انطلقت أولى فعاليات المنتدي العربي للأرض والمناخ  والإقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة في نسخته الرابعة  اليوم الثلاثاء تحت عنوان "من أجل منطقة عربية أكثر قدرة علي التكيف مع تغير المناخ"  والمقامة على مدار يومين  بتعاون مشترك بين الشبكة العربية وجامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية.  

وبحضور  الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز أل سعود واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء والدكتور خالد فهمي  وزير البيئة الأسبق والدكتور ناصر  القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية والدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية ولفيف من الخبراء بمجال البيئة والمناخ علي مستوي الدول العربية.

قالت هدي البكر المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية ونائب الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية "يناقش المنتدي عدة نقاط هامة عن مسارات الإقتصاد الأزرق  وجاءت أهم المحاور  وجلسات النقاش حول تمويل المرونة الساحلية وتقليل المخاطر من خلال الحلول القائمة علي الطبيعة والثقافة والتعليم والهوية "رأس المال غير المادي للإقتصاد الأزرق" وأيضا تحديات وفرص الإقتصاد الأزرق في المنطقة العربية فضلا عن وجهات النظر حول التعاون بين المنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني من أجل حوكمة البيئة البحرية داخل  المنطقة.

ومن جانبه قال اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء خلال كلمته الإفتتاحية " يأتي إنعقاد هذا المؤتمر ليعد منصة عالمية للحوار حول قضايا المناخ والتنمية المستدامة ونموذجا يحتذى به في العمل البيئي المشترك بين الدولة والمجتمع والتي تؤكد على تعزيز التكامل العربي في مواجهة تحديات المناخ وحماية الموارد الطبيعية ودعم. في الإقتصاد الأزرق والطاقة النظيفة وإدارة السواحل بما ينسجم مع أهداف  التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وأشار إلى ان محافظة جنوب سيناء أصبحت نموذجا للمدن الخضراء من خلال رؤية "جرين شرم" التي أطلقها رئيس الجمهورية والتي تهدف إلى تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة صديقة للبيئة تعتمد على الطاقة النظيفة وتطبق أحدث الممارسات في النقل الكهربائي ومعالجة المخلفات وتشجير المساحات العامه لتقليل الإنبعاثات الكربونية والحرارية وذلك بمشاركة فاعله من المجتمع المدني والقطاع الخاص مؤكدا على أنه تجرى حاليا دراسة مشروع إستراتيجي لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمدينة طور سيناء في إطار التوسع في مشروعات الطاقة الجديدة.

طباعة شارك جنوب سيناء شرم الشيخ المناخ العربي انطلاق

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جنوب سيناء شرم الشيخ المناخ العربي انطلاق جنوب سیناء

إقرأ أيضاً:

مليشيات الثقافة العربية: عن الكولونيل بن داود وأبو شباب الأدب العربي

نادرون كـ"أبي شباب" أو يكاد ينعدمون أولئك العملاء الذين تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي ممن يذكر الجزائريون أسماءهم، بالرغم من أن المصادر التاريخية تتحدث عن قوات تتكون من نحو 450 ألفا.

هرب منهم نحو 20 ألفا إلى 40 ألفا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر (1962)، وصنعت لهم فرنسا لاحقا معالم صغيرة بثتها في بعض مدنها لتخليد عبوديتهم، مع تخصيص معاملة تمييزية ضدهم وضد أبنائهم طيلة 60 سنة على الأراضي الفرنسية.

على الجانب الآخر، تعجّ الذاكرة الجماعية والفردية للجزائريين بأسماء وصور شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية وحركات المقاومة الشعبية على مر التاريخ الجزائري، ممن تتوزع أسماؤهم على الشوارع والجادات، والمدارس والمعاهد، والمسارح ودور الثقافة.

العملاء والحركة الوطنية الجزائرية

وهكذا نشأ كلّ جزائري، وهو يحتفظ في ذاكرته الحميمة بقائمة أسماء، قد لا يعرف وجوهها، لكنها تشكل جزءا من تاريخه الشخصي. إذ لا يمكن لأي جزائريّ أن يستعيد محطة من سيرته الذاتية دون أن يمرّ بظلّ شهيد أو مجاهد واحد على الأقل، شكّل مَعلَما من معالم حياته: اسما لمدرسته، أو شارعا قطن فيه، أو ساحة عبرها مئات المرات.. روحا ضحت من أجل أن يعيش هو حرا ومستقلا.

في المقابل، اختصر الجزائري جميع العملاء الذين اختاروا خدمة المستعمر خلال الثورة باسم: "الحَرْكَى" (مفردها حَرْكِي) بالفرنسية (les harkis)، وهو المصطلح الرسمي الذي اختاره الجيش الفرنسي للوحدات المسلحة التي كانت تضم الجزائريين المتعاونين مع الاستعمار، والذي أصبح يستخدم في التعبير الجزائري الدارج لاحقا كمرادف للخيانة، بل أشد وقعا، بسبب ما تختزنه المفردة في الوعي الجمعي من عار أن تكون خائنا لأهلك وخادما لمن يحتل أرضك.

ولم تبق هذه الكلمة حبيسة حقبة تاريخية محددة، بل امتدت إلى يومنا هذا في وصف كل من يتنكّر لهويته وانتمائه الحضاري، ويبيع نفسه للمستعمر.

إعلان

ولعل أحدث استخدام لهذا الانزياح الدلالي مما هو عسكري لما هو ثقافي أتى قبل أشهر قليلة، مع الإطلالة الإعلامية للسيدة وسيلة داود، قالت فيها -خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية خاصة- إنها تشعر بالأسى لأن هناك من يعتقد أن والدها "حركي".

فخرجت الشقيقة الصغرى لحماية ذكرى والدها من عار كاد أن يلحقه الأخ الأكبر بعائلة بأكملها، وهو يلوّح في باريس من على شرفة مطعم "دروان" بكتابه المسروق من ملفات طبيّة لمريضة في مستشفى وهران.

والواقع أن مثال "الحركى" الجدد المنتمين إلى عالم الثقافة لا يقتصر على الجزائر، وهي بلد لها تاريخ طويل في مقارعة الاستعمار، ولكنه يمتد إلى بلدان عربية عدة، وإلى كافة بلدان جنوب العالم ممن لا تزال أراضيهم تشكل مطامع استعمارية لقوى لا تزال مرتبطة بمشاريع إمبريالية قائمة.

بل حتى إلى بلد كإيطاليا كما يؤكد وزير الدفاع الإيطالي نفسه، غويدو كروزيتو، ضمن أحدث إصدارات الصحفي الإيطالي برونو فيسبا "نهاية العالم" (أكتوبر 2025) الصادر عن مطبوعات "راي- موندادوري" والتي تحدث فيها عن "حرب هجينة إدراكية تشن على إيطاليا من خلال نخب تتم رشوتها بطرق تقليدية".

كتاب "نهاية العالم" (أكتوبر 2025) الصادر عن مطبوعات "راي-موندادوري" للصحفي الإيطالي برونو فيسبا (الجزيرة)المليشيات الثقافية

وأن يخرج وزير دفاع دولة كبرى للحديث عن التهديد التي تشكله النخب الثقافية الفاسدة، ليس سوى دليل على أن الحروب الثقافية ليست أقل خطرا من الحروب التقليدية، وأن المثقفين المأجورين في صفوفها مثلهم مثل المقاتلين المرتزقة في الحروب العسكرية.

ولعل الكاتب والمترجم الجزائري السعيد بوطاجين كان من أوائل الكتاب الذين ربطوا بين ما هو ثقافي وما هو عسكري حين سك مصطلح "المليشيات الثقافية" للتحذير من النخب المرتهنة.

والواقع أن إيطاليا نفسها شهدت مؤخرا طلعات صهيونية نفذتها مليشيات ثقافية بأسماء عربية أخذت تجوب الجامعات الغربية لبث سرديتها، ومنها نزول كاتب عربي على إحدى الجامعات الإيطالية العريقة حيث وصف في محاضرته الشعوب العربية أنها: "شعوب متخلفة، لا أمل فيها ولا تحمل حسا مدنيا مثل الشعوب الغربية".

وللأمانة، فإن مضيفه الإيطالي بدت عليه علامات التعجب والإحراج من خطابٍ بدا فيه المثقف العربي متفانيا في شتم مجتمعه، ولو لم يكبح جماحه، لوصلت جرعة الحماسة بالكاتب العربي مناشدَة إيطاليا ودول الناتو من ورائها، باستعمار الدول العربية واحدة واحدة لجلب الحضارة لشعوبها.

والواضح أن هذا الكاتب (وغيره) لم يأت سوى بمهمة تسويغ مشاريع وصاية قادمة للمنطقة أمام طلبة إيطاليين من جيل زد، أبانوا عن وعي كبير خلال حرب الإبادة التي شهدتها غزة، ولكن ما قد يسمعونه على لسان نخب ثقافية محسوبة على العرب نفسهم، قد يبرر لهم فكرة عودة الاستعمار الغربي للمنطقة تحت أي مسمى.

العربي … عربي ولو كان الكولونيل ابن داود؟

يعني ستبقى في نظرهم عربي حتّى ولو بلغت عندهم اعلى المراتب حتى لو تكلمت لغتهم و لبست لباسهم و تشبهت بهم ،
هذا المثل يسعى إلى نشر الوعي وسط أولئك الذين يريدون الاندماج في الغرب .
وهذه الكلمة قالها أحد الخونة الذين باعوا دينهم ووطنهم… pic.twitter.com/5IAVldJldq

— DZ (@MouloudiaDZ3) June 29, 2024

من العملاء العسكريين إلى المثقفين المرتزقة

وفي الوقت الذي تتعرض فيه الشعوب العربية لاعتداءات ممنهجة على يد مثقفين يدّعون تمثيلها في المحافل الدولية، ويقدّمون بلا حسيب ولا رقيب المسوغات الثقافية لاستعمارها، يحذر وزير الدفاع الإيطالي مواطنيه من العبث بتكوينهم الثقافي مؤكدا أن "اختراقا من هذا النوع قد يحصل معه أي شيء"!

إعلان

وليس بعيدا عن المثقف العربي الذي لم يتحرج من استخدام لغة العدو الاستشراقية الفاضحة لتوصيف أبناء جلدته والتبرير لاستعماره، خرجت كاتبة هندية قبل أيام على صفحات جريدة إيطالية كبرى مصرّحة بشعرية ما بعد حداثية مدروسة: "جعلتُ من الهزيمة صديقتي"، ليتم الاحتفاء لأيام عدة بهذا العنوان على شريط أخبار غوغل للأخبار الثقافية باللغة الإيطالية.

ولتفكيك هذا الخطاب الانهزامي الممنهج الذي أصبح يطبع لغة من يتم تقديمهم في الغرب على أنهم مثقفو جنوب العالم، لا بد من العودة لكتاب "عودة الإكليروس: مسألة المثقفين اليوم"(1999) والذي ينظّر فيه الفيلسوف الإيطالي كوستانزو بريفي (1943 – 2013) لأفول دور المثقفين التقليديين وبروز طبقة ثقافية في الألفية الثالثة تكون مهمتها تكريس هيمنة القوى الرأسمالية العظمى من خلال اعتماد مفردات ما بعد الحداثة التي تستكين لكل ما هو صغير، وانهزامي، وحقير وهامشي.

كتاب "عودة الإكليروس: مسألة المثقفين اليوم" (1999) للفيلسوف الإيطالي كوستانزو بريفي (1943-2013) (الجزيرة)

وسيختفي هؤلاء المثقفون، بحسب الفيلسوف الإيطالي، وراء شعارات "حقوق الإنسان" لمداراة دورهم الحقيقي في النظام العالمي الجديد.

وترصد الدول الكبرى ميزانيات ضخمة للترويج لمثقفي الجنوب الذين يتبنون خطابات الهزيمة والعدمية والتخاذل، وتحاول تقديمهم للرأي العام الغربي كممثلين لمجتمعاتهم من خلال دعوتهم للجامعات ومعارض الكتاب ومختلف المهرجانات ومنحهم الجوائز لتكريس الأكاذيب عن شعوبهم، وبث سردية الاستكانة للهيمنة.

تماما مثلما ترصد على الصعيد العسكري ميزانيات مهمة بحسب تقرير شبكة سكاي نيوز البريطانية الأخير من أجل تلميع مليشيات إجرامية كعصابة "أبو شباب"، وتقديمها للرأي العام الغربي على أنها ممثلة لـ"غزة الجديدة" التي ترضى بالاستعمار وتنبذ المقاومة.

والواقع أن التاريخ الذي علمنا أنه يعيد نفسه لن يضع عصابات "أبو شباب" وإخوانه في "المليشيات الثقافية"-مهما جُندت لهم شبكات العلاقات العامة لتلميع صورهم- سوى في خانة "الكولونيل بن داود"، وهو العميل الوحيد الذي يحفظ الجزائريون اسمه لأنه تحول إلى أمثولة شعبية.

إذ يُحكى أن الكولونيل بن داود تعرض للإهانة والتمييز العنصري في مناسبة فرنسية عامة بسبب أصوله العربية، بالرغم من تعليمه الفرنسي والمراتب العسكرية التي بلغها، وبعد كل الخدمات التي قدمها للمستعمر، ليقال إنه انتحر بعد الواقعة، ويصبح المثل السائر على لسان الجزائريين في كل خائن يعتقد أن المستعمر سيرفع من قدره: "العربي يبقى عربيا ولو كان الكولونيل بن داود".

وهكذا سيتحول مثقفو الاستعمار الجديد بدورهم إلى نكرات في الوجدان العربي، وأضحوكات يُتندر عليها في الغرب (وهم من يطلق عليهم "tokens" في الدوائر الثقافية الغربية، أي أولئك الذين يُستَخدَمون كرموز للتنوع أو التمثيل الشكلي فقط) بحضورهم مدفوع الثمن، وغير المرحب به سوى لتحقير أنفسهم والحط من مجتمعاتهم، مهما حاولوا من أجل تبرير عمالتهم التمسح بالحداثة وبعدها، وليّ عنق الأدب والفلسفة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • المنتدى العربي للطاقة المتجددة: دعوة لإدماج التعليم الأخضر في المناهج العربية
  • شرم الشيخ تشهد افتتاح النسخة الرابعة من المنتدى العربي للأرض والمناخ
  • انطلاق المنتدى العربي للأرض والمناخ بشرم الشيخ.. الاقتصاد الأزرق رهان التنمية المستدامة
  • انطلاق منتدى برامج الضمان العربي والإقليمي التاسع بمشاركة 28 دولة
  • صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية يشارك في معرض "ديارنا" بشرم الشيخ
  • مليشيات الثقافة العربية: عن الكولونيل بن داود وأبو شباب الأدب العربي
  • انطلاق فعاليات البطولة العربية العشرين لخماسيات كرة القدم بجامعة قنا
  • انطلاق فعاليات مهرجان الشيخ زايد بالوثبة.. و30 ألف زائر في يومه الأول
  • السعودية تختتم مشاركتها في أعمال الجمعية العمومية لـ"الإنتوساي" بشرم الشيخ