حادث دهس مروع في حدائق الأهرام يصيب طفلة وجدها والسائق يلوذ بالفرار
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
في واقعة مؤلمة شهدتها منطقة حدائق الأهرام صباح اليوم، سادت حالة من الحزن والذهول بعد حادث دهس مأساوي أصيبت خلاله طفلة في العاشرة من عمرها وجدها البالغ سبعة وسبعين عاما، بينما تمكن السائق المتسبب من الهروب تاركا خلفه مشهدا صادما وآثار دماء على الطريق الضيق الذي وقعت فيه الكارثة.
بدأت أجهزة الأمن على الفور في التحرك الميداني، حيث فرضت طوقا أمنيا حول موقع الحادث وشرعت في جمع الأدلة من المكان، مع مراجعة كل كاميرات المراقبة المثبتة بالمحال والمنازل القريبة.
الهدف الرئيسي كان تتبع مسار السيارة التي نفذت عملية الدهس بدقة شديدة، وتحديد هوية السائق الذي لاذ بالفرار بطريقة أثارت غضب السكان.
وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها حاليا من خلال فرق تحليل فني متخصصة تقوم بتفريغ التسجيلات التي التقطتها الكاميرات لحظة وقوع الحادث، لمحاولة تحديد أرقام السيارة وملامح الشخص الذي كان يقودها، كما يجري فحص احتمالية مشاركة شخص آخر داخل المركبة أثناء القيادة.
تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الواقعةوخلال تحليل اللقطات المتاحة ظهرت مفاجأة صادمة قلبت مسار التحقيق رأسا على عقب، إذ أظهرت بعض التسجيلات التي تم رصدها من كاميرات محيطة بالشارع أن السائق لم يكن بمفرده، حيث ظهرت امرأة تجلس إلى جواره داخل السيارة وتتابع ما يحدث لحظة وقوع الاصطدام.
وتبين أنها والدته التي كانت تتحدث معه بانفعال قبل لحظات من الحادث، ثم وجهت له كلمات سريعة بعد الاصطدام مباشرة طالبة منه الابتعاد عن المكان وعدم التوقف.
هذه التفاصيل فتحت أمام جهات التحقيق بابا جديدا في القضية، إذ يجري فحص خلفية الأم والابن وعلاقتهما بالسيارة وملابسات وجودهما في المنطقة وقت وقوع الحادث، مع مراجعة ملكية السيارة ومكان تسجيلها الرسمي في المرور.
في الوقت ذاته، تواصل الأجهزة الأمنية إعداد تقرير شامل لتقديمه للنيابة العامة يتضمن تحليل المقاطع المصورة وكافة البيانات الفنية التي تم جمعها، إلى جانب تقرير أولي عن الإصابات التي لحقت بالمجني عليهما.
الطفلة الصغيرة، التي أصيبت بعدة كدمات متفرقة وسحجات في الذراعين، ما زالت تخضع للعلاج داخل أحد المستشفيات القريبة، بينما أكد الأطباء أن حالتها مستقرة نسبيا لكنها تعاني من صدمة نفسية قوية جعلتها غير قادرة على النوم منذ الحادث.
أما الجد فقد تعرض لإصابات بالغة في مناطق متعددة من جسده، شملت كسورا بالحوض والركبة والقدم، بالإضافة إلى جرح عميق في الرأس استدعى تدخلا طبيا عاجلا، وقد تم تأجيل العملية الجراحية الخاصة به بعد أن أظهرت الفحوص وجود مشكلات تتعلق بالتخدير نتيجة لتقدمه في العمر.
وتواصل الجهات الطبية متابعة حالته على مدار الساعة لحين استقرار مؤشراته الحيوية تمهيدا لإجراء الجراحة، وأشارت التحريات الأولية إلى أن السيارة كانت تسير بسرعة جنونية داخل الشارع الضيق الذي يعج بالمارة، دون مراعاة لوجود الأطفال أو كبار السن، وهو ما أدى إلى الكارثة في لحظة لم تتجاوز الثواني القليلة.
