بركة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة المشرفة
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
النبي.. كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن بركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الكعبة المشرفة.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم:وقال جمعة إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى في عامِ مولده الشريف أبرهةُ الحبشيُّ منتقمًا من العرب، وحالفًا أن يهدم لهم بيتهم المعظَّم الكعبة، وسار بجيشٍ جرّارٍ بكلِّ العتاد الممكن، وأحضر معه فيله لأجل هدم البيت.
فجاء عبدُ المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة والتحرُّز في شعفِ الجبال والشعاب، ثم قام عبدُ المطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفرٌ من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده.
بركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
وجاء أبرهة وتهيّأ لدخول مكة، وهيَّأ فيله وعبّى جيشه، فبرك الفيل، فضربوه ليقوم فأبى، فضربوه في رأسه فأبى، فأدخلوا محاجنَ لهم في مراقِه ليقوم فأبى، فوجَّهوه راجعًا إلى اليمن فقام يهرول، ووجَّهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجَّهوه إلى مكة فبرك.
فأرسل الله تعالى عليهم طيرًا من البحر أمثالَ الخطاطيف، مع كلِّ طائرٍ منها ثلاثةُ أحجارٍ يحملها: حجرٌ في منقاره، وحجران في رجليه، أمثالُ الحِمّص والعدس، لا تُصيبُ منهم أحدًا إلا هلك، وليس كلُّهم أصابت، فخرجوا هاربين يبتدرون الطريقَ الذي منه جاءوا.
النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه:
وقد نزلت بشأن هذه الحادثة سورةٌ باسم *الفيل* تذكِّر قريشًا بفضلِ الله عليهما ورحمتِه.
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل: 1–5].
بركة النبي ﷺ على أبويْه:
كما كان للنبي محمدٍ ﷺ بركةٌ على أبويه إسماعيلَ بنِ إبراهيم وعبدِ الله بنِ عبد المطلب؛ فقد كانت نجاتُهما من الذبح بإذن الله بمعجزةٍ، وذلك حتى يخرج من نسلِهما رسولُ الله، سيدُ الخلق.
فدى الله تعالى إسماعيلَ بذبحٍ عظيم، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: 107].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي النبي محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بركات النبي ﷺ النبی صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
برنامج يومي حرص عليه النبي وأرشدنا إليه.. علي جمعة يوضحه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدُنا النبي ﷺ أرشدنا إلى الذِّكرِ من خلالِ برنامجٍ يوميٍّ حرصَ عليه ﷺ، ودعا الصحابةَ إليه لأهميَّته، حتى يكون المسلمُ على صلةٍ دائمةٍ بربِّه.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه يبدأ برنامجُ سيدِنا النبي ﷺ اليوميُّ في الذكر مع استيقاظِه؛ فكان إذا استيقظ في الصباح ذكر ربَّه فقال: «الحمدُ لله الذي عافاني في جسدي، ورَدَّ عليَّ روحي، وأذِن لي بذكره». ثم إذا قام من فراشه قال: «أصبحنا وأصبح الملكُ لله».
وكان إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذُ بك من الخُبُثِ والخبائث». والخُبُثُ – بضم الخاء – جمعُ الخبيث، وهو من شياطين الجن، والخبائثُ جمعُ الخبيثة، وهي من شياطين الجن أيضًا؛ فيستعيذُ من ذُكرانِهم وإناثِهم عند دخول هذا المحلِّ الذي تتوارى فيه الفضلات. وكان سيدُنا النبي ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك». وهي كلمةٌ بليغةٌ خفيفةٌ على اللسان، عظيمةٌ في الميزان، لها أكبرُ الأثر في ذكر الله على كلِّ حين، وينبغي على المسلم أن يداوم عليها، فإن كثيرًا من الناس – على الرغم من خفَّة هذا العمل – لا يداومون عليه، ولا يذكرون الله في كلِّ وقتٍ وحين.
وكان ﷺ إذا خرج من بيته قال: «بسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله». وكان ﷺ إذا سافر في طريقٍ فيه مرتفعٌ، وصعد هذا المرتفع، كبَّر وقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر». وإذا كان فيه منخفضٌ، نزل هذا المنخفض وسبَّح وقال: «سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله»، كما أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كنا إذا صعدنا كبَّرنا، وإذا نزلنا سبَّحنا.
وكان ﷺ إذا دخل المسجد قال: «اللهم افتحْ لنا أبوابَ رحمتك». ثم بعد ذلك يشتغل بالصلاة التي تبدأ بالذكر: «الله أكبر»، ولا يحدث فيها إلا الذكر، «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن». ثم يُنهيها بذكر الله بقوله: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
ثم يذكر الله بعدها كما ذكره قبلها؛ فكان يسبِّح الله ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبِّر ثلاثًا وثلاثين، ثم يتمُّ المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كلِّ شيءٍ قدير.
وكان ﷺ يُكثِر من سيِّد الاستغفار بقوله: «اللهم أنت ربِّي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت».
وكان سيدُنا رسول الله ﷺ إذا أتى المساء قال: «أمسينا وأمسى الملكُ لله». وهكذا في كلِّ حركةٍ، ولهذا المنهجِ الربانيِّ والمثالِ الفريدِ في الذكرِ والتأسيِ فيه بسيد الخلق ﷺ قال العلماء: إذا فُقد المسلمُ المربي المرشدُ، فإن مرشدَه الأعظم هو سيدُنا رسول الله ﷺ، فيُكثِر من الصلاة عليه، ولا يقلُّ ذلك عن ألف مرةٍ في اليوم والليلة.
وعن أُبَيِّ بن كعبٍ قال: كان رسولُ الله ﷺ إذا ذهب ثلثُ الليل قام فقال: «يا أيها الناس، اذكروا اللهَ، اذكروا اللهَ، جاءت الراجفةُ تتبعها الرادفةُ، جاء الموتُ بما فيه، جاء الموتُ بما فيه». قال أُبَيٌّ: قلتُ يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قلت: الربع؟ قال: «ما شئت، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك». قلت: النصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك». قلت: الثلثين؟ قال: «ما شئت، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك». قلت: أجعل لك صلاتي كلَّها؟ قال: «إذًا تُكفَى همَّك، ويُغفَر لك ذنبُك».
فالهَجُوا بالصلاة على رسول الله ﷺ ليلَ نهار، واستغفروا اللهَ – على الأقل – في اليوم مائةَ مرةٍ، أُسوةً بالحبيب المصطفى ﷺ الذي لم يفتر عن الاستغفار، وإنما استغفر ربَّه من غَيْن الأنوار التي أغلقت باب الخلق، وإن كان بابُ الحق عنده مفتوحًا دائمًا.
استغفروا ربَّكم وتوبوا إليه، واذكروه في كلِّ وقتٍ وحين، فالذكرُ منهجُ المسلمِ اقتداءً بسيدنا النبي ﷺ، وهو خيرُ الذاكرين.