مصر.. السيسي يوقع رسالة إلى العالم والرئاسة تكشف تفاصيلها
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
مصر – وقع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة سلام من مصر إلى العالم خلال مشاركته في احتفالية مصرية بعنوان “وطن السلام”.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بأن رسالة السلام التي وقعها السيسي إلى العالم ترمز إلى التزام الدولة المصرية بنهج السلام وصونه، باعتباره خيارا استراتيجيا ومبدأً راسخا في سياستها الوطنية والدولية.
وشهد السيسي امس السبت احتفالية وطنية كبرى أقيمت تحت عنوان “وطن السلام”، بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، في إطار الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر.
وتضمنت الاحتفالية المصرية عروضا فنية وغنائية، تناولت موضوعات السلام ووقف الحرب في غزة والتقدير لكفاح أهل سيناء وصمودهم، إلى جانب كلمات مسجلة لعدد من رموز الدولة المصرية في مجالات قوتها الناعمة.
وأشار السيسي إلى أنه “يتعين توجيه الشكر لله تعالى على وقف الحرب في قطاع غزة والمعاناة التي مر بها الفلسطينيون لمدة عامين، وعلى نجاح مصر في جهودها في هذا الصدد والتي توجت باستضافتها لقمة شرم الشيخ للسلام”.
وأشار إلى أن شهر أكتوبر هو شهر النصر وأن النصر لم يأت بقوة الجيش فقط بل أولا بقوة الشعب، مؤكدا أن “الشعب الذي يرفض الهزيمة يعينه الله على النصر”.
وشهدت العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، اليوم السبت احتفالية بعنوان “مصر وطن السلام” في دار الأوبرا بالمركز الثقافي الإسلامي، تهدف إلى تسليط الضوء على دور مصر المحوري في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، مع التركيز على جهودها في دعم القضايا العادلة مثل فلسطين.
وجاءت الاحتفالية في سياق أوسع يبرز مصر كـ”حارس للسلام”، خاصة بعد نجاحها في استضافة قمة السلام في شرم الشيخ في أكتوبر الجاري، التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزة.
المصدر:RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى العالم الآخر
تحت الرماد تختبئ جمرات لا تعرف شيئا اسمه الهدوء.. كذلك الفراق هو جزء من تلك الجمرات الملتهبة بمشاعر الفقد والألم، فكلما انزاح جزء من رماد خامد حتى طفت على الوجه حمرة الوجد، وكلما أبحرت الأيام في طريقها تظل بعض الشظايا معلقة في سقف الذكريات.
إلى كل الذين فقدناهم في تفاصيل حياتنا اليومية.. إلى أولئك الراحلين سيرا نحو حياة الخلود..وللذين توقف نبض قلوبهم وانطفأت شموع منيرة برحيلهم وخفتت أصوات إلى الأبد..«سلاما».
أيها الاغتراب، رفقا بقلوب الناس، فكم من رحيل أصبح موجعًا للإنسان !، لكل الذين رحلوا عنا جسدا.. أنتم باقون في ثنايا الروح لا تفارقنا رائحة الطيب التي تركتموها وراءكم في لحظات الوداع. في الفقد هناك اختناق ذاتي يعيش معنا لسنوات طويلة حتى لو غفلنا فيها عن إخراج مشاعرنا الإنسانية الممتلئة بألوان مزهرة من الحب والأمان. ها نحن اليوم، نخبركم بأن وجودكم قلعة شامخة في سوداء القلب، وأن بهاء حضوركم وروعة أماكنكم ستظل بيننا خالدة بخلود الأثر.. عذرًا منكم فمشاعركم اللطيفة لا تزال تهب كالريح الشتاء الجميلة، «فكم نحن كنا ممتنين لله تعالى على وجودكم».
نسأل أنفسنا، هل كانت تلك الطاقة العاطفية محتجزة فينا أو كنا نحن مكبلين بسلاسل الغفلة.. لا أعلم ؟!...كلمات بقيت على قيد الصمت، وعلى رفوف الأيام موصودة بقفل التعابير الباهتة. كل شيء كان محاطا بانشغال الوقت، وتفاصيل حياتية لم تتركنا نلتقط أنفسنا،أو ندرك قيمة الأوقات التي نجالس حضوركم، ونخلق ذكريات مغلفة بشرائط مشاعر حريرية تبقينا موصولين بكم وأنتم خلف مشاهد الحياة وضوئها الساطع..هنا تستحضرني مقولة لتوفيق الحكيم حين قال:»لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم».. فالموت من أعظم مصائب الحياة حتى وإن كان لطيفا في بعض المرات !.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فراق ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»..
وفي الأدب العالمي يقول الكاتب الأمريكي الراحل جيف ماسون: «الميلاد والموت هما ركيزتا حياتنا. العيش نحو الموت في الزمن يمنح الحياة اتجاهًا وإطارًا لفهم التغييرات التي تُحدثها الحياة.
يختلف العالم تمامًا بين الشباب والكبار. الشباب ينظرون إلى الأمام، والكبار ينظرون إلى الماضي. ما يهمنا يتغير مع تقدمنا في العمر. احتمال الموت يُلهم هذه التغييرات. لدى الشباب فهمٌ فكريٌّ بأن الموت آتٍ إلينا جميعًا، لكن فناءهم لم يُدرك بعد. أما بالنسبة للكبار، فيبدأون يستوعبون الموت».
نحن نقول: بعد رحيلكم الخاطف بتنا نجتهد طويلا لرسم صور حية لذكرياتكم وتفاصيل أحاديثكم معنا، وكأننا نحاول أن نفهم كل الغاز الماضي التي كنتم تخبرونا بها، واليوم نحاول أن نبقيكم بيننا من خلال صفحات الذكريات، كأننا لم نستفق من الحلم إلى الحقيقة، كل ما يفعله الغياب بأرواحنا المتعبة شيء يفوق الخيال..
نتذكر دوما كلماتكم الأخيرة، وضحكاتكم الآتية من صدى الذكريات، وأشياء لطالما بقيت تربطنا بالماضي منها: فنجان قهوتكم الصباحية، وحبات من ثمرة، وفاكهة تعيد إليكم جميل نهاركم بعد غروب الشمس وسطوع ضوء القمر.
كل تلك الذكريات الآن تطفو فوق أحاديثنا بنكهة الحضور البهي.. نعيد سرد ذكرياتكم القديمة معنا؛ لأننا لا زلنا نتشبث بحبل حضوركم، وإن كنتم تحت الثرى في حياة أخرى فأنتم على مقربة منا.. ستظل رسائل الذكرى نحو العالم الآخر مفعمة بوجود الإنسان وما تحمله الذكريات من وجع ينغرس في باطن الأرض، لذا ينطق قلبي النابض بالحياة كلمات ود إلى قلوبكم الصامتة «أحبكم بحجم هذا الكون».