عون: ليس أمام لبنان سوى خيار التفاوض مع إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
بيروت - قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، إن بلاده "لا تملك خيارًا سوى التفاوض" مع إسرائيل.
جاء ذلك خلال لقائه شخصيات لبنانية بينهم نقابيون في القصر الرئاسي شرق بيروت، الاثنين، وفق بيان للرئاسة، وصل الأناضول نسخة منه.
وصعدت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجماتها على لبنان بما يشمل عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله"، وشن أحزمة نارية في مناطق شرق وجنوب البلاد.
                
      
				
والخميس، أصدر عون، للمرة الأولى، أوامر للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحررة جنوبي البلاد.
وفي سياق حديثه عن المفاوضات مع إسرائيل، قال عون، الاثنين، إنه "ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض"، وفق بيان الرئاسة.
وأضاف أن "أدوات السياسة ثلاث: الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، وعندما لا تحقق الحرب نتيجة، يبقى التفاوض هو الطريق الوحيد".
وأشار إلى أن "نهاية كل حرب في العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق بل مع خصم أو عدو" معتبرا أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".
والجمعة، قال الرئيس اللبناني، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة أراضيها.
ومنتصف الشهر الماضي، شدد عون على أنه "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين، بالتزامن مع بدء تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
ويقود المبعوث الأمريكي توماس باراك مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، حيث زار البلد العربي عدة مرات قدم خلالها مبادرة لحكومة بيروت في 19 يونيو/ حزيران الماضي، تنص على أن تكون جميع الأسلحة تحت إشراف الدولة اللبنانية فقط كهدف أولي.
وبيروت وتل أبيب في حالة حرب وعداء رسمي، لذلك لا تتفاوضان بشكل مباشر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا الحكومة اللبنانية في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى بدء مفاوضات مباشرة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين.
ورغم التوصل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، فإن تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى.
وفي تحد للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع دمشق، أعلن عون أن "لبنان بدأ معالجة ملف العلاقات مع سوريا بشكل إيجابي"، لافتًا إلى وجود "نوايا جدية لتشكيل لجان مشتركة لحل مسألة ترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين"، بحسب بيان الرئاسة اللبنانية.
وخلال الأشهر الأخيرة، صعّد لبنان وسوريا حالة التنسيق الدبلوماسي بينهما في قضايا جوهرية، أبرزها ملف المفقودين وترسيم الحدود البرية، فضلا عن مساعٍ لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.
وفي الشأن الداخلي، أوضح الرئيس اللبناني أن الحكومة "تعمل منذ تشكيلها (في فبراير/شباط الماضي) على تنفيذ إصلاحات جوهرية".
وأشار إلى أن "المؤشرات الاقتصادية إيجابية جدًا"، متوقعا أن تبلغ نسبة النمو "نحو 5 بالمئة بنهاية العام الجاري".
وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد على أن "البلاد تمتلك فرصًا كبيرة للنهوض، شرط الابتعاد عن الطائفية والمذهبية"، داعيًا جميع القوى إلى "العمل المشترك من أجل مصلحة لبنان".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الرئیس اللبنانی مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء اللبناني: لبنان يُقدر الدور الرائد الذي تضطلع به مصر بقيادة الرئيس السيسي في دعم الاستقرار الإقليمي وفي الدفاع عن القضايا العربية
أعرب الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، عن تشرفه بالتواجد اليوم في القاهرة مهد التاريخ والحضارة، وفي مناسبة تجمع بين بلدين شقيقين تشهد علاقاتهما بصدق الأخوة وعمق الروابط العربية.
وجاء ذلك خلال كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور نواف سلام، رئيس مجلس وزراء الجمهورية اللبنانية الشقيقة، عقب ترأسهما اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة.
وأوضح الدكتور نواف سلام: «نلتقي في الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية المصرية المشتركة، وهي ليست مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة جديدة في مسيرة طويلة من التعاون والتكامل، تتجدد فيها الإرادة مهما تباعدت المسافات وتبدلت الظروف».
وأضاف رئيس مجلس الوزراء اللبناني قائلاً: «يأتي لقاؤنا اليوم متزامناً مع حدث حضاري استثنائي تشرفت بحضوره بالأمس، وهو الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، هذا الصرح الذي لا يضيف إلى ذاكرة مصر فحسب، بل إلى الذاكرة الإنسانية جمعاء. إنه تحفة معمارية وثقافية تروي قصة الإنسان في وادي النيل منذ فجر التاريخ، وتؤكد أن هذه الأرض المباركة ما زالت كما كانت، تنبض بالعطاء والإبداع، ومن «أمِّ الدنيا» إلى «ستِّ الدنيا» من النيل إلى البحر يتجدد العطاء العربي، وتكتب صفحة جديدة من صفحات الأخوة والعمل المشترك».
وتابع الدكتور نواف سلام كلمته قائلاً: «لقد ناقشنا ملفات تمس جوهر حياة مواطنينا من الطاقة والمياه إلى التعليم العالي والبحث العلمي، ومن الصحة والزراعة إلى البيئة والتكنولوجيا الرقمية، ومن النقل إلى التنمية المستدامة، ووقعنا عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تجسد هذا التعاون في مؤسسات ومشاريع واقعية، تترجم الأقوال إلى أفعال، وتميزت هذه الدورة بروح من الجدية والمسؤولية، وبإرادة واضحة لتحويل التفاهمات إلى إنجازات، وهذه الروح هي التي تمنح العمل العربي بعده الحقيقي، بأن يكون عملاً لا اجتماعاً، وشراكة لا مجاملة».
كما أشار رئيس مجلس الوزراء اللبناني: «تقدر لبنان عالياً الدور الرائد الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في دعم الاستقرار الإقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وفي السعي إلى ترسيخ الحلول السلمية للنزاعات وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك».
وأضاف: كما لا ننسى مواقف مصر الأخوية الداعمة للبنان سياسياً ودبلوماسياً في أحلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ومساندتها له في مختلف المحافل الدولية والعربية.
وتابع الدكتور نواف سلام كلمته قائلاً: «لقد كانت مصر دائماً إلى جانب لبنان، شريكةً في المحن كما في البناء، ولبنان من جهته يحمل لمصر قيادة وشعباً كل التقدير والامتنان، ولا يسعني إلا أن أتوجه مُجدداً بخالص الشكر لدولة الرئيس الدكتور مصطفى مدبولي، ومعالي الأخ الدكتور بدر عبد العاطي، على حفاوة الاستقبال وعمق التعاون، وإلى معالي الدكتورة رانيا المشاط، وفريق عملها على التنظيم المتقن والمتابعة الدقيقة التي عكست صورة مشرفة عن روح العمل المصري».
وتابع رئيس مجلس الوزراء اللبناني: «إن العلاقات اللبنانية المصرية ليست نتاج ظرف آني، ولا مصلحة عابرة، بل هي نتاج تاريخ طويل من التفاعل الفكري والثقافي والإنساني»، كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي، فمن بيروت إلى القاهرة، ومن «بطرس البستاني» إلى «طه حسين»، ومن «الرحابنة» إلى «أم كلثوم»، ومن الجامعة الأمريكية إلى الأزهر الشريف، تمتد خيوط نهضة عربية واحدة نسجها اللبناني والمصري معاً، وتزينت بها سماء الثقافة العربية الحديثة، واليوم ونحن نلتقي مجدداً في القاهرة نريد أن نحمل هذه الروح ذاتها إلى المستقبل، نريد أن تكون شراكتنا نموذجاً للتكامل لا للتنافس، وللتخطيط لا للارتجال، وللاستثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر، نريد أن نربط مشاريعنا بالمعرفة، ومعارفنا بالتنمية، وتنميتنا بالمواطنة التي تعيد للعمل العربي صدقيته وجدوته.
واختتم الدكتور نواف سلام كلمته قائلاً: في الختام أتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذه الدورة، من الوزراء والمسئولين والخبراء في البلدين، ومُجدداً الدكتورة «المشاط»، والوزير «البساط»، الذين أثبتوا أن التعاون العربي لا يزال مُمكناً، متى صدقت النيات، وتوافرت الإرادة، فإن ما يجمع مصر ولبنان - ولعل هذا هو الأمر الأهم - لا يُقاس بعدد الاتفاقيات بل بعُمق الثقة التي تربط بين شعبين جمعهما التاريخ ووحدهما الأفق، فمن النيل إلى البحر، ومن القاهرة إلى بيروت، تمتد رسالة الأخوة وتستمر شراكة الأمل والعمل، وتحية لمصر «أمِّ الدنيا»، وتحية لبيروت «ستِّ الدنيا»، وعلى أمل أن نستضيف دولة الرئيس ومعاونيه في ديسمبر المقبل في بيروت.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء: توجيه رئاسي بتقديم كل الدعم لـ لبنان خلال الفترة المقبلة
رئيس الوزراء: مصر تدين كافة الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان
رئيس الوزراء يكشف موعد زيارته إلى بيروت لتفعيل الاتفاقيات المشتركة