أكد  الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة يمثل نقلة نوعية في تطوير التعليم الجامعي في مصر، من خلال ربط الدراسة الأكاديمية بالتطبيق العملي وسوق العمل، ودعم مجالات الابتكار والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة.

جاء ذلك خلال تفقده- أثناء زيارته اليوم لمحافظة السويس- جامعة السويس الأهلية بمدينة السلام بالمحافظة، وذلك في إطار متابعة الدولة لخطة تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإنشاء جامعات أهلية حديثة تقدم تعليمًا متميزًا يواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

 
      وكان في استقبال رئيس مجلس الوزراء ومرافقيه الدكتور ماهر مصباح، أمين عام مجلس الجامعات الأهلية، والدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس الأهلية.

وأشار الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلميّ، إلى أن هناك تطورا ملحوظا في إنشاء الجامعات الأهلية والذي تحقق من خلال الدعم الهائل الذي قدمته القيادة السياسية لإنشاء هذه الجامعات؛ من أجل تقديم تجربة تعليمية متطورة ومتميزة للطلاب، من خلال برامج دراسية بينية حديثة تواكب أحدث النظم التعليمية العالمية وتعزز الشراكة مع قطاع الصناعة، موضحًا أن العلاقة بين الجامعات الحكومية والأهلية قائمة على التكامل والتعاون.

     وخلال تجوله بأرجاء الجامعة، استمع الدكتور مصطفى مدبولي لشرح من وزير التعليم العالي، الذي أشار إلى أن جامعة السويس الأهلية تعد إحدى الجامعات الأهلية الرائدة التي أنشئت بالقرار الجمهوري رقم (243) لسنة 2025، لتكون منارة علمية جديدة بمحافظة السويس، تخدم أهداف التنمية الوطنية وتسهم في تحقيق رؤية مصر 2030.

       وأوضح الدكتور ماهر مصباح، أمين عام مجلس الجامعات الأهلية، لرئيس الوزراء أن الحرم الجامعي يقع بمدينة السلام 1 بطريق القاهرة – السويس، في موقع استراتيجي قريب من العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الصناعية، وهو ما يوفر للطلاب فرصًا متميزة للتدريب العملي والاحتكاك المباشر ببيئة العمل.

          كما استمع الدكتور مصطفى مدبولي إلى شرح تفصيلي من الدكتور/ أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس الأهلية، حول البرامج الأكاديمية المرتبطة بعلوم الأرض والطاقة، كما استمع لعرض تفصيلي من إدارة الجامعة حول البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة في عشر كليات، من بينها: هندسة البترول والتعدين، والهندسة، والحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، والعلاج الطبيعي، وطب الأسنان، والعلوم، والإعلام، واللغات والعلوم الإنسانية، والأعمال والعلوم السياسية، والفنون التطبيقية.

      وتتضمن البرامج تخصصات حديثة تتماشى مع متطلبات سوق العمل، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وهندسة الطاقة والبيئة، والتكنولوجيا الحيوية الجزيئية، والإعلام الرقمي، ونظم الاتصالات الذكية، وإدارة سلاسل الإمداد واللوجستيات.

         وخلال الجولة، تفقد رئيس مجلس الوزراء مدرج كلية العلوم؛ حيث تابع جانبًا من محاضرة في الجيولوجيا لطلاب الكلية؛ وأجرى رئيس مجلس الوزراء حوارا مع عدد كبير من الطلاب، معبرا عن سعادته بتواجده اليوم مع شباب مصر في أول عام دراسي بهذه الجامعة الناشئة، قائلا: أنتم المستقبل لأننا نعمل من أجل المستقبل، فهدف الدولة هو تخريج طلاب أكفاء يواكبون متطلبات المستقبل، وقادرون على التكيف مع أحدث التقنيات التكنولوجية في مختلف المجالات.

          وأشار الدكتور مصطفى مدبولي الى أن زيارته اليوم للجامعة تأتي بهدف الاطمئنان على انتظام الدراسة بالجامعة، لافتا إلى أن الدولة تبذل قصارى جهدها حاليا لزيادة عدد الجامعات في مصر، والذي وصل إلى 132 جامعة، بعد أن كان منذ عدة سنوات لا يزيد على 50 جامعة فقط.

