محمد صلاح احتياطى.. قرار فنى لا يستدعى كل هذا الاحتقان
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
أثار قرار الجهاز الفنى بإبقاء النجم المصرى محمد صلاح على مقاعد البدلاء فى مباراته الأخيرة ضمن مسابقة دورى أبطال أوروبا حالة واسعة من الجدل داخل الأوساط الرياضية، محليًا وعالميًا. فبينما اعتبر البعض أن هذا القرار يمثل تقليلًا من مكانة الأسطورة المصرية، رأى آخرون أنه يندرج فى إطار الرؤية الفنية التى يملك المدرب وحده حق تحديدها وفقًا لمتطلبات كل مواجهة.
غير أن أصواتًا أخرى ذهبت إلى أبعد من ذلك، معتبرةً أن ما يحدث مع صلاح يتجاوز حدود المستطيل الأخضر، ويعكس المعادلة الأوروبية التى ما زالت تحكمها عوامل ثقافية ودينية وعرقية، تجعل الانتماء الكامل إلى القارة أمرًا نسبيًا. وهى معادلة تشبه إلى حدٍّ كبير ما عبّر عنه النجم الألمانى من أصول تركية مسعود أوزيل عندما قال عقب اعتزاله اللعب الدولى: “أنا ألمانى عندما نفوز، لكننى مهاجر عندما نخسر”.
تلك العبارة تلخص واقعًا مؤلمًا يعيشه عدد من النجوم ذوى الأصول غير الأوروبية فى الدوريات الكبرى، حيث تُقاس قيمتهم فى بعض الأحيان بمدى عطائهم اللحظى لا بتاريخهم أو بما قدموه على المدى الطويل.
ومع ذلك، يجب التأكيد على أن كرة القدم الحديثة لم تعد تنظر إلى جلوس نجم كبير على دكة البدلاء كحادثة استثنائية. فسياسة التدوير أصبحت من أساسيات الإدارة الفنية للأندية الكبرى، بهدف الحفاظ على توازن الفريق والجاهزية البدنية خلال موسم مزدحم بالمباريات. وفى ضوء ذلك، قد يرى المدير الفنى أن إبقاء صلاح احتياطيًا لمباراة أو أكثر يخدم مصلحة الفريق التكتيكية أو يمنح اللاعب فترة راحة ضرورية بعد مجهود كبير.
فمحمد صلاح، بما حققه من إنجازات محلية ودولية، يظل قيمة فنية ورمزية للكرة المصرية والعربية، ومكانته محفوظة مهما تغيّرت ظروف المشاركة. غير أن احترام قرارات المدرب هو جزء أصيل من ثقافة الاحتراف التى لطالما التزم بها صلاح طوال مسيرته، وهو ما يعكس نضجه الكروى ووعيه بأهمية الانضباط داخل المنظومة.
أما موجة الاحتقان الجماهيرى المبالغ فيها تجاه هذا القرار، التى بها الكثير من العاطفة ولا تخدم سوى إثارة الجدل دون مبرر. فالتقييم الفنى شأن يخص الجهاز الفنى وحده، والمصلحة العليا للفريق تقتضى دعم جميع اللاعبين دون تمييز، مع الإيمان بأن النجومية الحقيقية لا تُقاس بموقع اللاعب فى التشكيل الأساسى، بل بما يقدمه حين يُمنح الفرصة.
إن وجود محمد صلاح على مقاعد البدلاء لا ينتقص من تاريخه ولا من مكانته فى الكرة العالمية، بل يعكس عقلية النجم المحترف الذى يضع مصلحة الفريق فوق أى اعتبار، وهى سمة لا يتحلى بها سوى الكبار.. ولذلك سيبقى صلاح مثالًا للاعب المحترف الذى يحترم قرارات مدربه ويضع مصلحة فريقه فوق أى اعتبار. أما الجدل الجماهيرى حول موقعه فى التشكيل، فلا يغيّر من حقيقة أنه أحد أعظم من أنجبتهم الكرة المصرية والعربية، وأن قيمته تتجاوز فكرة المشاركة من البداية أو الجلوس على الدكة.
ويبقى السؤال:
هل ستكون الخطوة المقبلة فى مسيرة محمد صلاح بداية جديدة لصفحة أكثر هدوءًا ونضجًا؟
أم فصلًا أخيرًا فى حكاية نجم مصرى كتب مجده بأحرف من ذهب فى قلب أوروبا؟
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د محمد دياب الجهاز الفني النجم المصري محمد صلاح مقاعد البدلاء دوري أبطال أوروبا محمد صلاح
إقرأ أيضاً:
محمد سلام يعود إلى الأضواء وسط تفاعل جماهيري كبير في احتفالية وطن السلام
شهدت احتفالية "وطن السلام"، التي أقيمت مساء السبت في "مدينة الفنون" بالعاصمة الإدارية الجديدة، لحظة مؤثرة مع الظهور الأول للفنان المصري محمد سلام بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، حيث قوبل بترحيب واسع وتصفيق حار من الحضور.
اقرأ ايضاًبدأ سلام مشاركته بصوته قبل أن يظهر على المسرح، متحدثًا عن أرض سيناء في فقرة ضمن الحفل، ليتفاعل معه الجمهور بشكل لافت، وسط أجواء من الحماس والتقدير لمسيرته الفنية الغنية، خاصة أدواره الكوميدية التي أحبها الجمهور في أعمال مثل "الكبير قوي" مع الفنان أحمد مكي.
وقد بدت علامات التأثر واضحة على محمد سلام أثناء تفاعله مع الحضور، فيما أظهرت الكاميرات تفاعلاً وترحيبًا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال كلمته.
وشارك سلام أيضًا في فيلم تسجيلي بعنوان "أرض الفيروز" إلى جانب مجموعة من أبناء سيناء، ضمن فقرات الاحتفالية التي جمعت كوكبة من الفنانين المصريين، من بينهم محمد منير، محمد حماقي، أحمد سعد، وآمال ماهر، إضافة إلى صانع المحتوى أحمد الغندور المعروف بـ"الدحيح".
تصفيق حار وترحيب خاص بالفنان محمد سلام في احتفالية #وطن_السلام#القاهرة_الإخبارية pic.twitter.com/MSR4zbjtLi
اقرأ ايضاًكما تخلل الحفل لفتة إنسانية نالت إعجاب الجمهور، حين استقبل الرئيس السيسي طفلة فلسطينية من قطاع غزة وأجلسها إلى جواره.
وقدم الفنانون المشاركون فقرات غنائية مؤثرة، حيث أدى محمد منير ومحمد حماقي أغنية مهداة إلى فلسطين، بينما شارك أحمد سعد وأصالة في فقرة مميزة بالشال الفلسطيني على أنغام بدوية تراثية.
وشهدت الاحتفالية أيضًا عرض فيلم تسجيلي آخر شارك فيه عدد من الشخصيات المصرية البارزة، من بينهم الدكتور مجدي يعقوب، والمخرج مروان حامد، والكاتب الصحفي عبدالرحيم كمال، ومدرب المنتخب الوطني حسام حسن، لتشكل الفعالية لوحة فنية وإنسانية عبّرت عن رسالة سلام ووحدة.
كلمات دالة:محمد سلامأخبار المشاهيرأعمال المشاهيرتصريحات المشاهير تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محررة في قسم باز بالعربي
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن