"مدائن" تستعرض الاتجاهات الاستهلاكية والمتغيرات الشرائية في السوق العُماني
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
◄ الصالحي: الندوة تقدم فهمًا أعمق لاحتياجات المستهلكين وسُبل تحسين كفاءة الإنتاج
◄ كارجي: نمو في أداء العلامات التجارية العُمانية مقابل تراجع العالمية
◄ 100 مشروع في الصناعات الغذائية باستثمارات 164 مليون ريال
◄ توفير 3600 فرصة عمل في مشاريع الأمن الغذائي بالمدن الصناعية
◄ ترشيد الاستهلاك لم يعد سلوكًا مؤقتًا وإنما اتجاه طويل الأمد
مسقط- الرؤية
نظّمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، بالتعاون مع شركة "NielsenIQ" المتخصصة في مجال تحليل سلوك المستهلكين، ندوة "مساهمة البيانات والتحليلات في تشكيل مستقبل الأعمال في الاقتصاد العُماني"؛ وذلك تحت رعاية المهندس داود بن سالم الهدّابي الرئيس التنفيذي لـ"مدائن"، وبهدف تشجيع الاستثمار في بيئة الأعمال بالمدن الصناعية عبر تقديم بيانات دقيقة ورؤى استراتيجية تسهم في صنع القرار وتعزيز التنافسية الإقليمية.
وألقى خالد بن سليمان الصالحي مدير عام التسويق والشؤون التجارية في "مدائن"، كلمة أكد من خلالها أن هذه الندوة تنعقد ضمن سلسلة ندوات تنظمها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" في مختلف المجالات التي تهم المستثمرين ورجال الأعمال وتستهدف مختلف شرائح المجتمع في سلطنة عُمان لتغطية الجوانب المتعلقة بعمليات التصنيع والتقنية والإدارة، وإتاحة الفرصة للتواصل والتعرف والاطلاع على مستجدات هذه القطاعات وفرص الاستفادة منها. وأضاف أن الهدف من هذه الندوة، يتمثل في تمكين العاملين في قطاع السلع الاستهلاكية، ولا سيما الأغذية والمشروبات، من فهم أعمق لاحتياجات المستهلكين، وتحسين كفاءة الإنتاج، وتوسيع الحضور في الأسواق المحلية والعالمية، وتداول أفكار جديدة تعمل على تعزيز التعاون وتوسيع آفاق النمو الاقتصادي والصناعي في سلطنة عُمان. وأكد الصالحي أن "مدائن" تولي اهتمامًا بالغًا لجذب وتوطين المزيد من المشاريع في قطاع الأغذية والمشروبات عبر تهيئة بنية أساسية متطورة ومرافق متكاملة داخل مدنها الصناعية؛ حيث تحتضن مدائن حاليًا نحو 100 مشروع في مجال الصناعات الغذائية بإجمالي استثمارات تتجاوز 164 مليون ريال عُماني، تمتد على مساحة تفوق 1.5 مليون متر مربع وتوفر أكثر من 3600 فرصة عمل.
من جانبه، قال أوغور كارجي مدير نجاح العملاء في شركة "NielsenIQ" لمنطقة الخليج إن عام 2026 سيكون عامًا يتّسم بالحذر الواعي في سلوك المستهلكين رغم تحسن المؤشرات الاقتصادية في المنطقة؛ حيث إن 48% من المستهلكين في إفريقيا والشرق الأوسط يرون أنفسهم في وضع مالي أفضل مقارنة بالعام الماضي، وهي زيادة قدرها 9% عن 2024، إلّا أن نحو 27% ما زالوا يشعرون بتراجع أو ضغوط مالية؛ مما يعكس استمرار الحذر في قرارات الشراء. وأضاف أن المستهلك العُماني والعربي- على حد سواء- أصبح أكثر انتقائية في إنفاقه؛ حيث يُركِّز على الأساسيات ويبحث عن أفضل قيمة مقابل السعر، مشيرًا إلى أن "الترشيد لم يعد سلوكًا مؤقتًا؛ بل أصبح اتجاهًا طويل الأمد يفرض على الشركات فهم دوافع المستهلك الجديدة وإعادة التفكير في عروضها التجارية".
وأوضح أن اتجاهات الاستهلاك لعام 2026 تُظهر تزايدًا في أهمية القيم الأخلاقية والاستدامة؛ إذ باتت العلامات التجارية التي تعبّر عن الشفافية والالتزام المجتمعي تحظى بثقة أعلى لدى المستهلكين. وأشار إلى أن 71% من المستهلكين على استعداد لدفع سعر أعلى مقابل الجودة، بينما 84% يراقبون الأسعار عن كثب؛ مما يستدعي توازنًا دقيقًا بين القيمة والجودة في منتجات الشركات. ولفت كارجي إلى أن جيل الشباب هو الأكثر اتصالًا رقميًا والأكثر تأثيرًا على مستقبل السوق؛ حيث إن هذه الفئة تبدأ رحلتها الشرائية من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويعتمد أكثر من 70% منهم على مراجعات المؤثرين ومنصات مثل "تيك توك" قبل اتخاذ قرار الشراء. وبيّن أن هذا الجيل لا يبحث فقط عن السعر؛ بل عن تجربة وهوية وقصة يعيشها مع العلامة التجارية، حيث إن العاطفة والارتباط النفسي بالعلامة أصبحا عاملًا حاسمًا في قرارات الشراء.
وختم كارجي حديثه عن أداء سوق السلع الاستهلاكية في سلطنة عُمان، مبينًا أن هذا القطاع شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة -2.1% في القيمة و-1.9% في الحجم خلال النصف الأول من 2025، إلّا أن هناك نموًّا متزايدًا في أداء العلامات المحلية، خاصة في فئات المشروبات والوجبات الخفيفة، مقابل تراجع لدى الشركات العالمية الكبرى، وهذا يدل على أن العلامات المحلية والإقليمية أثبتت مرونة أعلى، ونجحت في كسب المستهلك عبر التكيّف مع متطلباته وسرعة الابتكار في المنتجات.
ودعا كارجي الشركات العاملة في السوق العُماني إلى تبنّي 3 استراتيجيات أساسية لعام 2026 تتمثل في اتخاذ قرارات تتمحور حول المستهلك وفهم قيمه وسلوكياته الجديدة، وكذلك تسريع وتيرة الابتكار عبر منتجات صحية ومستدامة ومصمّمة لاحتياجات الشباب، إضافة إلى تعزيز التواجد في القنوات التجارية الصحيحة، خصوصًا في منافذ التجارة التقليدية التي لا تزال تشهد نموًا في السلطنة، حيث إن عام 2026 لن يكون عامًا للتوسّع العشوائي؛ بل للتركيز الذكي على المستهلك العُماني الجديد الحذر، المتصل رقميًا، والواثق بخياراته.
وتضمّنت الندوة جلسة نقاشية شارك بها كل من خالد الصالحي مدير عام التسويق والشؤون التجارية في مدائن، وأمير حسين أنواري رئيس قسم الأعمال والحلول التجارية في مجموعة إنهانس، ومحمود الأغبري أخصائي الإعلام الرقمي في شركة مزون للألبان؛ حيث استعرضت الجلسة مستقبل السوق العُماني من خلال تحليل شامل للاتجاهات الاستهلاكية، والفرص الواعدة أمام القطاعين العام والخاص لتعزيز النمو الاقتصادي وبناء منظومة أعمال أكثر مرونة واستدامة، كما سلطت الجلسة الضوء على تطور سلوك المستهلك في سلطنة عُمان والمنطقة، والتوجهات الجديدة في قطاعات التجزئة والصناعة والتقنية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الع مانی ع مانی عام 2026 سلوک ا حیث إن
إقرأ أيضاً:
«اتحاد الشركات» يعرض أهم الاتجاهات في معالجة شكاوى العملاء داخل شركات التأمين
تشهد صناعة التأمين تحولاً جذرياً في طريقة تعاملها مع شكاوى العملاء، مدفوعة بالتطورات التكنولوجية المتسارعة وتغير توقعات العملاء في العصر الرقمي، حيث لم تعد معالجة الشكاوى مجرد عملية تفاعلية للاستجابة للمشكلات، بل أصبحت استراتيجية استباقية لبناء الثقة وتعزيز الولاء وتحسين تجربة العملاء الشاملة.
وفي ظل المنافسة الشديدة من شركات التكنولوجيا التأمينية (Insurtech) والتوقعات المتزايدة للعملاء الذين اعتادوا على التجارب الرقمية السلسة في قطاعات أخرى، تجد شركات التأمين التقليدية نفسها مضطرة لإعادة تصور أسلوبها في خدمة العملاء، ولا يقتصر هذا التحول على تبني التقنيات الجديدة فحسب، بل يشمل إعادة تصميم العمليات لتصبح أكثر تركيزاً على العميل.
وفقاً لذلك استهدفت النشرة الأسبوعية لـ «اتحاد شركات التأمين المصرية» استكشاف أهم الاتجاهات التي تشكل مستقبل معالجة شكاوى العملاء في شركات التأمين، من خلال تحليل شامل للتطورات التكنولوجية والاستراتيجيات المبتكرة وأفضل الممارسات التي تتبناها الشركات الرائدة في هذا المجال.
وذكر الاتحاد ضمن نشرته مفهوم القنوات المتعددة في التأمين بما تمثله من نقلة نوعية في طريقة تفاعل شركات التأمين مع عملائها، ويتجاوز هذا المفهوم مجرد توفير قنوات اتصال متنوعة ليشمل خلق تجربة متكاملة ومترابطة عبر جميع نقاط الاتصال، بما يعني أن العميل يمكنه الاستفسار عن شكواه أو طلبه عبر تطبيق الهاتف المحمول، ومتابعته عبر الموقع الإلكتروني، ثم إكماله عبر مكالمة هاتفية دون الحاجة إلى تكرار المعلومات أو البدء من نقطة الصفر.
وأضاف، أن تطبيق استراتيجية القنوات المتعددة يواجه تحديات معقدة، خاصة في شركات التأمين التقليدية التي تعتمد على أنظمة تكنولوجيا معلومات قديمة والتي غالباً ما تكون معزولة ولا تتيح تبادل البيانات بسلاسة، مما يخلق حواجز أمام تحقيق التكامل المطلوب. وتابع، يكمن التحدي الآخر في توحيد البيانات عبر القنوات المختلفة. فلتقديم تجربة سلسة للعميل، تحتاج شركات التأمين إلى رؤية موحدة وشاملة للعميل تجمع معلوماته من جميع نقاط الاتصال، مما يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية التقنية وأنظمة إدارة البيانات المتقدمة.
واستكمل من الناحية الاستراتيجية تساعد القنوات المتعددة في بناء ميزة تنافسية مستدامة من خلال تحسين تجربة العملاء وزيادة معدلات الاحتفاظ بهم. فالعملاء الذين يحصلون على تجربة سلسة ومتسقة يكونون أكثر ولاءً لشركة التأمين، أما من الناحية التشغيلية فتؤدي هذه الاستراتيجية إلى تحسين الكفاءة من خلال تقليل الازدواجية في الجهود وتبسيط العمليات.
ونوه اتحاد التأمين إلى أن شركات التأمين تواجه تحديات كبيرة في ضمان أمان منصات الخدمة الذاتية، حيث تعتبر البيانات التأمينية حساسة للغاية وتتطلب حماية قوية ضد التهديدات السيبرانية، كما أن تطبيق معايير الأمان المتقدمة مثل التشفير من طرف إلى طرف، والمصادقة متعددة المراحل، ومراقبة الأنشطة المشبوهة تعد أمر ضروري لبناء ثقة العملاء.
ومن الناحية التنظيمية، أشار الاتحاد إلى أن شركات التأمين يجب عليها الامتثال أمام قوانين حماية الخصوصية، مما يتطلب تصميم أنظمة الخدمة الذاتية بطريقة تضمن الشفافية في جمع واستخدام البيانات وتمنح العملاء السيطرة على معلوماتهم الشخصية.
الابتكارات في طرق الدفعوقال الاتحاد إن صناعة التأمين شهدت تبنياً متزايداً للابتكارات في طرق الدفع لتلبية توقعات العملاء وتحسين الكفاءة مثل:
- المدفوعات الرقمية: توفير خيارات دفع متنوعة عبر الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، مثل الدفع ببطاقات الائتمان/الخصم، والمحافظ الرقمية، والتحويلات المصرفية الفورية.
- الدفع التلقائي والمتكرر: تشجيع العملاء على إعداد المدفوعات التلقائية والمتكررة لأقساط التأمين، هذا يضمن دفع الأقساط في الوقت المحدد، ويقلل من مخاطر إلغاء الوثائق بسبب عدم الدفع، ويوفر راحة كبيرة للعملاء.
- المدفوعات الفورية للمطالبات: استخدام التقنيات الحديثة لتسريع عملية دفع تعويضات المطالبات. في بعض الحالات، يمكن لشركات التأمين استخدام أنظمة الدفع الفوري لتحويل الأموال إلى حساب العميل في غضون دقائق من الموافقة على المطالبة مما يعزز بشكل كبير رضا العملاء في لحظة حرجة.
- استخدام تقنية البلوك تشين في المدفوعات: على المدى الطويل، يمكن أن تلعب تقنية البلوك تشين دوراً في تبسيط المدفوعات في التأمين من خلال توفير سجلات معاملات آمنة وشفافة وغير قابلة للتغيير، مما يسرع من تسوية المطالبات ويقلل من الحاجة إلى الوسطاء.
رأي اتحاد شركات التأمين المصريةويؤكد اتحاد التأمين أن تحسين آليات التعامل مع شكاوى العملاء يُعدّ أحد الركائز الأساسية لتعزيز ثقة الجمهور في صناعة التأمين المصرية، وهو ما يتماشى مع استراتيجية الاتحاد والهيئة العامة للرقابة المالية في دعم مبادئ الحوكمة وحماية حقوق المتعاملين مع القطاع المالي غير المصرفي.
ويرى الاتحاد أن التطور في معالجة الشكاوى لا يقتصر على سرعة الاستجابة أو دقة الحلول المقدمة، بل يمتد ليشمل بناء ثقافة مؤسسية قائمة على الشفافية، والمساءلة، والإنصات الفعّال لاحتياجات العملاء، فالتعامل الإيجابي مع الشكاوى يمثل أداة لتحسين الأداء الداخلي وكشف أوجه القصور في العمليات والسياسات التأمينية.
ويشجع الاتحاد الشركات الأعضاء على تبنّي التحول الرقمي في نظم تلقي ومتابعة الشكاوى، لما له من دور في تسهيل التواصل مع العملاء وتحليل البيانات المتعلقة بأنماط الشكاوى بما يسهم في تطوير المنتجات وتحسين جودة الخدمة، كما يدعو الاتحاد إلى تطوير وحدات متخصصة لخدمة العملاء وتدريب الكوادر البشرية على مهارات التواصل الفعّال وإدارة النزاعات بطريقة مهنية تعزز صورة القطاع.
وأفاد الاتحاد أنه يجب على شركات التأمين إرساء معايير موحدة لمعالجة الشكاوى تضمن العدالة والشفافية، مع متابعة مستمرة لمؤشرات رضا العملاء في السوق، بما يرسخ مفهوم «العميل أولاً» كمنهج عمل استراتيجي داخل شركات التأمين.
وتابع، أن مستقبل معالجة شكاوى العملاء في شركات التأمين مليء بالفرص. والشركات التي تتبنى هذه الاتجاهات، وتستثمر في التكنولوجيا، وتضع العميل في صميم كل قرار، ستكون هي الرائدة في هذا العصر الجديد من التأمين، وستبني علاقات دائمة ومربحة مع عملائها.
اقرأ أيضاًبنك مصر يشارك في مبادرة «افتح حسابك» للمصريين العاملين بالخارج
آخر تحديث لـ سعر الدولار اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025
الحكومة: تشغيل 250 مصنعًا لتوفير 80 ألف فرصة عمل جديدة | تفاصيل