العلامات التجارية لا تختار عملاءها.. كيف تتصرّف عندما يرتدي متطرفون ملابسهم؟
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما خرج أكثر من 110 آلاف متظاهر من التيار اليميني إلى شوارع لندن في سبتمبر/أيلول الماضي، في أكبر التجمعات خلال عقود، محتجّين ضد الهجرة، حمل الكثير منهم أعلام إنجلترا وبريطانيا أثناء صدامهم مع الشرطة. لكن إلى جانب علم الاتحاد البريطاني وصليب القديس جورج، ظهر رمز آخر غير متوقع: شعار العلامة الإيطالية للأزياء ستون أيلاند.
يتكوّن الشعار من نجمة بحرية وبوصلة على بادج قماشي مثبت بزر مع تفاصيل بألوان الأخضر والأصفر والأسود. وخلال التظاهرة، ارتدى الشعار ستيفن يكسلي-لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، الناشط اليميني المتطرف الذي نظّم المسيرة. كما ظهر الشعار على ملابس بعض المتظاهرين وداعمي روبنسون البارزين، مثل البودكاستر الإنجليزي ليام تافز.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُرى فيها روبنسون، العضو السابق في الحزب الوطني البريطاني والصادر بحقه إدانات جنائية عدة تتّصل بالاعتداءات والاحتيال المالي والهجرة، مرتديًا هذه العلامة التجارية. فقد تم تصويره وهو يرتديها خلال مثوله أمام محكمة صلح بتهم التحرّش، وإثارة الخوف من العنف، وأيضًا في تجمع يميني متطرّف آخر في تموز/ يوليو الماضي.
تمتلك العلامات التجارية سيطرة محدودة على الأفراد الذين يشترون ملابسها ويرتدونها. ولم يعلن روبنسون أو أنصاره استخدام شعار "ستون أيلاند" أو ملابسها كرمز للأفكار اليمينية المتطرفة، إلا أنّ ميلهم الواضح لارتداء هذه العلامة لم يمر من دون ملاحظة.
وقال جو مولهول، مدير الأبحاث في منظمة "هوب نات هايت" البريطانية المناهضة للعنصرية والنيوفاشية:"لقد خرج من ذلك العالم، مع كل الملابس المصاحبة له"، مشيرًا إلى علامات تجارية مثل "ستون آيلاند" و"سي بي كومباني"، ولا أستطيع تذكر مرة لم يرتدِ فيها هذه الملابس في الأحداث العامة".
وقالت سينثيا ميلر-إدريس، الدكتورة في جامعة أمريكان بواشنطن أنّ على العلامات التجارية الحذر من الارتباط بمجموعات تشجّع أو تمارس العنف، مهما كانت أفكارهم مع تزايد العنف حول العالم من جميع الأطياف السياسية.
لم ترد "ستون آيلاند" أو الشركة الأم "مونكلر غروب" على طلب CNN للتعليق.
تأييدات مثيرة للجدلليست "ستون أيلاند" العلامة الوحيدة التي اختارها أشخاص مرتبطون بحركات متطرفة. فقد سبق وارتدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معطفًا من العلامة الإيطالية "لورو بيانا" خلال تجمع تلفزيوني في العام 2022، للاحتفال بغزو أوكرانيا، ما عرّض العلامة لانتقادات واسعة، لكنها رفضت التعليق.
وسحبت" فريد بيري" مؤقتًا أحد قمصان البولو المميزة في العام 2020 بعد ارتباطه بجماعة "براود بويز" اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، وأكدت الشركة أنها بعيدة عن هذه الجماعة وتعارض قيمها.
ودعا موقع نازي لشراء أحذية "نيو بالانس" لتعرّف الأعضاء على بعضهم، وردّت الشركة الأمريكية بأنّ التعصّب والكراهية غير مقبولين.
صعود الملابس ذات الرموز المخفية
قالت ميلر-إدريس إنّ استخدام الملابس كرموز سياسية بدأ في ألمانيا مطلع التسعينيات، وظهرت حينها عصابات النازيين الجدد في الحفلات، ومباريات كرة القدم، والساحات العامة. ومع حظر الرموز النازية مثل الصليب المعقوف، بدأ المتطرفون باستخدام الملابس المخفية للتعبير عن أفكارهم، مثل أحذية "نيو بالانس" وشعارات "لونسدال".
وأشارت ميلر-إدريس إلى أنّ علامة "نيو بالانس" أصبحت شائعة لأن الحرف "N"' اعتُبر رمزًا للنازيين الجدد. وأظهر شعار "لونسدال" أحيانًا الأحرف الأولى من الحزب النازي إذا فتحوا سترتهم نصفياً، لكن يمكن إخفاؤه بسرعة إذا أوقفتهم الشرطة".
واعتمدت الجماعات المتطرفة في السنوات الأخيرة ملابس عادية مثل الكاكي والبولو، لأن الناس أكثر ميلًا للاستماع إليهم إذا كان مظهرهم مقبولًا. باختصار، أصبحت الموضة وسيلة للتمويه والتأثير السياسي.
من شغب كرة القدم إلى الأزياء الفاخرة
تأسست "ستون أيلاند" في العام 1982، في شمال إيطاليا على يد ماسيمو أوستي، واشتهرت بملابسها التقنية مثل السترات التي تتغير ألوانها بحسب الحرارة وقدرتها على دمج الموضة مع الثقافة الحديثة، وعُرِفت بارتفاع أسعارها.
