أكثر من 25 ألف فأر في مكان واحد..رحالة إماراتي يزور معبد الفئران في الهند
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعرف الهند بأنها بلد السحر والعجائب، حيث تمتزج الأديان، والطقوس، والأساطير، لكنها تحتضن ميزة غريبة بوجود معبد مخصص للفئران.
في مقطع فيديو مثير للاستغراب والدهشة (شاهده أعلاه)، شارك رحالة إماراتي تجربته داخل أحد أغرب المعابد وأكثرها تفرّدا في الهند، أي معبد "كارني ماتا".
يقع معبد "كارني ماتا"، الذي يشتهر باسم "معبد الفئران"، في بلدة ديشنوك، التي تبعد نحو 30 كيلومترًا عن مدينة بيكانير في ولاية راجستان الهندية، بحسب ما ذكره موقع "Incredible India" التابع لوزارة السياحة الهندية.
يشتهر معبد "كارني ماتا" ليس بموقعه أو عمارته فقط، بل بكونه موطنًا لأكثر من 25 ألف فأر تعيش وتتجول بحرية في أنحاء المعبد.
يمكن رؤية هذه الفئران وهي تخرج من الشقوق في الجدران والأرضيات، وغالبًا ما تمرّ فوق أقدام الزوار والمصلين.
ويُعد تناول الطعام الذي لمسته أو قضمت منه هذه الفئران ممارسة مقدّسة في هذا المكان، وفقا للموقع الإكتروني الرسمي لولاية راجستان.
يستذكر الرحالة الإماراتي راشد الخزرجي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، لحظة دخوله إلى المعبد قائلا: "كانت مشاعري مختلطة بين الاستغراب والذهول من العدد الهائل للفئران الموجودة هناك"، مشيرا إلى أنها كانت أول مرة يشاهد فيها آلاف الفئران مجتمعة في مكان واحد.
وأشار الخزرجي إلى أن الوصول إلى معبد "كارني ماتا" لم يكن سهلا، إذ أن رحلته انطلقت من دبي إلى مومباي في محطة ترانزيت، وبعد ذلك إلى مطار جودبور المحلي، وهو الأقرب إلى معبد "كارني ماتا"، الذي يبعد عنه مدة 4 ساعات بالسيارة.
أوضح الرحالة الإماراتي أن المصلين في هذا المعبد "يعتقدون أن أرواح البشر تتنقل إلى الفئران، ما يدفعهم لمعاملة هذه الفئران بكل ود وتبجيل"، لافتًا إلى أن رؤية فأر أبيض بين الفئران التي تجوب المعبد "تُعد جالبة للحظ بحسب معتقد السكان المحليين"، نظرا لأن الفائر الأبيض يجسّد "كارني ماتا".
ويؤمن السكان أن عبادة "كارني ماتا"، تُعتبر تجسيدًا للإلهة "دورغا"، وهي إلهة الحماية والأمومة في الديانة الهندوسية. وكانت "كارني ماتا" حكيمة ومحاربة هندوسية من طائفة "تشاران"، وعاشت في القرن الرابع عشر حياة زهيدة، ونالت احترامًا كبيرًا من السكان المحليين، وجمعت العديد من الأتباع، بحسب الموقع الإلكتروني الرسمي لولاية راجستان.
يأتي الزوار من مختلف أنحاء الهند والعالم لمشاهدة الفئران، ويحضرون معهم الحليب، والحلويات، وغيرها من القرابين لهذه الكائنات المقدسة.
يُعد إيذاء أو قتل فأر، حتى عن طريق الخطأ، بمثابة "خطيئة جسيمة" في هذا المعبد. ومن يرتكب هذا الفعل، يجب عليه تعويض الفأر الميت بواحد مصنوع من الذهب كنوع من التكفير عن الذنب.
وصف الخزرجي تجربته داخل معبد الفئران قائلا: "كانت تجربة غريبة ومرعبة في الوقت ذاته، لكنها أسهمت في تعزيز قيم التسامح واحترام الأديان لدي وبناء جسر للتواصل مع الناس من مختلف المعتقدات".
View this post on InstagramA post shared by Rashid Alkhazraji راشد الخزرجي (@r.khazraji)
جاءت ردود أفعال متابعي الرحالة الإماراتي ما بين مؤيد ومعارض للتجربة عبر حسابه على "إنستغرام"، حيث رأى البعض أن زيارة معبد الفئران تُعد فرصة نادرة وتجربة تستحق الزيارة.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
معبدا أبوسمبل ..شيدهما رمسيس الثاني لنفسه ولمحبوبته نفرتارى..وتعامد الشمس على وجه الملك أسطورة تتجدد سنويا
معبدا رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان يمثلان قصة خالدة على مر السنين والعصور، حيث تتجلى في هذا الصرح التراثي العظيم عظمة الحضارة والثقافة المصرية التي توارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
ويشهد المعبد زيارات متواصلة على مدار العام من الأفواج السياحية القادمة من مختلف دول العالم، فيما يزداد الإقبال بشكل خاص في يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، لمتابعة الظاهرة الفريدة التي اشتهر بها المعبد، وهي تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس، وهي واقعة مدهشة يتحدث عنها العالم ويحرص الزوار المصريون والأجانب على مشاهدتها عن قرب.
القصة الكاملةقال الأثري الدكتور أحمد مسعود، مدير عام آثار أبو سمبل، إن الملك رمسيس الثاني شيد معبدين منحوتين في الصخر خلال القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أحدهما خصصه لنفسه والآخر لزوجته المحبوبة الملكة نفرتاري.
وأوضح أن المعبد الكبير يضم التماثيل الأربعة العملاقة التي تُعد من أعظم رموز الحضارة المصرية القديمة، بينما المعبد الصغير – الأصغر حجمًا والأكثر شاعرية – كان مكرسًا بالكامل للملكة الجميلة التي أسرته بقلبها وعقلها، في تجسيد بديع لقصة حب خالدة خُلدت في الصخر.
رمسيس الثانىو رغم أن رمسيس كان له 24 زوجة و100 من الأبناء، إلا أن نفرتارى ظلت الزوجة المفضلة، لذا قرر أن يضعها بجواره وبنى لها معبدا صغيرا "معبد للحب"، فى سابقة لم يعرفها التاريخ الفرعونى من قبل"، ولم يكتفِ الملك بأن يبنى لها معبدًا، لكنه جعلها تظهر فى واجهته فى موضع الندّ له، إذ تتكون الواجهة من ستة تماثيل ضخمة، أربعة لرمسيس واثنان لنفرتارى، وكل تمثال بارتفاع عشرة أمتار تقريبًا، أما النقوش الداخلية فابتعدت عن مشاهد الحروب والمعارك المعتادة، وامتلأت بصور للملكة وهى تتزين وتشارك زوجها الطقوس الدينية، وكأن المعبد يروى قصة حب كتبت على جدران التاريخ.
وأشار إلى أنه لم يكن من عادة المصريين القدماء أن يبنوا معابد للزوجات، فالمعابد كانت للإلهة أو للملوك بعد وفاتهم، إلا أن مكانة نفرتارى عند رمسيس جعلته يشذ عن القاعدة ولم يقتصر تقديره لها على المعبد وحده، لكنه شيّد لها مقبرة تُعد من أجمل ما عُثر عليه فى وادى الملكات، مكتملة الألوان والزخارف والرموز، تجسد أنوثة الملكة ومكانتها الفريدة.
و كانت نفرتارى تشاركه المراسم الرسمية والاحتفالات الكبرى، وحضرت معه توقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ مع الحيثيين، وذُكر اسمها إلى جوار اسمه فى كثير من النقوش الملكية، إنها لم تكن مجرد زوجة لفرعون، بل نصفه الآخر الذى خُلد فى التاريخ.
وبقى المعبد على الحب، وتم نقل المعبدين قطعة قطعة إلى موقعهما الحالى عام 1968 ، ويحرص السائحون على زيارته ليقفوا مبهورين بعظمة الفن القديم، ولهذا السبب يتوافد إلى أبوسمبل الكثير والكثير ليأخذوا صورة أمام معبد رمسيس ونفرتارى .