شيخ الأزهر لشباب مجلس الكنائس العالمي: الأمل معقود عليكم في مواجهة الحروب العبثية
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الأربعاء، بمشيخة الأزهر، وفدا من شباب مجلس الكنائس العالمي، للتعرف على جهود الأزهر الشريف في إرساء قيم الحوار والإخاء والسلام، وقد ألقى فضيلته محاضرة حول وسطية الإسلام وأهمية الحوار بين الأديان.
شيخ الأزهر يحاضر وفد شباب مجلس الكنائس العالمي حول وسطية الإسلاموقال شيخ الأزهر إنَّ الأديان، كل الأديان، رسالتها المحبة والسلام، ولم تكن يوما سببا في الكره ولا التصارع والاختلاف، مؤكدا أن الأزهر الشريف معني بقضية السلام العالمي، وأنه يبذل كل جهده في سبيل جعله حقيقة يعيشها العالم أجمع، وقد بادرنا في سبيل ذلك إلى مد يد العون إلى شركائنا من كنائس العالم والمؤسسات الثقافية والدينية حول العالم، وبناء جسور للتعاون معها، ومنها الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط.
وأضاف شيخ الأزهر "سبق لي زيارة مجلس الكنائس العالمي، كما التقيت أخي قداسة البابا الراحل "فرنسيس" في العديد من المناسبات ومؤتمرات الحوار، وقد زرناه في الفاتيكان وزارنا في الأزهر، وتوجت جهودنا معا بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية للسلام والعيش المشترك، والتي شهدت اعترافا دوليا كبيرا، وأقرت الأمم المتحدة يوم توقيعها، وهو الرابع من فبراير، من كل عام يوما دوليا "للأخوة الإنسانية".
وأوضح شيخ الأزهر أنَّ رسالة الأزهر الشريف هي نشر السلام محليا وعالميا، وقد بدأنا على المستوى المحلي بإنشاء "بيت العائلة المصرية"، وذلك بالتعاون مع الكنائس المصرية في تجربة رائدة أسهمت على مدار سنوات في ترسيخ روح التعاون والإخاء والتسامح داخل المجتمع المصري، وكانت أداة فعالة في الحفاظ على وحدة النسيج الوطني، كما نادينا في الأزهر منذ اليوم الأول إلى إلغاء مصطلح "الأقليات"، وأطلقنا بدلا منه مصطلح "المواطنة" تأكيدا على أن الجميع سواسية، وعقدنا من أجل ذلك مؤتمر الأزهر العالمي للحرية والمواطنة عام ٢٠١٧.
وتابع شيخ الأزهر أنَّ شباب اليوم مطالب بأمرين، أولهما الاعتقاد بأن الأديان مصدرها واحد، وأن جميع الأنبياء أخوة، وأن السلام هو الهدف الأول من نزول الأديان على الناس، وثانيها، أن الأديان تحرم القتل وإراقة الدماء ولم تكن يوما سببا في حروب أو صراعات أو قتل، وأن كل ما يشاع في الغرب من أن الأديان هي سبب الحروب مزاعم واهية وخاطئة، مشددا على أن الحروب التي وقعت في القرن الماضية، وعلى رأسها الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 70 مليون إنسان، لم يكن الدين سببا فيها، بل كانت القومية والعنصرية والكراهية وغيرها من المبادئ المادية.
3 كلمات يُستحب قولها بعد صلاة الوتر .. الأزهر للفتوى يوضحها
ملتقى الجامع الأزهر: القرآن في مقدمة المعجزات الخارقة للعادة لرسول الله
نائب رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود القوات المسلحة في غرس قيم الانتماء
البحوث الإسلامية: قافلة واعظات الأزهر بسيوة وصلت لشرائح واسعة من السيدات
وشدد شيخ الأزهر على أن الأمل لا يزال معقودا على شباب اليوم في التصدي لمثل هذه النوعية من الحروب العبثية التي تجتاح عالمنا، والتي تقتات عليها الكثير من الدول في تعظيم أرباحها من بيع السلاح، تلك الدول التي لا ترى إلا مصالحها ولو كانت على جثث الأبرياء والضعفاء، مؤكدا أن ما نراه اليوم من همجية وحقد في قتل النساء والأطفال والشيوخ، لا يمكن حتى أن نراها في عالم الحيوانات، لافتا إلى أن الشباب لابد وأن يكونوا دعاة سلام للتصدي للحروب والصراعات.
وبين فضيلته أن مشكلة الحضارة المعاصرة أنها حضارة مادية، لا تسمح بسماع القيم الأخلاقية التي تنظم حياة الناس، فالرغبة في بيع السلاح وممارسة غطرسة القوة والسيطرة لا تزال موجودة، وهو ما أدى بشكل طبيعي إلى محدودية انتشار دعاوى السلام ومبادراتها، والتي منها وثيقة الأخوة الإنسانية، مؤكدا أن المؤسسات الدينية حول العالم تلعب دورا مهما لترسيخ السلام وإنهاء الحروب، وقد اجتمعنا مع إخواننا من المسيحيين واليهود المنصفين غير المتصهينين وأصدرنا وثيقة الأخوة الإنسانية، لكن لابد لصناع القرار السياسي أن يشاركوا بدورهم في وضع آليات للاستفادة هذه الجهود وتفعيلها خدمة للإنسانية.
من جانبهم، عبر أعضاء وفد مجلس الكنائس العالمي عن سعادتهم الكبيرة بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرهم الكبير لما يقوم به من جهود كبيرة مع القادة الدينيين حول العالم، وخاصة مع البابا الراحل فرنسيس، وهو ما أثمر عن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، تلك الوثيقة الرائدة في ترسيخ مبادئ السلام والحوار والتعايش السلمي، مؤكدين أن الأزهر لطالما كان منارة فكرية رائدة في نشر السلام والتعايش حول العالم، وأنهم حريصون دائما على الاستماع له كمنبر للوسطية والاعتدال والتسامح، وأنهم سيعملون دائما جنبا إلى جنب مع الأزهر الشريف في خدمة الإنسانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأزهر وثیقة الأخوة الإنسانیة الأزهر الشریف حول العالم شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتفقد البرنامج التدريبي لمديري الإدارات ببيت شباب الأزهر بالغردقة
رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتفقد البرنامج التدريبي لمديري الإدارات ببيت شباب الأزهر بالغردقة
تفقد فضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، البرنامج التدريبي لتنمية مهارات مديري التنسيق والأعضاء الفنيين بإدارات التنسيق، والمقام ببيت شباب الأزهر بالغردقة، ضمن زيارته الميدانية لمنطقة البحر الأحمر الأزهرية.
ويهدف البرنامج، الذي انطلقت فعالياته يوم السبت الماضي وتختتم غدًا الخميس، إلى رفع كفاءة مديري وأعضاء إدارات التنسيق بمختلف المناطق الأزهرية، وتطوير مهاراتهم المهنية والإدارية، بما يسهم في تحسين الأداء والارتقاء بجودة العمل.
وأكد رئيس قطاع المعاهد الأزهرية خلال الزيارة أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا خاصًا بتأهيل الكوادر البشرية ورفع كفاءتها، موضحًا أن هذا البرنامج جاء استجابة للاحتياجات التدريبية الفعلية بالمناطق الأزهرية، ويتضمن محتوى علميًا متخصصًا يواكب متطلبات التطوير الإداري ويسهم في الارتقاء بمستوى الأداء داخل المعاهد.
وفى سياق آخر - وفى اطار التعاون المثمر بين المعهد الدولي للمحيطات (IOI) والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد (NIOF)، وتحت رعاية الدكتورة عبير أحمد منير، رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، والدكتور أحمد عبدالحليم، مدير فرع خليجي السويس والعقبة، وبإشراف الدكتورة لمياء إسماعيل محمدين رئيس مديري المعهد الدولي للمحيطات، واختُتمت بمدينة الغردقة فعاليات البرنامج التدريبي الدولي تحت عنوان "البحار المصرية: الحوكمة والقانون والإدارة من أجل مستقبل مستدام".
استمر البرنامج خلال الفترة من 12 إلى 15 أكتوبر 2025، وشارك فيه نخبة من الخبراء والعلماء والباحثين في مجالات القانون الدولي والبيئة البحرية والاقتصاد الأزرق وإدارة الموارد الساحلية.
وشهدت فعالياته على مدار أربعة أيام محاضرات علمية متخصصة وأنشطة محاكاة تطبيقية، تناولت محاور متعددة منها: الإطار القانوني لحوكمة البحار، قوانين المصايد، النقل البحري، الاستزراع السمكي، البصمة الجينية للأحياء البحرية، التغيرات المناخية، الضغوط البشرية على البيئة الساحلية، تقنيات تحلية المياه، وتأثير الملوثات البلاستيكية، وصولًا إلى مفهوم الاقتصاد الأزرق كأحد ركائز التنمية المستدامة في مصر.
وفي اليوم الختامي، قدّم الدكتور محمد الشاهد أستاذ الاقتصاد بجامعة السويس، محاضرة حول أهمية الاقتصاد الأزرق ودوره في دعم رؤية مصر 2030.
كما نُظمت زيارة ميدانية لمحطة تحلية المياه بالجونة، حيث استمع المشاركون إلى شرح تفصيلي من المهندس أشرف صابر عن مراحل التحلية وإعادة استخدام المياه في الزراعة والمزارع السمكية.
من جانبها، أعربت الدكتورة عبير أحمد منير، رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، عن تقديرها للجهود المبذولة من جميع المشاركين والمحاضرين، مؤكدة أن تنظيم هذا البرنامج يأتي تأكيدًا على الدور الريادي للمعهد في دعم قضايا البحار المصرية وإدارة مواردها وفق أسس علمية حديثة تتسق مع رؤية مصر 2030 في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد