صواريخ توماهوك على طاولة الحرب الأوكرانية الروسية.. ماذا تعرف عنه؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
ذكرت مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يستبعد، خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إمكانية إرسال الولايات المتحدة صواريخ كروز من طراز "توماهوك" بعيدة المدى إلى أوكرانيا.
لكن مصادر أخرى قالت إنه من غير المتوقع أن يتعهد ترامب رسمياً بتوريد هذه الأسلحة خلال لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المرتقب في البيت الأبيض، رغم أن الإدارة الأمريكية أعدت خططا لتمكين التسليم فور صدور أمر رئاسي.
وأفاد مسؤولون أمريكيون أن موقف البيت الأبيض تغير مؤخرا إزاء احتمال تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى، وأن الإدارة وضعت ترتيبات لوجستية وعسكرية في حال قرر ترامب المضي قدماً. ومع ذلك، بدا الرئيس متردداً، طالبا ضمانات من زيلينسكي حول كيفية استخدام هذه الأسلحة إن منحت، حسب المصادر.
ووصف زيلينسكي وفريقه صواريخ "توماهوك" التي يتجاوز مداها ألف وستمئة كيلومتر بأنها "قادرة على تغيير موازين القوى" في ساحة المعركة وقد تجبر موسكو على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات.
من جهة أخرى، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن خشية من مخاطر التصعيد، بينما رأى آخرون أن الخطوات السابقة التي بدت تصعيدية لم تؤد إلى تصعيد ملموس.
لماذا تشكل "توماهوك" تهديداً للكرملين؟
دخل صاروخ "توماهوك" الخدمة عام 1983، واستخدمته الولايات المتحدة في ضربات في العراق وليبيا وسوريا وغيرها. يتميز بتقنيات ملاحة متقدمة وسلوك طيراني منخفض الارتفاع يعيق اكتشافه واعتراضه، ما يجعل مواجهته تتطلب شبكة كثيفة من الرادارات المنخفضة وعمليات اعتراض متزامنة.
ويقول محللون عسكريون إن قدرة التوماهوك على إصابة أهداف محمية جيدا واختراق دفاعات جوية أثبتت فاعليتها سابقا؛ فقد نجحت في ضرب أهداف دفاعية في سوريا خلال 2017–2018، وفق تقديرات بعض المراقبين. ويشير خبراء إلى أن إطلاق هذه الصواريخ بكميات كبيرة يثقل كاهل الدفاعات الجوية، ويزيد فرص اختراقها.
الخصائص الفنية لصاروخ "توماهوك"
- نوع: صاروخ كروز أمريكي بعيدة الدقة.
- المدى: يتراوح بحسب الطرازات بين نحو 1,500 إلى 2,500 كيلومتر.
- الوزن الأقصى للرأس الحربي: يصل إلى حوالي 450 كيلوغراماً.
- أسلوب الإطلاق: من السفن السطحية أو الغواصات، ويمكن إطلاقه أيضاً من منصات برية متحركة مطورة مؤخراً.
- ارتفاع الطيران: منخفض لتفادي الرصد الراداري.
- السرعة: دون سرعة الصوت، مع مسار طيران مصمم للتخفي عن الدفاعات.
- دقة التوجيه: عالية بفضل أنظمة ملاحة متطورة لا تعتمد فقط على الأقمار الصناعية، بل تستخدم مطابقة مع معالم سطح الأرض الرقمية.
تجدر الإشارة إلى أن منصات الإطلاق الأرضية التقليدية أُزيلت بعد معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى عام 1988، ما جعل الأسطول البحري المصدر التقليدي لتوماهوك لثلاثة عقود. إلا أن واشنطن طورت منذ 2019 منصات إطلاق برية ومتحركة لصواريخ توماهوك لزيادة مرونة النشر.
يواجه تسليم توماهوك لأوكرانيا عقبات لوجستية جوهرية؛ فكييف تفتقر إلى منصات إطلاق بحرية أو برية مهيأة لتشغيل هذا النوع المتقدم من الصواريخ.
كما أن إنتاج منصات الإطلاق ومخزون الصواريخ ذاتها بوتيرة تتيح تزويدا واسع النطاق هو أمر محدود عمليا. ولذا، فإن فعالية أي تزويد تعتمد على عدد الصواريخ ومنصات الإطلاق المتوفرة وتناسقها مع معلومات استخباراتية دقيقة لتحديد الأهداف وتشغيلها بشكل مكثف ومنسق.
مدى التأثير والأهداف المحتملة
قدرة توماهوك على ضرب أهداف داخل عمق الأراضي الروسية قد تمكن أوكرانيا من استهداف منشآت عسكرية حساسة وبنى تحتية استراتيجية في مدى يصل إلى مئات الأميال بحسب تصنيفات الطراز ما قد يغير معالم الصراع.
وتقديرات معهد دراسة الحرب الأمريكي تشير إلى وجود ما لا يقل عن 1,600 إلى 2,000 هدف عسكري روسي يمكن أن تقع ضمن مدى هذه الصواريخ وفقا للفئة المختارة من الطراز. ومن بين الأهداف المحتملة مصانع أسلحة وقواعد جوية ومنشآت لوجستية حيوية.
تمتلك روسيا منظومات دفاع صاروخي متقدمة مثل منظومات أس 300 وأجيالها المطورة أس 400 وأس 500، لكن تقييمات ميدانية تشير إلى أن فاعلية اعتراض موجات صواريخ كروز متزامنة تبقى محدودة، خصوصا إن تم إطلاقها بكثافة وبخطة متقنة تستهدف تشتيت الدفاعات. وقد حذرت موسكو من تداعيات تسليم توماهوك، فيما تعهدت أوكرانيا بعدم استهداف أهداف مدنية إذا ما حصلت على مثل هذه الصواريخ.
إن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" من شأنه أن يوفّر لجيشها قدرة ضاربة بعيدة المدى قد تغير موازين القوى على أرض المعركة، لكن القرار محفوف بعقبات لوجستية، ومخاطر تصعيدية سياسية، وحاجة ملحة لمنصات إطلاق ومعلومات استخبارية دقيقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب توماهوك زيلينسكي روسيا روسيا اوكرانيا ترامب توماهوك زيلينسكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ترامب يرفض تسليم صواريخ توماهوك إلى كييف
قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف تسليم دفعة من صواريخ توماهوك إلى كييف، مبررا ذلك برغبته في حماية أمن الولايات المتحدة، ما أثار جدلا واسعا حول دوافعه، في ظل تسريبات عن محادثة هاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حملت ملامح صفقة قوامها “الأرض مقابل السلام”.
صحيفة واشنطن بوست الأميركية، كشفت أن بوتين عرض على نظيره الأميركي خلال الاتصال الأخير بينهما، مقترحا تسوية تنهي الحرب عبر تنازل كييف عن إقليم دونيتسك لصالح روسيا، مقابل انسحاب جزئي روسي من مناطق زابوريجيا وخيرسون التي تسيطر عليها قواته بشكل جزئي.
ونقلت الصحيفة، أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مارس ضغوطا مباشرة على الوفد الأوكراني خلال اجتماع ترامب مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مطالبا كييف بالقبول بالمقترح الروسي بحجة أن دونيتسك “يقطنها غالبية ناطقة بالروسية”، ما يشير إلى تحول في موقف واشنطن من سياسة الدعم غير المشروط إلى نهج تسووي يهدف إلى وقف القتال.
اقرأ أيضاًالعالمترامب: أميركا مع السيسي دائما
الرد الأوكراني جاء سريعا، ففي منشور على منصة “إكس”، أكد الرئيس زيلينسكي أن كييف لن تقدم أي تنازلات تمس سيادتها، قائلا إن بلاده “لن تمنح الإرهابيين مكافأة على أفعالهم”، داعيا الحلفاء الأوروبيين والأميركيين إلى تبني الموقف ذاته.
في المقابل، أوضح ترامب دوافع قراره قائلا: “كنت جيدا جدا مع زيلينسكي وأوكرانيا، لكن لا أستطيع تعريض أمن الولايات المتحدة للخطر”.