دراسة: معدلات الانقراض تباطأت لكن السلوك البشري مازال مدمرا للأنواع
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
أشارت دراسة جديدة إلى أن معدلات الانقراض لدى العديد من مجموعات النباتات والحيوانات تباطأت، على الرغم من الادعاءات بأن الكوكب يشهد "انقراضا جماعيا" آخر. وحذر الباحثون من أن هذه النتائج لا ينبغي أن تستخدم كـ"تفويض مطلق" للسلوك البشري المدمر.
وتوصلت الدراسة التي أجرتها جامعة أريزونا، بشكل غير متوقع، إلى أن الانقراضات في النباتات والمفصليات والفقاريات البرية بلغت ذروتها منذ نحو 100 عام ثم انخفضت منذ ذلك الحين، حيث حلل البحث معدلات وأنماط 912 نوعا انقرضت على مدار الـ500 عام الماضية.
ووجدت الدراسة أن افتراضات الانقراض الجماعي الحالي في الدراسات السابقة اعتمدت على إسقاط الانقراضات السابقة على المستقبل. ومع ذلك، يتجاهل هذا الطرح الاختلافات في العوامل المؤدية إلى الانقراضات في الماضي والحاضر والمستقبل.
ويقول المؤلف الرئيس للدراسة جون وينز: "لقد اكتشفنا أن أسباب تلك الانقراضات الأخيرة كانت مختلفة للغاية عن التهديدات التي تواجهها الأنواع حاليا".
وأضاف أن هذا يجعل من الصعب إسقاط أنماط الانقراض السابقة هذه في المستقبل، لأن العوامل الدافعة تتغير بسرعة، وخاصة فيما يتصل بفقدان الموائل والصيد الجائر وتغير المناخ.
وتوصل الباحثون إلى أن الانقراضات السابقة كانت ناجمة في الغالب عن الأنواع الغازية في الجزر وليس "التهديد الحالي الأكثر أهمية"، وهو تدمير الموائل الطبيعية.
وبشكل غير متوقع، اكتشف الباحثون أنه خلال الـ200 عام الماضية، لم يكن هناك أي دليل على تزايد الانقراض بسبب تغير المناخ، إذ إن العديد من الأنواع انقرضت على الجزر بسبب الحيوانات المفترسة والمنافسين الذين جلبهم البشر، مثل الفئران والخنازير والماعز.
ويحذر جون وينز من أن هذا لا يعني أن تغير المناخ لا يشكل تهديدا، فهذا يعني ببساطة أن الانقراضات الماضية لا تعكس التهديدات الحالية والمستقبلية التي تتعرض لها الأنواع بسبب الأنشطة البشرية وتغير المناخ.
إعلانكما قام الباحثون بدراسة مستويات التهديد لـ163 ألف نوع، مشيرين إلى أن هذه المستويات توفر "أفضل تلميح" لما قد يحدث في المستقبل.
ويقول وينز إن أغلب الأنواع المنقرضة هي من الرخويات والفقاريات التي تعيش في الجزر والتي تعرضت للانقراض بسبب الأنواع الغازية، ولكن أغلب الأنواع المهددة بالانقراض اليوم تعيش في البر الرئيسي وهي معرضة للخطر بسبب تدمير الموائل.
من جهتها، تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة كريستين سابين إنها لا تريد أن تؤخذ نتائج الدراسة "على أنها تمنح الناس حرية مطلقة" للإيحاء بأن النشاط البشري لا يشكل تهديدا كبيرا وعاجلًا للعديد من الأنواع.
وتضيف أن "فقدان التنوع البيولوجي يمثل مشكلة ضخمة في الوقت الحالي، وأعتقد أننا لم نر بعد أنواع التأثيرات التي قد تحدثها، ولكن من المهم أن نتحدث عن ذلك بدقة، وأن يكون علمنا صارما في كيفية تفصيل هذه الخسائر ومنع الخسائر في المستقبل".
ويشير الخبراء إلى أن جهود الحفاظ على البيئة قد تكون أيضا وراء انخفاض معدلات الانقراض، حيث وجد الباحثون أن استثمار الأموال في هذه الممارسات "ناجح بالفعل".
فعلى سبيل المثال، في وقت سابق من هذا الشهر، تم إعادة تصنيف السلاحف البحرية الخضراء من "مهددة بالانقراض" إلى "أقل إثارة للقلق" وذلك بفضل عقود من جهود الحفاظ على البيئة البحرية.
فبعد أن قضت أكثر من 40 عامًا ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، زاد عدد هذا النوع على مستوى العالم بنحو 28% منذ سبعينيات القرن الـ20.
ويبدو أن جهود الحفاظ على البيئة التي تركز على حماية الإناث التي تعشش وبيضها على الشواطئ، والحد من صيد السلاحف وجمع بيضها للاستهلاك البشري، ومعالجة الصيد العرضي للسلاحف في معدات الصيد، سمحت للحيوان بتحقيق انتعاش كبير.
وتقول كريستين مادن، مسؤولة حماية السلاحف البحرية العالمية في الصندوق العالمي للطبيعة: "يجب أن تستمر جهود الحفاظ على البيئة حتى تزدهر أعداد السلاحف الخضراء وتتعافى في المناطق التي تظل مهددة فيها بسبب تشابك معدات الصيد والصيد الجائر وفقدان الموائل.
ورغم أن جهود الحفاظ على البيئة ساعدت في إخراج السلاحف البحرية الخضراء من القائمة الحمراء، فإن تغير المناخ والصيد الجائر يدفعان أنواعا أخرى نحو الانقراض.
