على وقع التنديدات الدولية المستمرة لما يجري في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، في غرب السودان، منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها الأسبوع الماضي، تحدث ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة lن “عمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار”.
كما أكد عدد من الناجين أن الفارين فُصلوا بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض، وأن كثيرين ما زالوا محتجزين مقابل فدية، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.


وقالت حياة، وهي أم لخمسة أطفال فرت من الفاشر، إن “الشبان الذين كانوا يسافرون معهم أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف ماذا حلّ بهم”.

“قُتِلا أمام عينيّ”
من جهته، أشار آدم، وهو أب لستة صبيان وفتاتين وصل إلى طويلة يوم الخميس الماضي، إلى أن اثنين من أبنائه (17 عاما و21 عاما) قتلا أمام عينيه. وأضاف راوياً ما حدث “قالوا لهما كنتما تقاتلان مع الجيش وضربوني بالعصا على ظهري.. وفي قرني رأوا دماء أولادي على ملابسي فحققوا معي وقالوا أنت كنت تقاتل”. لكن بعد ساعات سمحوا له بالذهاب.
بدورها، أشارت زهرة وهي أم لستة أبناء إلى أنها “خرجت من الفاشر يوم السبت، وقبل أن تصل إلى قرني أوقفهم مسلحون وأخذوا اثنين من أولادها واحد عمره 20 عاما والثاني 16 عاما”. وقالت “رجيتهم أن يتركوهما” لكنّ المقاتلين أفرجوا فقط عن الابن الأصغر.
كذلك قال حسين، وهو شاب يعاني كسرا في رجله بسبب إصابته بشظية قذيفة عندما كان في الفاشر “أبي قتل في اليوم الذي أصبت فيه. خرجت مع أمي وجيراننا، أوقفوني وقالوا إنني عسكري. وبعدما توسلت إليهم أمي تركونا”. وأكد أنهم رأوا في الطريق جثثا كثيرة وأشخاصا مصابين متروكين بمفردهم”.

65 ألف فروا
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد الماضي، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير لقوات الدعم السريع.
بدورها أوضحت “أطباء بلا حدود” أن “أعدادا كبيرة من المدنيين ما زالوا يواجهون خطرا شديدا ويمنعون من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا من جانب قوات الدعم السريع وحلفائها”. وأضافت المنظمة أن حوالي خمسة آلاف شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة الواقعة على مسافة نحو 70 كيلومترا غرب المدينة.
وقال رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشال أوليفييه لاشاريتيه إن “عدد الوافدين إلى طويلة لا يتطابق مع حجم الكارثة، في وقت تتزايد الشهادات عن فظائع واسعة النطاق”. وتساءل “أين كل المفقودين الذين نجوا من أشهر من الجوع والعنف في الفاشر؟”، مضيفا “الاحتمال الأكثر ترجيحا، والمروّع في الوقت نفسه، هو أنهم يُقتلون أو يُطاردون أثناء محاولتهم الفرار”.

قتل جماعي
إلى ذلك، نقلت المنظمة عن شهود عيان تأكيدهم بأن حوالي 500 مدني، بينهم جنود من الجيش وقوات حليفة له، حاولوا الفرار الأحد، لكن معظمهم قُتل أو أُسر على أيدي قوات الدعم السريع ومجموعات موالية لها.
يذكر أن قوات حليفة للجيش السوداني كانت اتهمت سابقا الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني.
فيما أظهرت صور التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات إلى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، وفق باحثين في جامعة ييل الأميركية. وقال مختبر الأبحاث الإنسانية في الجامعة في تقرير يوم الجمعة الماضي إن الصور الجديدة تُظهر مؤشرات على أن جزءا كبيرا من سكان المدينة “قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون”. ورصد الباحثون ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية بين الاثنين والجمعة، في أحياء سكنية وحرم جامعي ومواقع عسكرية. وأضاف التقرير أن “مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة للعيان”.
في المقابل، أقرت قوات الدعم السريع بحصول انتهاكات محدودة، إلا أن قائدها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، أكد قبل أيام أنه تم تشكيل لجان للتدقيق في تلك الانتهاكات ومحاسبة المتورطين.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تقارير دولية تكشف فظائع مروعة.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق عاجل في انتهاكات الفاشر

 

 

 

 

 

البلاد (الخرطوم)
دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق مستقل وسريع وشفاف في ما وصفته بـ”الانتهاكات الجسيمة” التي وقعت بمدينة الفاشر ومحيطها شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، التي كانت آخر معقل كبير للجيش السوداني في الإقليم، بعد حصار استمر أكثر من 18 شهراً.
وقال المتحدث باسم المفوضية سيف ماغانغو خلال مؤتمر صحفي من جنيف: إن المكتب الأممي تلقى تقارير مروّعة توثق عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، منذ شنّ قوات الدعم السريع هجومها الواسع على الفاشر في 23 أكتوبر الجاري.
وأوضح ماغانغو أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن عدد القتلى من المدنيين ومن أصبحوا عاجزين عن القتال قد يصل إلى المئات، لافتاً إلى أن مكتبه تلقى صوراً ومقاطع مصوّرة صادمة تُظهر انتهاكات فاضحة للقانون الدولي الإنساني. كما تحدث عن تقارير مقلقة بشأن هجمات على المستشفى السعودي ومراكز صحية أخرى في المدينة، وعن اغتصاب ما لا يقل عن 25 امرأة داخل مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر، بعد اقتحامه من قبل عناصر الدعم السريع.
وأكد أن هذه الانتهاكات قد تُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيقات محايدة لضمان العدالة وإنصاف الضحايا.
وفي السياق ذاته، كشفت صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي حللتها مؤسسات إعلامية وحقوقية دولية، عن مشاهد مروّعة تُظهر جثثاً ملقاة قرب منشآت طبية وأحياء سكنية، وبقعاً حمراء يُعتقد أنها دماء، في ما وصفته منظمات الإغاثة بـ”المجزرة الجماعية”.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نفذت قوات الدعم السريع إعدامات ميدانية داخل المستشفى السعودي بالفاشر، أسفرت عن مقتل أكثر من 460 شخصاً من المرضى والعاملين الصحيين، إضافة إلى تدمير أجزاء من المنشأة الطبية. كما أظهرت لقطات موثقة قيام عناصر مسلحة بإطلاق النار على محتجزين داخل مبانٍ عامة، وارتكاب انتهاكات جنسية ونهب واسع للمستشفيات ومخازن الغذاء.
من جانبها، نفت قيادة الدعم السريع الاتهامات، مؤكدة أنها ستفتح تحقيقاً في “أي تجاوزات فردية إن وُجدت”، إلا أن مراقبين دوليين شككوا في مصداقية تلك الوعود، محذرين من أن ما يجري في الفاشر يعيد إلى الأذهان فظائع دارفور عام 2003.

مقالات مشابهة

  • اتهامات لـ”الدعم السريع” بقتل 300 امرأة في الفاشر خلال 48 ساعة
  • تقارير دولية تكشف فظائع مروعة.. الأمم المتحدة تطالب بتحقيق عاجل في انتهاكات الفاشر
  • مفوضية أممية: "الدعم السريع" ارتكبت انتهاكات مروعة بحق النساء في الفاشر
  • الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات مروعة واغتصابًا جماعيًا في الفاشر
  • “أطباء بلا حدود”: آلاف السودانيين يواجهون “خطراً وشيكاً” في الفاشر
  • الدعم السريع يرتكب جريمة مروعة داخل مستشفى في كردفان
  • روايات مروعة عن إعدامات واغتصاب جماعي خلال توغل الدعم السريع في الفاشر
  • قيادي سوداني: ما يحدث في الفاشر تطهير عرقي وجريمة مروعة ترتكبها ميليشيا الدعم السريع
  • مندوب السودان: مليشيا الدعم السريع همجية.. وأهالي الفاشر إما أبيدوا أو قتلوا