مفاجآت جديدة في قضية سرقة آثار متحف الحضارة
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
سرقة متحف الحضارة.. شهدت قضية الاستيلاء على قطع أثرية من داخل متحف الحضارة تطورات جديدة، بعدما أدلى ضباط الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار بشهاداتهم أمام جهات التحقيق، كاشفين تفاصيل مثيرة حول كيفية ضبط المتهمين والمضبوطات، والطرق التي جرى من خلالها تهريب القطع الأثرية الأصلية واستبدالها بمقلدة.
. المتهمون يواجهون هذه العقوبة بالقانون
أكد الشاهد الثالث، مجري التحريات، بمباحث الآثار، أنه تلقى بلاغًا من الشاهدين الأول والثاني يفيد بقيام المتهم الأول بالاستيلاء على قطع أثرية كانت في عهدتهما.
وأوضح أن التحريات التي أجراها بالتنسيق مع الشاهد الرابع، رئيس وحدة غسل الأموال بمباحث الآثار، أسفرت عن صحة الواقعة وثبوت تورط المتهمين في الاستيلاء على القطع الأثرية واستبدالها بأخرى مقلدة.
وأضاف، أن فريق الضبط انتقل إلى مكان تواجد المتهم الأول بناءً على إذن من النيابة العامة، وتمكن من ضبطه وبحوزته تمثال مقلد لتمثال أثري أُبلِغ عن فقده، بالإضافة إلى قنينة أثرية كانت داخل حقيبة هدايا.
وبمواجهة المتهم بما تم العثور عليه، اعترف باستيلائه على القطع الأثرية الأصلية، مشيرًا إلى أن المتهم الثالث هو من قام بتقليد بعض القطع، بينما قام المتهم الثاني بإحضار القنينة الأثرية إليه داخل الحقيبة المضبوطة.
وتابع الشاهد أن التحريات أكدت أن المتهمين الأول والثاني عملا معًا على إدخال وإخراج القطع الأثرية من مقر عملهما، في مخالفة صريحة للقوانين المنظمة لحيازة ونقل الآثار.
وفي أعقاب ذلك، تم ضبط المتهم الثاني، الذي أق باشتراكه في الجريمة وتعاونه مع المتهم الأول في تنفيذ الواقعة.
وأكد الشاهد الرابع، أن عملية الضبط تمت وفق إجراءات قانونية دقيقة وبناءً على إذن النيابة العامة، وأن جميع القطع المضبوطة تم تحريزها وإيداعها بمعرفة لجنة فنية متخصصة.
كشف أمر الإحالة تفاصيل أقوال على السيد، أحد مفتشي الآثار، في واقعة اختلاس 370 قطعة أثرية من متحف الحضارة.
وأكد في أقواله أنه اكتشف عرض "قنينة أثرية" من عهدته خارج البلاد، ما أثار شكوكه بشأن واقعة سرقتها.
وأوضح أنه بعد تحري الأمر، علم من أحد زملائه أن المتهم الأول قام بالاستيلاء على عدد من القطع الأثرية من عهدته.
وأضاف الشاهد أن المتهم الثاني تواصل معه لاحقًا، وأخبره بضرورة لقاء المتهم الأول بهدف إعادة القنينة إليه، وذلك بعد أن علم بانتشار خبر عرضها خارج البلاد وافتضاح الأمر، مما دفعه إلى إبلاغ الشاهد الثالث بالواقعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
نص الشهادةكما أكد خالد أحمد صادق، البالغ من العمر 38 عامًا، أنه خلال أداء مهامه الوظيفية، لاحظ وجود كسر في إحدى الصوامع الحديدية بالشباك الفاصل بين غرفته وغرفة المتهم الأول، وهو أيضًا موظف بالمتحف.
وبحسب أقواله، أجرى على الفور مراجعة لعهدته ليكتشف اختفاء عدد من القطع الأثرية، ما دفعه لمواجهة المتهم الأول بشكل مباشر، والذي أقر له بوضوح بارتكابه واقعة الاستيلاء على القطع، بل وأبدى استعداده لإعادتها.
وبناءً عليه، قام الشاهد بإبلاغ الشاهد الثالث بالواقعة، والذي طلب منه ترتيب لقاء مع المتهم بهدف ضبطه متلبسًا.
وبالفعل، تم اللقاء داخل غرفة المتهم، حيث قام الأخير بإطلاع الشاهد على قطعة مقلدة لتمثال ضمن القطع المفقودة، بالإضافة إلى قنينة أثرية تعود لعهدة الشاهد الثاني.
وفي تلك اللحظة، تدخل الشاهد الثالث، وتم ضبط المتهم متلبسًا بحوزته القطع، لتتضح معالم واحدة من أخطر وقائع سرقة التراث داخل مؤسسة ثقافية رسمية.
التحقيقات أزاحت الستار عن خيانة للأمانة داخل أروقة المتحف، حيث استغل المتهم الأول صفته كـ مفتش آثار واختلس عددًا من القطع النادرة و7 قلادات أثرية كانت مودعة بحوزته، بينما ساعده المتهم الثاني في تهريبها خارج المخزن الرسمي.
ولم تتوقف الجريمة عند الاختلاس، بل امتدت إلى تزوير ممنهج، بعد أن اتفق المتهمان مع شخص ثالث على اصطناع قطع مزيفة طبق الأصل، لتبديلها بالأصلية وإخفاء الجريمة داخل العهدة الرسمية.
ما تم ضبطه شمل 361 قطعة أثرية تم الاستيلاء عليها من عهدات موظفين آخرين أثناء انشغالهم.
التفاصيل الكاملة كشفتها تحقيقات النيابة حيث كشفت عن تورط عدد من الموظفين بمتحف الحضارة في وقائع فساد واختلاس قطع أثرية مملوكة للمجلس الأعلى للآثار، وجاءت الاتهامات كما يلي:
المتهم الأولبصفته موظفًا عامًا يعمل مفتش آثار بمتحف الحضارة، اختلس عددًا من القطع الأثرية وعدد (7) قلادات، والمملوكة للمجلس الأعلى للآثار، والتي كانت مودعة بحيازته بحكم عمله ومسؤوليته عن حفظها، فاستولى عليها لنفسه بنية التملك.
المتهم الثانيشارك المتهم الأول في ارتكاب جريمة الاختلاس، من خلال مساعدته في نقل القطع المختلسة إلى خارج عهدة المخزن، وبناء على هذه المساعدة تمت الجريمة.
المتهمان الأول والثانياستولى المتهمان، بصفتهما موظفين عموميين، على عدد (361) قطعة أثرية مملوكة لجهة عملهما، على النحو التالي: (345) قطعة من عهدة الموظف خالد أحمد صادق-(4) قطع من عهدة الموظف السيد علي (12) قطعة من عهدة الموظفة نعمة محمد أحمد ، وذلك دون وجه حق وبنية التملك، أثناء انشغال حائزيها.
كما ثبت اشتراك المتهمين الأول والثاني مع المتهم الثالث بطريقي الاتفاق والمساعدة في تزوير وتقليد القطع الأثرية المختلسة، حيث قام المتهم الثالث باصطناع نسخ مقلدة بعد أن زوده المتهمان بالأصلية، لتبديلها داخل المخازن والتغطية على الجريمة.
قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالقاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد أحمد الجندي، تأجيل محاكمة مفتش اثار في اتهامه باختلاس 370 قطعة آثار وتهريبها خارج البلاد لجلسة 16 نوفمبر.
صدر القرار برئاسة المستشار محمد أحمد الجندي، وعضوية المستشارين ممدوح شلبي، ومحمد أحمد صبري.
وكشف أمر الإحالة في القضية رقم ١٩٣٥ لسنة ٢٠١٥ جنايات مصر القديمة، قيام المتهمين الأول والثاني بالاستيلاء على القطع الأثرية عهدة زملائهم بالمخزن المتحفي بمتحف الحضارة بواقع 363 قطعة حال كونهما دائمي الاطلاع والاتصال على عهد زملائهم نظرا لعدم إحكام غلق كل منهم لغرفته، وقيام المتهم الأول باختلاس عدد 9 قطع من عهدته بمساعدة المتهم الثانى وان إجمالي القطع المختلسة والمستولى عليها بلغ 370 قطعة.
وأضاف أن المتهمين الأول والثاني اشتركا مع المتهم الثالث في تقليد القطع الأثرية محل الواقعة ووضع القطع المقلدة مكان المستولى عليها ستراً لجريمتهم.
