دعوات للتحقيق بعد رسوب لطالبة من ذوي الإعاقة في الشهادة السودانية

رسوب مفاجئ لطالبة كفيفة متفوقة في دراستها بولاية النيل الأبيض يثير جدلاً واسعًا، وزملاؤها ومعلموها يطالبون بالتحقيق في اتهامها بالغش، وسط حملة تضامن متنامية..

التغيير: الخرطوم

أثارت قضية الطالبة عائشة حماد عبد الرحمن، وهي طالبة سودانية من ولاية النيل الأبيض تعاني ضعفًا شديدًا في البصر، حالة واسعة من الجدل والتعاطف على منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان نتيجتها في امتحانات الشهادة السودانية بوصفها «راسبة» في إحدى المواد، في وقت يؤكد فيه أساتذتها وزملاؤها أنها من الطالبات المتفوقات دائمًا.

وتداول ناشطون وطلاب رسالة مؤثرة كتبتها زميلتها أريج آدم محمد مضوي، تحدثت فيها عن تفوق عائشة وأخلاقها وانضباطها الدراسي، مطالبةً وزارة التربية والتعليم بفتح تحقيق فوري حول ما وُصف بأنه «ظلم واضح» طال الطالبة.

وقالت أريج في رسالتها: «أنا الطالبة أريج آدم محمد مضوي، زميلة الطالبة عائشة حماد عبد الرحمن، وأشهد ببراءتها من هذه التهمة. منذ أول يوم دراسي في مدارس الدكتور أبوذر الكودة كانت عائشة مختلفة؛ مهذبة وهادئة ولا تتحدث كثيرًا. وعلى الرغم من حالتها الصحية، لم تتغيب يومًا عن الفصل، وكانت نسبتها لا تقل عن 95%.»

وأضافت: «عائشة طالبة مكافحة بكل معنى الكلمة، تعتمد في الحصص على السمع بدرجة كبيرة، وعندما تقرأ الكتاب تقرّبه من عينيها لمسافة سنتيمترات قليلة. وبرغم ذلك لم تستسلم، وكانت دائمًا المرجع لزميلاتها في الدروس الصعبة. ما فاجأني هو اتهامها بالغش في مادة سهلة جدًا مقارنة بالكيمياء، التي أحرزت فيها نسبة 82%. عائشة ابنة إمام مسجد، وعائلتها متدينة، وأخلاقها لا تشبه أبدًا من يغش.»

صدمة كبيرة

ومن جانبه، عبّر الأستاذ عماد ود الأمين، معلم مادة اللغة العربية للطالبة عائشة، عن صدمته الكبيرة بعد إعلان نتيجتها، مؤكدًا أنها من أكثر الطالبات تفوقًا واجتهادًا رغم ضعف نظرها الشديد.

وقال في منشور على فيسبوك: «أنا مصدوم جدًا. طالبتي عائشة درست على يدي مادة اللغة العربية، وكانت نابغة في مادتي وفي سائر المواد. رغم ضعف نظرها كانت تتحلى بالعزيمة والإصرار، وأعرف جيدًا مستواها في كل المواد.»

وأضاف الأستاذ عماد أن عائشة سبق أن أحرزت درجة 277 في الصف الثامن وتم تكريمها، كما أُجري معها حوار كامل على قناة الهلال تقديرًا لتفوقها، مضيفًا: «شتان ما بين عائشة التقية النقية والغش. أنا متأكد تمامًا أن هناك سوء فهم أو خطأ ما. كما أنني أثق في نزاهة وورع رئيس ورقة الأحياء، فهو شيخ جليل حافظ لكتاب الله.»

وناشد وزارة التربية والتعليم قائلاً: «نرجو إنصافها ومراجعة نتيجتها، لأن ما حدث لا يعكس أبدًا مستوى الطالبة ولا جهودها طوال سنوات الدراسة.»

وتحولت رسالة أريج إلى حملة تضامن واسعة، شارك فيها طلاب ومعلمون وأولياء أمور، وطالبوا وزارة التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض بفتح تحقيق عاجل في ملابسات ما حدث، ومراجعة الإجراءات المتبعة في إجلاس الطلاب من ذوي الإعاقة أثناء الامتحانات.

وتأتي هذه القضية في وقت يمر فيه السودان بظروف استثنائية بسبب الحرب المندلعة بين الجيش والدعم السريع من منتصف أبريل، 2023، التي عطلت الدراسة في معظم الولايات، وأضعفت الرقابة على لجان الامتحانات والتصحيح، ما زاد من القلق حول عدالة ونزاهة العملية التعليمية.

الوسومآثار الحرب في السودان امتحانات الشهاد السودانية حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية