وضع عبثي.. تقرير يكشف: العدالة المناخية تُموَّل بأقل من ثمن يخت جيف بيزوس
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
دعت المنظمة إلى "إنهاء عمل صناديق الاستثمار المناخي"، مشيرة إلى أن هذه الصناديق ــ التي يديرها البنك الدولي ــ باتت تفتقر إلى الشرعية بعد أن أكمل الصندوق الأخضر للمناخ عقداً من العمل كآلية تمويل شرعية خاضعة لسيطرة الدول الأطراف.
كشف تقرير صادر عن منظمة "أكشن إيد" الدولية أن التمويل المناخي العالمي يكاد يُهمِل تماماً البُعد الاجتماعي للاستجابة لأزمة المناخ، إذ لا يتجاوز نصيب المشاريع التي تراعي مصالح العمال والمجتمعات المتأثرة 3% من إجمالي المساعدات المخصصة لخفض الانبعاثات.
                
      
				
وصدر التقرير قبل أيام من انعقاد الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 30) في بيليم بالبرازيل، محذّراً من أن السياسات الحالية تخاطر "بتعميق التفاوتات" بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
واعتمد التحليل على مراجعة شاملة لجميع المشاريع الممولة من الصندوقين المناخيين الدوليين الرئيسيين: "الصندوق الأخضر للمناخ" و"صناديق الاستثمار المناخي". وشمل التقييم 644 مشروعاً — 178 من الصندوق الأخضر، و466 من الصناديق الأخرى — باستخدام مؤشرات تقييم موحدة تم التحقق منها يدوياً بعد تحليل أولي حاسوبي.
وركّزت المعايير على أربعة محاور: مشاركة حقيقية للعمال والنساء والمجتمعات المتأثرة، وانخراط المشروع في التحوّل النظامي بعيداً عن الوقود الأحفوري والزراعة الصناعية الملوِّثة، ووجود آليات لإعادة التأهيل المهني أو دعم سبل العيش البديلة، وقدرة المشروع على معالجة التفاوتات البنيوية.
وخلص الباحثون إلى أن "مشروعاً واحداً فقط من بين كل 50" يفي بمعايير "الانتقال العادل" — وهو ما وصفوه بأنه "منخفض بشكل مذهل".
وقالت تيريزا أندرسون، مسؤولة العدالة المناخية العالمية في "أكشن إيد": "ثمة سبب خفي وراء بطء العمل المناخي: الناس يُجبرون على الاختيار بين وظيفة توفر لهم لقمة العيش وبين كوكب صالح للحياة. والواقع أن المشاريع الحالية لا تفعل ما يكفي لطمأنتهم بأن هذا الخيار مفتعل".
ولم يقتصر الإهمال على عدد المشاريع، بل طال أيضاً توزيع الموارد. فبينما بلغ إجمالي التمويل المناخي المُوجَّه لمشاريع خفض الانبعاثات مليارات الدولارات، فإن "الدولار الواحد من بين كل 35 دولاراً" فقط خُصص لدعم مبادرات تراعي العدالة الاجتماعية. وخلال أكثر من عقد، لم يتجاوز إجمالي ما تلقّته هذه المشاريع 630 مليون دولار، أي أقل من تكلفة يخت جيف بيزوس الفاخر.
Related شاهد: تسرب لمياه الصرف الصحي بموقع انعقاد قمة المناخ في شرم الشيخفي قمة المناخ كوب 29: العدالة المناخية تبدأ بحقوق الإنسانقمة المناخ في دبي: من يفرض قيوداً على المظاهرات المتضامنة مع غزة؟حذّر التقرير من أن هذا الإهمال لا يُعدّ خللاً أخلاقياً فحسب، بل يشكل "ثغرة عملية" تقوّض فعالية السياسات المناخية نفسها، مستشهداً بمشروع في بنغلادش دعا المزارعين إلى استبدال زراعة الأرز — المرتفعة الانبعاثات — بزراعة المانجو، من دون أن يشمل في مشاوراته سوى ملاك الأراضي، متجاهلاً تماماً النساء اللواتي يعتمدن على تحويل الأرز إلى منتجات غذائية محلية.
وأشارت أندرسون إلى أن غياب التشاور أدّى إلى تصميم مشروع غير قابل للاستمرار، إذ يُحصَد المانجو مرة واحدة سنوياً مقابل ثلاث مواسم للأرز، ما حوّله إلى "كارثة اقتصادية" على الفئات الأضعف.
ويأتي نشر التقرير في وقت تستعد فيه البرازيل لاستضافة كوب 30، حيث وضع المنظمون برنامج "الانتقال العادل" على رأس أولويات المفاوضات.
وتطالب منظمات المجتمع المدني المفاوضين بإعادة إحياء البرنامج الذي أُطلق في كوب 27 دون متابعة، واعتماد "آلية عمل بيليم" لتحويله إلى خطة ملموسة لرفع التمويل المخصص لهذه المشاريع.
ووصفت أنا بيلا روزيمبرغ، المستشارة العليا في شبكة العمل المناخي الدولية، المعطيات الجديدة بأنها "صادمة"، مؤكدة أن تنفيذها سيُسهم في "نقل العدالة من الهوامش إلى قلب جدول الأعمال المناخي".
ودعت "أكشن إيد" الدول الغنية إلى الالتزام بتقديم تريليونات الدولارات سنوياً "منحاً لا قروضاً" لدعم انتقال عادل في دول الجنوب، وطالبت بإعادة ضبط مبادئ الصندوق الأخضر للمناخ لجعل العدالة الاجتماعية حجر الزاوية في تمويل المشاريع.
كما دعت المنظمة إلى "إنهاء عمل صناديق الاستثمار المناخي"، مشيرة إلى أن هذه الصناديق ــ التي يديرها البنك الدولي ــ باتت تفتقر إلى الشرعية بعد أن أكمل الصندوق الأخضر للمناخ عقداً من العمل كآلية تمويل شرعية خاضعة لسيطرة الدول الأطراف.
وقالت أندرسون: "الصناديق تلك أُنشئت ببند إنهاء صريح. وقد حان وقت تصفية دورها".
وختمت قائلة "لا يزال كثيرون يعاملون العدالة كخيار زائد في العمل المناخي. لكننا نسمع حججاً مثل: لا وقت لدينا، لا أموال فائضة. والحقيقة أن هذه الاختصارات التي تتجاهل العدالة هي التي تطيل الطريق، لأنها تجعل الناس يرفضون التغيير بدل أن ينخرطوا فيه".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة قمة البرازيل المناخ ثاني أوكسيد الكربون
Loader Search
  ابحث مفاتيح اليوم 
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس الذكاء الاصطناعي غزة الحزب الديمقراطي دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس الذكاء الاصطناعي غزة الحزب الديمقراطي قمة البرازيل المناخ ثاني أوكسيد الكربون دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس الذكاء الاصطناعي غزة الحزب الديمقراطي إيران بنيامين نتنياهو دراسة ضحايا طعن تكنولوجيا الصندوق الأخضر للمناخ إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: إدارة ترامب لن تشارك بوفد رسمي في قمة المناخ العالمية
أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن ترسل ممثلين رفيعي المستوى إلى محادثات المناخ المقبلة التي تنظمها الأمم المتحدة في البرازيل، وهو ما يؤكد موقف الإدارة العدائي تجاه العمل بشأن أزمة المناخ، حسب مراقبين.
وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، أرسلت الولايات المتحدة دائما وفودًا بأعداد مختلفة إلى قمم الأمم المتحدة للمناخ، حتى خلال فترات جورج بوش الابن، وفي ولاية دونالد ترامب الأولى، إذ كانت هناك رغبة -ولو ضئيلة- في معالجة أزمة الاحتباس الحراري العالمية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4زخم أسبوع المناخ في نيويورك يتحدى سياسات ترامب البيئيةlist 2 of 4علماء المناخ يجتمعون بالصين وغياب الولايات المتحدة يثير القلقlist 3 of 4بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 4 of 4نشطاء أميركيون يقاضون الرئيس ترامب بشأن سياسات المناخend of listومن المتوقع أن تخلو محادثات المناخ في مدينة بيليم الشهر المقبل من أي حضور أميركي رسمي، وهو أمر غير مسبوق. فقد وصف ترامب أزمة المناخ بأنها "خدعة" و"عملية نصب". وأعلن في بداية فترته الثانية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ووقع عدة أوامر تنفيذية لتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري.
ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض تايلور روجرز في بيان لصحيفة غارديان إن "عملية الاحتيال الخضراء الجديدة كانت ستقتل أميركا، لو لم يتم انتخاب الرئيس ترامب لتنفيذ أجندته المتعلقة بالطاقة السليمة، التي تركز على استخدام الذهب السائل تحت أقدامنا لتعزيز استقرار شبكتنا وخفض التكاليف للأسر والشركات الأميركية".
وأضافت أن "الرئيس ترامب لن يعرض الأمن الاقتصادي والوطني لبلادنا للخطر من أجل تحقيق أهداف مناخية غامضة تقتل دولاً أخرى".
وفي وقت سابق من هذا العام، أغلقت وزارة الخارجية الأميركية المكتب المختص عادة بقضايا المناخ، كما أُلغي منصب مبعوث المناخ، الذي كان يعينه الرئيس السابق جو بايدن.
ومن خلال التخلي عن المحادثات المتعددة الأطراف مع البلدان الأخرى، فضّل البيت الأبيض نهجا يبرم بموجبه الرئيس ترامب صفقات مباشرة مع البلدان بشكل منفرد.
إعلانوخلال الأشهر الأخيرة، نجح الرئيس الأميركي في تأمين اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي لشراء ما قيمته 750 مليار دولار من النفط والغاز الأميركيين، فضلا عن دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية لتطوير المواد الأرضية النادرة، والطاقة النووية، ومشاريع الوقود الأحفوري.
وحثّ الرئيس ترامب أيضا الدول الأخرى على التخلي عن الطاقة المتجددة، وقال في خطاب للأمم المتحدة الشهر الماضي: "إذا لم تتخلصوا من هذه الخدعة البيئية، فستفشل بلادكم. أنتم بحاجة إلى حدودٍ قوية ومصادر طاقة تقليدية إذا أردتم استعادة عظمتكم".
ويشير الخبراء إلى أن الغياب الأميركي عن محادثات المناخ في بيليم البرازيلية يشكل تعقيدا إضافيا للقمة التي تبدو بالفعل مضطربة.
ومن المقرر أن تقدم البلدان خططها الوطنية المحدثة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في القمة، لكن الغالبية العظمى لم تفعل ذلك بعد، كما يكافح عديد من المندوبين لتأمين الإقامة في الوقت المناسب لحضور المحادثات في المدينة، التي تعمل كبوابة إلى نهر الأمازون.
وقال تود ستيرن، كبير المفاوضين السابقين بشأن المناخ في الولايات المتحدة خلال رئاسة باراك أوباما: "لقد أوضح الرئيس أنه يريد الانسحاب من اتفاق باريس، لذلك لا أتفاجأ بأنهم لا يرسلون أحدا لأنهم غير منخرطين في هذا الأمر".
وأضاف ستيرن أن "هذه إدارة أكثر صرامةً الآن على جميع الأصعدة، ولا أعتقد أنهم سيضيفون أي شيء مفيد، أعتقد أن الغالبية العظمى من الدول لن تُعر ذلك اهتمامًا، فهم يعلمون أن تغير المناخ حقيقي، وما عليك سوى النظر من النافذة لترى أنه يزداد سوءًا".
ومن المنتظر أن يشارك مجموعة من حكام الولايات المتحدة وأعضاء الكونغرس ورؤساء البلديات والناشطين في قمة "كوب 30" (COP 30)، برسالة مفادها أن الولايات القضائية دون الوطنية الأميركية لا تزال تمضي قدما في العمل المناخي، لكنهم لم يتلقوا أي دعم من الحكومة الأميركية للقيام بذلك.
وقال شيلدون وايتهاوس، السيناتور الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، الخميس الماضي، إنه أُبلغ "بأنهم لن يرسلوا حتى دعمًا من السفارة للوفد الأميركي، وهو تصرفٌ مألوف بالنسبة لنا نحن الذين ذهبنا".
من جهته، أكد مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية الأميركية -طلب عدم الكشف عن هويته لصحيفة غارديان البريطانية- أنه من الأفضل ألا تحضر الولايات المتحدة المحادثات حتى تتمكن دول أخرى من التوصل إلى اتفاق أقوى بشأن المناخ.
وقال المسؤول السابق: "إنه إذا كان الخيار عدم وجود الولايات المتحدة، أو وجودها كمفسدة تعمل على تدمير وتعطيل الأمور، فإنني أعتقد أن معظم الدول تفضل عدم وجودها".