من أجل العلم وتقدم البشرية.. رجل حول نفسه لفأر تجارب
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
على مر التاريخ، سطر عدد من العلماء والباحثين أسماءهم في سجل التضحيات الإنسانية، بعدما وضعوا حياتهم على المحك في سبيل خدمة العلم وفهم أسرار الطبيعة البشرية.
تضحيات خالدة في سبيل المعرفةمن بين أبرز هؤلاء، تبرز العالمة الفرنسية ماري كوري التي تعرضت لإشعاعات قاتلة خلال أبحاثها في الفيزياء والكيمياء، ما أدى إلى وفاتها لاحقا، وكذلك الطبيب الروسي ألكسندر بوغدانوف الذي أجرى تجارب خطيرة لنقل الدم على نفسه وانتهت بموته، وعالم البيولوجيا الأميركي جيسي لازير الذي تعمد إصابة نفسه بالحمى الصفراء للبحث عن علاج فعال لها.
لكن بين صفحات التاريخ، تبرز أيضاً قصة مختلفة لرجل عادي تحول إلى أحد أهم "فئران التجارب" البشرية التي ساهمت في فهم أحد أكثر أسرار الجسد البشري تعقيداً عملية الهضم.
من تاجر فراء إلى تجربة علمية فريدةوُلد الكندي ألكسيس سانت مارتان في الثامن من أبريل عام 1802 في مقاطعة كيبيك الكندية، وكان يعمل في صيد الحيوانات وتجارة الفراء.
غير أن حادثاً مأساوياً غير مجرى حياته بالكامل، حين أُصيب بطلق ناري من بندقية “مَسكيت” في السادس من يونيو عام 1822 أثناء وجوده في مركز لتجارة الفراء بجزيرة ماكيناك.
نقل سانت مارتان في حالة حرجة إلى الطبيب العسكري الأميركي ويليام بومونت، الذي اعتقد أن نجاته مستحيلة، بعدما هشمت الرصاصة أضلاعه وأحدثت ثقبا في جدار معدته.
ولادة "ناسور علمي" غير متوقعخلال متابعة الطبيب لحالة مريضه، لاحظ بومونت مرور الطعام من المعدة عبر فتحة الناسور التي نتجت عن الجرح، وهو أمر نادر للغاية وبعد 17 يوم فقط، بدأت معدة سانت مارتان تعمل بشكل شبه طبيعي، لكن الفتحة لم تغلق تماما ما خلق فرصة فريدة لمراقبة عملية الهضم بشكل مباشر.
200 تجربة داخل معدة إنسانرأى الطبيب بومونت في هذه الحالة فرصة علمية لا تقدر بثمن، فعرض على سانت مارتان إجراء تجارب علمية مقابل أجر مالي، فوافق الأخير، ليبدأ فصل جديد في تاريخ الطب.
بين عامي 1825 و1833، أجرى بومونت أكثر من 200 تجربة على معدة سانت مارتان، حيث كان يدخل قطعا صغيرة من الطعام مربوطة بخيوط لمراقبة سرعة الهضم والعصارات الهضمية، إضافة إلى دراسة تأثير نوع الطعام، ودرجة الحرارة، والحالة النفسية على العملية.
ولم يشعر سانت مارتان بالألم خلال هذه التجارب إلا في حالات نادرة، ما جعل هذه التجربة من أكثر الدراسات البشرية واقعية وأمانة في تاريخ الطب الحديث.
نتائج غيرت تاريخ الطببفضل هذه التجارب، تمكن بومونت من تحديد كيفية عمل العصارات المعدية ودورها في تحليل الطعام، كما ساعدت نتائجه في تحديد موقع بداية عملية الهضم في جسم الإنسان.
ونتيجة لذلك، لقب الطبيب ويليام بومونت بـ"أب طب الجهاز الهضمي".
أما ألكسيس سانت مارتان، فرغم إصابته الخطيرة التي أبقت معدته مكشوفة جزئيا فقد عاش حياة طبيعية حتى وفاته عام 1880 عن عمر ناهز 78 عاما تاركا وراءه قصة تجسد كيف يمكن للتضحية الفردية أن تغير مجرى العلم والبشرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العلماء
إقرأ أيضاً:
هل تستيقظ بين الـ2 والـ3 فجراً؟.. راجع الطبيب فوراً
إذا وجدتَ نفسك تستيقظ بشكل متكرر بين الساعة الثانية والثالثة صباحاً، فربما تكون بحاجة إلى زيارة الطبيب فوراً وبشكل عاجل، وذلك لأن هذا الاستيقاظ قد يكون مؤشراً على أمر هام وجدي ويتوجب عدم تجاهله.
وأوردت إرشادات طبية جديدة صادرة عن مركز "ألدربيري كير" في بريطانيا تحذيراً من أن الاستيقاظ المتكرر في هذه الأوقات من الليل قد يشير إلى وجود مشكلة في الجسم تتطلب الاهتمام وعدم الإهمال.
ونقلت جريدة "ديلي تلجراف" البريطانية في تقرير اطلعت عليه "العربية.نت" عن الأطباء في المركز قولهم إن الاستيقاظ أثناء الليل أمر شائع لدى الكثيرين، ولكن تكراره قد يكون مدعاة للقلق، حيث في كثير من الأحيان، ينام الناس دون أي مشاكل، ثم يستيقظون في منتصف الليل بنبضات قلب متسارعة أو نشاط ذهني مفرط ويواجهون صعوبة في العودة إلى النوم.
وحث الدكتور إريك بيرج، وهو منشئ محتوى على الإنترنت ينشر بانتظام مقاطع فيديو حول الصحة البدنية، حث مشاهديه على الاتصال بالطبيب إذا كانوا يستيقظون بانتظام في منتصف الليل. وأكد أن الهرمونات الرئيسية في الجسم يجب أن تكون في أدنى مستوياتها أثناء النوم، وأن أي اضطراب في ذلك قد يشير إلى مشكلة خطيرة.
وأكد أن الكورتيزول هو الهرمون الرئيسي في الجسم المسؤول عن التوتر. وأضاف: "يجب أن يكون مستوى الكورتيزول منخفضاً في منتصف الليل ليتمكن الدماغ من الانتقال إلى مرحلة النوم العميق وحركة العين السريعة".
وأضاف: "في حوالي الساعة الثانية صباحاً، يكون الكثير من الناس في مرحلة نوم الموجة البطيئة (العميقة). وإذا ارتفع مستوى الكورتيزول في ذلك الوقت، فإنه يُرسل إشارة استيقاظ".
ويمكن أن يُؤدي هذا الارتفاع المفاجئ في مستوى الكورتيزول إلى اضطراب النوم العميق، وقد يُخرج الشخص من حلمه أو يُبقيه مستيقظاً تماماً. وقد أشار مُقدمو الرعاية في مركز "ألدربيري كير" إلى أن هذه مشكلة مشابهة تصيب العديد من الأشخاص الذين يُقدمون لهم الرعاية.
وقال متحدث باسم المركز: "يُدرك مُقدمو الرعاية لدينا تأثير النوم المُتقطع. فمُعظم مرضانا المُسنين الذين يستيقظون حوالي الساعة الثانية صباحاً سيشعرون بالإرهاق وعدم الاتزان في اليوم التالي. الأرق والاستيقاظ في منتصف الليل أمر شائع لدى مُعظم كبار السن، لكننا لا نُعامله أبداً على أنه أمر طبيعي. نبحث عن حلول بسيطة وعلامات تُشير إلى ضرورة استشارة طبيب عام".
وتشير إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إلى أن الأرق ليس دائماً مشكلة صحية، حيث يمكن تحسينه بتغيير عادات النوم بشكل إيجابي. وتشير إلى أنه إذا كنت تجد صعوبة في النوم، أو تستيقظ عدة مرات أثناء الليل، أو تظل مستيقظاً طوال الليل، وهذا يعني أنك مصاب بالأرق.
وفي المتوسط، يحتاج البالغون من سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة للحفاظ على صحتهم، ومع ذلك، إذا كان الشخص يشعر بالتعب المستمر طوال اليوم، فمن المرجح أنك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم. ويمكن أن يكون سبب الأرق مجموعة واسعة من المشكلات الصحية والبيئية والظروف المختلفة، وتشمل: الضوضاء، العمل بنظام المناوبات، المخدرات، السرير غير المريح، غرفة شديدة الحرارة أو البرودة، تناول الكحول أو الكافيين أو النيكوتين، إرهاق السفر، التوتر أو القلق أو الاكتئاب، وغير ذلك من الأسباب.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا باستشارة الطبيب بشأن مخاوف الأرق إذا لم تُحدث التغييرات الإيجابية في عادات نومك فرقاً، أو إذا كنتَ تعاني من صعوبة في النوم منذ أشهر. كما تنصح بزيارة الطبيب إذا كان الأرق يؤثر على حياتك اليومية بطريقة تُصعّب عليك التأقلم معه.