7 عقود من الإجرام والنكبة..«الأقصى» في صدارة استهداف مشروع يتجاوز فلسطين ويهدد الأمة
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
يمانيون|تقرير: محسن علي
منذ اللحظة التي زرع فيها الكيان الصهيوني كغدة سرطانية في جسد الأمة وذلك على أنقاض النكبة عام 1948، لم يكن الأمر مجرد احتلال عسكري يسعى للسيطرة على بقعة جغرافية محدودة، بل كان ولا يزال مشروعاً استعمارياً استيطانياً متكاملاً، يقوم على الإجرام الممنهج والإبادة الجماعية، ويستهدف وجود وهوية المنطقة العربية والإسلامية بأسرها والسيطرة عليها واحتلالها.
الأقصى رأس حربة للعدو يهدد كيان الأمة
تحليلات سلوك الكيان المجرم يكشف عن نمط ثابت من العدوان، لا يهدف فقط إلى طمس الهوية العربية والإسلامية وتغيير الجغرافيا والديموغرافيا في فلسطين، بل يتجاوز ذلك لتكريس الهيمنة الإقليمية الشاملة متخذا من الأقصى الشريف رأس الحربة في استهداف عقائدي يهدد كيان الأمة بأكملها.
الجذور الإجرامية للكيان.. تاريخ من الدم والتطهير
لقد تأسس الكيان الصهيوني على سلسلة من المجازر والمذابح التي شكلت جوهر “النكبة” الفلسطينية. فمنذ عام 1948، شهدت فلسطين فصولاً دامية من العنف المنظم، حيث تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسراً، وارتكبت عشرات المجازر المروعة في قرى ومدن مثل دير ياسين، وكفر قاسم، والطنطورة، بهدف إحداث تطهير عرقي وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
هذا النمط الإجرامي لم يتوقف عند حدود النكبة، بل استمر وتصاعد مع احتلال عام 1967 للضفة الغربية وقطاع غزة وعلى مدى نصف قرن بدعم واسناد امريكي بريطاني غربي، مارست سلطات الاحتلال انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان، شملت بناء المستوطنات غير الشرعية التي تعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وفرض الحصار الخانق على قطاع غزة، واعتماد سياسات الاعتقال الإداري والتعذيب.
العدوان على غزة.. جريمة القرن
في الآونة الأخيرة، تجلى هذا الإجرام لكافة دول وشعوب العالم في أبشع صوره خلال العدوان المتكرر على قطاع غزة، الذي وصل إلى حد اتهام الكيان بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وفقاً لتقارير حقوقية دولية، التي أكدت على ان استمرار سياسة القتل والتدمير الممنهج وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين العزل يؤكد أن الإجرام ليس استثناءً، بل هو القاعدة التي يقوم عليها هذا المشروع.
“إسرائيل الكبرى”.. الأبعاد التوسعية لمخطط الهيمنة
إن النظرة الشاملة للمشروع الصهيوني تكشف أن فلسطين ليست هي المستهدف الوحيد، بل هي نقطة الانطلاق لمشروع هيمنة أوسع يطال المنطقة بأكملها، وهو ما يُعرف بمخطط “إسرائيل الكبرى” فهذا المخطط لا يقتصر على الحدود الجغرافية لبلاد الشام (فلسطين، سوريا، لبنان، الأردن)، بل يمتد ليشمل أهدافاً استراتيجية أبعد.
الاستهداف الجغرافي.. تمدد الخطر إلى النيل والجزيرة العربية
تؤكد التحليلات المستندة إلى خطابات متعددة، ومنها خطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي، أن المخطط الصهيوني يهدف إلى التوسع الجغرافي الذي يتجاوز بلاد الشام، ويُحذر من أن هذا المخطط يمتد ليشمل نهر النيل والساحل المصري على البحر الأحمر وأجزاء واسعة من الجزيرة العربية بما في ذلك العراق وسوريا والأرن ولبنان والمملكة العربية السعودية، وتجدد تحذيرات ونصائح السيد القائد ودق جراس الانذار لأبناء الأمة ومحاولة استنهاضها يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالخطر الشامل، وأن الصراع ليس محصوراً في حدود جغرافية ضيقة.
الاستهداف العقائدي.. الأقصى مفتاح السيطرة على الهوية
إذا كان الاستهداف الجغرافي يطال المنطقة بأسرها، فإن الاستهداف العقائدي يضع المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في مقدمة أولويات المشروع الصهيوني باعتباري رمز مركزي اسلامي للهوية الدينية والحضارية للأمة الإسلامية جمعاء.
