ترامب يدعو بوتين إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بدل اختبار الصواريخ

عواصم " وكالات ": قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنهاء الحرب في أوكرانيا بدلا من اختبار صاروخ يعمل بالطاقة النووية، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها غواصة نووية متمركزة قبالة سواحل روسيا.

وفي وقت سابق، قال بوتين إن روسيا اختبرت بنجاح صاروخ كروز من طراز بوريفيستنيك، وهو صاروخ يعمل بالطاقة النووية ويمكنه حمل رأس نووية تقول موسكو إنه قادر على اختراق أي درع دفاعية، وإنها ستتحرك نحو نشر السلاح.

وقالت موسكو إن الصاروخ حلق لمسافة 14 ألف كيلومتر. وردا على سؤال على متن طائرة الرئاسة الأمريكية حول اختبار الصاروخ قال ترامب إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى التحليق بعيدا لأن لديها غواصة نووية قبالة سواحل روسيا.

وقال ترامب للصحفيين "يعلمون أن لدينا غواصة نووية، هي الأعظم في العالم، قبالة شواطئهم، لذا أقول إنه ليس من الضروري أن تقطع مسافة 8000 ميل".

وتابع يقول موجها حديثه إلى بوتين "يجب أن تنهي الحرب، الحرب التي كان يجب أن تستغرق أسبوعا واحدا وهي الآن في... عامها الرابع، هذا ما يجب أن تفعله بدلا من اختبار الصواريخ".

ومنذ الإعلان عن صاروخ بوريفيستنيك لأول مرة عام 2018 اعتبر بوتين هذا السلاح ردا على تحركات الولايات المتحدة لبناء درع دفاعي صاروخي بعد انسحاب واشنطن أحادي الجانب عام 2001 من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972 وعلى توسيع حلف شمال الأطلسي.

وردا على سؤال عن تصريحات ترامب، قال الكرملين إن روسيا ستنظر لمصالحها الوطنية، لكنه لا يرى سببا لتأثير تجربة الصاروخ على علاقاتها مع البيت الأبيض.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "رغم انفتاحنا على إقامة حوار مع الولايات المتحدة فإن ما يحرك روسيا، ورئيسها، هو مصالحنا الوطنية.. هكذا كان الأمر، وهكذا هو الآن، وهكذا سيظل".

وأوضح الكرملين أن روسيا تعزز أمنها من خلال تطوير أسلحة جديدة.

وقال بيسكوف "لا يوجد هنا ما يمكن أن يسبب توترا في العلاقات بين موسكو وواشنطن".

روسيا تندد بمحاولات تقويض الحوار "البناء" مع واشنطن

وفي السياق ذاته، جددت روسيا اليوم الاثنين تنديدها بمحاولات تقويض حوارها "البنّاء" مع الولايات المتحدة والهادف إلى إيجاد تسوية للنزاع في أوكرانيا، بعد بضعة أيام من إرجاء مشروع لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب حتى إشعار آخر.

وقال موفد الكرملين للشؤون الاقتصادية كيريل دميترييف في رسالة مصورة "نشهد محاولات هائلة لتقويض أي حوار بين روسيا والولايات المتحدة".

ويواصل دميترييف منذ الجمعة الماضية لقاءاته مع مسؤولين في إدارة ترامب في واشنطن.

وأكد "نحن مستعدون لإجراء حوار بنّاء وتواصل واضح حول موقف روسيا بشأن العديد من القضايا".

وأضاف الموفد أن "روسيا تأمل في تسوية سلمية"، مشيرا إلى أن "احترام" المصالح الروسية و"القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية" ينبغي أن يشكلا الأساس "لحلول عادلة".

توقفت مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، رغم جهود الوساطة التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وعد بإنهاء النزاع في أوكرانيا بسرعة بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في يناير.

وأرجأ ترامب -إلى أجل غير مسمى -اجتماعا كان مقررا مع بوتين في بودابست، قائلا إنه لا يريد مناقشات "بلا جدوى"، كما فرضت الولايات المتحدة في اليوم التالي عقوبات جديدة على قطاع النفط الروسي.

لكن ذلك لم يمنع أن يلتقي كيريل دميترييف الجمعة والسبت والأحد مسؤولين في إدارة ترامب، وكذلك "ممثلين للمجتمع الأمريكي يريدون حوارا إيجابيا مع روسيا"، من بينهم عضو مجلس النواب الجمهورية عن ولاية فلوريدا آنا باولينا لونا.

ووصف دميترييف عبر منصة إكس باولينا لونا بأنها "صوت قوي للحوار والسلام"، مشيرا إلى أنها ستتولى تنظيم اجتماع بين نواب أمريكيين وروس "لتشجيع حوار برلماني".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن واشنطن لم تقترح "أي لقاء أو محادثة جديدة" بين وزيرَي الخارجية الأمريكية والروسية منذ مكالمتهما الهاتفية الاثنين.

وأضاف متحدثا بالإنجليزية "ولم أتطرق إلى هذه المسألة منذ ذلك الحين لأن المبادرة برمتها تعود إلى الولايات المتحدة. سنكون على استعداد للمضي قدما إذا شعر الأمريكيون بالارتياح مع أنفسهم".

وعندما سُئل عن القمة التي يجري الحديث عنها بين ترامب وبوتين أجاب "الأمر يعتمد على من بدأوا العملية".

زيلينسكي: أوكرانيا وحلفاؤها سيعملون على خطة لوقف القتال

من جهة ثانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لموقع أكسيوس إن بلاده وحلفاءها اتفقوا على العمل على خطة لوقف إطلاق النار في الأيام العشرة المقبلة، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأمريكي بوقف الحرب عند الخطوط الحالية.

وأضاف في مقابلة مع أكسيوس نُشرت اليوم الاثنين "بعض النقاط السريعة، مثل خطة لوقف إطلاق النار. قررنا أننا سنعمل على ذلك في الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة".

وتابع أنه من أجل الضغط على روسيا لإجراء محادثات، تطلب كييف من الإدارة الأمريكية ليس فقط صواريخ توماهوك ولكن "أشياء مماثلة" لا تتطلب تدريبا طويلا.

أوكرانيا استهدفت موسكو بعشرات الطائرات المسيرة

وعلى الارض، أعلن الجيش الروسي اليوم الاثنين السيطرة على ثلاث بلدات في جنوب أوكرانيا وشرقها حيث تواصل قواته قضم مناطق رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها في مواجهة القوات الأوكرانية الأقل عددا.

وكتبت وزارة الدفاع الروسية عبر تلجرام أن قواتها استولت على بلدات نوفوميكلايفكا وبريفيلنه في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا فضلا عن إغوريفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك في الوسط الشرقي.

وفيما تبقى المفاوضات متوقفة بين البلدين، يواصل الجيش الروسي قضمه البطيء لمناطق في أوكرانيا من دون القدرة على تحقيق اختراقات واسعة، رغم تفوقه الكبير في العدد والتجهيزات.

وتعتمد روسيا منذ أشهر تخطيطا عسكريا يقوم على شنّ هجمات كثيرة باستخدام أعداد قليلة من الجنود، بهدف اختراق خطوط الدفاع الأوكرانية، وتجنب التحرك بأرتال كبيرة مكشوفة أمام الطائرات المسيّرة.

وقالت رئاسة الأركان الأوكرانية امس إن الجيش الروسي تمكن من إدخال 200 جندي إلى بوكروفسك في دونيستك ضمن "مجموعات صغيرة من المشاة".

وميداينا، قالت السلطات الروسية اليوم الاثنين إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 193 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، منها 34 طائرة استهدفت موسكو و47 طائرة فوق منطقة بريانسك حيث قتل شخص واحد على الأقل وأصيب خمسة آخرون.

وذكر ألكسندر بوجوماز حاكم منطقة بريانسك الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا اليوم الاثنين على تطبيق تيليجرام أن طائرة مسيرة أوكرانية أصابت حافلة صغيرة في المنطقة، مما أسفر عن مقتل السائق وإصابة خمسة ركاب.

ولم ترد أنباء عن أضرار واسعة في موسكو. ونادرا ما تكشف روسيا عن الحجم الكامل للأضرار الناجمة عن الضربات الأوكرانية داخل أراضيها، إلا إذا كانت متعلقة بمدنيين أو بأهداف مدنية.

وقالت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا) إن مطار دوموديدوفو الدولي ومطار جوكوفسكي الأصغر أغلقا لفترة وجيزة لضمان سلامة الطيران بدءا من الساعة 2240 بتوقيت جرينتش.

كما لم تصدر أوكرانيا أي تعليق حتى الآن. وتقول كييف دوما إن هجماتها تهدف إلى تدمير البنية التحتية الأساسية التي تستخدمها روسيا في إدارة حربها في أوكرانيا.

وينفي كلا الجانبين استهداف المدنيين، لكن آلافا قتلوا في الصراع، الأغلبية العظمى منهم من الأوكرانيين.

المصدر: لجريدة عمان