أنقرة (زمان التركية) – أكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن كميات المياه المتدفقة من تركيا لا تزال أقل من 30% من احتياجات البلاد، محذرة من وصول الأزمة إلى مستوى “خطير للغاية”، مع عدم تحقق وعود أنقرة بزيادة الحصة المائية حتى الآن.

في مقابلة مباشرة على قناة “روداو”، أدلى المتحدث باسم الوزارة، الدكتور خالد شيمال، بتصريحات مفصلة حول الوضع المائي والمفاوضات الدبلوماسية مع دول المنبع.

وشدد على أن الحكومة العراقية الحالية تعتبر قضية المياه ركيزة أساسية في الأمن القومي، مطالبًا بجعلها أولوية قصوى في أي اتفاقيات مع تركيا وسوريا وإيران.

وأوضح شيمال أن وفدًا عراقيًا رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية ويضم وزير الموارد المائية، زار أنقرة مؤخرًا، حيث شرح الجانب العراقي خطورة الأزمة وطالب بمزيد من الإطلاقات المائية.

وقال: “وعد الجانب التركي بالتعاون، لكن لم يحدث أي تغيير ملموس على أرض الواقع، ولا تزال الكميات الواردة كما هي”.

يطالب العراق بتدفق لا يقل عن 500 متر مكعب في الثانية من نهر دجلة، و300 متر مكعب في الثانية من نهر الفرات، لتحقيق أهداف حيوية تشمل تجديد مخزون السدود، دعم الموسم الزراعي المقبل، تنقية مياه الشرب، وحماية البيئة في شط العرب والأهوار.

وأشار المتحدث إلى أن النقص الحالي يهدد الإنتاج الزراعي، إمدادات المياه، والحياة اليومية، خاصة في المحافظات الجنوبية مثل البصرة، حيث يزداد التلوث والملوحة مع امتداد “لسان الملح” من الخليج.

في رد على أسئلة “روداو”، أقر شيمال بوجود إخفاقات داخلية ناتجة عن عقود من الحروب والجفاف الشديد، الذي أدى إلى انخفاض الاحتياطي المائي إلى أقل من 6%. ومع ذلك، أكد أن الحل الجذري يعتمد على التعاون الإقليمي.

أما عن الإجراءات الداخلية، فكشف شيمال عن حملة واسعة لمكافحة الاستخدام غير القانوني للمياه، بناء محطات معالجة لإعادة استخدام مياه الصرف، وإطلاق مياه من بحيرة الثرثار لدعم نهر الفرات.

كما تخطط الوزارة لاعتماد تقنيات حديثة لتقليل الفاقد وتجديد البنية التحتية، مؤكدًا أن الحكومة ليست مكتوفة الأيدي، لكن التعاون مع دول المصدر يبقى مفتاح الحل الشامل.

 

Tags: أزمة مياهالعراقتركيا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أزمة مياه العراق تركيا

إقرأ أيضاً:

حقوق الإنسان:تركيا الحقت ضرراً كبيراً بالعراق جراء شحة المياه

آخر تحديث: 3 نونبر 2025 - 9:32 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أطلق المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تفاقم ظاهرة “القحط المائي والجفاف” التي تضرب مختلف مناطق العراق، وتداعياتها الخطيرة على الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي في البلاد.وأشار المركز في بيان ، إلى أن “العراق يمر بأخطر موجة شح مائي منذ أكثر من عقدين، نتيجة تراجع معدلات الأمطار بنسبة تتجاوز 60% عن معدلاتها السنوية المعتادة، إلى جانب انخفاض كميات المياه الواردة من نهري دجلة والفرات بأكثر من 50% مقارنة بالأعوام السابقة، بحسب تقارير وزارتي الموارد المائية والبيئة”.وأكد أن ”هذا التراجع الحاد ناجم عن التغيرات المناخية العالمية وسياسات دول المنبع المائية، إضافة إلى ضعف البنية التحتية المائية في العراق، ما أدى إلى تقلص المساحات الزراعية وازدياد التصحر في مناطق واسعة من البلاد”.وبيّن المركز أن “القطاع الزراعي يعدّ المتضرر الأكبر من القحط المائي، حيث انخفضت المساحات المزروعة بأكثر من 70% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مما أدى إلى تراجع إنتاج القمح والشعير بنسبة تقارب 60%، بحسب بيانات وزارة الزراعة”.وتابع أن “العديد من المزارعين اضطروا إلى ترك أراضيهم الزراعية نتيجة نقص المياه وارتفاع كلفة الري، مما تسبب في خسائر اقتصادية جسيمة وتهديد مباشر للأمن الغذائي الوطني.“وحذّر المركز من “أن الثروة الحيوانية تواجه خطرًا حقيقيًا، إذ تشير الإحصاءات إلى نفوق أكثر من 30% من قطعان الأغنام والأبقار والجاموس في بعض المحافظات الجنوبية، بسبب شح المياه وجفاف المراعي الطبيعية.ً كما سجلت محافظات مثل المثنى وذي قار والأنبار أعلى نسب الهلاك الحيواني، فيما اضطر عدد كبير من المربين إلى بيع قطعانهم بأسعار زهيدة أو النزوح إلى مناطق أكثر رطوبة بحثًا عن مصادر للمياه”. وأضاف البيان، انه “لم تقتصر آثار القحط المائي على الزراعة والمواشي فحسب، بل امتدت إلى الثروة السمكية التي تشهد انهيارًا غير مسبوق. فقد تراجعت إنتاجية الأسماك في الأحواض والمسطحات المائية بنسبة تفوق 50%، وانخفضت مساحات الأهوار العراقية المغذية للثروة السمكية إلى أقل من 30% من مساحتها الأصلية، ما أدى إلى نفوق ملايين الأسماك المحلية في محافظات مثل ذي قار والبصرة وميسان“.ولفت إلى أن “أكثر من 15 ألف صياد فقدوا مصدر رزقهم المباشر نتيجة الجفاف وانخفاض مستويات المياه في الأنهار والأهوار، محذرًا من أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى انقراض أنواع محلية من الأسماك مثل الكطان والبني والحمري التي تعد رمزًا بيئيًا وثقافيًا للجنوب العراقي“. وأوضح المركز أن “الهجرة المناخية الداخلية أصبحت أحد أخطر تداعيات الجفاف، إذ تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من محافظات الجنوب والوسط باتجاه المدن الكبرى خلال العامين الماضيين، بحثًا عن فرص عمل أو مصادر معيشية بديلة“.كما حذّر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تحولات ديموغرافية خطيرة وازدياد الضغط على المدن الحضرية التي تعاني أصلًا من ضعف الخدمات والبنى التحتية، مؤكداً أن أزمة القحط المائي لا تقتصر على البعد الاقتصادي، بل تمتد إلى أبعاد بيئية وإنسانية خطيرة، أبرزها ازدياد التصحر الذي يهدد أكثر من 39% من الأراضي الزراعية، وارتفاع معدلات العواصف الترابية إلى أكثر من 250 يومًا في السنة، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة ويزيد من معدلات الأمراض التنفسية، فضلاً عن تفاقم التلوث البيئي وتدهور جودة الهواء والمياه. ودعا المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، الحكومة العراقية إلى اعتماد رؤية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية ترتكز على مبادئ العدالة والاستدامة، من خلال تعزيز المفاوضات الدبلوماسية مع دول الجوار لضمان الحصص المائية العادلة، وتطوير مشاريع تحلية المياه وإعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة والصناعة.وشدد على ضرورة تبني سياسات زراعية حديثة تعتمد على الري بالتنقيط والزراعة الذكية لتقليل الهدر المائي، إلى جانب تفعيل برامج دعم المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والسمكية من خلال تعويضات مالية عاجلة وخطط إحياء للقرى المتضررة.وفي ختام بيانه، أكد المركز أن “مواجهة القحط المائي تتطلب تعاونًا حكوميًا ومجتمعيًا متكاملاً، ومشاركة فاعلة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص في إدارة الأزمة، مع تعزيز التوعية المجتمعية حول ترشيد استهلاك المياه ومواجهة آثار التغير المناخي“.

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان:تركيا الحقت ضرراً كبيراً بالعراق جراء شحة المياه
  • العراق يوقع على آلية تعاون مع تركيا بشأن المياه.. ورد رسمي على إسقاط الديون
  • لعلاج أزمة العراق المائية.. مشاريع تركية تمول من واردات النفط!
  • العراق يعلن التوقيع مع تركيا على اتفاقية تاريخية بشأن حصة المياه
  • العراق وتركيا يوقعان آلية جديدة لإدارة أزمة المياه
  • تركيا مازالت تضحك على حكومة السوداني..أيهما الأصح وثيقة ام إتفاقية بشأن حصة العراق المائية؟؟
  • نائب يطالب بإعفاء وزير المياه وقطع العلاقات الاقتصادية مع تركيا
  • نائب:تركيا قطعت المياه عن العراق لخيانة السوداني وحكومته لأمانة المسؤولية
  • خبير مائي:حرب المياه من قبل تركيا وإيران ضد العراق بسبب ضعف حكومة السوداني