مناقشات موسعة حول التكامل والابتكار الإحصائي في دول الخليج
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
مسقط- الرؤية
أكد المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز التعاون مع المكاتب الإحصائية الدولية والإقليمية، وترسيخ صورة مجلس التعاون الخليجي كنموذج ناجح في التكامل الإقليمي الإحصائي، وذلك خلال جلسة افتراضية بعنوان: "التكامل والابتكار الإحصائي في دول مجلس التعاون الخليجي: نحو بيانات عالية الجودة لخدمة الجميع"، بالتنسيق مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا".
وتأتي هذه الجلسة ضمن المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للإحصاء. وقالت سعادة انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي: "الإحصاءات تمثل ركنًا راسخًا في مواجهة التحديات العالمية الكبرى مثل التنمية المستدامة، وتغير المناخ، والصحة العامة، ورفاه الشعوب". وأضافت أن شعار هذا العام "إحصاءات دقيقة وبيانات موثوقة تدفع التغيير وتصنع مستقبلاً أفضل للجميع" يؤكد على الدقة والموثوقية وجودة البيانات باعتبارها التزامًا أخلاقيًا ومسؤولية مجتمعية، وكذلك القوة التحويلية للبيانات ودورها في تغيير الواقع نحو الأفضل، وكذلك العدالة والشمول ووصول فوائد الإحصاءات إلى الجميع دون استثناء.
وأوضحت سعادتها أن "الإحصاءات الموثوقة تشكّل العمود الفقري لأي استراتيجية تنموية ناجحة، فهي أداة لا غنى عنها لقياس التقدم وتحديد المجالات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما توفر الإحصاءات أساسًا علميًا لصنع السياسات والتخطيط القائم على الأدلة".
وقدّم المركز ورقة عمل بعنوان "الإحصاءات من أجل التنمية المستدامة: شراكة من أجل المستقبل"، استعرض من خلالها مسيرة المركز ومسارات عمله ومبادراته الداعمة لتطوير المنظومة الإحصائية في دول المجلس، ودورها في دعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والرؤى الوطنية؛ باعتبارها أداة أساسية للتخطيط وصنع السياسات.
وأشار العرض إلى أن المركز عمل منذ تأسيسه على توحيد العمل الإحصائي بين الدول الأعضاء، من خلال تطوير منهجيات ومعايير موحدة، وإطلاق مبادرات نوعية في مجالات الإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبناء قواعد بيانات خليجية متكاملة لدعم متخذي القرار وصنّاع السياسات.
واستعرضت الورقة أبرز المبادرات والمشروعات التي يقودها المركز، مثل مشروع النظام الإحصائي الخليجي المتكامل، وبرامج بناء القدرات الوطنية، وتطوير المؤشرات المشتركة لرصد التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة 2030، فضلًا عن التعاون مع المكاتب الإحصائية الدولية والإقليمية لنقل المعرفة وتعزيز جودة البيانات.
وقدمت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في سلطنة عُمان ورقة عمل تناولت فيها أهمية البيانات الدقيقة في توجيه السياسات وصياغة الخطط التنموية التي تضع رفاه الإنسان في صميم أهدافها، مؤكدة أن كل إحصائية تمثل فرصة لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات. واستعرضت أوجه التعاون مع المؤسسات الإحصائية الوطنية، وتطوير المؤشرات الاجتماعية، وبناء القدرات الإحصائية، ودعم الجهود المشتركة لقياس التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.
من جانبها، قدمت شعبة دعم القرار والبيانات في الإسكوا عرضًا مرئيًّا حول المنصة العربية للتنمية، أظهرت دورها كأداة تفاعلية تجمع البيانات والتحليل والسياسات، وتتيح الاطلاع على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في الدول العربية، مع تحليلات معمقة تعزز فهم الاتجاهات الاقتصادية وتدعم صناعة القرار القائم على الأدلة. وأوضحت أن المنصة تعمل كبوابة معرفية موحدة توفر بيانات موثوقة ومحدثة عن مختلف القطاعات، إلى جانب أدوات تحليلية تساعد صانعي السياسات والباحثين في تقييم الأداء التنموي واستشراف المستقبل.