فقد أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2025، رسميا عن انقراض طائر الكروان رفيع المنقار، ويعتبر هذا أول انقراض عالمي مسجل لطائر من أوروبا القارية وشمال أفريقيا وغرب آسيا.
كما انخفض تصنيف الفقمة المقنعة من "ضعيفة" إلى "مهددة بالانقراض" على قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، في حين تم إعادة تصنيف الفقمة الملتحية والقيثارة من "أقل إثارة للقلق" إلى "قريبة من التهديد".
وتم تحديد فقدان الجليد البحري المتسارع بسبب ارتفاع درجات الحرارة باعتباره "التهديد الأساسي" لفقمة القطب الشمالي، مما يسبب صعوبات للأنواع في التكاثر والراحة والتغذية على الصفائح الجليدية.
إعلانويقول الدكتور كيت كوفاكس من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إن تغير المناخ ليس مشكلة بعيدة، فقد تطورت على مدى عقود من الزمن ولها تأثيرات هنا والآن وفي المستقبل.
ويؤكد أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة وتقليص الانبعاثات المسؤولة عن التغير المناخي، فقد تتزايد معدلات الانقراض، بما لا يمكن إصلاحه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات جهود الحفاظ على البیئة الدولی لحفظ الطبیعة الصید الجائر تغیر المناخ فی المستقبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
مشروع جديد من OpenAI لاستكشاف قراءة الدماغ البشري بالموجات الصوتية
تعمل شركة OpenAI على دعم مشروع جديد في مجال واجهات الدماغ والحاسوب، يهدف إلى قراءة النشاط العقلي باستخدام الموجات فوق الصوتية بدلًا من الجراحة.
يسعى المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان إلى خطوة جديدة أكثر جرأة في مساره مع الذكاء الاصطناعي، وهي قراءة أفكار الإنسان عبر الموجات فوق الصوتية.
فبعد مشروعه السابق الذي أثار جدلاً واسعًا بسبب مسح قزحية العين ضمن مبادرة "وورلد كوين"، يخطط ألتمان الآن لمشروع آخر يربط بين العقل والآلة، لكن دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي.
من قزحية العين إلى الموجات فوق الصوتيةبحسب تقرير نشره موقع The Verge، يعمل ألتمان على تأسيس شركة جديدة تحمل اسم Merge Labs، تهدف إلى تطوير واجهة بين الدماغ والحاسوب تعتمد على الموجات الصوتية بدل الشرائح المزروعة. وقد استقطب للمشروع العالم ميخائيل شابيرو من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك)، وهو باحث بارز في مجال التقنيات غير الجراحية لمسح الدماغ.
ويُعرف شابيرو بأبحاثه حول العلاج الجيني الذي يجعل الخلايا قابلة للرؤية باستخدام الموجات فوق الصوتية، وهي فكرة قد تمهّد لتقنية تستطيع "قراءة" النشاط العصبي دون المساس بالدماغ. وقال في محاضرة حديثة إن "من الأسهل إدخال جينات تجعل الخلايا تستجيب للموجات الصوتية، من زرع أقطاب في الدماغ".
Related الدماغ لا ينام عشوائيًا... باحثون يرصدون التحوّل المنسّق من اليقظة إلى النومالقنب والتبغ.. مزيج يغيّر كيمياء الدماغ ويرتبط بارتفاع خطر القلق والاكتئابتقرير يكشف: نماذج "ميسترال" تنتج محتوى مسيئًا للأطفال بمعدل يفوق "أوبن إيه آي" بـ60 مرة تمويل ضخم وطموحات مثيرة للجدلوبحسب صحيفة فايننشال تايمز، تسعى "Merge" إلى جمع نحو 250 مليون دولار من شركة OpenAI، مع تقييم متوقع يصل إلى 850 مليون دولار. ورغم ارتباط المشروع باسم ألتمان، فإن التقارير تشير إلى أنه لن يشارك في الإدارة اليومية ولن يستثمر أمواله فيه مباشرة، لكن دوره يبقى محوريًا في رسم التوجهات.
اسم الشركة مستوحى من فكرة طالما شغلت عالم التكنولوجيا: لحظة "الاندماج" بين الإنسان والآلة. وكان ألتمان قد كتب قبل سنوات عن هذا التصور، متحدثًا عن مستقبل قد تتصل فيه العقول مباشرة بالذكاء الاصطناعي بين عامي 2025 و2075.
منافسة هادئة مع ماسكورغم المنافسة المحتدمة بينه وبين إيلون ماسك، فإن ألتمان يختلف معه في الأسلوب فقط. ففي حين يعتمد ماسك عبر شركة Neuralink على زرع رقائق داخل الدماغ، يرى ألتمان أن ذلك محفوف بالمخاطر. وقال خلال حديث عام في تموز/يوليو الماضي:"لن أزرع شيئًا في دماغي قد يقتل الخلايا العصبية".
لكنه في الوقت نفسه لا يخفي حماسه لفكرة التواصل المباشر مع الذكاء الاصطناعي، إذ عبّر عن أمنيته بالقول: "أود أن أكون قادرًا على التفكير بشيء ما وأن تردّ عليّ شات جي بي تي مباشرة، ربما أريدها بوضع القراءة فقط، يبدو ذلك منطقيًا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة الصحة الذكاء الاصطناعي أوبن أيه آي
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم