تواصل ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن تصعيد سياساتها القمعية ضد المدنيين وشيوخ القبائل، مستهدفة مناطق متعددة من محافظة ريمة، في سياق منهجي لفرض السيطرة والإرهاب المحلي. 

ويأتي مقتل الشاب محمد عارف الجباهي تحت التعذيب كأحدث مثال على انتهاكات الجماعة المتكررة لحقوق الإنسان، ما يفاقم شعور الظلم والإحباط بين الأهالي ويدفعهم إلى الخروج في احتجاجات للمطالبة بالعدالة ومحاسبة المسؤولين، في ظل غياب أي محاسبة فعلية من قبل الجماعة على الجرائم التي ترتكبها داخل مناطق سيطرتها.

نفذ أبناء ومشايخ مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الأحد، وقفة احتجاجية في صنعاء، مطالبين بمحاسبة حميد دجران، القيادي في ميليشيا الحوثي الإرهابية، الذي اختطف الجباهي مطلع سبتمبر الماضي وعذبه حتى الموت داخل مبنى إدارة أمن مديرية سفيان بمحافظة عمران.

ورفع المحتجون شعارات تدين التستر على الجريمة، مطالبين الجهات المعنية بإجراء تحقيق عاجل وشفاف في القضية ومحاسبة جميع المتورطين، بما يعكس حقيقة الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا بحق المدنيين.

وأكد المشاركون أن هذه الوقفة تأتي في سياق تصاعد الانتهاكات الحوثية ضد سكان ريمة، مع استمرار الاعتداءات على المدنيين وشيوخ القبائل، وفرض سياسات ابتزازية واقتصادية، بالإضافة إلى نهب الممتلكات الزراعية والحيوانية وفرض القيود على حركة السكان.

وشدد المحتجون على أن استمرار الإفلات من العقاب يعمّق شعور الظلم بين الأهالي، محذرين من أن غياب العدالة قد يؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات الشعبية وتفاقم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية في المحافظة.

كما دعا المتحدثون المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الضغط على جماعة الحوثي لوقف الانتهاكات وضمان حماية المدنيين، مؤكّدين أن الوقفة تهدف إلى تسليط الضوء على جرائم الميليشيا والإصرار على محاسبة القتلة مهما كانت مواقعهم داخل الجماعة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

رغم الاتهامات بارتكاب جرائم.. مستشار ترامب يدعو الدعم السريع لحماية المدنيين بالفاشر

قال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، إن العالم يراقب بقلق بالغ أفعال قوات الدعم السريع والوضع في مدينة الفاشر بالسودان، مطالبا بحماية المدنيين.

كما حث بولس لفتح ممرات إنسانية "فورا" لتمكين المدنيين في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من الوصول إلى مناطق آمنة، مبينا أن على قوات الدعم السريع التحرك فورا لحماية المدنيين بالمدينة.

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان سيطرت على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر، آخر مدينة يحتفظ بالسيطرة عليها في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وحاصرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية المدينة على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية، حيث تقاتل الجيش وحلفاء له من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

واستهدفت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو موسى "حميدتي"، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، المدنيين بهجمات متكررة بالطائرات المسيرة والمدفعية، بينما أدى الحصار إلى انتشار المجاعة في أنحاء المدينة التي لا يزال يقطنها 250 ألف نسمة.

وستكون السيطرة على الفاشر، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، انتصارا سياسيا مهما لقوات الدعم السريع وقد تُعجّل بتقسيم البلاد عبر تمكين القوة شبه العسكرية من تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور مترامي الأطراف، الذي اتخذته قاعدة لحكومة موازية شكلتها في صيف هذا العام.

ولطالما جرى التحذير من أن استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة سيؤدي أيضا إلى هجمات عرقية، كما حدث عند سيطرتها على مخيم زمزم جنوبا.

وقالت بعثة من الأمم المتحدة الشهر الماضي إن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصار الفاشر. كما جرى اتهام الجيش بارتكاب فظائع فيما اتهمت الحكومة السودانية تلك القوات بارتكاب جرائم حرب في المناطق التي دخلتها.

وتُعدّ مدينة الفاشر مركزاً أساسياً للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الخمس، وخضعت منذ 10 أيار/ مايو 2024 لحصارٍ تفرضه قوات الدعم السريع، وسط تحذيراتٍ دولية من تداعياتٍ كارثية على المدنيين.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني و "الدعم السريع" في 15 نيسان/ أبريل 2023، قُتل نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليوناً بين نازحٍ ولاجئ، وفقاً لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

مقالات مشابهة

  • الداخلية: تورط إيراني - سوري في إدارة شبكات تهريب المخدرات إلى الحوثي
  • منظمة حقوقية تدين انتهاكات الحوثي ضد دار الحديث في صنعاء وتقول إنها امتداد لسياسة الجماعة الطائفية
  • رغم الاتهامات بارتكاب جرائم.. مستشار ترامب يدعو الدعم السريع لحماية المدنيين بالفاشر
  • تعز تحت حكم الفوضى .. حياة المدنيين بين نار الانفلات الأمني وجرائم ميليشيا الإصلاح
  • الحكومة: التحريض الحوثي ضد المنظمات الدولية يضع العمل الإنساني "على المحك"
  • خاص| مناطق رئاسي وحكومة عدن.. سنوات من الانتهاكات «من اختطافات وتحرش إلى اغتصابات داخل سجون سرية وإعدامات بلا محاسبة»
  • قرارات حوثية تخنق الاقتصاد.. هجرة المصارف تعمّق عزلة صنعاء المالية
  • بتهمة التجسس لإسرائيل.. الحوثيون يعتقلون 7 من موظفي الأمم المتحدة اليمنيين
  • التجسس لإسرائيل.. شماعة الحوثي لتبرير اختطافات الخصوم وتصفيتهم