فيرست واب، شركة إندونيسية متخصصة في المراقبة والاتصالات، تأسست عام 1999 على يد النمساوي يوزيف فوخس، والفرنسي باسكال لالان، ويقع مقرها الرئيسي في العاصمة جاكرتا، ولها فروع في سنغافورة ودبي وعدد من الدول الأوروبية.

تشتهر بأدوات المراقبة والسيطرة الشبكية، لا سيما منتجها الشهير "ألتاميديس" القادر على تتبع أرقام الهواتف واعتراض الاتصالات عبر استغلال بروتوكولات الإشارة بين المشغلين (ss7) -وهو نظام تبادل إشارات بين مشغلي الشبكات يوجّه المكالمات والرسائل ويحدد مواقع المشتركين- من دون تثبيت برمجيات على الأجهزة.

وقد أظهرت تحقيقات دولية استخدام النظام منذ عام 2007 لاستهداف آلاف الأرقام في عشرات الدول، من صحفيين ونشطاء ودبلوماسيين إلى مسؤولين تنفيذيين، مما أثار اتهامات بانتهاك الخصوصية وحقوق الإنسان.

التأسيس

تأسست شركة فيرست واب عام 1999 على يد رجل الأعمال النمساوي يوزيف فوخس والفرنسي باسكال لالان، وهي متخصصة في المراقبة الإلكترونية، ويقع مقرها الرئيسي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ولها فروع في سنغافورة ودبي وأوروبا، ويعمل فيها أكثر من 150 موظفا.

وتصف الشركة نفسها بأنها مطور لحلول الاتصالات المبنية على تقنيات معيارية تُستخدم في الشبكات المتنقلة والثابتة، وتقدم خدمات استشارية في تصميم هندسة النظم وتطويرها وإعدادها لتشغيل خدمات الاتصالات بكفاءة.

وتضيف أن فريق التطوير الخاص بها له خبرة واسعة في تطوير منتجات وحلول متخصصة ومصممة حسب الطلب لمشغلي الشبكات المتنقلة والشركات والمؤسسات الحكومية.

وفي إطار جهود المسؤولية المجتمعية، أنشأ مؤسسو الشركة منظمة أطفال الشوارع الإندونيسية "إسكو" عام 1999، بهدف دعم تعليم الأطفال المحرومين من الدراسة في إندونيسيا عبر برنامج شامل يغطي مرحلة الروضة حتى الجامعة.

النمساوي جوزيف فوخس المؤسس المشارك لشركة فيرست واب (إندونيسيا إكس بات)الخدمات

بحسب الموقع الرسمي لشركة فيرست واب فإنها تقدم مجموعة متكاملة من الخدمات التقنية المتخصصة في مجالي الاتصالات والمراقبة الإلكترونية، ومنها:

خدمة المراسلة

توفر خدمة المراسلة حلولا متكاملة للشركات والمؤسسات لإدارة حملات الرسائل الترويجية بفعالية. وتشمل الخدمة منصة البث المتنقل المستضافة لإرسال الرسائل أحادية وثنائية الاتجاه وتتبع النتائج، إضافة إلى موزع الرسائل القصيرة الذي يتيح الربط مع أنظمة الأعمال.

إعلان

كما تقدم الشركة الخط الساخن للرسائل القصيرة لإدارة استفسارات العملاء والشكاوى، وخدمات الرسائل عند الطلب وجمع البيانات للتواصل الفوري وتحليل المعلومات، إضافة إلى خدمات تفاعلية مثل المسابقات واستطلاعات رأي العملاء لتعزيز التفاعل وكفاءة العمليات التجارية.

تتبع المواقع

تقدم الشركة مجموعة من خدمات تتبع وتحديد المواقع عبر شبكات "جي إس إم" -معيار عالمي للهواتف المحمولة ينقل المكالمات والرسائل والبيانات عبر خلايا أرضية متصلة بمحطات إرسال واستقبال- وتشمل خدمة "لوكيشن ووتش" لتتبع المركبات والأصول الميدانية للشركة.

وتضم المجموعة أيضا خدمة "ترافل غارد"، التي تتيح للمشتركين مشاركة مواقعهم تلقائيا مع ذويهم عبر الرسائل القصيرة أتناء السفر.

كما تقدم الشركة نظام الإعلانات المعتمدة على الموقع الجغرافي، الذي يتيح لمشغلي شبكات الاتصالات توجيه رسائل دعائية أو تنبيهية إلى المستخدمين في مناطق محددة بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة.

نظام "ألتاميديس" يمكنه اختراق تطبيقات المراسلة المشفرة مثل واتساب (شترستوك)ألتاميديس

تقول مصادر إن "ألتاميديس" هو المنتج الرئيسي لشركة "فيرست واب"، وهو اختصار لعبارة "النظام المتقدم لتتبع المواقع والخداع"، ويتميز بقدرته على تتبع أي رقم هاتف في أي مكان في العالم دون ترك أي أثر على الجهاز.

إضافة إلى تتبع المواقع، يمتلك النظام القدرة على اعتراض الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية وتزوير الرسائل، وحتى اختراق تطبيقات المراسلة المشفرة مثل واتساب.

وبحسب مصادر، فإن النظام استُخدم منذ عام 2007 لاستهداف ما لا يقل عن 14 ألف رقم هاتف في 168 دولة، من بينهم صحفيون ومحامون ومسؤولون تنفيذيون في شركات وعسكريون ورواد أعمال وفنانون، وغالبا بطريقة غير قانونية.

ووفق تحقيق مشترك أجرته منظمة "لايت هاوس ريبورتس" المسجلة في هولندا بالشراكة مع 14 وسيلة إعلامية من 11 دولة، فإن "فيرست واب" تستغل نقاط الضعف في أنظمة الاتصالات لتحديد مواقع أكثر من 14 ألف مستخدم للهواتف المحمولة حول العالم.

وأضاف التحقيق أن نظام "ألتاميديس" يستغل نظام الإشارات رقم "7 – إس إس 7" -مجموعة من بروتوكولات ومعايير الإشارات المستخدمة بشبكات الهاتف- لتحديد مواقع الهواتف.

ضحايا متنوعون

بحسب تحقيق منظمة لايت هاوس ريبورتس، فإن نظام التجسس الخاص بشركة "فيرست واب" استهدف شخصيات متعددة، من بينها العديد من مسؤولي الانتخابات النيجيرية الذين كانوا تحت مراقبة نظام "ألتاميديس" قبل انتخابات عام 2011.

ويذكر التحقيق أنه في عام 2012، تتبع النظام اثنين من مؤسسي حركة المعارضة من المؤتمر الوطني الرواندي، وعُثر على أحدهما مقتولا في غرفة بفندق في جنوب أفريقيا بعد أشهر من رصد حارسه الشخصي عبر التقنية ذاتها.

نظام "ألتاميديس" استخدم لاستهداف أكثر من 14 ألف رقم هاتف في 168 دولة حول العالم (شترستوك)

وقالت ميا روسمياتي، الأمينة العامة لنقابة الإعلاميين والصناعات الإبداعية من أجل الديمقراطية في إندونيسيا في تصريح للجزيرة نت إنه "يجب وقف ممارسات المراقبة غير القانونية، لأنها تهدد الديمقراطية وحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم".

إعلان

وأضافت أن أحد أرقام الهواتف المستهدفة من نظام "ألتاميديس" يعود لصحفي من مجموعة تمبو الإعلامية، وهي مجلة تحقيقات رائدة في إندونيسيا.

وردا على تحقيق منظمة لايت هاوس، نفت "فيرست واب" تورطها في أي انتهاكات لحقوق الإنسان، قائلة إنها لا تستطيع الرد على هذه المزاعم بسبب سرية بيانات العملاء.

وبحسب تقرير آخر، من بين الشخصيات البارزة التي استهدفها النظام، الممثل الأميركي الشهير جاريد ليتو، الذي تم تتبع هاتفه 4 مرات في عام 2012، فضلا عن رائدة الأعمال الأميركية آنا فوجسيكي، مؤسسة شركة اختبارات "دي إن إيه"، والتي تم تتبعها مرات عدة عام 2009.

وفي عام 2025، طالب نشطاء الحكومة الإندونيسية بحظر شركة فيرست واب، متهمين إياها بتشغيل نظام عالمي لتتبع الهواتف يمكنه مراقبة آلاف الأشخاص دون إذن أو أساس قانوني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: المتحف المصري الكبير يجسد عبقرية المصريين ويربط التاريخ بالمستقبل

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل لحظةً فارقة في الوعي الجمعي المصري، تتجاوز كونها حدثًا ثقافيًا أو عمرانيًا إلى كونها تجسيدًا عميقًا للصلة بين ماضي الإنسانية ومستقبلها، بين عبقرية المصري القديم وطموح المصري المعاصر.

وقال الدكتور طلعت إن هذا الافتتاح لا يعكس مجرد إنجاز معماري ضخم، بل هو رمز لاستمرارية الروح المصرية التي صاغت أبرز مفهومٍ للحضارة الخالدة، ورسخت حوارًا ثقافيًا وعلميًا وإنسانيًا لا ينقطع بين الأزمنة. 

وأضاف أن المتحف المصري الكبير يمنح الأجيال نافذة مضيئة تطل على عبقرية الأجداد الذين أرسوا أسس الفكر والعلم والإبداع، مؤكدًا أن مصر لم تكن يومًا مجرد دولة عريقة في التاريخ، بل معلمًا خالدًا في وجدان البشرية جمعاء.

وأشار الوزير إلى أن المتحف بما يحتويه من كنوز أثرية فريدة وأيقونات فكرية وعلمية، لا يخاطب الزائرين فحسب، بل يفتح آفاقًا رحبة للباحثين والعلماء والمهتمين بعلوم المصريات حول العالم، ليعيدوا اكتشاف العلاقة الخالدة بين الفنون والعلوم في حضارةٍ علمت الإنسانية معنى الخلود والإبداع.

وشدد الدكتور طلعت على أن العالم اليوم يعيش عصرًا تتسارع فيه التطورات التقنية وتتشكل فيه أنماط جديدة للمعرفة والهوية، وهو ما يجعل الارتباط بالجذور ضرورة لا غنى عنها. فالمستقبل ـ كما قال ـ لا يصنعه من يركض وراء التكنولوجيا وحدها، بل من يدرك عبقرية تاريخه ويستمد منها الإلهام لصياغة غدٍ أكثر وعيًا.

وأكد أن افتتاح المتحف المصري الكبير، درة المتاحف العالمية، يمثل تأسيسًا لمستقبل يوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويعيد تعريف العلاقة بين التراث والتقدم، وبين الهوية والعلم، وبين مصر والعالم.

واختتم قائلاً إن هذا الصرح الفريد ليس احتفالًا بالماضي فقط، بل رسالة متجددة إلى الإنسانية بأن مصر، التي علمت العالم معنى الحضارة، ما زالت قادرة على أن تقود الحوار بين التاريخ والمستقبل، لتبقى بحق "أم الدنيا" ومنارة الخلود الإنساني.

مقالات مشابهة

  • نظام ليزري روسي محمول يبدد تهديد الطائرات المسيرة
  • جامعة قنا تدير 13 ألف فعالية إلكترونيًا عبر نظام إيفينتس
  • ضبط متهمة بنشر مقاطع فيديو منافية للآداب على أحد تطبيقات الهواتف المحمولة
  • وزير الاتصالات: المتحف المصري الكبير يجسد عبقرية المصريين ويربط التاريخ بالمستقبل
  • عودة الأشباح: كيف يرتعد نظام السيسي أمام صوت جيل زد في بروكسل؟
  • سلطنة عُمان تُشارك في مسابقة تحدي فيرست جلوبال ببنما
  • نفطال: إطلاق نظام جديد لتسيير المسارات الوظيفية
  • وزارة الاتصالات العراقية تنفي وجود تشويش على نظام الملاحة في بغداد
  • مطالب في إندونيسيا بحظر شركة متهمة بتتبع الهواتف عالميا