أفادت تقارير إعلامية بأن المفوضية الأوروبية "تتباطأ" في اتخاذ قرار بشأن فتح إجراء رسمي ضد إيطاليا على خلفية استخدامها صلاحيات الأمن القومي لعرقلة اندماج مصرفي كبير بين بنك يونيكريديت ومنافسه المحلي بي بي إم في ميلانو، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الاتحاد الأوروبي.

ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن خمسة مصادر مطلعة أن إدارات المنافسة والخدمات المالية في المفوضية قدّمت تقييمها للقضية إلى مكتب رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين قبل أسابيع، إلا أن القرار لم يُتخذ بعد.

وأشار أحد المصادر إلى أن التقييم لم يكن في صالح روما.
ويُرجّح مسئولون داخل المفوضية أن التأخير يرتبط بـ"مساومات سياسية رفيعة المستوى" بين بروكسل وروما، إذ تسعى فون دير لاين إلى تجنّب توتير العلاقات مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي تُعدّ دعمها ضروريًا لاستقرار الائتلاف السياسي الذي أعاد انتخابها العام الماضي.

وكانت الحكومة الإيطالية قد اعتبرت - في أبريل الماضي - أن صفقة استحواذ يونيكريديت على بنك بي بي إم بقيمة 10 مليارات يورو تمثل تهديدًا للأمن القومي، وفرضت بموجب ما يُعرف بـ"الصلاحيات الذهبية" شروطًا منعت عمليًا اتمام الصفقة.
 

وفتحت المفوضية الأوروبية تحقيقًا أوليًا لتقييم ما إذا كان استخدام إيطاليا لصلاحيات الأمن القومي في صفقة مصرفية داخلية يتوافق مع قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بدمج البنوك وحرية السوق الموحدة.
 

ورغم أن مديرية المنافسة في المفوضية منحت موافقة مشروطة على الصفقة في يونيو، فإنها حذّرت لاحقًا روما من أن تطبيق "الصلاحيات الذهبية" على صفقة داخلية قد يخالف قواعد الاندماج الأوروبي وأحكامًا أخرى من قانون الاتحاد.
 

وقالت المتحدثة باسم المفوضية إن بروكسل تقيّم حاليًا ردود إيطاليا في التحقيقين الجاريين.
 

يُذكر أن صلاحية "السلطة الذهبية" تمنح الحكومة الإيطالية أدوات واسعة لمراجعة الاستثمارات الأجنبية التي قد تمس الأمن القومي، خصوصًا من دول مثل الصين، لكن استخدامها لعرقلة صفقة بين مؤسستين إيطاليتين أثار انتقادات في بروكسل، حيث تُشجع المفوضية على مزيد من الاندماجات المصرفية داخل أوروبا لتعزيز قدرة القطاع المالي الأوروبي على منافسة نظيره الأميركي، إذ تفوق القيمة السوقية لمصرف جيه بي مورغان الأميركي أربعة أضعاف أقرب منافسيه الأوروبيين.
 

وبحسب تقارير صحفية إيطالية، تسعى روما إلى شراء الوقت وتفادي فتح إجراء مخالفات من خلال اقتراح تعديلات على تشريعات "الصلاحيات الذهبية". كما أوردت صحيفة ميلانو فينانزا أن المفوضية قد تتخذ قرارها في 13 نوفمبر الجاري.
 

وقال مسئول إيطالي إن المفوضية ربما تتعمد إبطاء تحركاتها، خاصة بعد أن أصبح انسحاب يونيكريديت من الصفقة أمرًا نهائيًا، مما يتيح لها تقييم التشريعات الإيطالية دون ضغوط من صفقة نشطة.
 

وأضاف المصدر، أن “التوصل إلى تفاهم متوسط المدى وبعيد عن الأضواء حول قواعد الصلاحيات الذهبية قد يكون الحل الأمثل”.


وفي المقابل، أكد مسئول في المفوضية أن جميع الملفات المتعلقة بـ"الصلاحيات الذهبية" تُدار مباشرة من مكتب فون دير لاين، مشيرًا إلى أن "التحليل الفني في مثل هذه القضايا سهل نسبيًا، لكن السياسة دائمًا ما تتغلب عليه".

طباعة شارك بوليتيكو المفوضية الأوروبية إيطاليا مجلة بوليتيكو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بوليتيكو المفوضية الأوروبية إيطاليا مجلة بوليتيكو المفوضیة الأوروبیة

إقرأ أيضاً:

الملكة رانيا من ميونيخ: العالم شاهد مجاعة غزة وإبادتها وفشل في التحرك (شاهد)

دعت الملكة رانيا العبدالله إلى ما وصفته بـ"اليقظة الأخلاقية" في مواجهة الإبادة الجماعية وخطاب الكراهية الذي يعيد تشكيل العالم المعاصر، مؤكدة أن المأساة في قطاع غزة كشفت انهيار القيم الإنسانية والنظام الأخلاقي العالمي.

جاءت تصريحات الملكة خلال كلمتها في قمة "عالم شاب واحد" (One Young World Summit) لعام 2025 في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تم التركيز على الأوضاع في غزة وتصاعد العنصرية والنزعات المعادية للآخرين محاور خطابها.

وقالت الملكة رانيا إن "العالم لم يشهد تحوّلاً وحشياً كما شهد قطاع غزة"، مشيرة إلى أن مدناً بأكملها "سُوّيت بالأرض، ومُحيت عائلات بكاملها"، وأن "آلاف الأطفال قُتلوا وآلافاً آخرين تُركوا يتامى وجائعين ومشوّهين بالصدمات". وأكدت أن تداعيات الكارثة تجاوزت حدود غزة لتصل إلى الجامعات وأماكن العمل والسياسات في مختلف الدول.

وحذّرت الملكة رانيا من أن خطاب الكراهية عاد ليتسلل إلى نسيج المجتمعات تحت مسميات خادعة، قائلة إن "العنصرية أُعيد تغليفها كوطنية، والتفوق كفخر ثقافي، ومعاداة السامية وكراهية الإسلام كحرية تعبير". وأشارت إلى أن الخطر يكمن في "تطبيع الكراهية عبر نكتة أو ميم أو تعليق"، ما يجعلها أكثر قبولاً وانتشاراً.

وأضافت أن الصمت تجاه هذه النزعات ليس بلا عواقب، فـ"العالم رأى ما هو قادم في غزة – من مجاعة وإبادة جماعية – لكنه فشل في التحرك لمنعه". وشددت على أن الاحتلال الإسرائيلي ما يزال قائماً، بينما يبقى الحل العادل بعيد المنال للفلسطينيين والإسرائيليين معاً.

وأكدت الملكة رانيا أن "كل إبادة جماعية تبدأ بالكلمات"، مستشهدة بتاريخ ميونيخ في الثلاثينيات، ورواندا في التسعينيات، وميانمار في العقد الماضي، حيث سبقت الكلمات المجازر الفعلية. وأشارت إلى أن وصف مسؤول إسرائيلي لسكان غزة بـ"الحيوانات البشرية" بعد هجمات 7 أكتوبر يعكس "الكتاب القديم ذاته الذي يسعى لتجريد الضحايا من إنسانيتهم وتبرير العنف ضدهم".

وفي تذكيرها بتاريخ المدينة الألمانية، قالت الملكة إن ألمانيا قدّمت نموذجاً في التزامها بالذاكرة والمسؤولية، مؤكدة أن الدفاع عن قيمة الحياة البشرية الواحدة "ليس تحدياً للماضي بل تكريماً له".

واعتبرت الملكة رانيا أن "اللامبالاة هي الحليف الصامت للكراهية"، موضحة أن تجاهل القضايا بحجة تعقيدها يعني في الحقيقة "أننا لا نريد أن ننزعج"، وأن هذه اللامبالاة "تديم الظلم وتشكل كسلًا أخلاقياً يغلق القلب والعقل".

وفي سياق التحولات الحديثة، تحدثت الملكة عن تفاقم الوحدة في العالم واعتماد الناس على الذكاء الاصطناعي للرفقة والعلاج، محذّرة من "استبدال العلاقة الإنسانية بوهم الألفة"، ومن تفويض التفكير والتعاطف للآلة، متسائلة: "هل هذا هو المستقبل الذي نريده؟".

اختتمت الملكة رانيا كلمتها بالتأكيد على أن "غزة ليست مجرد مكان، بل رمز لانهيار النظام الأخلاقي العالمي"، لكنها في الوقت نفسه مثال على "تمسّك الناس بما تبقى من إنسانيتهم".
وقالت: "الصراع المحدد لعصرنا هو السعي لتحقيق اليقظة الأخلاقية في زمن إزالة الحساسية"، داعية إلى الحفاظ على القدرة على الشعور والرعاية في عالم يفضل اللامبالاة.

وأضافت أن الأمل ليس تفاؤلاً ساذجاً، بل "شجاعة تحدٍّ"، وأن "أقدس الحروب هي تلك التي تُخاض في الداخل ضد أسوأ غرائزنا"، مؤكدة أن "المعركة الحقيقية اليوم هي معركة من أجل الإنسانية في وجه الكراهية".

مقالات مشابهة

  • بعد خسارة الكرة الذهبية.. هل تمنح فيفا جائزة ذا بيست لـ محمد صلاح؟
  • المفوضية الأوروبية تُساند الحل السلمي للأزمة في السودان
  • كنز لم يُكتَشَف.. هكذا تنقذ مزرعة في قطر نبتة العرار الذهبية النادرة
  • المفوضية: عدد المرشحين الكلي للانتخابات 7744
  • المفوضية تعلن تجهيز مراكز الاقتراع في إقليم كوردستان والأعداد النهائية للناخبين
  • السفارة الإيطالية في مسقط تحتفل بـ"أسبوع اللغة الإيطالية 25"
  • هذه الصلاحيات التي يملكها ممداني في نيويورك.. بماذا يختلف عن حاكم الولاية؟
  • مكرونة بالخضار على الطريقة الإيطالية
  • الملكة رانيا من ميونيخ: العالم شاهد مجاعة غزة وإبادتها وفشل في التحرك (شاهد)