في ليلٍ ثقيلٍ يقطر وجعًا، وبينما كانت الطرقات الصحراوية، تلفظ أنفاسها الأخيرة من صمت الفجر، دوّى صوتٌ مروّع على وصلة بني حسن بطريق الجيش القديم بالمنيا.. اصطدامٌ عنيفٌ بين سيارتين، تبدّدت معه أنغام الفرح التي صدحت قبل ساعاتٍ قليلة في حفلٍ شعبي بهيج، تحوّلت إلى صرخاتٍ تُمزّق قلب الليل.

في مقدّمة إحدى السيارتين ، كان الفنان الشعبي إسماعيل الليثي، العائد من إحياء حفله الأخير برفقة فرقته الموسيقية، لم يكن يدري أن الطريق سيغدو مسرحًا لفاجعة جديدة ، تُضاف إلى سلسلة أوجاعه، لحظة واحدة كانت كفيلة بقلب كل شيء؛ تحطّمت السيارات، وتناثرت الآلات الموسيقية على الإسفلت كجثثٍ صامتة ، وامتزجت أنغام الطبول القديمة بصوت الحديد الملتوي والنزيف.

حين وصلت سيارات الإسعاف، كان المشهد يُقطّع نياط القلب، ثلاثة من الرفاق لفظوا أنفاسهم الأخيرة، وسبعة آخرون سقطوا بين جريحٍ ومغمى عليه، أما إسماعيل الليثي، فكان ممدّدًا لا حول له ولا قوّة، جرحٌ غائر في الرأس، وكسرٌ في الجمجمة، ونزيفٌ داخلي لا يهدأ ، نقلوه مسرعين إلى مستشفى ملوي التخصصي، وهناك وُضع على أجهزة التنفس الصناعي في غيبوبةٍ تامة، تتأرجح بين الرجاء واليأس.

تكدست الأسماء في دفاتر المستشفى، لكنها لم تكن مجرد حروف؛ كانت أرواحًا وذكريات، أشرف محمد بغدادي، ناجح عبد العزيز محمد، وعلاء عبد العزيز محمد… غادروا بلا وداع، أما شريف سامي، وسرى جمعة، ومحمد أشرف، وياسمين علي، وغيرهم من رفاق الليثي، فيرقدون على الأسرة البيضاء يصارعون الألم بصمتٍ ثقيل.

 

وفي ركنٍ آخر من المستشفى، كانت شيماء سعيد، زوجة الفنان، تنهار عند باب العناية المركزة، لا صوت يعلو فوق نحيبها ، وهي تراه غارقًا في الأجهزة والأنابيب، وجهه شاحبٌ كطفلٍ نائمٍ على حدود الغياب ، خرجت تبكي في مقطعٍ مصوَّر على “تيك توك”، تنادي الناس جميعًا:“ادعوا له... إسماعيل في خطر، بين الحياة والموت.”

 

يا للمفارقة المؤلمة؛ فإسماعيل الليثي الذي ملأ الدنيا طربًا وضحكًا، يعيش اليوم في صمتٍ تام، لا يسمع سوى أزيز الأجهزة من حوله، القدر يختبره من جديد، بعد أن سرق منه ابنه قبل شهورٍ في حادثٍ مأساويٍّ من الطابق العاشر... وها هو اليوم يترنح على حافة نفس الهاوية.

 

 

في المنيا، لا تزال آثار الحادث شاهدة على المأساة؛ بقع دمٍ، وزجاجٌ متناثر، وعودُ عودٍ موسيقي مكسور كقلب أمٍّ فقدت ولدها، وكل من عرف إسماعيل الليثي يرفع يده إلى السماء قائلًا: “اللهم رُدَّه إلينا سالمًا... فقد أنهكه الفقد، ولا يحتمل الوجع أكثر.”

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طريق الجيش أخبار محافظة المنيا إسماعیل اللیثی

إقرأ أيضاً:

نقيب الموسيقيين بالمنيا يكشف عن أخر التطورات الصحية لـ«إسماعيل الليثي»

إسماعيل الليثي.. مازالت الحالة الصحية للمطرب الشعبي إسماعيل الليثي، تتصدر المشهد عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، ذلك بعدما تعرض لحادث سير، أسفر عن حدوث نزيف داخلي وكسر في الجمجمة وتهتك بالرئة اليمنى، ليتم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي في حالة حرجة.

تطورات الحالة الصحية لـ إسماعيل الليثي

وكشف السيد حسن عبد العزيز، نقيب الموسيقيين بمحافظة المنيا، أن الحالة الصحية لـ إسماعيل الليثي حرجة في الوقت الحالي، مشيرا إلى صعوبة نقله إلى مستشفى أخرى لخطورة حالته، موضحا أنه تم توفير سرير لديه بغرفة العناية الفائقة.

وأشار السيد حسن عبد العزيز، إلى أننا على تواصل دائم مع الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقيين العام، الذي أكد أن النقابة تقف إلى جانب الليثي وتتكفل بكل ما يلزم لعلاجه»، متابعا: «مصطفى كامل شدد على أن النقابة تحت أمره في أي شيء يحتاجه».

تفاصيل إصابة إسماعيل الليثي في حادث سير

تلقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن المنيا إخطارا بوقوع حادث تصادم سيارتين على الطريق الصحراوي الشرقي، بالقرب من مركز ملوي التابعة لمحافظة المنيا، ما أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين.

جاءت قائمة الضحايا والمصابين على النحو التالي:

سري جمعة محيي الدين (31 عامًا)، عامل بفرقة موسيقية من إمبابة- الجيزة، في غيبوبة تامة مع جرح بالرأس.

شريف سامي محمد عبد الهادي (48 عامًا)، عامل بفرقة موسيقية من إمبابة- الجيزة، اشتباه كسر بالضلوع.

إسماعيل رضا إسماعيل عبد الكريم (38 عامًا) وشهرته الليثي، مطرب شعبي من إمبابة- الجيزة، في غيبوبة تامة مع نزيف من الأنف والفم.

حسام محمد عبد العزيز الشرقاوي (35 عامًا)، سائق من إمبابة- الجيزة، اشتباه كسر بالقدمين وجرح بفروة الرأس.

ياسمين علي مسعد (50 عامًا)، من أبنوب- أسيوط، في غيبوبة تامة مع اشتباه كسر بالساق والذراع اليسرى.

عمر أشرف محمد بغدادي (13 عامًا)، طالب من أبنوب- أسيوط، مصاب بكسور في القدمين وغيبوبة.

محمد أشرف أحمد علي (35 عامًا)، عامل بفرقة موسيقية من شبرا الخيمة، مصاب باشتباه كسر بالقدمين وكسر مضاعف بالساعد اليسرى.

أما المتوفون فهم:

أشرف محمد بغدادي (50 عامًا) من أسيوط.

ناجح عبد العزيز محمد أحمد (46 عامًا) من أسيوط.

علاء عبد العزيز محمد (38 عامًا)، أمين شرطة بمطار أسيوط.

اقرأ أيضا:

محيي اسماعيل لـ"شريف عامر": فيديوهات التيك توك "إفلاس" فني

في أول أيام الاقتراع.. إقبال كبير للمصريين في الخارج على انتخابات النواب 2025 (فيديو)

الفنان أحمد فرحات: فيلم «اسماعيلية رايح جاي» لـ هنيدي أعاد العائلات إلى دور السينما «فيديو»

مقالات مشابهة

  • نقيب الموسيقيين بالمنيا يكشف عن أخر التطورات الصحية لـ«إسماعيل الليثي»
  • الموسيقيين تكشف تطورات الحالة الصحية للفنان إسماعيل الليثي بعد تعرضه لحادث مروع
  • بعد نقله للعناية المركزة.. صور رومانسية جمعت بين إسماعيل الليثي و زوجته
  • جوزي بيموت ادعو له.. زوجة إسماعيل الليثي تستغيث بعد تعرضه لحادث مروع
  • مهشمة بالكامل.. صور سيارة إسماعيل الليثي عقب تعرضه لحادث سير مروع
  • «من بينهم المطرب إسماعيل الليثي».. مصرع 3 وإصابة 7 في حادث مروع بالمنيا
  • دخل العناية المركزة.. المطرب الشعبي إسماعيل الليثي يتعرض لحادث سير مروع
  • خاص.. نقل إسماعيل الليثي للعناية المركزة بمستشفي ملوي بالمنيا
  • مصرع 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين في حادث تصادم بالمنيا