المفتي يُحذر من الانسياق وراء الممارسات غير الأخلاقية التي تُروّج تحت دعوات الحرية
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
حذر الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، من مخاطر الانسياق وراء الممارسات غير الأخلاقية التي تُروّج تحت دعوات الحرية، مثل خطابات الإلحاد والشذوذ الفكري، مُعتبرا إياها بمثابة خطر على الأمن القومي، داعيا الشباب للرجوع في التعلم الصحيح إلى أهل الاختصاص الذين يمتلكون أدوات الفهم والتأصيل.
جاء ذلك خلال استضافة جامعة طنطا، اليوم الخميس، مفتي الديار المصرية، في ندوة بعنوان تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب، حيث كان في استقباله الدكتور محمد حسين رئيس الجامعة، والدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبحضور عدد من عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين وذلك بقاعة المؤتمرات بإدارة الجامعة.
وشدد مفتي الجمهورية، خلال فعاليات الندوة، على أن العلاقة بين العلم والدين علاقة تكامل لا تعارض، فكل منهما له مجاله ووظيفته، محذرا من أن الخلل يقع عند طغيان أحدهما على الآخر، مُبيناً أن ما يُظن من تعارض بينهما ينشأ عن سوء الفهم أو القراءة الخاطئة للنصوص خارج سياقها الصحيح، مؤكداً أن النصوص الشرعية تحتكم إلى الفهم المستنير الذي يوازن بين النص والعقل ويستحضر مقاصد الشريعة.
وقال مفتي الجمهورية، إن تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي يمثل ضرورة حياتية ملحة في ظل ما يشهده العصر من أزمات فكرية وقيمية وتناقضات متعددة، موضحاً أن التجديد الحقيقي لا يعني التنصل من ثوابت الدين أو الجمود، بل يقوم على الفهم الرشيد والقراءة الواعية التي توازن بين الثابت والمتغير، مشيرًا إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الخطاب الديني هي تصدي غير المتخصصين لشؤون الدين دون تأهيل علمي، مما يؤدي إلى تشويه المفاهيم، مؤكداً أن الخطاب الديني الرشيد هو الذي يصل إلى الناس جميعًا بأدوات العصر ويعبر عن روح الدين ومقاصده دون هدم لأصوله.
وأكد مفتي الجمهورية، أن الدين هو الإطار القيمي والأخلاقي الذي يوجّه مسار العلم ويضبط استخدامه، في حين يبقى العلم وسيلة لفهم سنن الله في الكون وتسخيرها لخدمة الإنسان، مشيرًا إلى أن هذا التوازن يقوم على ثلاث دوائر متكاملة تحكم العلاقة بينهما، هي (دائرة الاختصاص، دائرة التعاون بين العقل والدين، دائرة الحاكمية والمحكومية)، حيث يظل الدين المرجعية العليا التي تضبط مسار العلوم والمعارف بمنظومة من القيم.
واختتم مفتي الجمهورية كلمته، بالتأكيد أن الفهم الصحيح لطبيعة العلاقة بين العلم والدين يسهم في تجاوز مظاهر الانغلاق والتشدد والانفلات الفكري، ويدعو الشباب إلى أن يكونوا دعاة خير وسلام يتمتعون بوعي فكري وبصيرة في فهم العلاقة بين العلم والدين والعمران الإنساني.
من جانبه.. أعرب رئيس جامعة طنطا الدكتور محمد حسين، عن خالص سعادته باستضافة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية في رحاب جامعة طنطا، مؤكداً أن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة بقاء وحتمية حضارية، في عالم يتسارع فيه التغيير وتتعدد فيه مصادر المعلومات الموثوقة والمغلوطة، مضيفاً أن بناء الوعي أصبح ضرورة ملحة، وهو الحصن المنيع الذي نُحصِّن به أبناءنا الطلاب ضد موجات التطرف الفكري والإرهاب المعرفي.
وأوضح رئيس الجامعة، خلال فعاليات الندوة، أن هذه الجهود المؤسسية لبناء الوعي تأتي استجابة ودعماً للرؤية الشاملة التي تتبناها القيادة السياسية الحكيمة، ممثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، مضيفاً أن الدور الريادي الذي تقوم به الدولة المصرية، بقيادة رئيسها، يتطلب من جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها جامعاتنا العريقة، أن تقوم بدورها الداعم لهذا البناء، وهذا يتحقق عبر العمل على بناء منظومة وعي وطني متكاملة قائمة على ثوابت عقائدية ومجتمعية ووطنية راسخة، تُعلي من قيمة الانتماء، وتفخر بالحضارة المصرية، وتُدرك حجم التحديات والإنجازات.
