دراسة تكشف أسباب تواتر الفيضانات بمنطقة البحر المتوسط
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
في مايو/أيار 2023، اجتاحت فيضانات عارمة منطقة إميليا رومانيا الإيطالية، وأودت بحياة 17 شخصا، وشردت الآلاف، وتسببت في أضرار تُقدر بنحو 9.8 مليارات دولار. ومنذ ذلك الحين، شهدت إيطاليا ودول متوسطية أخرى فيضانات عارمة.
وتكشف دراسة جديدة، نُشرت في مجلة التقارير العلمية، الظروف التي أدت إلى تواتر الفيضانات في البحر الأبيض المتوسط، وما يعنيه ذلك بالنسبة للأحداث المتطرفة المستقبلية.
غالبا ما تحدث الفيضانات نتيجة هطول أمطار غزيرة، ومع ارتفاع درجة حرارة البحر، من المتوقع أن تزداد غزارة الأمطار، مما يؤدي إلى فيضانات أكثر تواترا وكثافة.
ويوصف البحر المتوسط بـ"النقطة الساخنة" للتغير المناخي. فهو مساحة جغرافية شبه مغلقة تقريبا، تُرصد فيها آثار التغير المناخي التي تنعكس أيضا على درجة حرارة البحر في الوقت الحالي.
وتشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة سطح بحر قياسية و"شاذة" مما أدى إلى ارتفاع كبير في سخونة المياه. وتم رصد أشد ارتفاع بدرجات الحرارة في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي، مما يسبب -بحسب الخبراء- حدوث أعاصير وفيضانات خصوصا في فصل الخريف.
وتتأثر الفيضانات بعوامل متعددة، منها رطوبة التربة، واستخدام الأراضي، وتأثر جريان المياه بمستوى سطح البحر، وفيضان الأنهار، ويمكن أن تحصل نتيجة تضافر عوامل متعددة.
وأكد الباحثون أن الفيضانات الشديدة التي شهدتها إيطاليا عام 2023 لم تكن نتيجة لهطول أمطار غزيرة واحدة فحسب، بل نتجت عن تراكم الأمطار على مدى عدة أيام، مدعومة بتضاريس المنطقة.
وشهدت المنطقة ما أسماه الباحثون "تأثير الطريق المسدود"، حيث حجبت الجبال الرطوبة من البحر الأدرياتيكي، مما أدى إلى احتجاز الأمطار في المنطقة.
كما أطال إعصار ثابت مدة هطول الأمطار الغزيرة، مما تسبب في الفيضانات الشديدة والنادرة التي رُصدت عام 2023. ومن المرجح أن يكون "تأثير الطريق المسدود" قد ساهم أيضًا في فيضانات عام 2024 التي أثرت على المنطقة.
إعلانوبناء على ذلك، يعتقد الباحثون أن فيضانات مماثلة قد تحدث في مناطق جغرافية مماثلة في منطقة البحر الأبيض المتوسط خصوصا في شمالها.
ويقول إنريكو سكوتشيمارو المؤلف الأول للدراسة وكبير العلماء في المركز الأورومتوسطي لتغير المناخ: "يُظهر تحليلنا أن نوع الإعصار المستمر الذي تسبب في فيضانات إميليا رومانيا في عامي 2023 و2024 ليس فريدا من نوعه في هذه المنطقة، ويمكن أن تواجه مناطق أخرى في البحر الأبيض المتوسط ذات الموقع الجغرافي المماثل المخاطر نفسها".
ومع تغير المناخ، من المرجح أن تزداد وتيرة هذه الفيضانات، ومن المهم الاستعداد جيدا لمثل هذه الأحداث، وتصميم أنظمة إنذار مبكر فعّالة ودقيقة، حسب الخبراء.
وبناء على ذلك، قدم المؤلفون مقياس "استمرار كثافة الإعصار"، والذي من شأنه أن يساعد خبراء الأرصاد الجوية على تتبع الأعاصير التي قد تؤدي إلى أحداث مناخية متطرفة في المناطق المعرضة للخطر.
ويرى سكوتشيمارو أن "هذا العمل يمثل الخطوة الأولى في خطة طويلة الأجل لتطوير أنظمة الإنذار المبكر لأحداث الفيضانات على نطاق زمني موسمي".
ويؤكد الباحثون أن ما يثير القلق بشأن ارتفاع درجات حرارة مياه البحر المتوسط القياسية هو احتمالية تأثيرها على الأحوال الجوية القاسية والفيضانات خلال أواخر الصيف وأشهر الخريف، فالرطوبة العالية تؤدي إلى ارتفاع نقاط الندى، وبالتالي زيادة طاقة الحمل الحراري التي تُغذي العواصف الرعدية في منطقة جغرافية مغلقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تغي ر المناخ البحر الأبیض المتوسط البحر المتوسط
إقرأ أيضاً:
دراسة يابانية: ارتفاع ثاني أكسيد الكربون قد يهدد الاتصالات الفضائية
أكدت الدراسة أن تغيّر المناخ لا يقتصر تأثيره على سطح الأرض فحسب، بل يمتد أيضًا ليؤثر على ظواهر البلازما الصغيرة في الفضاء.
حذّر باحثون من جامعة كيوشو اليابانية من أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد يؤدي إلى اضطرابات مستقبلية في الاتصالات اللاسلكية القصيرة المدى، بما يشمل أنظمة مراقبة الملاحة الجوية، والاتصالات البحرية، والبث الإذاعي.
وأوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة Geophysical Research Letters، أن ارتفاع تركيز CO₂ يرفع درجة حرارة سطح الأرض لكنه يتسبب في تبريد طبقة الأيونوسفير على ارتفاع حوالي 100 كيلومتر.
وأشارت البروفيسورة هويكسين ليو، المشرفة على الدراسة، إلى أن هذا التبريد يقلل كثافة الهواء ويزيد سرعة الرياح، ما يؤثر على مدارات الأقمار الصناعية وعمرها، ويؤدي إلى اضطرابات في الإشارات اللاسلكية.
وتشكل ظاهرة تُعرف باسم "الطبقة E المتقطعة" أو Sporadic-E، طبقة كثيفة من الأيونات المعدنية على ارتفاع يتراوح بين 90 و120 كيلومترًا، ما يؤدي إلى تشويش الاتصالات اللاسلكية بترددات HF وVHF عند ظهورها.
Related الوكالة الدولية للطاقة تتوقع أن تبلغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم ذروتها في غضون 3 سنواتانبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية تسجّل رقما قياسيا في 2022 من غاز مُضرّ إلى سماد للباذنجان.. الدنمارك تفتتح منشأة جديدة لربط غاز ثاني أكسيد الكربونوأظهرت محاكاة الغلاف الجوي التي أجراها الباحثون، باستخدام نماذج بتركيزات مختلفة من CO₂، أن ارتفاع هذا الغاز يقوي ظاهرة تقارب الأيونات الرأسية (VIC)، ويخفض ارتفاع مناطق ظهور الطبقة E المتقطعة بمعدل 5 كيلومترات، ويطيل استمرارها ليلاً.
وأكدت الدراسة أن تغير المناخ يمكن أن يؤثر على ظواهر البلازما الصغيرة في الفضاء، وليس على سطح الأرض فقط.
وقالت ليو:"تُظهر نتائجنا أن قطاع الاتصالات بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد تأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الاحتباس الحراري على عملياتها المستقبلية."
وتعد جامعة كيوشو، التي تأسست عام 1911، من أبرز الجامعات البحثية في اليابان، وتقع في مدينة فوكوؤكا الساحلية، وتضم أكثر من 19 ألف طالب و8 آلاف موظف، وتسعى من خلال رؤيتها "Vision 2030" إلى تطوير البحث العلمي في مجالات إزالة الكربون، والطب والصحة، والبيئة والغذاء.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة فضاء المناخ دراسة
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم