روسيا 1812.. البرد والأمراض فتكت بجيش بونابارت وعشرات الآلاف نجوا فقط
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع اقتراب نهاية عهده، قاد الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت جيشًا فاق عديده نصف مليون رجل أثناء غزو روسيا في العام 1812. وبعد 6 أشهر، بعد إجبار الجيش على الانسحاب، لم يَعُد سِوى عشرات الآلاف من جنوده إلى فرنسا.
هذه الحرب معروفة بكونها من أكثر الحروب تكلفة في التاريخ، ونُسِب موت الملايين من الجنود فيها إلى المعارك، والمجاعة، والبرد، وتفشّي وباء التيفوس.
الآن، وجد الباحثون أدلة في بقايا الحمض النووي للجنود تشير إلى احتمال وجود أمراض متعددة أثّرت على الجيش، بمنها نوعان من البكتيريا لم يتم رصدهما سابقًا.
نُشرت الدراسة في مجلة "Current Biology"، الجمعة.
وقال الباحث الرئيسي، والزميل السابق في معهد "Pasteur" بمدينة باريس الفرنسية، ريمي باربييري، الذي يعمل حاليًا في جامعة تارتو يإستونيا: "في السابق، اعتقدنا أن هناك مرضًا معديًا واحدًا أهلك جيش نابليون، وهو التيفوس".
لكن الباحثين اكتشفوا أمرًا غير متوقعًا أثناء تحليل أسنان جنود في مقبرة جماعية اكتُشفت في العام 2001 في فيلنيوس بليتوانيا.
عثر الباحثون على مسببات الأمراض، السالمونيلا المعوية وبوريليا المتكررة، وهما نوعان من البكتيريا يسببان على التوالي حمى نظيرة التيفية والحمى الانتكاسية.
خليط من الأمراضلم يجد نابليون وقواته الجنود الروس عندما وصلوا إلى مدينة موسكو.
بدلًا من ذلك، هُجرت المدينة، وحُرِقت محاصيلها، وكانت تفتقر إلى المؤن، مثل الطعام الآمن أو الملابس النظيفة.
مع اقتراب أشهر الشتاء القارسة، اضطر الجيش الفرنسي إلى الانسحاب، لكنّه واجه الكثير من الصعوبات.
اكتُشِفت بكتيريا "ريكتسيا بروازيكي"، المسؤولة عن التيفوس، لأول مرة في أسنان جنود نابليون خلال دراسة أُجريت في العام 2006، لكن كان البحث محدودًا بسبب التكنولوجيا المتاحة آنذاك.
من أجل تحديد ما إذا كان التيفوس هو السبب الوحيد لوفاة الجنود، استخدم مؤلفو الدراسة الجديدة طريقة تُعرف باسم التسلسل عالي الإنتاجية، الذي يستطيع تحديد تسلسل الملايين من شظايا الحمض النووي دفعةً واحدة.
تُتيح هذه الطريقة التعرّف على الحمض النووي شديد التدهور، مثل شظايا الجينوم المستخرجة من عينات يزيد عمرها عن مئتي عام.
وقال نيكولاس راسكوفان، المؤلف المشارك في الدراسة، والمشرف على البحث، ورئيس وِحدة علم الجينوم القديم الميكروبي في معهد "Pasteur": "يمكن لهذا النوع من التحاليل والمشاريع أن يعطي صورة أوضح بكثير عن مشهد الأمراض المعدية في الماضي.. وكيف شكّلت (الأحداث التاريخية) مشهد الأمراض المعدية اليوم".
فَحَص مؤلفو الدراسة 13 عينة ولم يجدوا أي آثار للتيفوس، لكن عملهم لا ينفي نتائج دراسة العام 2006، وفقًا لما ذكروه.
تُعتَبَر عينة الدراسة صغيرة جدًا بحيث لا يُمكن معرفة التأثير الدقيق لهذه الأمراض على جيش نابليون.
وشرح راسكوفان: "الأمر المختلف في دراستنا يتمثّل بأنّنا نتمتع الآن بدليل مباشر على وجود العديد من الأمراض المعدية المختلفة في هذا الموقع".
وأضاف أنّه من المحتمل أن تكون هناك أمراض أخرى لعبت دورًا ولم يتم اكتشافها بعد.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث أمراض الحمض النووي فی العام
إقرأ أيضاً:
قتلى في فيتنام جراء الإعصار كالمايغي رغم إجلاء الآلاف
قتل خمسة أشخاص في فيتنام جراء الإعصار كالمايغي الذي ضرب البلاد، أمس الخميس، بعدما أودى ب 188 شخصا على الأقل في الفلبين، وفقا لأرقام رسمية صادرة اليوم الجمعة.
وضعفت قوة "كالمايغي" الذي تحول إلى عاصفة استوائية تنتقل بسرعة داخل أراضي فيتنام، غير أن المكتب الوطني للأرصاد الجوية حذر من أنه ما زال من المتوقع أن تنهمر أمطار غزيرة على قسم كبير من سواحل وسط البلاد.
وشوهد، اليوم الجمعة، في الشوارع المحاذية لشاطئ كي نون في غيا لاي، عناصر إنقاذ وجنود وسكان يعملون على إزالة الأشجار المقتلعة وسطوح الصفيح والحطام.
وقال تران نغو آن (64 عاما) "كانت هذه ثاني مرة أشهد فيها مثل هذا الإعصار، الأول يعود إلى حوالى عشر سنوات، لكنه لم يكن بهذا القدر من العنف".
وأعلنت وزارة البيئة مقتل خمسة أشخاص في مقاطعات كوانغ نغاي وغيا لاي وداك لاك بوسط البلاد، وإصابة سبعة بجروح.
كما أفادت بأن 57 منزلا على الأقل دمرت في غيا لاي ومقاطعة داك لاك المجاورة، فيما اقتلعت سطوح ثلاثة آلاف منزل أو تضررت وغرق 11 مركبا.
وفي غيا لاي، التي سجلت رياحا بلغت سرعتها 149 كلم في الساعة بحسب الوزارة، انهار جسر بسبب الفيضانات. وشاهدت فو ثي دان (43 عاما) من مرتفع الإعصار يعبر قريتها نون هاي فيحطم قوارب الصيادين ويقتلع المنزل الصغير الذي كانت تعيش فيه مع عائلتها على الشاطئ.
وروت، وهي تبكي متأملة الأنقاض "كانت الأمواج مرتفعة إلى حد ابتلعت المنزل تماما، لم يبق شيء".
ومنزلها من البيوت السبعة التي لم يبق منها سوى كومة من الإسمنت والصفيح.
وقال نغوين فان تام، صياد السمك البالغ 42 عاما "اقتُلع سطح منزلي... كان الإعصار مروعا حقا، هناك أشجار كثيرة اقتلعت".
وتابع "نحن بخير" مبديا ارتياحه لنجاة قاربه.