وزير الأوقاف السوري : مواقف قطر تجاه الشعب السوري في ثورته كانت مشرفة ولا تنسى

أكد سعادة الدكتور محمد أبو الخير شكري وزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، أن مواقف دولة قطر تجاه الشعب السوري خلال ثورته كانت مشرفة، ولا تنسى.

وقال سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" خلال زيارته الحالية للدوحة على رأس وفد سوري، إن دولة قطر تبذل جهودا كبيرة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، وإنها تحظى بمكانة كبيرة في وجدان السوريين.

. مؤكدا على أهمية توطيد العلاقات بين الدوحة و دمشق وتعزيزها في مختلف المجالات.

وأضاف أن الوفد السوري اطلع خلال زيارته للدوحة على تجربة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مجالات الرقمنة، وأن وزارة الأوقاف في سوريا ستعمل على الاستفادة من تجربة نظيرتها القطرية في هذا المجال، مشيدا بالاستعداد الذي أبداه المسؤولون في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتعزيز التعاون، وتقديم التسهيلات.

وأشار سعادته إلى أن الزيارة التي يجريها وفد وزارة الأوقاف ومجلس الإفتاء الأعلى في سوريا إلى قطر، جاءت لتوطيد أواصر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التعاون فيما يتعلق بشؤون المساجد والمعاهد الشرعية وطباعة المصحف الشريف وحلقات القرآن الكريم وصندوق الزكاة، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.. مبينا أن الوفد السوري اطلع خلال الزيارة على تجربة صندوق الزكاة في دولة قطر.

وقال إن سوريا أطلقت مؤخرا صندوقا للزكاة والصدقات يتم من خلاله مساعدة المحتاجين، لكن التجربة لا تزال في بداياتها، وخاصة أن موضوع الوقف كان معطلا في سوريا طيلة العقود الخمسة الماضية.

وبين سعادته أنه اطلع خلال الزيارة أيضا على التجربة القطرية في مجال تحفيظ القرآن الكريم، وإن سوريا على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم والخبرات في مجال تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية والمصحف الشريف، و أن هناك الكثير من الأعمال المشتركة التي من الممكن تقديمها في هذا المجال؛ لكي تعم الفائدة الشعبين الشقيقين.

وحول المشاريع المستقبلية المشتركة، لفت إلى أن هناك نقاشات لإعداد مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون من المتوقع إبرامها خلال الفترات المقبلة.

و قال سعادة وزير الأوقاف السوري إن نجاح الثورة، أوجد أمام السوريين دولة جديدة حاضنة للجميع تؤمن بحرية الإنسان، مستعرضا أبرز التحديات التي تواجه الحكومة السورية الحالية، وأولها القوانين والتشريعات التي لا تراعي الدين كحق وقيمة.

وشدد على أهمية حرية ممارسة الحقوق الدينية، قائلا في هذا السياق إن الحكومة الجديدة منحت الحرية الدينية للجميع.

ومن جهة أخرى، كشف سعادة الدكتور محمد أبو الخير شكري وزير الأوقاف في سوريا عن وجود أكثر من 13 ألف مسجد في البلاد، من بينها أكثر من 1500 مسجد مهدمة وتحتاج إلى إعادة ترميم، مبينا أن وزارة الأوقاف السورية عملت على ترميم ما يزيد على 600 مسجد منذ سقوط النظام السابق، والعمل جار على إعادة تأهيل ما تبقى من هذه المساجد.

وذكر سعادته أن سوريا اليوم تواجه الكثير من التحديات الصعبة، بسبب المآسي التي عاشتها خلال سنوات الثورة، وأن الإدارة الجديدة تسلمت مؤسسات الدولة في حالة صعبة، ولكن هناك إيمان مطلق بأن التعافي يتقدم شيئا فشيئا لتعود سوريا إلى مجدها كما عادت اليوم إلى محيطها العربي والإسلامي.

وقال إن سوريا بلد الحضارات والتعايش والتعددية والمساواة، وقيمة الفرد تكمن فيما يقدمه لوطنه ودينه تحت مظلة القانون، و مبادئ الإسلام القائمة على العدالة والحرية والكرامة والعيش المشترك بين مكونات المجتمع.

واستعرض أبرز تجارب ملايين السوريين الذين عادوا إلى وطنهم بعدما اغتربوا في الخارج للمشاركة والمساهمة في إعادة الإعمار، مشيرا إلى التلاحم الكبير الذي تم توطيده بين السوريين بعد تحرير بلادهم لإنجاح سوريا من جديد.

ومضى في حديثه قائلا: إن الحكومة السورية الجديدة تضم كفاءات عالية متنوعة بعطائها وتركيبتها، واليوم نشهد ورش عمل متعددة في شتى القطاعات لتعافي سوريا وإعادة مجدها.

وثمن سعادة الدكتور محمد أبو الخير شكري وزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، في ختام حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، مواقف الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري، وفي مقدمتها دولة قطر وجميع الدول العربية والإسلامية والأجنبية التي قدمت المساعدات ورفعت العقوبات عن سوريا، معربا عن أمله أن تشهد بلاده تعافيا سريعا لتكون رافدا لأشقائها العرب والمسلمين.

المصدر: العرب القطرية