ويأتي تنظيم هذه الجلسة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التكامل والابتكار في العمل الإحصائي الخليجي، وتسليط الضوء على دور الإحصاءات الرسمية في دعم القرارات والسياسات العامة، واستعراض أبرز الابتكارات الرقمية ومصادر البيانات الجديدة التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤى دول الخليج 2030.
يُشار إلى أن اليوم العالمي للإحصاء مناسبة عالمية يحتفل بها المجتمع الإحصائي كل خمس سنوات، وتشرف على تنظيمها شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة بالتعاون مع اللجان الإقليمية، بهدف رفع الوعي بدور الإحصاءات في خدمة التنمية وتحسين حياة الأفراد من خلال بيانات دقيقة وعالية الجودة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مختصون لـ"اليوم": العمل التطوعي يعزز الترابط المجتمعي ويؤسس التنمية المستدامة
أكد مختصون أن العمل التطوعي بات اليوم أحد أهم الركائز الداعمة للتنمية المستدامة وتعزيز الترابط المجتمعي، بوصفه أداة فعالة لخلق مجتمع أكثر تماسكاً وقدرة على التطور. وشددوا على أن التطوع لم يعد مجرد ممارسة اجتماعية، بل أصبح مساراً تنموياً يفتح آفاقاً واسعة أمام الأفراد والمؤسسات لتقديم مبادرات ذات أثر ملموس تسهم في تحسين جودة الحياة، وترسخ قيمة العطاء والمسؤولية المشتركة.
وقالوا في حديثهم لـ"اليوم" بمناسبة اليوم العالمي للتطوع إن التطوع يمثل منصة حقيقية لتعزيز روح الانتماء من خلال مشاركة الأفراد في خدمة مجتمعهم، مما يعمّق التكافل ويقرّب المؤسسات والجهات نحو أهداف تنموية مشتركة.
أخبار متعلقة "الكشافة السعودية": التطوع ليس نشاطًا موسميًا بل ثقافة حياة ومسؤولية وطنيةبرنامج تأهيلي لأئمة جازان يركز على التوحيد والمخدرات والمواطنةكما يتيح للمتطوعين فرصاً واسعة لاكتساب مهارات قيادية وتنظيمية واتصالية تسهم في تطوير مسارهم المهني وتعزز حضورهم في سوق العمل.
وأشاروا إلى أهمية تعزيز الثقافة التطوعية منذ المراحل الدراسية، ونشر قصص النجاح الملهمة، وتبني مبادرات نوعية تستجيب للاحتياجات الفعلية، بما يضمن أثراً متجدداً يخدم الإنسان والمجتمع، ويعزز مسار التنمية الوطنية.تعزيز الترابط المجتمعيوقال المهتم بالشأن التطوعي "مبارك بن عوض الدوسري" إن العمل التطوعي يسهم في تعزيز الترابط المجتمعي عبر خلق روح التكافل وتقريب الأفراد والمؤسسات نحو هدف مشترك ينعكس على جودة الحياة، مضيفاً أن مشاركة الجميع في خدمة المجتمع تولّد شعوراً بالانتماء وتدعم مسار التنمية المستدامة من خلال مشاريع تطوعية تُعالج احتياجات واقعية وتبني مجتمعاً أكثر قدرة على التطور.مبارك الدوسري
وأوضح أن المتطوعين يكتسبون مهارات متعددة مثل القيادة، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، إضافة إلى مهارات التواصل والتخطيط، وهي مهارات تنعكس إيجاباً على تطورهم الشخصي والمهني وتفتح لهم آفاقاً أوسع في سوق العمل.
وأكد أن رفع جودة المبادرات التطوعية يتطلب التخطيط الجيد، وتحديد أهداف قابلة للقياس، وتوفير التدريب، والاعتماد على الشراكات الفاعلة والتقييم المستمر، موصياً بتفعيل برامج نوعية تعزز ثقافة التطوع عبر المراحل الدراسية لضمان أثر مستدام.دعم أهداف التنمية الوطنيةومن جهتها أوضحت "د. أريج علي باعشن"، المشرف على إدارة التطوع والمسؤولية المجتمعية بجامعة جدة، أن العمل التطوعي يعزز الترابط المجتمعي من خلال بناء علاقات تعاونية تعمّق روح الانتماء والمسؤولية، كما يطوّر مهارات الأفراد ويحرك دافع المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع.أريج باعشن
وأضافت أن المؤسسات تستفيد من التطوع عبر مبادرات ترفع جودة الحياة وتدعم أهداف التنمية الوطنية. وبينت أن المتطوعين يكتسبون مهارات القيادة والعمل الجماعي، والتواصل، وبناء العلاقات، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي، وإدارة الوقت، وهي مهارات تمنحهم خبرات عملية تدعم تطورهم المهني وترفع فرصهم في التوظيف.
وأكدت أن رفع جودة المبادرات التطوعية يتطلب تخطيطاً واضحاً بأهداف قابلة للقياس، وتدريباً وتمكيناً للمتطوعين، إلى جانب المتابعة والتقييم المستمر، موصية بنشر قصص نجاح ملهمة وتعزيز الشراكات بين الجهات التعليمية والمؤسسات لخلق فرص نوعية.معالجة القضايا الاجتماعيةوفي سياق متصل، أشار المشرف الكشفي في تعليم الرياض "غانم عبدالله آل غانم" إلى أن التطوع ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك، فهو يتيح للأفراد المشاركة الفاعلة في معالجة القضايا الاجتماعية ويعزز قيمة العطاء والمسؤولية المشتركة، لافتاً إلى أن تكامل جهود المتطوعين مع مؤسسات المجتمع يثمر مبادرات ذات أثر طويل المدى تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بكفاءة.غانم عبدالله آل غانم
وقال إن العمل التطوعي يمنح المشاركين خبرات عملية واسعة أبرزها التنظيم، والتفاوض، والعمل تحت الضغط، إضافة إلى تطوير الحس الإنساني والمرونة، وبناء شبكة علاقات تدعم المتطوع مهنياً. وأكد أن ضمان جودة البرامج يتطلب وضوح الرؤية، وتحديد الاحتياجات، وتوفير بيئة محفزة، وتقدير جهود المتطوعين، مشدداً على أن قياس النتائج والتغذية الراجعة عنصران أساسيان لتطوير المبادرات، ومؤكداً أهمية تعزيز ثقافة التخصص في التطوع وتبني مشاريع ذات مخرجات قابلة للقياس.تعزيز الشعور بالمسؤوليةوقال "صالح هليّل"، الاختصاصي الاجتماعي، إن العمل التطوعي يسهم في توثيق عرى المجتمع عبر إحياء روح المشاركة وتعزيز الشعور بالمسؤولية المشتركة، وبناء رصيد ثابت من الثقة والتكافل، مما يجعله ركيزة أصيلة في مسار التنمية المستدامة على مستوى الأفراد والمؤسسات.صالح هليّل
وأضاف أن المتطوعين يكتسبون طيفاً واسعاً من المهارات الرفيعة مثل العمل الجماعي، وإدارة الوقت، والقيادة، والتفكير العملي، وهي مهارات تعزز نضجهم الشخصي وتفتح أمامهم آفاقاً مهنية أكثر تميزاً. وأكد أن المبادرات التطوعية ترتقي بجودتها حين تُبنى على أهداف واضحة، وتخطيط متقن، وشراكات واعية، وقياس دقيق للأثر بما يضمن استدامة النتائج وتحويل الجهد التطوعي إلى قيمة مجتمعية راسخة.
واختتم بالتأكيد على أهمية ترسيخ ثقافة التطوع عبر نشر الوعي، وتوسيع فرص المشاركة، وإبراز النماذج الملهمة، مؤكداً أن المجتمعات التي تكرّم العطاء قادرة على صناعة مستقبل أكثر قوة واتزاناً.