وشدد رئيس الجامعة على أن وعي الشباب هو الركيزة التي تُصان بها منجزات الوطن وتُستكمل بها مسيرة البناء، مضيفاً أنه لتحقيق هذه الأهداف الوطنية السامية، لا بديل عن التكامل الضروري والحتمي بين المؤسسات الدينية والمؤسسات التعليمية، موضحاً أن تضافر جهود الأزهر الشريف ودار الإفتاء مع جهود جامعاتنا ومعاهدنا، يجب أن يتم في إطار تنظيمي وطني متماسك وموحد، يرتكز على قوة العقيدة المستنيرة والمبنية على المفاهيم الصحيحة للدين والوطنية، ويهدف بشكل أساسي إلى تحصين ورعاية فئة الشباب التي تُمثل القطاع الأكبر والأكثر تأثيراً في مجتمعنا، وضمان تزويدهم بالمنهج الوسطي الرصين الذي يحمي عقولهم ويقوي انتماءهم ويدعم مسيرة التنمية الشاملة للوطننا.
وقال رئيس الجامعة، إن دور الجامعة يبرز في العمل على تنمية الوعي لدى طلابها من خلال تنظيم سلسلة من الندوات وورش العمل المتخصصة والمحاضرات التفاعلية التي تستضيف الخبراء في مجالات الأمن الفكري والمجتمعي، إضافةً إلى تعزيز الشراكات الفاعلة مع المؤسسات الدينية المعتدلة كالأزهر ودار الإفتاء، لضمان وصول الخطاب الديني الوسطي للطلاب، فضلا عن توفير منصات آمنة للحوار الطلابي المفتوح والإرشاد النفسي والفكري، لتبديد الشبهات والرد على الاستفسارات بمنهج علمي.
وفي لفتة تقدير، قام رئيس جامعة طنطا بتقديم درع الجامعة لفضيلة المفتي، تقديراً لجهوده البارزة في رفع مستوى الوعي لدى الشباب ونشر الفكر الوسطي المستنير، وإسهاماته العلمية والدعوية في ترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية وتعزيز التواصل بين المؤسسات الدينية والعلمية.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يُدين الاعتداءات الوحشية ضد المدنيين في الفاشر بالسودان
مفتي الجمهورية عن المتحف المصري الكبير: تحية ملؤها التقدير لكل يدٍ شاركت في تشييد هذا الصرح العظيم
مفتي الجمهورية: العصر الرقمي أتاح انتشار بعض الأفكار الإلحادية عبر الفضاء الإلكتروني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الخطاب الديني مفتي الديار الديار المصرية دعوات الحرية مفتی الجمهوریة الخطاب الدینی رئیس الجامعة العلاقة بین جامعة طنطا التی ت
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يستقبل مفتي الجمهورية لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
استقبل اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، اليوم الخميس، الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين المحافظة ودار الإفتاء المصرية، في مستهل زيارته لمحافظة الغربية للمشاركة في الندوة التي تنظمها جامعة طنطا بعنوان: «تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى شباب الجامعة».
وخلال اللقاء، رحّب محافظ الغربية بالمفتي في رحاب المحافظة، مؤكدًا اعتزازه بهذه الزيارة التي تعكس مكانة دار الإفتاء المصرية ودورها الرائد في نشر الفكر الوسطي المستنير، مشيرًا إلى أن الندوة تأتي في توقيتٍ بالغ الأهمية، في ظل ما توليه الدولة المصرية من اهتمام ببناء الوعي وتجديد الخطاب الديني بما يرسخ قيم الانتماء والفهم الصحيح للدين، وينأى بالشباب عن الأفكار الهدامة والمتطرفة.
وأكد محافظ الغربية أن التعاون بين محافظة الغربية ودار الإفتاء يجسد حرص مؤسسات الدولة على تنسيق الجهود في مجالات التوعية وبناء الإنسان، مشددًا على أن المحافظة تدعم كل المبادرات التي تستهدف ترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش والمواطنة، خاصة داخل الجامعات ومراكز الشباب، مثمنًا الدور الوطني والفكري الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في مواجهة الفكر المتشدد، وتعزيز منهج الوسطية الذي يجمع بين الثوابت الشرعية ومتطلبات العصر.
من جانبه، أعرب مفتي الجمهورية عن سعادته بزيارة محافظة الغربية وجامعة طنطا، مشيرًا إلى أن ندوة «تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى شباب الجامعة» تأتي ضمن جهود دار الإفتاء في نشر الفكر الوسطي المستنير، ومواجهة التطرف والشائعات بالفكر والمعرفة، مؤكدًا أن الدار تولي اهتمامًا خاصًا بالشباب وتثقيفهم دينيًا وفكريًا لمواجهة تحديات العصر بعقلية منفتحة وواعية.
وأوضح أن دار الإفتاء تعمل وفق رؤية علمية متكاملة تستهدف بناء الوعي الديني الرشيد، وتحصين المجتمع من الفكر المنحرف، من خلال البرامج التوعوية والدورات التدريبية والندوات التي تُقام بالتعاون مع الجامعات ومختلف مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن الحفاظ على ثوابت الهوية الوطنية والدينية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود في سبيل بناء الإنسان المصري القادر على الإسهام في نهضة وطنه.
مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير
- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.
- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002
- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.
- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.
- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.
- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.
- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).
- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.
- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.
- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.
المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر
العالم
الحضارة
توت عنخ امون
الرئيس السيسي
موكب الملوك
الجيزة
الأهرامات