المرأة العُمانية حقها من التعليم، والصحة، والعمل، والمشاركة في اتخاذ القرار. وحرص النظام الأساسي العُماني على إيجاد مكانة مهمة للمرأة للحفاظ على حقوقها. فصدرت المراسيم السلطانية التي تنص على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل دون تميز في كل المجالات، وقد تجسد ذلك "من خلال تفضل جلالته - أبقاه الله - بإسناد جملة من المناصب الحكومية العليا إلى عدد من نساء عُمان المجيدات، تقديرا من جلالته لإمكاناتهن وقدراتهن في أداء المهام الموكلة لهن في تحقيق رؤية عُمان المستقبلية بإخلاص وإتقان. وتجاوبت المرأة العُمانية مع هذا الاهتمام، فساهمت في التنمية الشاملة وأكدت مسؤولياتها إلى جانب الرجل في مختلف الأنشطة. إن ما تحقق للمرأة العُمانية من إنجازات وما نالت من حقوق في إطار التشريعات والسياسات التي أرستها مسيرة النهضة المباركة لسلطنة عُمان لهو دليل على أهمية الدور الذي تقوم به.

وإيمانا من الدولة بهذا الدور العظيم للمرأة العُمانية، فقد خصصت يوما للاحتفاء بها في يوم 17 من أكتوبر من كل عام، ليكون يوما للمرأة العُمانية تتويجا لمساهماتها وإبرازا لدورها الريادي في دفع عجلة التقدم بمختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والسياسية.

فيوم 17 أكتوبر يعني الكثير لكل امرأة عُمانية، فهو مناسبة وطنية تجسد مكانة المرأة العُمانية وتسلط الضوء على مساهماتها وإنجازاتها في التنمية في مختلف المجالات قديماً وحاضرا.

وفي هذا اليوم نقف وقفة فخر واعتزاز أمام إنجازات المرأة العُمانية التي قدمتها لوطنها عبر التاريخ. المرأة العُمانية كانت ومازالت مثالا للعطاء وقدوة للأبناء، يستلهمون من إنجازاتها دروساً في العطاء والمسؤولية وحب الوطن، وتزرع في نفوسهم الثقة بالنفس وتعزز الإيمان بان كل فرد في المجتمع قادر على أن يكون له دور فاعل ويحدث فرقا في بناء المجتمع، كل في مجاله وحسب قدراته.

ولا يسعني في هذا اليوم الميمون، إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة يوم المرأة العُمانية لسيدة عمان الأولى السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية - حرم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهما الله ورعاهما.

ونعبر عن فخرنا وامتنانا لاهتمامها الكريم بدعم المرأة العُمانية وتمكينها في مختلف الميادين. وأن رعايتها للمرأة العُمانية مصدر إلهام لكل عُمانية تسعى للعطاء والبناء في ظل النهضة المتجددة. كل عام والمرأة العُمانية تزداد رفعةً وسموًا وتمكينًا.

مقالات مشابهة

  • ندوة علمية تستعرض دور المرأة في مجالات العمل الشرطي
  • "التعليم العالي" تسلط الضوء على دور المرأة العُمانية في مسيرة النهضة الحديثة
  • اليوم.. انطلاق ندوة "مسيرة ودور المرأة في شرطة عُمان السلطانية"
  • بنك مسقط.. مسيرة رائدة في تمكين المرأة العُمانية وتعزيز دورها في القطاع المصرفي
  • غدًا .. ندوة حول مسيرة المرأة في العمل الشرطي
  • السيدة الجليلة تكرّم عددا من الشخصيات النسائية العُمانية
  • السيدة الجليلة تُكرّم عددًا من الشخصيّات النسائية العُمانية
  • دار الأوبرا السلطانية مسقط تحتفي بالمرأة العُمانية بروح الموسيقى
  • يوم المرأة العُمانية