الأسد الصغير.. كيف يتصرف الخفاش كأنه ملك الغابة؟
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
حين نتخيل المفترسين المهرة، تتبادر إلى أذهاننا صور الأسود والفهود والنمور، لا خفافيش صغيرة معلّقة في أعالي الغابات المطيرة.
لكن دراسة حديثة نُشرت في دورية "كارنت بيولوجي" قلبت هذه الصورة رأسا على عقب، بعدما اكتشف علماء الأحياء أن نوعا من الخفافيش يطلق عليه "الخفاش ذو الشفة المهدبة" يتّبع في صيده إستراتيجية تشبه إلى حدّ كبير ما تفعله الأسود في السافانا الأفريقية.
ورغم أن وزنه لا يتعدى بضع عشرات من الغرامات، إلا أنه يُظهر ذكاء تكتيكيا وسلوك مفترس كبير، ما جعل العلماء يصفونه بـ "الأسد الصغير".
في ظلال غابة استوائية في أميركا الوسطى، يتدلى الخفاش ذو الشفة المهدبة من غصنٍ رفيع، رأسه إلى الأسفل، وجناحاه مطويان بإحكام. لا يتحرّك، ولا يصدر صوتا تقريبا، لكنّ أذنيه الكبيرتين تعملان كهوائيات فائقة الحساسية تلتقط أدق الذبذبات.
وحين يسمع نداء ضفدع أو حشرة تصدر صوتا مميزا، ينطلق فجأة في حركة خاطفة لا تتجاوز ثواني معدودة، ويعود بعدها إلى مكانه بفريسة توازي حجمه تقريبا.
الدراسة التي أجراها فريق من علماء السلوك الحيواني من جامعة آرهوس في الدانمارك استخدمت حقائب ظهر مصغرة تحتوي على أجهزة استشعار دقيقة تسجل الحركة والصوت، تمّ تثبيتها على ظهور 20 خفاشا بالغا، في بيئتها الطبيعية.
جاءت النتائج لتقول إن 89% من الخفافيش قضت وقتها ساكنة تماما، في وضعية ترقّب وانتظار، أما فترات الطيران الفعلي للصيد فكانت قصيرة جدا، في المتوسط لا تتجاوز 8 ثوانٍ، ونادرا ما تتعدّى 3 دقائق.
المفاجأة الكبرى كانت نسبة النجاح العالية، فنحو 50% من الهجمات انتهت بصيد ناجح، وهي نسبة تفوق بمرتين أو ثلاث معدلات نجاح الأسود والنمور بحسب بيان صحفي رسمي من الجامعة.
تظهر هذه النتائج أن الخفاش لا يعتمد على كثرة الحركة، بل على الذكاء الطاقي، فكل ثانية من الطيران تستهلك طاقة هائلة نظرا لصغر حجمه وسرعة نبضه، لذا فإن أفضل طريقة للبقاء هي تجنب الطيران إلا عند الضرورة القصوى.
إعلانهذه الإستراتيجية هي ذاتها التي تتّبعها الأسود الكبيرة، وتتضمن الانتظار بصبر قرب مصدر ماء أو مجموعة فرائس، ثم الانقضاض في اللحظة المناسبة، وفي الحالتين، الخفافيش والأسود، فالنتيجة واحدة، بتحقيق أقصى عائد من الطاقة بأقل تكلفة ممكنة.
الدراسة أثبتت كذلك أن الخفاش المتمرس يستطيع التقاط فرائس تساوي 7% من وزنه في المتوسط، وأحيانا توازيه تماما.
والأكثر إثارة أن الخفافيش الأكبر سنا والأكثر خبرة كانت تختار فرائس أكبر حجما، ما يشير إلى دور الخبرة والتعلم في تحسين الأداء، وهو سلوك يعكس مستوى من الذكاء الإدراكي والتكيّف العصبي نادرا ما يلاحظ في الثدييات الصغيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
تامر سعدان يقدّم عرض «مدينة الحركة» في افتتاح مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي
قدّم المخرج تامر سعدان العرض المسرحي الجديد «مدينة الحركة» على مسرح الطفل ضمن فعاليات الافتتاح الرسمي لمهرجان الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وسط حضور جماهيري كبير من الأطفال والعائلات ومحبي الفنون الهادفة.
اعتمد العرض على عرائس الماسكات في تقديم تجربة مسرحية تفاعلية مميزة تجمع بين الفن الحركي والغناء والتعبير الدرامي، وتدور فكرته حول تشجيع الأطفال على ترك الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، والانطلاق نحو الحركة والنشاط والتفاعل الواقعي، في أجواء مبهجة مفعمة بالألوان والطاقة الإيجابية.
وأشاد الحضور بالأداء والإخراج المتميز الذي قدّمه تامر سعدان، والذي استطاع من خلاله أن يقدّم نموذجًا فنيًا يجمع بين الترفيه والتربية، بما يتماشى مع رسالة مهرجان الشيخ زايد في غرس القيم الإيجابية وتعزيز الثقافة المجتمعية لدى الأجيال الجديدة.
ويُذكر أن الكاتب والمخرج تامر سعدان حاصل على بكالوريوس من أكاديمية الفنون، ودرجة الماجستير من كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس في مصر، كما أنه مقيد بمرحلة الدكتوراه بمعهد فنون الطفل، وحاصل على العديد من الدبلومات والدورات المتخصصة في مجال الطفولة.
وقد قدّم منذ عام 2007 وحتى الآن العديد من الأعمال الأدبية والسينمائية والتليفزيونية والمسرحية الموجهة للطفل، محققًا من خلالها نجاحًا كبيرًا في تقديم محتوى يجمع بين الفن والتربية والوعي المجتمعي.