صحفية أمريكية: الصراع وتغير المناخ يدفعان شجرة "دم الأخوين" في سقطرى إلى حافة الانقراض (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
قالت الصحفية الأمريكية مراسلة وكالة "أسوشيتدبرس" أنيكا هامرشلاج، إن تغير المناخ والصراع في جزيرة سقطرى يدفعان شجرة "دم الأخوين" إلى حافة الانقراض.
وقالت الصحفية أنيكا هامرشلاج في مقابلة مع شبكة PBS الأمريكية، ترجم أبرز مضمونها "الموقع بوست" إن هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، تعتبر واحدة من أكثر الأماكن تنوعا حيويا على وجه الأرض، كما تضم أكثر من ثلث أنواع النباتات في الجزيرة التي لا وجود لها في أي مكان آخر على وجه الأرض".
وأضافت أنيكا التي زارت الجزيرة سابقا أن من أنواع تلك النابتات النادرة أشجار دم التنين "شجرة دم الأخوين" التي تُكافح الآن من أجل البقاء في مواجهة تغير المناخ، والصراع السياسي والإقليمي.
وتابعت "تبدو سقطرى ببساطة مختلفة تمامًا عن أي مكان آخر زرته. البنية التحتية في الجزيرة ضعيفة جدًا، ويخيم الزوار عبرها، وهو ما أعجبني حقًا. تبدو العديد من النباتات سريالية تمامًا، مثل أشجار الزجاجة التي تبرز من جوانب المنحدرات، وأشجار اللبان ذات الأغصان البرية المتشابكة. ثم بالطبع، هناك أشجار دم التنين.
وأردفت "وفوق كل ذلك، ستجد هذه المناظر الطبيعية المتنوعة المذهلة. هناك شبكة من الكهوف تمتد عبر الجزيرة لعدة أميال. وهناك كثبان رملية ضخمة تنحدر مباشرة إلى المحيط. وكان مكاني المفضل هو الوديان، التي تضم بركًا طبيعية من المياه العذبة. سبحتُ في شجرةٍ أطول من مسبحٍ أولمبي، ويمتد تحتها وادٍ شديد الانحدار. كانت تلك أبرز ما في الرحلة".
واستدركت الصحفية أنيكا بالقول "في الواقع تعتبر شجرة دم التنين رمز سقطرى. إنها مُدوّنة على العملة. إنها ما يجذب السياح إلى الجزيرة. تبدو وكأنها شيءٌ من كتاب دكتور سوس. لها مظلةٌ على شكل مظلة، وعند قطع لحاءها، تُفرز نسغًا أحمر، ومن هنا جاء اسمها".
وذكرت أن الشجرة استُخدمت لقرون في أشياء مثل مستحضرات التجميل والأدوية والأصباغ. كما تلعب الأشجار دورًا حيويًا في النظام البيئي. يلتقط الغطاء النباتي الرطوبة من الضباب وينقلها إلى التربة، مما يُساعد النباتات الأخرى على البقاء. وهذا يزداد أهميةً مع تناقص هطول الأمطار هناك نتيجةً لتغير المناخ.
وبشأن التهديدات التي توجه شجرة دم الأخوين قالت إن ازدياد شدة الأعاصير في بحر العرب وتواترها، وقد ضربت سقطرى مرارًا وتكرارًا خلال العقد الماضي بأعنف الأعاصير المسجلة. وقد أدى ذلك إلى اقتلاع آلاف أشجار دم التنين، التي يزيد عمر بعضها عن 500 عام.
وقالت "تتوقع نماذج المناخ في جميع أنحاء العالم استمرار هذا التوجه، لا سيما مع ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومما يزيد الطين بلة، أن هذه الأشجار تنمو ببطء شديد، بمعدل بوصة واحدة فقط سنويًا. وتنتشر الماعز الغازية في جميع أنحاء الجزيرة، وتتغذى على شتلات دم التنين قبل أن تتاح لها فرصة النمو مجددًا".
إلى جانب التهديدات المناخية أكدت أنيكا هامرشلاج أن هناك عدم الاستقرار السياسي. فاليمن من أفقر دول العالم. وقد غرقت في صراعات لسنوات، سواءً أكانت حربًا أهلية أم توترات إقليمية. في إشارة منها إلى تواجد الإمارات التي بسطت سيطرتها على الجزيرة خلال السنوات الأخيرة عبر مليشيا الانتقالي.
