كاتبان إسرائيليان: رغم تصويره هجوم المستوطنين الوحشي على عفاف لم يسفر عن اعتقال أحد
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
عشرات من المستوطنين هاجموا فلسطينيين في أثناء قطفهم الزيتون، وحطموا سياراتهم، وضربوا امرأة تبلغ من العمر 53 عاما وأصابوها بنزيف في المخ. ووعد قائد شرطة الضفة الغربية باعتقال المعتدي، وحتى الآن، لم يحدث شيء.
ورد ذلك في تقرير أعده الكاتبان الإسرائيليان جدعون ليفي وأليكس ليفاك ونشرته صحيفة (هآرتس)، مضيفين أن المرأة، التي تدعى عفاف أبو عليا، تلقت ضربة قوية على رأسها تسببت لها في نزيف بالمخ وسقوط على الأرض وفقدان للوعي.
كذلك، يقول التقرير، هاجم الجناة متطوعا أجنبيا جاء لحماية المرأة وعائلتها. أما بالنسبة لعفاف، فلم تنتهِ القصة هنا، إذ واصل المستوطنون ضربها وهي ملقاة على الأرض، ركلا وصفعا.
في عمر جداتهم
وقد تكون عفاف أبو عليا (53 عاما) -وهي أم فلسطينية لـ5 وجدة لـ9 أحفاد- أيضا في عمر جدات أولئك الذين اعتدوا عليها، حتى أوشكوا على قتلها بضرباتهم المميتة، يشير التقرير.
وكانت عفاف ترتدي فستانا أسود مطرزًا تقليديًا، وجريمتها الوحيدة على ما يبدو هي الانضمام إلى عائلتها في بستانهم لقطف الزيتون. وسارع القاطفون الشباب في بستان قريب لحملها وهي ملقاة على الأرض تتأوه، نصف واعية، ورأسها ينزف.
وأوضح التقرير أن مقطع الفيديو الذي يظهر هذه الفظائع نُشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما بُثت، على غير المعتاد، مقتطفات منه على التلفزيون الإسرائيلي.
تعهد قائد الشرطة
وأفادت، القناة الـ12 نيوز الإسرائيلية، وفقا للتقرير، بأن قائد منطقة "شاي" للشرطة الإسرائيلية، اللواء موشيه بينشي، كتب في مجموعة واتساب داخلية للشرطة أنه "لم ينم" بسبب المقطع. وقال إن "هذا الجاني القاسي، الذي يضرب النساء المسنات ويؤذيهن بهذا الشكل، سيتم اعتقاله وسيُحاسب"، واليوم، يقول الكاتبان، مرّ ما يقرب من أسبوعين منذ الحادثة التي وقعت في قرية ترمسعيا بالضفة الغربية شمال شرق رام الله، ولم يحدث شيء.
إعلانوالغريب في الأمر -يعلق ليفي وليفاك- أن التحقيق لا يزال جاريا، وبدأت الشرطة في توجيه الاتهام للضحية عفاف، التي تشير إليها المتحدثة باسم الشرطة بـ"السيدة الفلسطينية"، لأنها لم تحضر للإدلاء بشهادتها في مركز الشرطة. وتشير الشرطة ضمنيا إلى أن استمرار إفلات الجاني من العدالة يعود إلى عدم حضورها.
عفاف عندما سألوها أجابت عن سبب الاعتداء عليها بقولها "إنهم أعداؤنا. يحدث ذلك بانتظام، وفي كل القرى المحيطة بنا" اعتداء آخروحدث في اليوم نفسه أن توجه أيمن، شقيق زوج عفاف، إلى البستان برفقة زوجتي إخوته، عفاف ووطافة، وابن أخيه صلاح، 32 عاما، ابن عفاف. وصفّ أيمن السيارة وانضم هو والثلاثة الآخرون إلى باقي العاملين، وفقا للتقرير.
وبعد نحو نصف ساعة من العمل، يضيف الكاتبان، هاجمهم فجأة ما بين 10 إلى 15 مستوطنا ملثمين، ومسلحين بمسدسات وعصي عليها رؤوس معدنية، قادمين من تل قريب، وبدأ المعتدون الأوائل بتحطيم سيارة أيمن القديمة، وتحطيم نوافذها وثقب إطاراتها، عندها صاح أيمن طالبا المساعدة من العائلات الأخرى، فوصلت مجموعة من السكان المحليين وأجلوا النساء، فتراجع المستوطنون تحت وابل من الحجارة من بعض الفلسطينيين الشباب.
وذكر التقرير أن المستوطنين أقاموا، قبل حوالي نصف عام، نقطة على أطراف هذا البستان نفسه، الذي يطل على القرى، مشيرا إلى أن أيمن حاول عندما انسحب المستوطنون، هو واثنان من الرجال الآخرين من ترمسعيا نقل سيارته من الموقع، لكن بسبب الإطارات المثقوبة تمكنوا من تحريكها لنحو 200 متر فقط، وفي الوقت نفسه، وصلت قوات من الجيش الإسرائيلي في سياراتهم، وخرج نحو 15 جنديا واحتجزوا أيمن تقريبا 40 دقيقة، محذرين إياه من أنه غير مسموح له بالبقاء هناك، دون إعطائه أي أسباب.
عشرات المهاجمين
وفي النهاية، غادر الجنود، لكن بعد ذلك ظهر عدد كبير من المستوطنين الملثمين والمسلحين، الذين قدّر أيمن عددهم بنحو 50 شخصا، وبدؤوا بمهاجمته بينما كان يحتمي في سيارته المتضررة جزئيا. وحاولوا فتح الباب بالقوة؛ وبدؤوا ضربه، لكنه تمكن من القفز والخروج من السيارة والهرب.
ونسب التقرير إلى محمد رمانة الباحث الميداني في بتسيلم (المركز الإسرائيلي للمعلومات حول حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) أن المستوطنين أضرموا النار في سيارة أيمن وسيارتين أخريين تخصان قاطفي الزيتون في ذلك اليوم، على مقربة من المكان الذي صفّ فيه أيمن سيارته.
وفي وقت لاحق، نقلت سيارة إسعاف فلسطينية عفاف بمرافقة أيمن إلى مستشفى في رام الله، وأخبر الأطباء العائلة بأن عفاف ربما كانت تعاني من نزيف داخل المخ وجلطات دموية. وأُدخلت عفاف في حالة حرجة بين الحياة والموت إلى العناية المركزة، واحتاجت إلى 28 غرزة في رأسها.
ويضيف الكاتبان أن عفاف امرأة مريضة، وتعاني من مرض السكري. وعلقا أنه من الصعب فهم العقل المريض والمعوج لشخص قادر على توجيه يد وحشية ضد امرأة بريئة وعاجزة تحاول قطف الزيتون.
وقال الكاتبان إنهما زارا، برفقة أيمن، عفاف في منزلها هذا الأسبوع، وعندما سألاها عن السبب في الاعتداء عليها، قالت: "إنهم أعداؤنا. يحدث ذلك بانتظام، وفي كل القرى المحيطة بنا".
إعلانوعندما سألوها إن كانت ستعود لبساتين الزيتون، ارتسمت على شفتيها ابتسامة خافتة وقالت: "هذه أرضنا، لن نغادرها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
اعتداء جماعي يسفر عن إصابات في عمان
صراحة نيوز- شهدت منطقة وادي الحدادة بالعاصمة عمان مساء السبت اندلاع مشاجرة بين مجموعة من الأحداث.
وفور تلقي البلاغ، تحركت قوات الأمن والدفاع المدني إلى الموقع وتمكنت من فض المشاجرة وضبط عدد من المشاركين. وأسفرت الحادثة عن إصابة حدثين نقلا على إثرها إلى مستشفى البشير، ووُصفت حالتهما العامة بالمتوسطة. وتم فتح تحقيق أمني لمعرفة ملابسات الحادث.