وتحدث رئيس الوزراء عن تجربة إنشاء الجامعات الأهلية، مؤكدا أنها تجربة تعليمية جديدة وثرية، وكانت توجيهات السيد رئيس الجمهورية بضرورة زيادة عدد الجامعات في مصر وتنوعها، حيث ظل لدينا جامعات حكومية وجامعات خاصة فقط، وذلك على مدار سنوات طويلة، وتولدت الفكرة لدينا من إنشاء جامعات أهلية منبثقة عن الجامعة الأم الحكومية لكنها مميزة نوعا ما بالمقارنة بالجامعات الحكومية.

         وفي غضون ذلك، شرح أحد الطلاب أمام رئيس الوزراء ما تتضمنه المحاضرة من محتوى حول الصخور وأنواعها واستخداماتها، وفي حواره مع الطلاب، وجه الدكتور مصطفى مدبولي تساؤلا للطلاب عن أسباب التحاقهم بهذه الجامعة؛ حيث أوضحت إحدى الطالبات أنها التحقت بجامعة السويس الأهلية لأنها يتوافر بها أقسام حديثة تؤهل لسوق العمل، كما أشار أحد الطلاب إلى أن هناك علوما جديدة لا تتوافر سوى في الجامعات الأهلية، وهم يسعون لدراستها، وهو ما شجعهم على الالتحاق بالجامعة الأهلية في السويس، وهو ما لاقى ترحيبا من رئيس مجلس الوزراء، حيث عبر لهم عن سعادته بمستوى التفكير لدى شبابنا، ولدينا عقول لا تفكر بطرق تقليدية، وهو ما يجعلنا نتوقع مستقبلا أفضل لهم ولمصرنا الغالية.

        وواصل رئيس الوزراء جولته التفقدية بمدرجات الجامعة؛ حيث زار معمل الفيزياء لطلاب كلية الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، والذي تم تجهيزه بأحدث الأجهزة والنظم الرقمية لتدريب الطلاب على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية، وهو ما أشاد به.

      واختتم رئيس الوزراء جولته بالجامعة، بتفقد معمل الكيمياء بكلية هندسة البترول والتعدين، الذي يعد من المعامل المتقدمة في مجال كيمياء البترول وتحليل العينات الجيولوجية، والمخصص لتدريب طلاب الكلية على التطبيقات الصناعية في مجالات النفط والغاز.

         وعقب مشاهدته لمستوى التقدم بالجامعة والتخصصات الحديثة رغم حداثة الجامعة، أكد رئيس مجلس الوزراء أهمية الدور الذي تقوم به جامعة السويس الأهلية في إعداد خريجين يمتلكون المهارات التكنولوجية والعملية المطلوبة في سوق العمل المحلية والدولية، مشيدًا بما حققته الجامعة من تقدم في زمن قياسي من حيث البنية التحتية والمعامل والتجهيزات الحديثة.
        كما أثنى على جهود الجامعة في ربط البرامج الأكاديمية بخطط التنمية الوطنية، وتبنيها لفلسفة التعليم التطبيقي والتكامل مع الصناعة والقطاع الخاص.

    وفي ختام زيارته، وجّه رئيس مجلس الوزراء بمواصلة دعم الجامعة في خطتها المستقبلية لإنشاء توسعات جديدة على مساحة 42 فدانًا بمدينة السويس الجديدة، وتعزيز الشراكات الدولية والتبادل الأكاديمي والبحثي، بما يعزز من مكانة الجامعة كمركز تميز علمي وإقليمي يسهم في خدمة المجتمع وتنمية قدراته البشرية.
     كما وجه الدكتور مصطفى مدبولي بضرورة الاهتمام باستغلال المساحات الفضاء والمتخللات الفراغية بين جامعة السويس الحكومية وجامعة السويس الأهلية؛ وذلك عن طريق زيادة مساحة الزراعات، وإقامة أماكن يمارس فيها الطلاب أنشطتهم.

طباعة شارك رئيس مجلس الوزراء مجلس الوزراء مصطفى مدبولي السويس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس مجلس الوزراء مجلس الوزراء مصطفى مدبولي السويس إنشاء الجامعات الأهلیة الدکتور مصطفى مدبولی جامعة السویس الأهلیة رئیس مجلس الوزراء رئیس الوزراء إلى أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

المحامي طارق بني إرشيد: الثقافة القانونية لطلبة الجامعات الطريق نحو جامعات آمنة وخالية من العنف الجامعي

صراحة نيوز- بقلم المحامي طارق بني إرشيد

تشهد الجامعات اليوم تفاعلات اجتماعية وفكرية متسارعة، تجعل من الوعي بالقانون ضرورة ملحة لحماية الطلاب وضمان بيئة تعليمية آمنة. فحين يكون الطالب على دراية بحقوقه وواجباته القانونية، يصبح قادرًا على التعبير عن آرائه بطريقة حضارية ومسؤولة، بعيدًا عن العنف أو الفوضى.

