الفاشر السودانية.. فظائع جماعية وانتهاكات واسعة تدق ناقوس الخطر
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
تتوالى التقارير من مدينة الفاشر في السودان حول انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وتتصاعد المخاوف الدولية بعد تقارير منظمات إنسانية وإغاثية وشهود عيان عن عمليات قتل جماعي، وخطف، واغتصاب، واحتجاز للنساء والأطفال، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في المنطقة.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وضع حد للتصعيد العسكري في الفاشر بعد مقتل أكثر من 460 شخصا في مستشفى للتوليد، معربا عن "القلق البالغ" وداعيا إلى "إنهاء الحصار والأعمال الحربية فورا".
وأكدت منظمة الصحة العالمية استياءها الشديد من مقتل المرضى والعاملين الصحيين في المستشفى السعودي للتوليد، والمستشفى الوحيد العامل جزئيا في المدينة، وسط تقارير عن استمرار اختطاف العاملين في المجال الصحي.
صور الأقمار الصناعية وتوثيق المجازروأظهرت صور أقمار صناعية نشرها مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل وجود بقع حمراء في مواقع متعددة بالمدينة، قرب مركبات الدعم السريع، تشير إلى جثث بشرية لم تكن موجودة في الصور السابقة، ما يرشحها كضحايا عمليات إعدام حديثة.
عمليات تصفية جسدية واسعة النطاقوأكدت نقابة أطباء السودان أن ما حدث يمثل "إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا ممنهجا وجرائم حرب مكتملة الأركان".
ووفق فرق النقابة، قُتل نحو 2000 مدني في الساعات الأولى لسيطرة الدعم السريع، وتمت تصفية آخرين بحرقهم أحياء، بينما يقدر أن 177 ألف مدني ما زالوا محاصرين.
نزوح وقيود على الاتصالاتنزح أكثر من 36 ألف شخص منذ الأحد الماضي، باتجاه ضواحي الفاشر ومدينة طويلة، التي تعد أكبر منطقة لاستقبال النازحين.
ولا تزال الاتصالات والإنترنت مقطوعة إلا لقوات الدعم السريع التي تتحكم بشبكة ستارلينك، ما يصعّب الوصول إلى معلومات مستقلة.
وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من الوضع الحرج في الفاشر مع تزايد خطر الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإتنية، مستذكرا المجازر السابقة في شمال دارفور التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد، التي تشكل لاحقا قوات الدعم السريع، بحق قبائل المساليت والفور والزغاوة.
من جانبه، شدد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعية المصرية للقانون الدولي، على أن مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني تشهد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وسط صمت دولي وصفه بـ"المريب"، يذكّر بتقاعس العالم خلال مآسي رواندا والبوسنة.
وقال مهران، في تصريحات لـ “صدى البلد”، إن المدنيين يتعرضون لقتل ممنهج واغتصاب جماعي وتهجير قسري ونهب للممتلكات، في ظل حصار يمنع عنهم الغذاء والدواء والماء، مؤكداً أن استهداف المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي.
وأضاف أستاذ القانون الدولي أن الجرائم المرتكبة تتطابق مع معايير جريمة الإبادة الجماعية المنصوص عليها في اتفاقية 1948، محذراً من استخدام التجويع والعنف الجنسي كسلاح حرب، مؤكداً أن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
ودعا مهران المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف المجازر، محدداً ست خطوات عاجلة تشمل وقف إطلاق النار، نشر قوات حفظ سلام، فتح ممرات إنسانية، إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية، فرض عقوبات على القادة المسؤولين، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق الأدلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفاشر السودان الدعم السريع قوات الدعم السريع قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الخارجية السودانية: الدعم السريع ترتكب إبادة جماعية بالفاشر
دانت حكومة السودان بأشد العبارات ما وصفتها بـ"الجرائم الإرهابية المروعة التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور" وفق بيان لوزارة الخارجية السودانية.
وذكرت الوزارة في بيان، أن قوات الدعم السريع "ارتكبت ولا تزال ترتكب عمليات قتل عنصري وترويع ممنهجة ضد المدنيين العُزّل، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في مشاهد صادمة يوثقها مرتكبوها بفخر ووقاحة، كاشفةً عن طبيعتها الإجرامية التي تحترف الدماء والإرهاب".
وأضافت أن ما وصفتها "مليشيا آل دقلو الإرهابية" خططت "لهذه الإبادة الجماعية بحصار الفاشر وتجويع سكانها لعامين ونصف لتتوجها اليوم بمجزرة مروّعة تُضاف إلى سجل المليشيا الأسود من الفظائع والانتهاكات الممتدة من مدينة الجنينة إلى قرى وأرياف ولاية الجزيرة".
وأشارت إلى أن الحكومة السودانية حذرت مرارا المجتمع الدولي من خطورة الصمت والتقاعس، وطالبت بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2736) لسنة 2024، إلا أن غياب الإرادة السياسية الدولية مكّن ما وصفها البيان بـ"المليشيا الإرهابية ومنحها الضوء الأخضر لتحدي القوانين الدولية والديانات السماوية وأن تستمر في زهق الأرواح وتدمير المدن وهتك أعراض الشرفاء".
واعتبرت أن ما وصفته بـ"تسييس الأزمة وانحياز بعض الدول لمصالحها السياسية والاقتصادية، بدلاً من اتخاذ موقف أخلاقي وإنساني تسبب بشكل مباشر في مذبحة الفاشر".
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الشعب السوداني والقوات المسلحة سينتصران، مؤكدا أن تقدير القيادة في الفاشر، كان مغادرة المدينة بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج.
وأضاف البرهان، في كلمة متلفزة، أن "قواتنا قادرة على تحقيق النصر وقلب الطاولة واستعادة الأراضي"، مضيفا "نحن عازمون على أن نقتص لكل شهدائنا". وقال قائد الجيش السوداني "عازمون على تطهير البلاد من المرتزقة والاقتصاص لشهدائنا".
يُشار إلى أن قوات الدعم السريع أعلنت صباح الأحد سيطرتها على الفاشر، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام.
وبعد إعلان الدعم السريع سيطرته على الفاشر، قد يعني ذلك بسط نفوذه على جميع ولايات دارفور الخمس، وتقسيم البلاد بين شرق يسيطر عليه الجيش، وغرب تحت سيطرة الدعم السريع.
وقالت مصادر عسكرية سودانية للجزيرة إن الجيش السوداني أخلى مقر قيادة فرقة في الفاشر "لأسباب تكتيكية".
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/ أبريل 2023 حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وقد قُتل خلالها نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.