في قلب الأحداث الملتهبة الممتدة من غزة إلى اليمن والسودان، تظهر ميليشيات محلية تدير عملياتها المسلحة بدعم خارجي دقيق ومنظم، دويلة الإمارات، تلعب دورًا محوريًا في تمويل هذه الميليشيات مثل أبو شباب، حلّس، الأسطل، المنسي، ومرتزقة اليمن، ومرتزقة السودان، الدعم لا يقتصر على التحويلات المالية، بل يمتد إلى توفير العتاد، التدريب، وخطوط إمداد لوجستية، ما يمنح هذه الميليشيات قدرة على فرض نفوذها في مناطق النزاع.

يمانيون / تقرير / خاص

 

في هذا السياق، لم يكن التمويل والإسناد مجرد تدخل عابر، بل كان غالبًا جزءًا من تنسيق أوسع مع القوات الأمريكية عبر «سنتكوم»، في ما يراه مراقبون خدمة للمشروع الإقليمي الأكبر، الذي ينسجم مع مصالح الولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي، على حساب الأمن والاستقرار المحلي في البلدان العربية.

 

أبو شباب في غزة

ميليشيات أبو شباب في غزة بدأت كقوة محلية صغيرة، لكنها سرعان ما تحولت إلى لاعب مؤثر على الساحة الميدانية والسياسية، بفضل الدعم المالي واللوجستي الذي تلقته من الكيان الصهيوني عبر الامارات كممول رئيسي ووسيط مباشر، التحويلات المالية المنتظمة، نقل العناصر المسلحة، وتوفير المعدات العسكرية، شكلت قاعدة لتمكين هذه الحركة من تعزيز سيطرتها على مناطق استراتيجية، والمشاركة في أنشطة عسكرية وسياسية تتوافق مع مصالح الكيان الصهيوني.

التأثير الميداني لهذا الدعم واضح، إذ مكن أبو شباب تنفيذ عمليات هجومية متزامنة، وتعزيز نفوذها ضد المقاومة، في حين أظهرت شهادات ميدانية وتقارير محلية أن الدعم شمل أيضًا خبراء مسلحين وتسهيل انتقال العتاد والموارد المالية، هذه الحقائق توضح أن التمويل الصهيوإماراتي كان موجهًا لتعزيز القدرة العملياتية والسياسية للميليشيات.

 

حلّس والأسطل والمنسي

ميليشيات حلّس والأسطل مثلها مثل أبو شباب، استفادت من شبكات التمويل الصهيوإماراتية، ما منحها القدرة على توسيع نشاطها في مناطق النزاع العربي، الدعم لم يقتصر على الجانب العسكري، بل ساهم أيضًا في تعزيز النفوذ السياسي المحلي وتثبيت حضور هذه الميليشيات في مناطق حساسة.

التأثير على الأرض كان ملموسًا، إذ تمكنت هذه الميليشيات من تنفيذ هجمات متكررة، وزيادة النزوح الجماعي للسكان، مع زعزعة الاستقرار المحلي، هذا الواقع يوضح أن التمويل المعادي شكل عنصرًا حاسمًا في قدرة الميليشيات على استثمار العدوان الصهيوني لصالح مصالحها ومصالح داعميها في الوقت نفسه.

 

مرتزقة اليمن

في اليمن، لعب مرتزقة اليمن دورًا بارزًا في خدمة المشروع الصهيوني عبر الولاء الميداني للسعودية والامارات ، ودويلة الامارات أكثر من نشب مخالبة في جلد المرتزقة وجرهم إلى مربع الصهيونية، حيث مكنت الموارد المالية والدعم اللوجستي الخارجي هذه التشكيلات من تعزيز موقعها في المناطق الجنوبية المحتلة، وتزايدت القدرة لهذه الميليشيات على تمكين الامارات من تنفيذ المشاريع التي تخدم العدو الصهيوني وأنفقت ملايين الدولارات في بناء قواعد عسكرية في مواقع إستراتيجية ، كما أسهمت في دفع هذه المليشيات إلى تصعيد الفوضى واختلاق الأزمات حرصاً منها على إطالة أمد النزاع، وزيادة حجم الدمار والخسائر الإنسانية، ما يوضح كيف يمكن للتمويل المعادي أن يغير ميزان القوى في النزاعات الإقليمية.

النتيجة لم تقتصر على المكاسب العسكرية، بل كان لها أثر اجتماعي وإنساني مباشر، إذ ارتفعت مستويات النزوح وتفاقمت أزمات الغذاء والمياه، كما أظهرت تقارير ميدانية منظمة.

 

تنسيق الإمارات وسنتكوم الأمريكية

ما يميز هذا المشهد هو أن الدعم لم يكن عشوائيًا أو منفصلًا بين دولة وأخرى، بل كان جزءًا من شبكة تنسيق تشمل الإمارات والقوات الأمريكية، هذا التنسيق مكّن الميليشيات من العمل بكفاءة أعلى، سواء على مستوى التمويل، أو توفير المعدات، أو نقل العناصر المسلحة، مع تقليل الرقابة على عملياتها.

النتيجة هي شبكة متشابكة من الميليشيات تعمل في أكثر من دولة عربية، تحت رعاية مشتركة، ما يخلق نمطًا جديدًا للتدخل الخارجي، حيث يتم توجيه الدعم إلى ميليشيات محددة بما يخدم مصالح استراتيجية إقليمية كبرى، مع تجاوز الاعتبارات المحلية.

 

آثار التمويل المعادي على الساحات العربية

في السودان، أدى التمويل الاماراتي إلى تعزيز نفوذ ميليشيات محلية، والسيطرة على مناطق استراتيجية، ما أسهم في تصاعد النزوح الجماعي وتفاقم الأزمات الإنسانية، وارتكاب أفضع الجرائم،  تصريحات البرهان وقبله مندوب السودان في مجلس الأمن تؤكد حجم التدخل الاماراتي القذر في مساندة هذه التشكيلات.

التقارير الميدانية وشهادات المسؤولين الرسميين توفر دليلًا واضحًا على هذه الشبكات، بما في ذلك تصريحات مندوب السودان لدى الأمم المتحدة حول تمويل المرتزقة عبر الإمارات، وتصريحات البرهان عن تدخل الامارات لدعم ميليشيات الدعم السريع الإرهابية، كما تؤكد المنظمات الحقوقية الدولية وجود شبكة دعم تديرها الولايات المتحدة والامارات أبرز أعضائها، تغذي نشاطات ميليشيات محددة، ما يعكس نمطًا مستمرًا من التدخلات المدروسة.

 

ختاماً 

توضح الوقائع أن شبكة التمويل المعادية التي تديرها الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني وتشمل الإمارات والتي توفر الدعم اللا محدود للمليشيات، هي جزء من استراتيجية إقليمية واسعة تهدف إلى توسيع النفوذ العسكري والسياسي للعدو في مناطق النزاع، مع تقويض الأمن والاستقرار المحلي، وهذا التمويل ساهم في إطالة أمد النزاعات، وزيادة معاناة المدنيين، ووفر الغطاء والوقت والإسناد اللازم لكيان العدو الصهيوني في تنفيذ مشروع الاستباحة والسيطرة على كامل الأراضي العربية وليس فلسطين وحدها ،

هذه الشبكة تعتبرها الولايات المتحدة أهم أسلحتها لتنفيذ مخططاتها في المنطقة العربية والإقليم بعد أن فشلت عسكرياً أمام القوات المسلحة اليمنية، وتعكس واقعًا صعبًا، لكنه ضروري أن يفهمه العالم لتقييم طبيعة التدخلات الخارجية وأثرها المباشر على الصراعات العربية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة هذه المیلیشیات أبو شباب فی مناطق

إقرأ أيضاً:

غارة جوية سودانية تقتل عشرات المدنيين.. «الدعم السريع» يسقط طائرة حربية

أعلنت قوات “الدعم السريع” السودانية، أنها أسقطت طائرة حربية من طراز “إليوشن” تابعة للجيش السوداني في سماء مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، في بيان له إن الطائرة كانت تنفذ غارات جوية على مناطق مدنية، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في مناطق مثل ود بندة وعيال بخيت، بالإضافة إلى مدينتي الفولة وبابنوسة.

وأوضح البيان أن هذه الغارات الجوية استهدفت الأحياء السكنية والأسواق، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المواطنين.

وتعد هذه العملية جزءًا من تصعيد مستمر في النزاع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، حيث يعاني المدنيون في العديد من المناطق السودانية من القصف والهجمات العنيفة.

وفي وقت لاحق، كانت السلطات في إقليم دارفور قد أكدت، الخميس الماضي، أن أكثر من 2200 شخص قتلوا في مدينة الفاشر منذ أن سقطت المدينة بيد قوات “الدعم السريع” في 26 أكتوبر الماضي.

كما أفادت تقارير من المنطقة بأن نحو 390 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب الاشتباكات العنيفة، فيما اضطر البعض للجوء إلى المخيمات في مناطق أخرى من الإقليم.

مقالات مشابهة

  • اتحاد مصارف الإمارات: حلول التمويل المبتكرة هي ضرورة لتطوير التجارة العالمية وتعزيز التنمية المستدامة
  • تصاعد القتال في السودان.. هجوم جديد للمسيرات على أم درمان
  • دوي انفجارات قرب الخرطوم وتحليق مسيّرات فوق عطبرة
  • السودان.. انفجارات متتالية تهز مدينة أم درمان في هجوم بالمسيرات
  • محمد بن راشد يعلن اختتام الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات
  • تقرير: أطفال اليمن يعانون الجوع قبل تعلم المشي
  • قوات الدعم السريع تتهم الجيش بارتكاب انتهاكات بحق الأبرياء
  • الدعم السريع: مسيّرات من قاعدة خارجية استهدفت مدنيين في «زالنجي وكبكابية»
  • غارة جوية سودانية تقتل عشرات المدنيين.. «الدعم السريع» يسقط طائرة حربية