وأوضحت مصادر أمنية أن المحضر رقم 46409 جنح حدائق الأهرام تم تحريره رسميا، وأن عمليات البحث لا تزال جارية لضبط المتهمين المحتملين وتحديد الدور الدقيق لكل منهم في الحادث، خاصة بعد ظهور مؤشرات جديدة حول نية مسبقة للهروب والتخفي بعد الواقعة مباشرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حادث دهس حدائق الأهرام الامن المصري كاميرات المراقبة تحقيقات النيابة
إقرأ أيضاً:
مصرع محامي بعد حادث مروع بالشرقية وإصابة 9 آخرين
في صباح هادئ من أيام الخريف، خرج المحامي طارق مصطفى عبده من منزله كعادته، يحمل حقيبته التي لا تفارقه أبدا، بداخلها أوراق قضايا موكليه وأحلام العدالة التي كان يعيش من أجلها.
لم يكن يدري أن رحلته تلك ستكون الأخيرة، وأن طريقه إلى محكمة الحسينية بمحافظة الشرقية سيتحول إلى طريق مفروش بالدماء والدموع.
كان طارق، محامي النقض المعروف بأخلاقه وحرصه على مهنته، يستقل ميكروباصا في طريقه من القاهرة إلى الحسينية، حين وقع الحادث المروع على الطريق الزراعي المؤدي إلى المدينة، تصادم الميكروباص بسيارة أخرى في لحظة فارقة، لتتعالى الصرخات ويتحول المشهد إلى مأساة حقيقية.
أسفر الحادث عن وفاة شخصين، أحدهما المحامي طارق مصطفى عبده، والآخر الدكتور محمد سمير السماحي، بالإضافة إلى إصابة عشرة أشخاص آخرين بإصابات متنوعة، نقلوا جميعا إلى مستشفيات الشرقية لتلقي العلاج اللازم.
لم يكن المشهد بعد الحادث عاديا، فقد التقط أحد المارة صورة ستظل محفورة في ذاكرة كل من عرف طارق، كان جسده ممددا على الأرض، والدماء تحيط به، لكن سبابته كانت مرفوعة نحو السماء، كأنها شهادة أخيرة في حياته، وإشارة وداع لمن عاش مدافعا عن الحق حتى آخر لحظة.
الصورة انتشرت بسرعة وأثارت مشاعر الحزن بين زملائه في مهنة المحاماة الذين ودعوه بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه عاش محاميا شريفا ورحل مرفوع الرأس واليد.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لمديرية أمن الشرقية إلى موقع الحادث بعد إخطار تلقته غرفة عمليات النجدة بوقوع التصادم، دفعت إدارة المرور بعدة سيارات إسعاف، حيث جرى نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى الحسينية، والمصابين إلى مستشفى الصالحية الجديدة لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.
باشرت النيابة العامة تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه، كما تم تحرير المحضر القانوني اللازم وإزالة آثار الحادث لتسيير الحركة المرورية على الطريق الذي شهد ازدحاما كبيرا عقب الحادث.
ووفقا للتحقيقات الأولية، فإن السيارة الميكروباص كانت تقل عددا من الركاب في طريقهم إلى أعمالهم وجلساتهم بمحاكم الشرقية، عندما فقد السائق السيطرة عليها ما أدى إلى انقلابها واصطدامها بسيارة أخرى كانت تسير في الاتجاه المقابل.
حادث طريق الصالحية لم يكن الأول من نوعه في المنطقة، حيث يشهد هذا الطريق العديد من الحوادث بسبب السرعة الزائدة وضيق المسافة بين السيارات، ما دفع الأهالي في وقت سابق للمطالبة بزيادة الحملات المرورية ووضع إشارات تحذيرية على امتداده.
أما داخل المستشفيات، فقد وصف الوضع بأنه مؤلم، حيث يرقد عدد من المصابين في غرف العناية المركزة تحت إشراف طبي مكثف، فيما تم تسليم جثمان المحامي طارق مصطفى عبده لذويه بعد انتهاء الإجراءات القانونية، ليوارى الثرى في مسقط رأسه وسط مشهد مهيب من زملائه الذين شيعوه إلى مثواه الأخير.
وأكدت مديرية أمن الشرقية استمرار المتابعة لحالة المصابين والتنسيق مع الجهات المختصة للوقوف على الأسباب الدقيقة وراء وقوع الحادث، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتسببين فيه.