عنوان المشروع الصهيوامريكي
منذ احتلال القدس عام 1967، اتخذت سلطات العدو سلسلة من الإجراءات المتصاعدة التي تهدف إلى السيطرة التامة على المسجد وتهويده، وتشمل:
التقسيم الزماني والمكاني ومحاولات فرض تقسيم المسجد بين المسلمين والعصابات اليهودية المغتصبة،وكذلك دعم المخططات الهادفة إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة “الهيكل المزعوم” على أنقاضه، وهو ما يصفه السيد الحوثي بأنه “عنوان أساس في المشروع الإسرائيلي” كما أن التحركات العلنية والمتسارعة للجماعات اليهودية المتطرفة تؤكد أن استهداف الأقصى هو استهداف للهوية الدينية للمنطقة بأسرها، وهو البوابة التي يسعى الكيان المجرم من خلالها لفرض سرديته الدينية والتاريخية المزيفة.
الاستهداف الاستراتيجي.. تفكيك الدول وزرع الفتنة
يتجاوز الاستهداف الصهيوني الحدود الجغرافية ليطال الهوية الثقافية والاقتصادية والسياسية للمنطقة لذا فإن الهدف الاستراتيجي هو تغيير ملامح المنطقة بأسرها، وتفكيك وتقسيم دولها وزرع الفتن الداخلية والصراعات البينية لضمان بقاء الكيان كقوة مهيمنة بلا منازع، ويمثل تهديداً وجودياً مباشراً على سيادة واستقرار الدول العربية والإسلامية، وليس مجرد قضية فلسطينية.
رؤية المقاومة.. ضرورة التصدي للخطر الشامل
تُقدم خطابات السيد عبدالملك الحوثي تحليلاً مكثفاً وواضحاً، يربط بين الإجرام التاريخي للكيان الصهيوني وبين مخطط توسعي شامل يهدف إلى ابتلاع المنطقة بأكملها تحت مسمى “إسرائيل الكبرى”. وتُعد هذه الخطابات منبراً مركزياً اسلاميا لتوعية الأمة بخطورة هذا الاستهداف الشامل, ويُلزم السيد الحوثي أبناء الأمة بـ “التصدي” لهذا العدو و”وقف إجرامه”، معتبراً أن المعركة مع العدو الصهيوني هي معركة مصيرية وواجب ثابت ويُحذر من أن استمرار الأمة في حالة الصمت والخنوع سيؤدي إلى هلاكها ويطمع عدوها للسيطرة عليها، وأن العدوان الصهيوني على غزة التي وصفها بـ “جريمة القرن” هي فضيحة تكشف تواطؤ البعض وتجرد قادة وانظمة غالبية الدول العربية والاسلامية من انسانيتها ودينها.
الخطوة الأولى للمواجهة الشاملة
يتبين أن الإجرام الصهيوني على مدى سبعة عقود هو مشروع متكامل الأركان، لا يقتصر على حدود فلسطين، بل يمتد ليشمل بلاد الشام بأسرها، ويهدف إلى تغيير وجه المنطقة بالكامل وتصريحات قادة كيان العدو وحجم المجازر والانتهاكات يؤكد الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان.
ختاما
وفي هذا السياق، يظل المسجد الأقصى الشريف هو الرمز الأبرز والأكثر استهدافاً، كونه يمثل قلب الصراع على الهوية والوجود والقضية المركزية للأمة، وخط الدفاع الأول عن مقدسات الأمة، وإن فهم أبناء الأمة للعدو اولا، وطبيعة الصراع معه ثانيا، وهذا الاستهداف المتعدد الأبعاد ثالثا، هو الخطوة الأولى لنهضة الأمة من سباتها والتحرك نحو مواجهة هذا المشروع الاستعماري الشامل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إسرائیل الکبرى یهدف إلى
إقرأ أيضاً:
الحرب التي أعادت تعريف الوعي.. من نصر غزّة إلى يقظة الأمة
حين تتصدّع الجغرافيا تحت نيران الإبادة، ويُحاصَر الوعي بين إعلامٍ مضلِّل ونظامٍ دولي أعمى، تنبعث غزّة، كما في كلّ مرة، لتقول ما لا يستطيع أحد قوله: «إن الوعي أقوى من القوّة، وإن المقاومة ليست فعلًا عسكريًا فحسب، بل عملية تاريخية لإعادة تعريف الإنسان في وجه الظلم والهيمنة».
لقد كشفت الحرب الأخيرة على غزّة أنّ الشعوب لا تُهزم بالحديد والنار، بل تُهزم حين تُقنعها القوّة الغاشمة بأنّها بلا معنى. وما فعلته المقاومة خلال عامين من الصمود الأسطوري، لم يكن فقط تحدّيًا عسكريًا للكيان الصهيوني، بل كان تحديًا فلسفيًا للنظام العالمي نفسه، الذي أراد أن يجعل من العدالة ترفًا ومن الحرية استثناءً يُمنَح وفق ميزان المصالح الغربية.