وأضاف أن المتهمين جميعاً اشتركوا مع آخر مجهول في تهريب القطع محل الجريمة والتي تعد من التراث الوطني الغير مقدرة الثمن إلى خارج جمهورية مصر العربية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: متحف الحضارة شرطة السياحة والآثار اخبار الحوادث المتهمین الأول والثانی أثریة من متحف الحضارة القطع الأثریة الشاهد الثالث المتهم الثالث المتهم الثانی الاستیلاء على المتهم الأول قطعة أثریة أن المتهم مع المتهم مفتش آثار على القطع قطع أثریة من القطع
إقرأ أيضاً:
إعصار مدمر يجرف كنوزًا أثرية تعود إلى القرن السابع عشر في ألاسكا
أدى إعصار هالونج، الذي اجتاح سواحل ألاسكا مؤخرًا، إلى خسارة ثقافية فادحة بعدما دمرت العاصفة موقعًا أثريًا فريدًا يعود إلى عام 1650، حاملاً معه آلاف القطع الأثرية التي كانت محفوظة في التربة الصقيعية لمئات السنين.
إعصار يغير معالم موقع تاريخيتسبب الإعصار في جرف عشرات الأقدام من الشاطئ قرب بحر بيرنغ، في منطقة كوينهاجاك بغرب ألاسكا، وهو موقع أثري يُعرف بمشروع “نونالك” ويُعد من أهم المواقع المرتبطة بثقافة شعب يوبيك القديمة.
وخلال انحسار المد، عُثر على نحو ألف قطعة فقط، تضمنت ملاعق خشبية وألعابًا وطعوم صيد وشظايا أقنعة عمرها قرون، بينما يُعتقد أن قرابة مئة ألف قطعة أخرى جُرفت إلى البحر أو دُفنت تحت الطين والجليد.
توقف البحث بسبب الظروف القاسيةأدت موجة البرد الشديدة وتكوّن الجليد إلى تعطيل جهود البحث عن القطع المفقودة، إذ لم يعد بالإمكان استخدام المركبات أو التنقل سيرًا في المناطق المتجمدة.
ويأمل علماء الآثار في استئناف عمليات “التنقيب الإنقاذي” خلال الربيع المقبل بمجرد ذوبان الجليد واستقرار الطقس.
خسارة علمية وثقافية كبيرةأكد عالم الآثار ريك كنيتشت، الذي يعمل في المشروع منذ 17 عامًا، أن ما حدث يُعد كارثة حقيقية، مشيرًا إلى أن الموقع يحتوي على أكبر مجموعة من آثار يوبيك التي تعود إلى ما قبل وصول الأوروبيين.
وقال: “إن فقدان هذه الطبقات الأثرية يشبه قراءة كتاب سقطت منه صفحات كثيرة، فكلما زادت الفجوات، ضعفت القصة التي نحاول فهمها عن حياة أسلاف يوبيك”.
تهديدات متزايدة بسبب تغير المناختتفاقم المخاطر على هذا الموقع الأثري بسبب التغير المناخي الذي يسرّع ذوبان التربة الصقيعية ويزيد من معدلات تآكل السواحل. وأشار كنيتشت إلى أن العاصفة الأخيرة أزالت أكثر من 60 قدمًا من الأرض الساحلية خلال ساعات، مما جعل من الصعب التعرف على ملامح المنطقة.
جهود للحفاظ على ما تبقىيعمل فريق الخبراء حاليًا على حفظ القطع التي تم إنقاذها عبر عمليات دقيقة تتضمن إزالة الأملاح البحرية من الأخشاب ومعالجتها بمواد خاصة لمنع تفككها عند الجفاف. وأوضح كنيتشت أن القطع التي لا تُحفظ بسرعة “قد تتفتت إلى رماد خلال ساعات قليلة”.
أمل بالعودة والبداية من جديدفي ظل حجم الدمار، يخطط علماء الآثار للعودة إلى الموقع مع حلول الربيع لإجراء حفريات جديدة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا القرية القديمة.
ويقول كنيتشت: “الأمر أشبه بالبدء من الصفر من جديد، لكننا مدفوعون بالأمل في استعادة ما تبقى من قصة هذا المكان العريق قبل أن يبتلعه البحر إلى الأبد”.