ورغم انخفاض إيراداتها في 2024 إلى حوالي 471 مليون دولار، إلا أن شعبيتها ما زالت قوية بفضل استراتيجيتها الذكية وروابطها مع المجتمعات الفرعية.
يرتدي "ستون أيلاند" اليوم مشاهير مثل جيسون ستاثام، وستيفن سبيلبرغ، وسبايك لي، ودريك، ودوا ليبا، وكذلك الرياضيون مثل إيرلينغ هالاند وأوليكساندر أوسيك.
بدأت العلامة شهرتها من ثقافة كرة القدم، حيث كان شعار البوصلة رمزًا للانتماء والتميز بين مشجعي الفرق ببريطانيا، في التسعينيات، خصوصًا بين الشباب المعروفين باسم الكاغوالز. كانوا يرتدون ملابس فاخرة بدل ملابس الفرق الرسمية للتعبير عن الهوية الاجتماعية وتجنب الشرطة، وكثير منهم كانوا مرتبطين بثقافات فرعية مثل السكين هيدز.
وجذب هذا الارتباط بالشغب بعض المتطرفين لارتداء العلامة، مثل روبنسون، الذي يرى فيها رمزًا للمكانة الاجتماعية والقوة. يقول أولي إيفانز، خبير الموضة البريطاني: "يشير ارتداء "ستون أيلاند" إلى أنه القائد الأعلى".
إعادة السيطرة على الصورة
رغم أنّ الدوري الإنجليزي الممتاز صار أكثر تنظيمًا وملاءمة للعائلات منذ 1992، إلا أن مشهد شغب المدرجات الذي ارتبط بـ"ستون أيلاند" في الماضي، قد تلاشى إلى حد كبير، بحسب د. تيم إليس-ديل، مع بقاء بعض سمعة العلامة مرتبطة بذلك.
ومع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل، أصبح من الصعب على العلامات التحكم في صورتها، لكن يمكن للعلامات تصحيح الرسائل غير المتوافقة مع قيمها. على سبيل المثال، تصدت "لونسدال" لارتباطها بالنازيين والجماعات اليمينية من خلال رعاية فعاليات مناهضة للعنصرية لتحسين صورتها.
من المهم ألا تُبعد العلامة جمهورها الأساسي، وهو ما حدث مع "ستون أيلاند". قال أولي إيفانز إن ارتداء روبنسون للعلامة لم يضر بالسمعة، لأن الأمر يتعلق بـ"طريقة ارتدائها وليس فقط القطعة نفسها".
وأضاف إيفانز أن مؤسس العلامة ماسيمو أوستي كان ناشطًا سياسيًا في اليسار، وعضوًا في الحزب الشيوعي الإيطالي، وعمل في مجلس مدينة بولونيا، "إذا كان الجميع يحبونه ويحتفلون بعمله بعد مرور 20 عامًا على وفاته، فارتداء شخص مثل روبنسون للعلامة لن يؤثر على ذلك".
أمريكاأزياءموضةنشر الجمعة، 24 أكتوبر / تشرين الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أزياء موضة Getty Images
إقرأ أيضاً:
بالصور.. ترامب يشعل شمعة ديوالي في البيت الأبيض باحتفالات يشارك بها مليار من الهندوس والسيخ والبوذيين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا مقاطع فيديو وصور له خلال مشاركته بإشعال شمعة في البيت الأبيض ضمن احتفالات "ديوالي".
ويحتفل أكثر من مليار هندوسي وسيخي وجيني وبوذي حول العالم بعيد ديوالي، مهرجان الأضواء، في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، ويُعد ديوالي، المعروف أيضًا باسم ديبافالي، أحد أكبر المهرجانات في الهند. كما يُحتفل به على نطاق واسع في نيبال وماليزيا وفيجي ودول أخرى تضم جاليات جنوب آسيوية كبيرة.
وتُضاء المنازل والشركات والأماكن العامة بمصابيح "دياس"، وهي مصابيح زيتية مصنوعة من الطين، وتُقام عروض الألعاب النارية بكثرة. يجتمع الناس مع عائلاتهم، ويتناولون الحلويات ويتبادلون الهدايا، ورغم أهميته الدينية العميقة، يُعد ديوالي اليوم أيضًا مهرجانًا ثقافيًا يحتفل به الناس بصرف النظر عن معتقداتهم.
وقال ترامب في رسالة بهذه المناسبة، نشرها الموقع الرسمي للبيت الأبيض: "اليوم، أُرسل أطيب تمنياتي لكل أمريكي يحتفل بعيد ديوالي - مهرجان الأضواء.. يُعدّ ديوالي، بالنسبة للعديد من الأمريكيين، تذكيرًا خالدًا بانتصار النور على الظلام. وهو أيضًا وقتٌ لجمع العائلات والأصدقاء للاحتفال بالمجتمع، واستلهام القوة من الأمل، وتبنّي روح التجديد الدائمة. وبينما يُضيء ملايين المواطنين الفوانيس والمصابيح، نبتهج بالحقيقة الأبدية القائلة بأن الخير سينتصر دائمًا على الشر.. إلى كل أمريكي يحتفل بعيد ديوالي، أتمنى أن يجلب هذا الاحتفال السكينة الدائمة، والازدهار، والأمل، والسلام".
أمريكاالإدارة الأمريكيةالبوذيةالبيت الأبيضالهندوسيةدونالد ترامبدياناتنشر الأربعاء، 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.