فوضى اإلشغاالت تبتلع شوارع القاهرة

المواطنون: «مش عارفين نمشى».. الأكشاك أصبحت فوق القانون

 

تشهد محافظة القاهرة جهوداً مكثفة لإعادة الانضباط إلى شوارعها ورفع كفاءة الأحياء المختلفة، ضمن خطة الدولة لتطوير العاصمة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، ورغم ما تحقق من حملات وأعمال تطوير متواصلة، ما زالت بعض المناطق، مثل الساحل والزاوية الحمراء والشرابية، تواجه تحديات ميدانية تتعلق باستغلال الأرصفة العامة من قبل الأكشاك والبائعين، مما يعيق حركة المارة ويؤثر على المظهر الحضارى للشوارع.

الجولة الميدانية لـ«الوفد» رصدت توسعاً ملحوظاً فى بعض الأكشاك التى تجاوزت حدود الترخيص، وأخرى احتلت الأرصفة ومسارات المشاة، فى مشهد يحتاج إلى استمرار المتابعة الميدانية والتنسيق بين أجهزة المحافظة والأحياء لضمان الحفاظ على حق المواطن فى رصيف آمن ومنظم، يعكس الصورة التى تسعى القاهرة لتحقيقها كعاصمة متطورة تليق بمكانتها.

رصدت «جولة الوفد الميدانية» عدداً من الأكشاك المخالفة التى استولت على الأرصفة فى شوارع رئيسية، حيث توسع أصحابها بشكل صارخ لتصل مساحة بعضها إلى أكثر من 40 متراً مربعاً، مع تركيب تندات حديدية ثابتة ووضع ثلاجات وبضائع على امتداد الطريق، فى مشهد حول الأكشاك الصغيرة المرخصة إلى مشروعات تجارية ضخمة تعيق حركة المارة والسيارات.

فى شارع محمد الخلفاوى من ناحية محطة المترو بحى الساحل، تبدو الصورة صادمة، الأرصفة اختفت تماماً، بعد أن نصبت الأكشاك المخالفة مظلات معدنية وثلاجات ضخمة تجاوز عددها الخمس فى بعض المواقع، ما اضطر المواطنين للسير وسط الطريق معرضين حياتهم للخطر، أحد السكان قال بغضب: «احنا بقينا نمشى وسط الشارع بدل الرصيف.. الكشك واخد كل المساحة، وكأن الحى مش شايف».

وأكد الأهالى أن غياب المتابعة من مسؤولى الحى سمح لأصحاب الأكشاك بالتصرف وكأنهم فوق القانون، رغم عدم امتلاكهم تصاريح بالتوسعة.

وفى شارع الشركات بمنطقة الزاوية الحمراء أمام مدرسة ابن سينا الإعدادية بنات، يعيش الأهالى والتلاميذ معاناة يومية بسبب انتشار الأكشاك أمام بوابات المدرسة، الأرصفة اختفت، والثلاجات والبضائع تغلق الممرات، ما تسبب فى اختناق مرورى دائم.

تقول إحدى أولياء الأمور، «مش عارفين نمشى مع بناتنا.. الشارع بقى كله ثلاجات وبضايع، والحى مش بيتحرك رغم الشكاوى».

أكد المواطنون أن بعض الأكشاك تمد وصلات كهرباء عشوائية تمثل خطراً داهماً على المارة، فى ظل تجاهل تام من مسؤولى الحى.

المشهد يتكرر فى محطة روض الفرج أمام موقف الأتوبيس بدائرة الساحل، حيث تحولت المساحة المخصصة لانتظار الركاب إلى سوق مفتوح للأكشاك، المواطنون يشتكون من أن الموقف أصبح غير صالح للاستخدام، والأرصفة والممرات تم احتلالها بالكامل، قال أحد الركاب، «الناس بتستنى الأتوبيس فى نص الشارع.. الأكشاك احتلت المكان كله ومفيش حد بيتكلم».

وفى شارع الفرز بأرض الشركة، حى الشرابية، الفوضى بلغت ذروتها، الأكشاك المخالفة تمددت حتى مداخل العمارات، وأصبحت تعيق مرور سيارات الإسعاف والمطافئ.

يقول أحد السكان، «احنا قدمنا شكاوى للحى وللمحافظة ومفيش رد.. الكشك بقى أقوى من القانون»، بعض هذه الأكشاك تحولت إلى «حصون حديدية» يصعب الاقتراب منها، وكأنها خارج سلطة الدولة.

المواطنون يطالبون بتدخل عاجل ويؤكدون أن ما يحدث يمثل إهداراً لحقوق العامة وغياباً للرقابة والمساءلة، متسائلين عن سبب استمرار هذه التعديات رغم صدور قرارات إزالة سابقة لم تنفذ ثم عاد المخالفات مجدداً.

وطالب الأهالى بتدخل عاجل من الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، وتكليف قيادات الأحياء بحملات إزالة فورية، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع يرسل رسالة سلبية عن قدرة الأجهزة المحلية على فرض النظام.

وأكد أحمد محمدى، رئيس حى الزاوية الحمراء السابق، أنه يقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، مشدداً على أن الحى يتعامل مع أى شكوى بمنتهى الجدية والسرعة، ويتم التحرك الميدانى الفورى لحلها على أرض الواقع.

وأضاف محمدى فى تصريح خاص لـ»الوفد» أن توجيهات الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، واضحة وحاسمة بضرورة استعادة الانضباط للشارع وردع أى مخالفات تمس حقوق المواطنين أو تعيق الحركة العامة، مؤكداً أن حملات الإزالة مستمرة ولن يتم التهاون مع أى تجاوز.

المصدر: بوابة الوفد