علي جمعة: التمكين والابتلاء كلاهما بيد الله وحده والإيمان بهما واجب
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
الابتلاء.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن التمكين والابتلاء كلاهما بيد الله وحده، فهو الذي يُعِزّ من يشاء ويُذِلّ من يشاء قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} يقرر حقيقة كونية ثابتة: أن الله يرفع أقوامًا ويضع آخرين.
وأوضح أن هذه السنة الإلهية يجب أن تكون جزءًا من تكوين النفس المؤمنة، حتى لا تفرح بالعلو فرح الغافلين ولا تيأس عند الهبوط.
وأضاف أن الله تعالى حين يمكّن المؤمنين في الأرض، يكون ذلك تشريفًا وتكليفًا معًا، هو ما وصفه الله في قوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ}.
ومن نال التمكين ولم يقم بهذه الواجبات فله الوعيد في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
وإذا قَصّر أهل التمكين في أداء رسالتهم، يستبدلهم الله بغيرهم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}.
الابتلاء
كما أن للتمكين واجبات، فإن للحضيض والانكسار واجبات أيضًا، فحين يكون المؤمن في الذروة، فواجبه: "الرحمة، العطاء، عمارة الأرض، شكر النعمة"، وحين يبتلى بالهزيمة أو الضعف، فواجبه: "الصبر، وعدم اليأس، واستحضار الإيمان، والاستمرار في العمل".
الابتلاء من الله سبحانه وتعالى
وأكد جمعة أن كلا الحالين اختبار من الله، والنجاح فيهما يكون بالإيمان والثبات لا بالنتائج المادية.
دعاء الابتلاء:
«اللهم اصرف عني السوء بما شئت وأنى شئت وكيف شئت»
«اللهم إن همومنا قد كثرت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه».
«اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي.
الابتلاء والصبر:
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدّين، وغلبة الرّجال.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ أن تَجعَلَ خَيْرَ عَمَلي آخِرَهُ، وَخَيرَ أيامي يَومًا ألقاكَ فيه، إنَّك عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير. اللَّهُمَّ مَن عاداني فَعادِه، وَمَن كادَني فَكِدهُ، وَمَن بَغَى عَلَيَّ بِهَلَكَةٍ فَأهلِكهُ، وَمَن أرادَنِي بِسوءٍ فَخُذهُ، وأطفِأ عَنِّي نارَ مَن أشَبَّ لِيَ نَارَهُ، وَاكفِنِي هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَيَّ هَمَّه، وَأدخِلني في دِرعِك الحَصينَة، وَاستُرني بِسِترِكَ الواقي.
الابتلاء:
اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين أنت ربي ورب المستضعفين. إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمرى، إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي.أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليها أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل على سخطك ولك العتبى حتى ترضى.
اللهم يا مجلي العظائم من الأمور ويا كاشف صعاب الهموم، ويا مفرج الكرب العظيم ويامن اذا أراد شيئا فحسبه أن يقول كن فيكون.أنت ثقتي في كل كربة وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ، ويخذل عنه القريب والبعيد ، ويشمت به العدو ، ويعين فيه الأمور ، أنزلته بك وشكوته إليك ، راغبًا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرًا ولك المن فاضلًا.
دعاء الابتلاء والصبر:
اللهم إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، فقد أخبر النّبي صلّى الله عليه وسلّم، أنّ هذا الدّعاء ما قاله أحد إلا أذهب الله همّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الابتلاء الابتلاء للمؤمنين الابتلاء والصبر اللهم إن
إقرأ أيضاً:
كيف تعبد الله كأنك تراه؟..على جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك انه عندما سُئِلَ ﷺ: «ما الإحسان؟» قال: (أن تعبد الله كأنك تراه). فانظر إلى الدقة: (كأنك) أي من شأنك أن تراه، فالكاف هنا يسمونها (كاف التشبيه). إذًا هذه ليست رؤية حقيقية، إنما هي رؤية تمثيلية، يعني: كأنك ترى، فهذا يشبه الرؤية لكنه ليس برؤية؛ لأن الله ﷻ لا يُرى في الدنيا بالأبصار، إنما تُقبل عليه القلوب.
قلوبُ العارفينَ لها عيونٌ ** ترى ما لا يراه الناظرون
فالعيون ليست هي العيون التي لها مقلة وطرف ومآقٍ، بل العيون تكون في البصيرة، فتكون أعلى مما هي عليه في البصر، فقلوب العارفين لها عيون، أي بصيرة وتوسُّم ونظر بنور الله، فترى بذلك ما لا يراه البشر الذين اعتادوا الرؤية الحسية بعيونهم هذه؛ لأن الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. فالإله لا يحيط به حدٌّ، ولا تنظر إليه مقلة.
وموسى كليمُ الله قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}. فهذا شيء فوق طاقة البشر، وفوق طاقة الأكوان، ولا يُرى بالعيون المجردة هذه.
ولذلك لما أخبر عن حال المؤمنين في الآخرة قال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، فذكر الوجهَ ولم يذكر العين.
كيف تعبد الله كأنك تراه
ويقرأ بعض العارفين بالله الحديث: (اعبد الله كأنك تراه)، أي راقب نفسك المراقبة التامة المستمرة، لدرجة أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يراقب نفسه بالأنفاس؛ فلا يدخل نفسٌ إلا وهو يتأمل ويتدبر ويستحضر عظمة الله، ولا يؤمِّل أن يخرج، أي أنه ينتظر الموت دائمًا وبصفة مستمرة، ولا يخرج نفسٌ ويأمل أن يدخل. فهل مثل هذا الإنسان تصدر منه المعصية؟ هل مثل هذا الاستحضار يصدر معه التقصير؟ هل مثل هذه الحالة يصدر منها الظلم؟ دائمًا سيكون مع الله، مع هذه الفكرة الدائمة، يقول: (اعبد الله كأنك تراه) ويعني بها مقام المراقبة.
ثم تأتي مرحلة أخرى: (فإن لم تكن تراه فهو يراك)، وهذه مرتبة أقل من المرتبة الأولى، فإنك لا تستطيع أن تكون دائم الذكر له على تلك المرتبة العالية التي وصل إليها عمر رضي الله عنه وأولياء الله الصالحون رضي الله عن الجميع. فاعلم أنه سبحانه يراك، ويعلم سرك ونجواك، فاتقه وخَفْ.
فمعنى (اعبد الله كأنك تراه): أنك لا تنسى أبدًا، وليستمر ذلك معك طوال يومك حتى تصل إلى درجة الفناء. فإذا فنيت عن نفسك، وعرفت أن وجودك يحتاج إليه سبحانه وتعالى، وهو لا يحتاج إليك، ووجدت أن الوجود الحقيقي إنما هو وجوده سبحانه، ووجودنا إنما هو وجود عارض وحادث وفانٍ وله نهاية، فإنك تصل إلى مرحلة الرؤية، فالفضل من قبل ومن بعد لله وحده.