التمكين الشخصي.. حين يكتشف الإنسان ضوءه الداخلي
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
حمد الصبحي
في رحلة الحياة، لا يُولد التمكين من الخارج؛ بل من الداخل؛ من تلك الشرارة الخفية التي تسكن كل إنسان وتنتظر لحظة الوعي لتشتعل. التمكين الشخصي ليس منحة تُعطى؛ بل هو حالة من الإدراك العميق لقيمة الذات وقدرتها على صناعة أثرٍ في هذا العالم.
أن تمكّن نفسك، يعني أن تُصغي جيدًا إلى صوتك الداخلي، أن تؤمن بأنك لست تفصيلة هامشية في لوحة الحياة؛ بل ركن أصيل من أركانها.
وفي هذا السياق، جاءت مبادرة وزارة العمل في تنظيم ملتقى عُمان الأول للتمكين الشخصي بجامعة السلطان قابوس لتجسّد هذا المعنى في أبهى صوره، مؤكدةً أن بناء الإنسان العُماني الواعي هو جوهر التنمية ومحركها الأول. فالملتقى لم يكن مجرد حدثٍ احتفالي؛ بل مساحة حوار وتفاعل، أعادت صياغة العلاقة بين الطموح والقدرة، وبين الحلم والإرادة، ليُصبح التمكين ممارسةً واقعيةً تسكن تفاصيل الحياة اليومية.
لقد جمع الملتقى نخبة من القيادات الحكومية والخبراء والمبدعين الذين أكدوا أنَّ التمكين لا يتحقق بالأوامر؛ بل بالثقة؛ ولا ينمو بالخطابات؛ بل بالفرص الحقيقية التي تُمنح للإنسان كي يكون فاعلًا في مسار وطنه. فحين تُفتح أبواب الحوار، وتُمنح المساحات للتعبير والمشاركة، تزدهر الطاقات الكامنة وتتحول إلى إنجازاتٍ ملموسةٍ تُعزز مسيرة التطوير والإجادة المؤسسية.
التمكين الشخصي في جوهره ليس تدريبًا على المهارة فقط؛ بل هو تدريب على الثقة، على أن تكون قادرًا على الاختيار، مؤمنًا بأنَّ المحاولة شكل من أشكال النجاح، وأن الخطأ خطوة نحو التعلم والنُّضج. هو تربية على الحرية، ونضوج في فهم الذات، وصعود هادئ نحو قمة لا تشبه إلاك.
إنَّ تجربة ملتقى عُمان الأول للتمكين الشخصي تمثل بداية مسار وطني يؤمن بأن الإنسان المُمكَّن هو الثروة الكبرى، وأن استثمار الدولة في قدراته هو الطريق الأمثل لتحقيق رؤية "عُمان 2040"؛ فالتمكين ليس غاية تُبلَغ في يوم؛ بل رحلة مستمرة من الوعي والتجدد، تبدأ حين ينظر الإنسان في مرآته، لا ليرى ملامحه؛ بل ليبصر نفسه الحقيقية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بي بي سي: توت عنخ آمون يعود إلى الحياة اليوم في افتتاح المتحف الكبير
في لحظة وصفتها شبكة بي بي سي البريطانية ، بأنها "تاريخية في مسار الحضارة المصرية الحديثة"، قالت: مصر علي موعد لافتتاح رسميًا المتحف المصري الكبير عند هضبة الأهرامات بالجيزة، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم، جامعًا أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مدى سبعة آلاف عام من التاريخ المصري، من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
ويعد المتحف، الذي بلغت تكلفة إنشائه نحو 1.2 مليار دولار، أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث ينتظر أن يجذب ما يقرب من ثمانية ملايين زائر سنويًا، مما يمنح السياحة المصرية دفعة هائلة بعد سنوات من التحديات السياسية والاقتصادية.
توت عنخ آمون يعود كاملًا إلى الحياةالحدث الأبرز في الافتتاح هو العرض الكامل لأول مرة لمقتنيات مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون، والتي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922.
ويقول الدكتور طارق توفيق، الرئيس السابق للمتحف ورئيس الجمعية الدولية لعلماء المصريات:
"منذ اكتشاف المقبرة، لم يعرض سوى نحو 1800 قطعة من أصل أكثر من 5500 قطعة.. الفكرة كانت في إعادة بناء التجربة الأصلية بالكامل — أن يرى الزائر المقبرة كما رآها كارتر قبل قرنٍ من الزمان."
وتتضمن المجموعة الذهبية قناع توت عنخ آمون الشهير، والعرش، والعجلات الحربية، والملابس الملكية، في تجربة عرض تُعيد إحياء أجواء الدهشة الأولى لاكتشاف المقبرة الأكثر شهرة في التاريخ.
تحفة معمارية على أعتاب الأهراماتيمتد المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع، بتصميم معماري فريد يجمع بين الأصالة والحداثة.. وواجهة المتحف مكسوة بالألباستر المنحوت والمزخرف بالهيروغليفية، فيما يستقبل الزوار تمثال رمسيس الثاني الضخم بارتفاع 11 مترًا عند المدخل الرئيسي، وقد نقل خصيصًا من ميدان رمسيس عام 2006 في واحدة من أعقد عمليات النقل الأثري في العالم.
في الداخل، تتصدر السلالم الكبرى تماثيل ملوك وملكات مصر القديمة، بينما يطل من الطابق العلوي منظر بانورامي مذهل للأهرامات عبر واجهة زجاجية ضخمة، لتندمج عظمة الماضي مع روعة الحاضر في مشهد واحد.