وقالت "لذا، فإن القدرة على دعم جهود الحفاظ على البيئة محدودة للغاية. وقد وصف أحد محللي الأمن الذين تحدثت معهم الأمر ببراعة. قال إن اليمن تعاني من 99 مشكلة حاليًا. معالجة قضايا المناخ ستكون ترفًا.
وردها على سؤال ما الذي يمكن فعله لإنقاذ هذه الشجرة، تقول "كان من دواعي سروري حقًا رؤية مدى إصرار السكان المحليين على حماية ما لديهم، حتى مع قلة الموارد. قضيت بعض الوقت مع عائلة الكاباني، الذين يديرون مشتلهم الخاص لأشجار دم التنين. بنوا أسوارًا بسيطة من الخشب والأسلاك لإبعاد الماعز، لكن الرياح والأمطار غالبًا ما تُهدمها، لذا يضطرون إلى إعادة بنائها باستمرار".
وزادت "بالنسبة لسكان سقطرى العمل شخصي للغاية. إنهم يرون الأشجار جزءًا من عائلتهم. وإحدى أفراد عائلة الكاباني، قضيت بعض الوقت مع ساينا. أخبرتني أن مشاهدتها تموت أشبه بفقدان أحد أطفالك".
وختمت أنيكا هامرشلاج حديثها بالقول "تُساعد شجرة دم التنين في الحفاظ على حياة العديد من الأنواع الأخرى. لذا، بدونها، ستصبح الجزيرة أكثر جفافًا، وقد تفقد الكثير من تنوعها البيولوجي الفريد. علاوة على ذلك، تُعدّ هذه الأشجار جوهر هوية الجزيرة واقتصادها. لذا، إذا اختفت الأشجار، فقد تختفي السياحة التي يعتمد عليها العديد من السكان المحليين. سيكون ذلك مُدمرًا، ليس رمزيًا فحسب، بل للنظام البيئي بأكمله".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: دم الأخوین شجرة دم التی ت
إقرأ أيضاً:
السودان على حافة كارثة إنسانية صامتة بين النزوح والمجاعة
يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم، إذ تؤكد الإحصاءات الدولية أن البلاد تسجّل نحو 13٪ من إجمالي النازحين داخلياً عالمياً بحوالي 11.5 مليون شخص، في حين يقدّر عدد اللاجئين في الخارج بنحو 4 ملايين شخص، مما يجعل السودان بؤرة لأكبر أزمة نزوح على وجه الأرض.
لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief And Development والتي تعمل في أفريقيا والسودان منذ عقدين من الزمن، وتواجد فريقها في قلب الأحداث لدعم المتضررين والنازحين بالإغاثة العاجلة تواصل جهودها خاصة مع تصاعد الأحداث في الفاشر حيث يقول المتحدث الإعلامي للمؤسسة خليل ميك :" نواجه في السودان أكبر موجه نزوح للأطفال على مستوى العالم، حيث نرصد أكثر من 30.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة بعد أن دمّرت الحرب 80٪ من البنية التحتية في البلاد، وارتفعت معدلات الجوع لتطال 60٪ من السكان، بينهم 2.6 مليون طفل مهددون بالموت جوعاً، كما فاقمت الفيضانات الموسمية والجفاف الأزمة، فيما انهار النظام الصحي مع توقف نحو 70٪ من المرافق الصحية عن العمل، وتفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة التي تهدد حياة أكثر من 33 مليون شخص بسبب انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي.
الفاشر... مدينة محاصَرة على شفا المجاعة
ومن قلب السودان تتحدث سيدرا بكير مسؤول برنامج "لايف" للإغاثة الطارئة عن التحديات التي تواجههم قائلة: " يواجه العمل الإغاثي الميداني أوضاعاً صعبة، فمدينة الفاشر من أبرز بؤر النزاع وأكثرها تضرراً، فهي محاصَرة منذ أكثر من عام، ويُقدّر أن نحو 260 ألف شخص نصفهم أطفال ما زالوا عالقين داخلها محرومين من المساعدات الإنسانية.
وخلال الأشهر الأخيرة، نزح أكثر من 600 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها، وبين 26 و28 أكتوبر وحدها، نزح أكثر من 33 ألف شخص خلال ثلاثة أيام نتيجة تصاعد العمليات العسكرية، كما سُجّلت في منطقة مليّت القريبة معدلات سوء تغذية حاد بلغت 34.2٪، بينما يعاني نحو 40٪ من الأطفال دون سن الخامسة في الفاشر من سوء تغذية حاد، و11٪ من سوء تغذية شديد، للأسف السودان يواجه اليوم أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
كما نواجه تقطع الطرق، وتدمير البنية التحتية، والحواجز والجدران الترابية التي تعرقل مرور المساعدات.
نشاط إغاثي لمواجهة الموت جوعاً بعد النزوح
ومن الحدود مع أرتيريا يضيف نزار حمدان منسق مشروعات "لايف" في كسلا:" وفّرت لايف الطعام والمياه لحوالي 3,600 عائلة، وسلالًا غذائية متكاملة، إلى جانب دعم صحي وطبي لحوالي 200 عائلة.
وفي قضاريف وبالتحديد في قرية "أم علي" عملت "لايف" على دعم 4,250 عائلة، كما كفلت 130 يتيماً وقدّمت لهم الملابس والأحذية والهدايا والأنشطة الترفيهية لإعادة بعض الفرح إلى حياتهم.
ويضيف منسق "لايف" مشروعات عمر عناب في ولاية الجزيرة:" عملنا على تتبع النازحين، وقمنا بدعمهم بالغذاء والماء والأدوية ومستلزمات الإغاثة الطارئة، حيث وفرنا 30 كيلوجرامًا من المواد الأساسية للأسر التي تعيلها النساء وكبار السن لحوالي 1100 عائلة رغم نقص المواد الغذائية مقارنة بحجم الاحتياج الهائل.
بين تشاد وبورتسودان ... مخيمات الإيواء بلا حياة
ومن بورتسودان يضف محمد الصديق: " عملت لايف على توفير الإغاثة الطارئة والمراتب والشوادر ومستلزمات المخيمات لـ 900 عائلة، إلى جانب تخصيص المساعدات الطبية والأدوية والفيتامينات لـ 540 امرأة حامل.
ومن مخيم السوار تضيف ريما بكري: " عملنا على توفير اللحوم الطازجة، ومستلزمات الطعام لـ 2.100 عائلة، إلى جانب توفير طرود النظافة الشخصية ومستلزمات النساء والأطفال الرضع وأدوات التعقيم لـ 3600 عائلة.
وقد كان التحدي الرئيسي أثناء التنفيذ هو عدم توفر كمية كافية من المواد الغذائية لتغطية احتياجات جميع الأسر المحتاجة، وهذا التحدي يتكرر دائمًا، لأن عدد الأسر الضعيفة والمحتاجة يفوق عدد السلال الغذائية والطرود المتوفرة.
وقد فر الكثير من أهالي الفاشر إلى التشاد، حيث يقول فرقان عثمان منسق مشروعات "لايف هناك:" تم إعلان حالة الطوارئ 2 في التشاد بعد موجة النزوح الأخيرة من الفاشر، "لايف" تعمل على دعم المتضررين حيث تتبنى حالياً توفير السلال الغذائية واللحم الطازج ومياه الشرب النقية ودعم الأيتام".
اللاجئون السودانيون في مصر... صرخة من وراء الحدود
ومن مصر يقول مصطفى محمود مدير مشروعات "لايف": لم تتوقف المأساة عند حدود السودان. فبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، بلغ عدد المتواجدين في مصر حتى يوليو 2025 نحو 992 ألف لاجئ.
"لايف" تعمل على مكافحة الجوع وسوء التغذية بين اللاجئين فور وصولهم، وآخرها تم توفير الطعام الجاهز، وسلال غذائية تكفي لشهر كامل رغم محدودية التمويل لـ 300 عائلة، حيث وضحت النساء والأطفال أنهم فور تلقي الوجبات الجاهزة شعروا بالشبع لأول مرة منذ خروجهم من السودان، فهم لا يعانون أزمة جوع فقط، بل هو صراع من أجل الوجود".
ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة لايف للإغاثة والتنمية تأسست منذ 34 عاماً، وتعمل في أفريقيا والعالم العربي منذ 1992، وتُقدّم "لايف" المساعدات لأكثر من15 ألف شخص في أفريقيا سنوياً في المناطق النائية.