هل ذكر التصرفات السيئة لشخص من الغيبة والنميمة المحرمة ؟.. أمين الفتوى يجيب
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك جاء فيه: "هل من الغيبة ذكر الأشخاص بصفاتهم وأعمالهم السيئة؟"
وأجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا: "نعم، ذكر الأشخاص بصفاتهم وأعمالهم السيئة يعد من الغيبة، وهي محرم شرعًا."
وأوضح في فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناة يوتيوب الرسمية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن في تعريفه للغيبة بقوله: "الغِيبة ذكرك أخاك بما يكره".
وأشار أمين الفتوى إلى أنه على الرغم من تحريمه، فإن هناك استثناءات لبعض الحالات التي لا تعد غيبة، مثل: "الحديث عن شخص بهدف التحذير منه، أو لرفع شكوى إلى شخص ذو سلطة ليأخذ لي حقي، أو عندما أستفتي في أمره." ، أما الحديث عنه بصفات تسيء إليه في غيبته، فهذا يعد غيبة محرمة.
وأوضحت دار الإفتاء أن الغيبة والنميمة من الكبائر التي تتطلب التوبة النصوحة.
وأكدت أن التوبة من المعاصي واجبة شرعًا بإجماع الفقهاء، حيث أن الله عز وجل يغفر الذنوب المتعلقة بحقه، لكنه لا يغفر الذنوب التي تتعلق بحقوق العباد إلا بعد التحلل من تلك المظالم.
وفيما يخص التوبة من الغيبة، بينت دار الإفتاء أن الشروط التي يجب توافرها في التوبة الصادقة هي: الندم على ما تم ارتكابه، الإقلاع عن الغيبة، الإخلاص في التوبة، والعزم على عدم العودة إلى هذا الفعل مستقبلاً، وأضافت أن الاستغفار والدعاء للمغتاب يعدان من أفضل وسائل التوبة.
كيفية التوبة من الغيبة والنميمة
أوضحت دار الإفتاء أنه يجب على المسلم الذي اغتاب غيره أن يتوب إلى الله ويطلب منه المغفرة، ويسعى في الدعاء والاستغفار للشخص المغتاب، كما يمكن تعويض ما قيل عنه بالحديث عن محاسنه في المستقبل.
وأشارت إلى أن المسلم ليس ملزمًا بإخبار الشخص المغتاب بما قيل عنه، وذلك حفاظًا على العلاقات الاجتماعية ومنعًا لإثارة الفتنة بين الناس، بل يكفي التوبة والاستغفار والتحدث عن الشخص المغتاب بما يرضي الله.
فضل التوبة وكفارة الغيبة والنميمة
شددت دار الإفتاء على أهمية التوبة النصوحة، مؤكدةً أن التائب من الذنب يُعتبر كمن لا ذنب له، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ" (رواه ابن ماجه).
وفيما يخص كفارة الغيبة والنميمة، نصحت دار الإفتاء المسلمين بالابتعاد عن هذه الكبائر وتجنب الوقوع في المحرمات، مؤكدة أن التوبة والاستغفار، مع التذكير بعقاب الله، هي السبيل لطلب المغفرة، كما ينبغي للمغتاب أن يطلب العفو من الشخص الذي اغتابه إذا كان قد علم بذلك.
طرق التخلص من عادتي الغيبة والنميمة
وقدمت دار الإفتاء عدة نصائح عملية للتخلص من الغيبة والنميمة، مثل:
الإكثار من ذكر الله.
المداومة على الصلاة.
استشعار رقابة الله فيما نقول ونفعل.
النصح والارشاد وتوجيه النصائح الطيبة لمن يمارس الغيبة.
تذكير المغتاب بعقاب الله تعالى لتحفيزه على التوبة.
وشددت دار الإفتاء على أن الله تعالى يقبل التوبة من عباده إذا كانت صادقة، وأن الغيبة والنميمة من الأعمال التي تؤذي القلوب والعلاقات الاجتماعية، ومن الضروري أن يبتعد المسلم عنها ليعيش في جو من التسامح والمحبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الغيبة التوبة الاستغفار كفارة الغيبة والنميمة الغیبة والنمیمة دار الإفتاء من الغیبة التوبة من
إقرأ أيضاً:
زكاة الذهب.. متى تجب وكيف تُحسب؟ دار الإفتاء توضح
أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن زكاة الذهب فريضة مالية واجبة على من بلغ نصابها الشرعي المحدد، مشيرًا إلى أن نصاب الذهب يُقدّر بـ 85 جرامًا من عيار 21 أو ما يعادل قيمته من الأعيرة الأخرى.
وأضاف "شلبي"، في رده على سؤال أحد المتابعين خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أن الزكاة تُفرض على الذهب المُدخر أو المُكتنز بقصد الاستثمار أو الادخار، ولا تجب على الحُلي المخصص للزينة المعتادة التي ترتديها المرأة بغرض التجمّل المشروع، لأنها لا تُعتبر مالًا ناميًا.
طريقة حساب الزكاةوبيّن أمين الفتوى أن من يمتلك أنواعًا متعددة من الذهب، كعيار 18 أو 24، فعليه تحويل القيمة إلى ما يعادل سعر عيار 21، ثم جمعها لمعرفة ما إذا كانت بلغت النصاب الشرعي أم لا.
فإذا بلغ المجموع أو تجاوزه، وجبت الزكاة بعد مرور عام هجري كامل على امتلاك الذهب.
وأوضح أن نسبة الزكاة الواجبة هي 2.5% من إجمالي القيمة السوقية للذهب وقت إخراجها، ويمكن حسابها بسهولة عن طريق قسمة إجمالي المبلغ على 40، والناتج هو مقدار الزكاة المطلوب دفعه، مؤكدًا أن هذه النسبة هي الحد الأدنى الواجب شرعًا.
أهمية إخراج الزكاة بدقةوأكد الدكتور شلبي أن الزكاة عبادة تطهّر المال وتنميه، وتُسهم في تحقيق التكافل بين الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى:«خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا» [التوبة: 103].
كما شدّد على ضرورة تحري الدقة في تحديد النصاب وسعر الذهب في وقت إخراج الزكاة، لأن الأسعار تتغير باستمرار، مشيرًا إلى أن من زاد على القدر المفروض فله الأجر والثواب، لأنها صدقة تطوّعية، أما من أنقص فلا تُجزئه زكاته.
وختم أمين الفتوى حديثه قائلًا:“من أخرج زكاة ماله عن يقين واحتساب، طهّر الله ماله ونفسه، وبارك له في رزقه، وأعانه على مساعدة غيره، فهذه الفريضة ليست مجرد حسابات مالية، بل عبادة تعبّر عن صدق الإيمان وحب الخير للآخرين.”