علماء يكشفون عن ارتباط مباشر بين ضعف عضلة القلب والخرف في الشيخوخة
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
أظهرت الدراسات أن القلب والدماغ مرتبطان بشكل وثيق، وأن عوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، يمكن أن تؤثر على صحة الدماغ بمرور الوقت.
ويسعى العلماء باستمرار لفهم كيفية تأثير صحة القلب في مرحلة منتصف العمر على وظائف الجسم والدماغ في المستقبل، لتوجيه نصائح وقائية تعزز جودة الحياة مع تقدم السن.
وبهذا الصدد، وجدت دراسة حديثة أن الحفاظ على صحة القلب في الخمسينيات من العمر قد يكون مفتاحا لتقليل خطر الإصابة بالخرف في الشيخوخة.
فقد تبين أن تلف عضلة القلب في منتصف العمر يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بالخرف بنسبة تزيد عن الثلث، وقد تظهر مؤشرات هذا الخطر قبل 25 عاما من التشخيص.
وفي الدراسة، فحص فريق من علماء جامعة كوليدج لندن (UCL) السجلات الصحية لنحو 6000 شخص عملوا في الخدمة المدنية منذ عام 1985، وخضعوا لاختبار مستويات بروتين يسمى "تروبونين" في الدم عندما تراوحت أعمارهم بين 45 و69 عاما، ولم يُشخّص أي منهم بالخرف أو أمراض القلب عند بدء الدراسة. ويعد "تروبونين" علامة على تلف عضلة القلب، ويُستخدم عادة لمراقبة نوبات القلب.
وتابع العلماء المشاركين على مدى 25 عاما، مع إجراء اختبارات للذاكرة والوظائف الإدراكية على ست فترات مختلفة. وخلال هذه الفترة، شُخّص 695 شخصا بالخرف. وأظهرت النتائج أن من لديهم مستويات أعلى من "تروبونين" في الدم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف، وكان ذلك واضحا حتى قبل 7 إلى 25 عاما من التشخيص.
وأشار الفريق إلى أن من لديهم مستويات مرتفعة من "تروبونين" يعانون من "تدهور أسرع في الوظائف الإدراكية". كما أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على 641 مشاركا أن أولئك الذين كانت لديهم مستويات عالية من "تروبونين" في بداية الدراسة يميلون إلى امتلاك حصين أصغر حجما بعد حوالي 15 عاما، وهي منطقة مهمة للذاكرة.
وقال البروفيسور برايان ويليامز، كبير المسؤولين العلميين والطبيين في مؤسسة القلب البريطانية: "تذكّرنا هذه الدراسة أن صحة القلب والدماغ مترابطة، وأن منتصف العمر مرحلة حساسة يمكن أن يمهّد فيها الضرر لتدهور طويل الأمد. التركيز على نمط حياة صحي طوال العمر—الحفاظ على ضغط الدم وإدارة الكوليسترول والنشاط البدني المنتظم ووزن صحي والامتناع عن التدخين—يعزز صحة القلب ويقلل خطر الخرف".
وأكد البروفيسور إريك برونر، المعد المشارك في الدراسة، أن "التحكم في عوامل الخطر القلبية والوعائية في منتصف العمر قد يبطئ أو يوقف تطور الخرف وأمراض القلب". وأضاف أن نتائج الدراسة تشير إلى أن قياس مستويات "تروبونين" قد يصبح أداة مهمة لتقييم مخاطر الإصابة بالخرف مستقبلا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القلب ارتفاع ضغط الدم صحة الدماغ صحة القلب وظائف الجسم منتصف العمر صحة القلب
إقرأ أيضاً:
هل تؤثر صحة الأمعاء على جودة النوم؟.. علماء يجيبون
كشفت دراسة دولية حديثة عن تأثير بكتيريا الأمعاء على جودة النوم، لما لها من دور بارز في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، قاد فريق بحثي دولي بقيادة البروفيسور لين لو من مستشفى جامعة بكين السادس، وخلص الباحثون إلى أن اختلال التوازن الميكروبي قد يكون عاملاً أساسياً في ظهور اضطرابات مثل الأرق وانقطاع النفس النومي.
تشير الدراسة إلى أن بكتيريا الأمعاء تتفاعل مع الدماغ من خلال ثلاثة مسارات رئيسية: العصب المبهم، الجهاز المناعي، والعمليات الأيضية. تنتج هذه البكتيريا مركبات نشطة، مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (بما فيها حمض الزبدة)، التي تعمل على تقليل الالتهابات وتعزيز جودة النوم. بالإضافة إلى ذلك، تُساهم مستقلبات أخرى من هذه البكتيريا في إنتاج هرموني السيروتونين والميلاتونين، وهما عنصران رئيسيان في تنظيم الحالة المزاجية وإيقاعات الساعة البيولوجية.
كما أبرزت الدراسة أن سلالات معينة من البكتيريا مثل "اللاكتوباسيلس" و"البيفيدوباكتريوم" تُحفز إنتاج حمض الغاما-أمينوبوتيريك (GABA)، وهو ناقل عصبي يساعد الجسم على الاسترخاء ويعزز النوم.
وفي سياق تحليل المشاكل الصحية المرتبطة ببكتيريا الأمعاء، وجدت الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في تنوع البكتيريا المعوية وتراجعا في أعداد الأنواع "النافعة" لدى مرضى يعانون من الأرق المزمن وانقطاع النفس النومي. كما لوحظت تغييرات مشابهة لدى الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات الليلية ويعانون من اضطرابات في الإيقاع اليومي.
تشير النتائج أيضاً إلى أن مشاكل بكتيريا الأمعاء ترتبط بمرضى الاضطرابات التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون، الذي يصاحبه اضطرابات نوم. هذا يجعل الميكروبيوم المعوي مؤشراً حيوياً واعداً للكشف المبكر عن هذه الحالات المرضية.