من النصر العسكري إلى النصر السياسي والمعنوي
لم يكن ما حدث في غزّة مجرد مواجهة عسكرية بين فصيل مقاوم وجيشٍ مدجج بالتكنولوجيا، بل كان اختبارًا وجوديًا للوعي الإنساني: هل يمكن للضعيف أن ينتصر حين يمتلك المعنى؟
ففي حين حاولت «إسرائيل» أن تفرض معادلتها النفعية القائمة على الإبادة لتحقيق الأمن، أعادت المقاومة تعريف الأمن ذاته: أن يكون الإنسان آمنًا في كرامته، في هويته، في حقه على الأرض.
لقد تحولت غزّة إلى مرآة تعكس زيف مقولة «الردع» الصهيونية، إذ خرجت المقاومة من تحت الركام أكثر تماسكًا، وبقيت هي الطرف الوحيد القادر على فرض شروطه الرمزية والمعنوية على الساحة الفلسطينية. فحتّى وإن تراجعت القوّة المادية للمقاومة مؤقتًا، إلا أنّها حققت نصرها في المعنى: نصر الإرادة على التقنية، ونصر الذاكرة على النسيان.
هنا تحديدًا يمكن الحديث عن «النصر الإستراتيجي بالأرقام»، لا من حيث عدد الطائرات أو الجنود، بل من حيث الأثر البنيوي في معادلة الردع. فـ»إسرائيل» فقدت عنصر المفاجأة، وتبدّدت هيبة جيشها الذي وُصف يومًا بأنه «لا يُقهر»، بينما اكتسبت المقاومة خبرة ميدانية وتنظيمية غير مسبوقة، جعلتها تنتقل من الدفاع إلى القدرة على إدارة الحرب الطويلة، ومن العزلة إلى التحول إلى مركز ثقلٍ إقليمي في معادلات الردع والقرار.
الوعي الجمعي الفلسطيني من النجاة إلى الفعل
حين فُتحت أبواب الجحيم على غزّة، كان المتوقع أن تنهار البنية الاجتماعية والنفسية للمجتمع الفلسطيني، لكن ما حدث كان العكس تمامًا. لقد تجلّى الوعي الجمعي في أبهى صوره: رفضٌ جماعي للتهجير، صمودٌ في المخيمات، وتنظيمٌ داخليّ قائم على المساندة الشعبية والعائلية، حتّى داخل الدمار.
هذا الوعي الجديد لم يَعُد يكتفي بالنجاة من القصف، بل تجاوزها إلى الفعل الإنساني والسياسي الواعي. فالمجتمع الغزّي لم يعد ضحيةً تنتظر الإغاثة، بل بات منتجًا للوعي المقاوم، يفرض على محيطه العربي والإسلامي، بل وعلى العالم، أن يعيد النظر في مفاهيمه عن «الحق» و«العدالة».
ولذلك، يمكن القول إنّ الحرب لم تغيّر فقط موازين القوّة، بل أعادت بناء الذات الفلسطينية. أصبح الفلسطيني يرى نفسه لا كأداةٍ في معركة الآخرين، بل كفاعلٍ أساسي في صياغة مصير المنطقة. ومن هنا يتجاوز النصر حدود السلاح، ليصبح انتصارًا على الوعي المبرمج الذي أرادت به القوى الاستعمارية طمس معاني المقاومة منذ أوسلو وحتّى «التطبيع».
يقظة الأمة من سبات التطبيع
لم تكن الحرب حدثًا فلسطينيًا فحسب، بل لحظة كشفٍ حضاري للأمة جمعاء. فقد تهاوت شعارات «السلام» الرسمي أمام مشاهد الأطفال تحت الركام، وانكشف الوجه الحقيقي للمنظومة الغربية التي تحتكر الحديث عن «حقوق الإنسان» بينما تبرر كلّ قنبلة تُلقى على المدنيين في غزّة.
لقد أيقظت غزّة الضمير الجمعي العربي والإسلامي من سباته الطويل بل حتّى المجتمعات الغربية. فالملايين التي خرجت في العواصم الأوروبية لم تكن فقط تعبّر عن الغضب، بل عن عودة الانتماء. أصبح الوعي الشعبي يتجاوز الخطوط التي رسمتها الأنظمة والسياسات، ليعيد تعريف الأمة كمجالٍ أخلاقيٍ مشترك يتجاوز حدود الدول.
هذه اليقظة لا تعني فقط تضامنًا إنسانيًا، بل تعني أيضًا تحوّلًا بنيويًا في إدراك موقع الأمة من العالم. فالحرب على غزّة، بما حملته من وضوحٍ أخلاقي حاد، جعلت الشعوب تدرك أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراع حدود، بل صراع وجودٍ وهويّة. ومن هنا، انتقل الخطاب العربي من «التسوية الممكنة» إلى «الكرامة الممكنة».
سقوط الخطاب الغربي وولادة خطاب الحرية الجديد
الحدث الغزّي عرّى الغرب الرسمي، وكشف تناقضاته البنيوية. فبينما يرفع راية الديمقراطية، سكت عن المجازر، بل وشارك في تسليح القاتل وتمويله. هذه الازدواجية فجّرت وعيًا نقديًا واسعًا في الجامعات ووسائل الإعلام الغربية نفسها، حيث خرجت أصوات شبابية ومثقفون يعلنون أن «الضمير الإنساني لا يمكن أن يُحتكر باسم القيم الليبرالية».
هكذا، ولدت من تحت أنقاض غزّة حركة عالمية جديدة للوعي، لا تقف عند حدود التضامن، بل تعيد طرح الأسئلة الجوهرية حول بنية النظام الدولي. فمنذ الحرب، باتت فلسطين رمزًا لما نسميه «انقلاب المعنى»: حين تتحول الضحية إلى مركز لإنتاج القيم.
النخبة ودور الوعي في تشكيل المستقبل
تضع الحرب على غزّة النخب الفكرية والثقافية أمام مسؤوليات كبرى. لم يعد كافيًا الاكتفاء بالتحليل أو الشجب، بل المطلوب إعادة بناء المفاهيم التي تحكم علاقة الأمة بذاتها والعالم.
لقد قدّمت المقاومة نموذجًا عمليًا للحرية، لكنّ تحويل هذا النموذج إلى مشروعٍ حضاريٍّ دائم، يتطلب إنتاجًا معرفيًا متماسكًا يربط بين السياسة والثقافة، وبين التاريخ والمستقبل.
إنّ المعركة المقبلة لن تُخاض في الميدان فقط، بل في العقل واللغة والمناهج. فالصراع على فلسطين أصبح صراعًا على الرواية: من يروي التاريخ ومن يُمحى من صفحاته.
ولذلك، فإن دور النخبة اليوم هو تحويل تجربة غزّة من حدثٍ استثنائي إلى وعيٍ تاريخي متجذر، يُعيد تعريف العلاقة بين المقاومة والهوية، وبين الكرامة والسياسة.
من غزّة إلى الأمة.. الوعي الذي لا يُقهر
لقد خرجت الأمة من حرب غزّة مختلفة عمّا كانت عليه قبلها. لم يعد السؤال «من ينتصر؟» بل «من يملك حقّ المعنى؟». والمقاومة، بهذا المعنى، لم تنتصر فقط على «إسرائيل»، بل على منطق التاريخ الذي أراد الغرب كتابته باسم المنتصر الدائم.
لقد أعادت الحرب تعريف «الوعي الغربي والعربي» كقوةٍ فاعلة، لا ككتلة من الغضب العابر. فكلّ طفلٍ في غزّة أصبح رمزًا للإنسان الحر، وكلّ أمٍّ فقدت أبناءها أصبحت شاهدة على أن الحرية تُولد من رحم الألم. هذا الوعي الجديد لا يمكن اغتياله لا بالقصف ولا بالتطبيع، لأنه تحوّل من فكرة إلى ضميرٍ جمعي.
من الركام يولد التاريخ
في النهاية، يمكن القول إنّ الحرب على غزّة لم تكن مجرد فصل جديد من الصراع «الفلسطيني-الإسرائيلي»، بل كانت نقطة انعطافٍ في تاريخ الوعي الإنساني الحديث. لقد أثبتت أن المقاومة ليست خيارًا عسكريًا، بل حقًا وجوديًا لا يُقايض.
ومن بين الركام، وُلدت غزّة من جديد، لا كمدينةٍ محاصرة، بل كفكرةٍ محرّرة. أعادت تعريف النصر والكرامة والحرية، وأيقظت الأمة من سباتها الطويل لتدرك أن الطريق إلى النهضة يبدأ من حيث يتوقف الخوف.
فكما نقول دائمًا بعد كلّ حرب: «حين تُقصف المدن، تتكلم الأفكار، وحين يسقط الجسد، ينهض الوعي»، فإن غزّة اليوم، هي نهوض الوعي من تحت الركام، لتعلن أن الإنسان لا يُهزم، ما دام قادرًا على أن يقول «لا» في وجه العالم بأسره.
كاتب صحفي فلسطيني