تشهد صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران حالة غير مسبوقة من التوتر والانقسام الداخلي، مع تصاعد الصراع بين أجنحتها المختلفة على النفوذ والسيطرة داخل الجماعة. ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات تعكس تفكك الهيكل القيادي للمليشيا، وزيادة الخلافات بين التيارات المتنافسة على مواقع النفوذ، وسط تزايد الاتهامات بالخيانة والولاء المزدوج.

وأفاد مصدر مقرب من الجماعة إن علي الحوثي، نجل مؤسس الجماعة وابن شقيق زعيمها الحالي، يقود حملة اعتقالات داخل صفوف المليشيا تستهدف عناصر وقيادات بتهم تتعلق بالخيانة والولاء لتيارات منافسة، خصوصاً قيادات تنتمي لما يُعرف بتيار محمد علي الحوثي.

وأضاف المصدر أن الحملة شملت مشرفين أمنيين وعناصر من الأمن الوقائي والأمن والمخابرات، وهما كيانان استخباراتيان استحدثتهما المليشيا بمساعدة إيرانية، لممارسة القمع على المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها. 

وأشار المصدر إلى أن حملة الاعتقالات طالت قيادات بارزة داخل المليشيا، من بينهم أمين سر مجلسها السياسي الأعلى، القيادي ياسر الحوري في خطوة يراها مراقبون تهدف إلى إضعاف نفوذ القيادات المنافسة والسيطرة على مفاصل الجماعة الأمنية والسياسية.

عقب ساعات من اعتقال الحوري، تم إصدار قرار إقالته من منصبه، وتعيين عضو مكتبهم السياسي، سليم المغلس خلفًا له، في خطوة وصفتها المصادر السياسية أنها "مؤشر على تصاعد الصراع الداخلي بين قيادات الصف الأول في الجماعة، والذي تستغلّه أجهزة الاستخبارات المحسوبة على جناح معيّن، لتصفية خصومتها مع الأطراف الأخرى في الجماعة".

ومع تنامي الشكوك والاتهامات المتبادلة بالخيانة والتمرد، في سياق يُظهر أن النزاعات الداخلية لم تعد مقتصرة على المستوى المحلي، بل امتدت إلى قلب القيادة العليا للمليشيا.

وأضافت المصادر أن الجماعة فرضت إجراءات وقيوداً صارمة على القيادات العليا والتعبوية والعسكرية، شملت تحديد تحركاتها وأنشطتها واجتماعاتها، مع عدم الاعتماد الكامل على أجهزة الاتصال الحديثة، في ظل استمرار توجسها من استخدامها، بعد أن ساهمت في وصول إسرائيل إلى الغماري. 

كما أقدمت الجماعة على عزل القيادة العليا عن الميدان، وفوضت القادة الميدانيين بإعداد الخطط الإستراتيجية الميدانية بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات، في محاولة للتعامل مع المستجدات الأمنية والتهديدات الخارجية المحتملة.

ويعتبر محللون أن هذه التطورات تنذر بمرحلة من الانقسامات العميقة داخل الجماعة، قد تؤثر على قدرتها على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها واستمرار سياساتها القمعية ضد المدنيين، خصوصاً في ظل ضغوط عسكرية واقتصادية متصاعدة من الداخل والخارج.

وأكدوا أن ما يحدث داخل أجنحة الحوثيين يشكل مؤشراً واضحاً على هشاشة بنيتها التنظيمية واعتمادها على الولاءات الشخصية والعائلية أكثر من هيكل قيادي مؤسسي، ما يزيد من احتمالات تفككها أو انقسامها بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.

ردة فعل اضطرابية وانكفاء على النواة العقائدية

وفي أعقاب الاختراقات الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل رئيس حكومة صنعاء أحمد الرهوي وعدد من وزراء الحكومة ولحقها مقتل رئيس هيئة الأركان، محمد عبدالكريم الغماري، وإصابة عدد كبير من قيادات الجماعة، انكفأت الجماعة مجدداً على بنيتها العقائدية المغلقة، في محاولة لسد الثغرات الأمنية والاستخباراتية ومنع أي انكشافات جديدة. 

بحسب المصادر ان اغتيال الغماري أدى إلى موجة واسعة من الشكوك داخل الصفوف العليا للجماعة، انعكست على سلوكها الأمني والاستخباري المتوتر خلال الأسابيع الماضية، حيث شملت حملة الاعتقالات موظفين أمميين، وشخصيات سياسية واجتماعية، قبل أن تمتد لاحقاً إلى صفوف قيادات الجماعة نفسها.

وذكرت مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات الحوثية نفذت اعتقالات داخلية طالت قيادات مقربة من دوائر صنع القرار، إلى جانب شخصيات تنظيمية وعسكرية، وأخضعت هذه القيادات لتحقيقات مكثفة على خلفية الاشتباه بتسريب معلومات حساسة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بالضفة الغربية

رام الله (وكالات)

أخبار ذات صلة عبدالله الثاني: الأردن لن يرسل قوات إلى غزة البرلمان العربي يدعو لإطلاق آلية ضغط برلمانية لتحقيق السلام العادل

شنت القوات الإسرائيلية، أمس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية، طالت عدداً من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون. 
وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات إسرائيلية اقتحمت مدينتي البيرة ودير أبو مشعل غرب رام الله، واعتقلت 6 اشخاص، كما اعتدت على عدد من السكان بالضرب.
وفي محافظة سلفيت شمال الضفة، اعتقلت القوات 6 مواطنين من بلدة دير بلوط، بعد مداهمة منازلهم وتخريب محتوياتها. 
وفي الخليل، اعتقلت القوات 4 اشخاص من بلدتي الطبقة وصوريف، بينما أصيب طفل يبلغ من العمر 15 عاماً بجروح خطيرة بعد إصابته بقنبلة صوت أطلقت صوب رأسه. 
وفي أريحا، احتجزت القوات الإسرائيلية 15 أسيراً محرراً من مخيم عقبة جبر، واعتدت عليهم بالضرب خلال التحقيق الميداني.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في محافظات الضفة
  • «الحوثي» تنفّذ حملة اعتقالات واسعة بمناطق سيطرتها
  • عدن تحذر من مزادات الحوثي غير القانونية وتمويل الإرهاب
  • عودة التهديد الحوثي للسعودية.. هل خيار الحرب امتياز حصري للجماعة في وجه الإقليم؟ (تقرير)
  • مليشيا الحوثي تشن حملة داخل صفوفها
  • جماعة الحوثي تعلن اعتقال قيادات بارزة بتهمة التجسس للموساد والـCIA
  • الحوثي تلوح باستهداف موانئ ومطارات وبنوك السعودية
  • هشاشة البنية السرية.. تحليل: انهيار أساطير الحوثي بين ضربات الخارج وفساد الداخل
  • حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بالضفة الغربية