الآخر في عالم بهاء طاهر.. ندوة فكرية في معرض الأقصر للكتاب
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أقام معرض الأقصر الرابع للكتاب، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة ثقافية ضمن محور «جسور الفكر والثقافة» بعنوان «الأقصر.. عراقة الوجود الإنساني»، تناولت عالم الأديب الكبير بهاء طاهر تحت عنوان فرعي «الآخر في عالم بهاء طاهر»، وذلك بمكتبة مصر العامة بالأقصر.
أدار الندوة القاص والروائي ناصر خليل، الذي أكد في كلمته أن تناول تجربة بهاء طاهر يمثل فرصة لإعادة قراءة أحد أكثر الأصوات الأدبية المصرية والعربية عمقًا وإنسانية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الندوات يسهم في تعميق الحوار النقدي والفكري وإثراء المشهد الأدبي المصري.
ورحب ناصر خليل بالضيف الرئيسي للندوة، الناقد والأكاديمي الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بجامعة الفيوم، الذي قدّم قراءة نقدية معمقة لرؤية "الآخر" في أعمال بهاء طاهر القصصية والروائية.
واستهل الدكتور شوشة حديثه بالإشارة إلى أن الآخر في عالم طاهر يطلّ في صور متعددة تكشف عن رؤية إنسانية شديدة الثراء، ترى في التنوع مصدر قوة، وفي الاختلاف مساحة للحوار لا للصدام. وأوضح أن مفهوم "الآخر" عند طاهر يتجاوز الانتماءات الضيقة للغة أو الدين أو العرق، ليرتقي إلى مستوى إنساني شامل، حيث تتجلى قيم التسامح والبحث عن المشترك بين البشر.
وأشار إلى أن طاهر قدّم الآخر بصورتين متباينتين: الأولى سلبية تمثلت في صورة المحتل الإنجليزي بكل ما يحمله من قسوة واستعلاء، والثانية إيجابية تمثلت في الإنسان المختلف الذي يجتمع مع الآخر على أرضية القيم المشتركة والبحث عن العدالة والحرية. واستشهد شوشة بعدة أعمال تناول فيها طاهر هذا المفهوم، منها قصة «أنا الملك جئت»، وروايتا «الحب في المنفى» و«واحة الغروب»، مؤكدًا أن الكاتب استطاع أن يدمج شخصيات من ثقافات وبيئات متنوعة في نسيج سردي واحد يعبّر عن وحدة التجربة الإنسانية رغم التعدد.
وأضاف شوشة أن رؤية بهاء طاهر تقوم على رفض إدانة الآخر لمجرد اختلافه، ورفض تمجيد الذات على حسابه، داعيًا إلى مزيد من الدراسات النقدية المتخصصة التي تتناول هذا الجانب الإنساني في أدبه.
وفي ختام الندوة، أكد الأديب ناصر خليل أن قراءة الدكتور شوشة أضاءت مناطق جديدة في عالم بهاء طاهر، وكشفت عمق مشروعه الفكري الذي يجعل من "الآخر" جسرًا للتواصل لا حاجزًا للفصل، ومساحة للحوار الإنساني الواسع الذي طالما حلم به الكاتب الكبير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب بهاء طاهر فی عالم
إقرأ أيضاً:
«جائزة محمد بن راشد للغة العربية» تروّج للغة العربية في «معرض فرانكفورت الدولي للكتاب»
دبي (الاتحاد)
شاركت جائزة محمد بن راشد للغة العربية، التي تندرج ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتنظمها مكتبة محمد بن راشد في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025، في إطار استراتيجية دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز حضور اللغة العربية على الساحة الثقافية الدولية، وتأكيداً على التزام دبي بدعم المبادرات النوعية التي تسهم في تطوير اللغة العربية وتوسيع نطاق استخدامها في شتى الميادين.
جاءت هذه المشاركة ضمن جهود الجائزة في الترويج لدور دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة الريادي في خدمة اللغة العربية، حيث مثّل الجائزة وفد من مكتبة محمد بن راشد، التقى خلال أيام المعرض بعدد كبير من ممثلي دور النشر العالمية، والمراكز اللغوية، والمؤسسات الأكاديمية والثقافية، إلى جانب زوار جناح الجائزة من مختلف الجنسيات.
وقدّم وفد الجائزة شرحاً مفصلاً لزوار الجناح حول أهداف الجائزة، وفئاتها المتنوعة، ومعايير الترشح، ودورها المحوري في تحفيز الابتكار اللغوي، وتشجيع المبادرات الرائدة في مجالات التعليم والترجمة والتكنولوجيا والإعلام المعني باللغة العربية.
وأكد الوفد أن المشاركة في معرض فرانكفورت، أحد أضخم معارض الكتاب في العالم، تأتي في إطار استراتيجية الجائزة لتعزيز الحوار الثقافي العالمي، وتوسيع نطاق الشراكات مع المؤسسات الدولية ذات الصلة، بما يسهم في نشر اللغة العربية والترويج لقيمها الحضارية والإنسانية.
وأكد مسؤولو الجائزة أن هذه المشاركة تمثّل امتداداً لجهود دبي ودولة الإمارات في جعل اللغة العربية لغة للمستقبل، ووسيلة للإبداع والتواصل الحضاري، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة التي تضع اللغة العربية في قلب المشروع الحضاري الوطني، وتعزز من مكانة الإمارات كحاضنة عالمية للثقافة والمعرفة.
كما استعرض الجناح أبرز إنجازات الجائزة منذ انطلاقها، ومن بينها تكريم المبادرات والمؤسسات والأفراد الذين أسهموا بجهود استثنائية في خدمة العربية وتطوير أدواتها ونشرها، ما رسّخ مكانة الجائزة كأكبر منصة عالمية لتكريم المتميزين في مجال اللغة العربية.