تشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعدًا غير مسبوق في هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، تزامنًا مع موسم قطف الزيتون، وسط تقارير عن تواطؤ أو عجز القوات الإسرائيلية عن احتواء هذه الاعتداءات.

وفي أقل من 24 ساعة، وثقت مؤسسات حقوقية ومحلية أكثر من 10 اعتداءات شملت حرق مركبات ومنازل ومساجد، والاعتداء على مزارعين ومتطوعين في نابلس، رام الله، الخليل، والقدس.

وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية وجود “ذروة في الأحداث واحتكاكات متصاعدة” وسط زيادة أعداد المستوطنين المسلحين في الميدان، رغم استعداد الجيش لمواجهة موجة الاعتداءات.

وفي الجانب الفلسطيني، أفادت وكالة “وفا” بأن المستوطنين دمروا مسجد خربة طانا شرق نابلس وأحرقوا ثلاث مركبات في دير دبوان قرب رام الله، وهاجموا قاطفي الزيتون في بلدات بيت دجن وكفر مالك ودير بلوط وبيت إكسا، مستخدمين رذاذ الفلفل والحجارة، ما أدى لإصابة عشرات المزارعين.

كما شملت الاعتداءات منطقة الخليل حرق منازل ومركبات وإصابة مسنين، ومحاولات سرقة أغنام في بيت لحم والأغوار الشمالية، وهجمات على تجمعات بدوية قرب القدس وأريحا.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 141 اعتداء منذ بدء موسم الزيتون الحالي، مقابل 17 اعتداء مباشر من القوات الإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر 2023، بلغ مجموع الاعتداءات أكثر من 7150 هجومًا أسفر عن استشهاد 34 فلسطينيًا وتدمير مئات الممتلكات.

وتتهم مؤسسات حقوقية فلسطينية الحكومة الإسرائيلية بتوفير غطاء سياسي وأمني للمستوطنين، عبر تقييد وصول الفلسطينيين لأراضيهم واحتجاز من يتصدى للاعتداءات، بينما تبقى معظم التحقيقات الإسرائيلية دون نتائج.

ويحذر ناشطون من أن استمرار التصعيد يهدف لفرض واقع استيطاني جديد في مناطق “ج” وخاصة شمال الضفة والقدس الشرقية، تمهيدًا لتنفيذ مخطط E1 لعزل القدس عن امتدادها الفلسطيني والسيطرة على الأغوار.

وزير المالية الإسرائيلي ينتقد نتنياهو لتردده في فرض السيادة على الضفة الغربية

انتقد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم مناقشته قضية فرض السيادة على الضفة الغربية خلال محادثاته مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا هذا التردد بأنه “فرصة ضائعة” لإسرائيل.

وقال سموتريتش في منشور على منصة “إكس” إن ترامب لم يكن في البداية مدركًا لأهمية إعادة المخطوفين الإسرائيليين، لكنه غيّر موقفه بعد تدخل هيئة الأركان وعائلات المخطوفين، مشيرًا إلى أن فرض السيادة على الضفة الغربية يحمل نفس الأهمية الوطنية والاستراتيجية، ويستند إلى دعم الأغلبية الساحقة من الشعب الإسرائيلي وتصويت الكنيست ضد الدولة الفلسطينية.

وأضاف الوزير أن نتنياهو لم يكرر هذا النهج بالنسبة للسيادة، متسائلًا: “لماذا يُسمح لهم بما هو محظور على اليمين والمستوطنين؟”، ودعا مؤيدي فرض السيادة إلى المثابرة، وتنظيم تجمعات ورفع شعارات، وإدراج القضية على جدول الأعمال السياسي محليًا وعالميًا لإقناع الإدارة الأمريكية بأهميتها.

وأشار سموتريتش إلى أن حملة السيادة الأخيرة ساهمت في تسريع إعادة المخطوفين وتفكيك جزء من حماس في قطاع غزة، من خلال إثارة القلق لدى الدول العربية بشأن نية إسرائيل لفرض سيادتها. واختتم بالحث على تعزيز السيادة في كل أنحاء أرض إسرائيل مع الحفاظ على القيم والجذور والتراث، وإقامة تحالفات واتفاقيات سلام على أساس القوة والاحترام الوطني.

في المقابل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل لن تضم الضفة الغربية، محذّرًا من أن أي خطوة من هذا النوع قد تؤدي إلى فقدان إسرائيل للدعم الأمريكي، وذلك بعد مصادقة الكنيست على مشروع قانون يسمح بفرض السيادة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل وأمريكا إسرائيل والضفة الضفة الضفة الغربية الضفة الغربية المحتلة ضم اجزاء من الضفة الغربية وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الضفة الغربیة فرض السیادة

إقرأ أيضاً:

مصر تحذر من عدم تنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ وتدين محاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية

حذر مندوب مصر الدائم لدى مجلس الأمن الدولي السفير أسامة عبدالخالق، من عدم تنفيذ البنود الواردة في اتفاق شرم الشيخ للسلام، الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأكد عبدالخالق، خلال كلمته أمام جلسة مجلس الأمن بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، أن مصر تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وأشار إلى أن مصر ترحب بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، الذي أكد رفض القانون الدولي لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو تجويعه، مؤكدًا أن ذلك يُعد خطوة مهمة لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وشدد السفير عبدالخالق على حتمية تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة، مشيرًا إلى أن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة.
كما جدد تأكيد تضامن مصر مع سوريا ولبنان في حماية حقوقهما المشروعة والحفاظ على أراضيهما.
 

طباعة شارك مصر شرم الشيخ للسلام مجلس الأمن

مقالات مشابهة

  • اعتداءات المستوطنين بالضفة تخرج عن السيطرة.. هجمات خطيرة تحرق المزارع والمساجد وتستهدف قاطفي الزيتون
  • سموتريتش: فرض السيادة في الضفة الغربية ضرورة وجودية لإسرائيل
  • بالأرقام.. تصاعد عنيف في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • ماذا يعني فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة؟
  • دول عربية وإسلامية تدين مشاريع فرض “السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية
  • سلطنة عمان تدين محاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
  • مصر تحذر من تقويض اتفاق شرم الشيخ وتدين محاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
  • خلاف حاد في الحكومة الإسرائيلية حول السيادة على الضفة الغربية
  • مصر تحذر من عدم تنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ وتدين محاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية