بوابة الوفد:
2025-11-02@11:26:46 GMT

غضب التنين

تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT

ارتكزت الاستراتيجية الأمريكية فى القرن العشرين على الهيمنة المطلقة على مصادر الطاقة فى كل أنحاء العالم لأنها كانت العمود الفقرى للاقتصاد العالمى فبدون طاقة لا توجد صناعة من الأساس لكن تراجعت اهمية الطاقة التقليدية بعد انخفاض تكلفة استخراج النفط الصخرى لتصبح أمريكا مصدرًا رئيسًا للنفط بينما لا تزال الصين المستورد الاول لكن مع مطلع الألفية الجديدة غيرت الثورة التكنولوجية الصناعية قواعد اللعبة وأضحت المعادن النادرة بمثابة الخلايا العصبية للصناعات المتقدمة، فالمعادن النادرة ما هى إلا مجرد مجموعة من 17 عنصرًا تقع فى اسفل الجدول الدورى وهى ليست نادرة بالمعنى الحرفى لانها توجد بكثرة فى معظم طبقة قشرة الأرض لكنها مبعثرة بكميات صغيرة يصعب تركيزها وهو ما يتطلب سلسلة طويلة من العمليات الكيميائية المعقدة يتخلل فصلها ومعالجتها اخطار بيئية جسيمة ومن هنا تأتى مسألة الندرة بالطبع هى نادرة فى جدواها وليس فى وجودها فهى صغيرة فى وزنها لكنها عظيمة فى تأثيرها فهى ببساطة قلب التكنولوجيا الحديثة وروح الصناعات المتقدمة.


فمنذ ثمانينات القرن الماضى أدركت الصين بحكمة وموروث كونفوشيوس ان من سيتحكم فى المواد الخام وخاصة المعادن النادرة هو من سيتحكم فى المستقبل الصناعى للعالم، لذا شيدت بكين منظومة متكاملة شعارها الاحتكار الهادئ فهى تنتج 70% من المعادن النادرة و90% من طاقة التكرير، وبالتالى سيطرت على المادة الخام والمنتج النهائى وقد مكن الدعم الحكومى السخى المراكز البحثية المتخصصة من تطوير تقنيات الاستخراج وعمليات التحويل الكيميائى المعقدة وبخبث شديد أخرجت السياسة التسعيرية المدروسة معظم المنافسين من السوق ورضيت بدفع تكلفة بيئية باهظة، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية بحيرة صناعية ضخمة من النفايات السوداء بمقاطعة منغوليا رأتها القيادة الصينية تضحية ضرورية فى سبيل ان تجعل المعسكر الغربى رهينة لقرارها، وهكذا قررت بكين فرض قيود تصدير المعادن النادرة إلى الشركات الأمريكية ردًا على الرسوم الجمركية المفروضة على منتجاتها حينئذ اكتشف ترامب الحقيقة الصادمة بأن اقتصاده الضخم معتمد كليًا على سلاسل التوريد والامداد الصينية الرخيصة والمستقرة وان المصانع الامريكية أسيره لتلك المادة اللعينة والتى تدور حولها عجلة التكنولوجيا الحديثة بداية من تصنيع هاتف الأيفون إلى أنظمة الذكاء الصناعى ومن محركات السيارات الكهربائية إلى مقاتلات F-35 ومن الألواح الشمسية إلى الأقمار الاصطناعية، حسنًا تمتلك بكين اداة استراتيجية حاسمة تمكنها من المناورة والضغط على خصومها وهو ما حدث مع اليابان أثرٍ النزاع البحرى الذى نشب بينهما وأدى إلى فوضى وارتباك شديد للمصانع اليابانية وتلقفت واشنطن الرسالة بأن بكين لم تعد الطرف الذى يمكن ابتزازه لا سيما وأن البدائل المتاحة امام واشنطن جد محدودة فليس لديها عمالة ماهرة ورخيصة أو حتى بنية تحتية لمعالجة هذه المعادن لانها لا تريد أن تدفع ثمنًا بيئيًا باهظًا لذا يلجأ ترامب إلى عقد صفقات تجارية مع استراليا وأوكرانيا ودول افريقية وربما التفكير فى شراء جرينلاند، سياسة الإجراءات العقابية التى انتهجها بايدن ثم ترامب أثبتت فشلها أمام جبروت التنين الصينى الذى لم يعد يخشى المواجهة المفتوحة وهو ما جعل ترامب يتعاطى بواقعية ويرضخ لعقد هدنة تجارية مع التنين الغاضب ربما تعيد الهدوء إلى الاسواق العالمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأسواق العالمية الاستراتيجية الأمريكية المعادن النادرة

إقرأ أيضاً:

الاجتماع بين ترامب والرئيس الصيني: التوصل لاتفاق للمعادن النادرة .. وخفض الرسوم على الفنتانيل

أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماع طال انتظاره مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ووصفه بأنه رائعاً.

وقال ترامب بعد الانتهاء من الاجتماع الذي انعقد في كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، الثلاثين من أكتوبر تشرين الأول، إن الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض إلى 47% من 57%.

كما تطرق ترامب إلى الحديث عن المعادن النادرة، مشدداً أن الصين ستواصل تصديرها، مشيراً إلى أنه تمت تسوية جميع المسائل المتعلقة بها.

وفي الوقت نفسه، صرح ترامب بأنه سيزور الصين في أبريل نيسان، فيما يزور الرئيس الصيني أميركا في وقت لاحق.

خفض الرسوم على  الفنتانيل 

وفيما يتعلق بملف الفنتانيل، قال ترامب إنه تم الاتفاق على أن يبذل شي قصارى جهده لوقف الفنتانيل. مضيفاً: سأخفض رسوم الفنتانيل على الصين إلى 10% من 20%

كما أكد الرئيس الأميركي على أن مشتريات فول الصويا ستبدأ على الفور.

وعلى صعيد إشكالية الرقائق، قال الرئيس الصيني: ناقشنا مسألة الشرائح الإلكترونية، وسوف يتحدثون مع شركة إنفيديا وغيرها بشأن الحصول على الشرائح.

لكن في الوقت نفسه، قال ترامب إنه لم يناقش مسألة شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة "بلاكويل" من إنتاج شركة إنفيديا خلال محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وتراجع ترامب عن تصريحات أدلى بها قبل يوم حول إمكانية مساعدة الشركة على تصدير نسخة مصغرة من منتج حالي رائد يعد عنصراً أساسياً في سباق الذكاء الاصطناعي.

وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة بعد مغادرته الاجتماع مع شي، وهو الأول لهما منذ عودته إلى البيت الأبيض "نحن لا نتحدث عن شرائح بلاكويل" رغم أنه قال أمس الأربعاء في طريقه إلى كوريا الجنوبية إنه قد يناقش المسألة مع الزعيم الصيني.

طباعة شارك ترامب زعيم الصيني البيت الأبيض

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: الصين انتزعت ما تريد من إدارة ترامب
  • جهود ترامب تبدد المخاوف الأمريكية بشأن المعادن النادرة
  • أستراليا وكندا توقعان اتفاقا لتعزيز التعاون بمجال المعادن النادرة
  • كيف أنجح ترامب وشي القمة الأميركية الصينية؟
  • محاولة لحفظ ماء الوجه.. نشطاء يعلقون على لقاء ترامب نظيره الصيني
  • الدفاع الصينية: بكين منفتحة على تطوير العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة
  • الاجتماع بين ترامب والرئيس الصيني: التوصل لاتفاق للمعادن النادرة .. وخفض الرسوم على الفنتانيل
  • بينها المعادن النادرة والصويا.. أبرز ما جاء في اتفاق أمريكا والصين
  • الولايات المتحدة تتوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن المعادن النادرة