ومن خلال خبرتي كناشط قانوني وحقوقي في نشر التوعية القانونية في الجامعات الأردنية والمجتمع المحلي منذ سنوات، نجد أن الطلاب يفتقرون إلى أي ثقافة قانونية حقيقية، بما في ذلك المعرفة بالأنظمة والتعليمات الجامعية. وغالبًا ما يعتقدون أن معرفة القانون تقتصر على المحامي أو المختص القانوني فقط، وهو ما يؤدي إلى ممارسات خاطئة وعدم إدراك العواقب القانونية لسلوكياتهم.

أن الكثير من الطلاب لا يعلمون العقوبات المترتبة عن بعض الممارسات داخل الجامعة، والتي قد تصل إلى الحبس أو حجز الحرية لعدة سنوات في حالات معينة، مثل العنف الجسدي أو الاعتداء على ممتلكات الجامعة أو زملائهم. والفهم المبكر لهذه القوانين يساعد على تجنب الوقوع في مخالفات قد تؤثر على مستقبل الطالب الأكاديمي والقانوني.

لقد نادينا مرارًا وتكرارًا على ضرورة إدراج الثقافة القانونية في المناهج التعليمية في الجامعات والمدارس، وذلك من خلال لقاءات تلفزيونية وإذاعية متعددة، مؤكدين أن تعزيز هذا الوعي منذ المراحل المبكرة يسهم في تكوين جيل واعٍ بحقوقه وواجباته، مدرك لعواقب تصرفاته، وقادر على مواجهة المشكلات بالحوار والقانون بدل العنف والفوضى.

ولذلك، نضع مقترحًا على طاولة المسؤولين ورؤساء الجامعات للتخفيف من العنف الجامعي والنتائج المترتبة عنه، ويتمثل في:

1. إدراج الثقافة القانونية في المناهج الجامعية والمدارس منذ المراحل المبكرة.

2. إطلاق برامج تثقيف قانوني متكاملة تشمل ورش عمل ودورات وندوات عملية للطلاب.

3. تعزيز القنوات القانونية للتعامل مع النزاعات الجامعية بعيدًا عن العنف.

4. متابعة التوعية بشكل دوري لضمان أن الطالب على دراية بالعقوبات والحقوق والواجبات.

 

ونؤكد نحن كقانونيين وناشطين في نشر التوعية القانونية في الجامعات الأردنية والمجتمع المحلي، استعدادنا للوقوف جنبًا إلى جنب مع الجامعات والمسؤولين، مستفيدين من خبرتنا العملية في تطبيق هذه الأفكار لضمان نجاحها وتحقيق بيئة جامعية آمنة ومستقرة.

وان نشر الوعي القانوني بين الطلبة هو استثمار في مستقبل المجتمع، فالطالب الملتزم بالقانون ليس فقط عنصر أمان داخل الجامعة، بل قد يصبح نموذجًا يحتذى به في محيطه الاجتماعي”.

إن السلام الجامعي الدائم لا يتحقق إلا من خلال معرفة القانون والالتزام به، وهو الطريق الأضمن لتكوين بيئة تعليمية تنمو فيها المعرفة والإبداع، لا الصراع والعنف. وبهذا يصبح الطالب شريكًا فاعلًا في بناء مجتمع جامعي يسوده الاحترام والنظام، بعيدًا عن الفوضى والعنف.

مقالات مشابهة

  • مدبولي يشهد احتفالية افتتاح عدد من المشروعات بمحافظة السويس
  • مدبولي يشيد بسير العملية التعليمية بإحدى المدارس ويتفقد جامعة السويس الأهلية
  • مدبولي: الجامعات الأهلية الجديدة نقلة نوعية في تطوير التعليم الجامعي بمصر
  • مدبولي: إنشاء الجامعات الأهلية الجديدة نقلة نوعية في تطوير التعليم بمصر
  • رئيس الوزراء يتفقة جامعة السويس الأهلية
  • المحامي طارق بني إرشيد: الثقافة القانونية لطلبة الجامعات الطريق نحو جامعات آمنة وخالية من العنف الجامعي
  • برلماني: إدراج 26 جامعة مصرية بتصنيف التايمز العالمي يعكس نجاح الدولة في تطوير التعليم
  • من "جنوب الوادي" إلى "قنا": الجامعة تُطلق هويتها الجديدة لتعزيز الانتماء وربط التعليم بالتراث
  • محافظة البحيرة تواصل تطوير شبكة الطرق لتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية