الجزيرة:
2025-11-08@01:41:29 GMT

بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة

تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT

يأخذ الفيلم المشاهد في رحلة بصرية وصوتية مكثفة، تستند إلى مزيج من الأرشيف والمشاهد الميدانية والتحقيقات التقنية الدقيقة.

وقُتلت مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة يوم 11 مايو/أيار 2022، إذ أصيبت برصاصة في الرأس في أثناء تغطيتها اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مسؤول أميركي: واشنطن خففت نتائج تحقيقها بمقتل أبو عاقلة لإرضاء إسرائيلlist 2 of 4الجرائم ضد الصحفيين.

. ملف شيرين أبو عاقلة يعود للواجهةlist 3 of 4اللجنة الدولية لحماية الصحفيين: واشنطن مارست ازدواجية بملف شيرينlist 4 of 4مسؤول أميركي سابق: إدارة بايدن داهنت إسرائيل بملف قتل شيرينend of list

منذ اللقطة الأولى تتجلى روح البحث المهني عن الحقيقة، حيث يقرر الصحفيون الثلاثة أن يبدؤوا من النقطة الصفر: المكان نفسه الذي سقطت فيه شيرين، والمشهد الذي ما زال محفورا في ذاكرة كل من شاهد لحظات اغتيالها.

لكن الفيلم لا يكرر الصورة بل يتجاوزها، باحثا في ما وراء العدسة وما أخفته الرواية الرسمية.

في الطريق إلى المخيم، تُسمع أصوات الجنود من بعيد، ويظهر خط النار الذي حاصر طاقم الجزيرة في جنين، يركّز الفيلم على التفاصيل الصغيرة: ارتداد الصوت في الجدران، ارتباك الزملاء، الخطوات التي تراجعت فجأة قبل أن يصمت كل شيء.

واعتمد الفيلم على تحليل المقاطع الأصلية التي التُقطت في لحظة الاغتيال، ويعيد بناءها عبر تقنية المحاكاة ثلاثية الأبعاد، مستعينا بخبراء في المقذوفات وتحديد الاتجاهات الصوتية. خطوة بعد خطوة، تُقلب كل رواية رسمية على طاولتها.

يثبت التحقيق أن إطلاق النار لم يكن عشوائيا، وأن الرصاصة التي اخترقت خوذة شيرين جاءت من موقع عسكري محدّد كان يتمركز فيه جنود الاحتلال.

مسار الرصاصة

تتبع الكاميرا مسار الرصاصة على نحو دقيق، بينما تُظهر الشاشة صور الخرائط والمواقع العسكرية، ويُسمع صوت أحد الصحفيين قائلا إن ما بين الكاميرا والرصاصة "مجرد ثوانٍ، لكنها كفيلة بتغيير مجرى الحقيقة".

يقدّم الفيلم مزيجا من المهنية والوجدان؛ إذ يتحدث كل من الصحفيين الثلاثة عن العلاقة الشخصية التي ربطتهم بشيرين، وكيف تحوّلت الفاجعة إلى دافع لاستكمال رسالتها، لا إلى نداء عاطفي عابر.

في مرحلة لاحقة، ينتقل التحقيق إلى مقارنة لقطات الجيش الإسرائيلي بالصور التي التقطها شهود العيان، فالتناقضات تُكشف تباعا.. مواقع إطلاق النار، الزوايا، توقيت الأصوات، وحتى انعكاس الضوء على الجدران.

يظهر أحد الخبراء وهو يحلل إطارا بإطار، ليثبت أن الرصاصة أُطلقت بزاوية تشير بوضوح إلى موقع محدد كان يتمركز فيه جندي إسرائيلي داخل عربة مصفحة.

وهنا تبدأ لحظة الكشف الرئيسية في الفيلم، حيث تتوقف الصورة عند ملامح الجندي الذي أطلق النار، وتُعرض لقطات من تدريبات الوحدة التي ينتمي إليها، وبصوت هادئ يقول أحد الصحفيين "كنا نعرف أننا سنصل إلى هذه اللحظة… لحظة أن نرى وجه القاتل".

يلتقط المشهد الأنفاس بينما تتقاطع الصور الميدانية مع ملفات الجيش المسربة التي تُظهر اسم الجندي ورتبته، وهو الجندي الإسرائيلي ألون سكاجيو، وللمرة الأولى، يُقدَّم الدليل البصري والاسمي معا في تحقيق مستقل غير حكومي، يضع أمام الرأي العام من يتحمّل مسؤولية اغتيال الصحفية التي كانت تحمل الكلمة بدل السلاح.

شهادات ميدانية

ولأن الحقيقة لا تُبنى على الصورة وحدها، يوظف الفيلم شهادات ميدانية لزملاء شيرين الذين كانوا إلى جوارها لحظة إصابتها، فتروي الزميلة شذى حنايشة تفاصيل دقيقة عن الصوت الأول، وعن صرختها وهي تحاول سحب جثمان شيرين وسط وابل الرصاص.

ويوثق المشهد الارتباك الإنساني والمهني في آن واحد؛ إذ تحاول الصحفية النجاة من الموت بينما لا تتخلى عن الكاميرا التي أصبحت شاهدا إضافيا على الجريمة.

يتدرج السرد إلى البعد السياسي، حيث يقارن الفيلم بين صمت التحقيقات الرسمية وبين الجهد الصحفي المستقل.

ويُبرز ذلك التناقض بين الرواية الإسرائيلية التي حاولت التنصل من المسؤولية، وبين ما تكشفه البيانات التقنية التي جمعتها فرق دولية، تؤكد أن الطلقات جاءت من سلاح عسكري دقيق التصويب، لا من تبادل نيران عشوائي كما ادعى الجيش.

لم يكتف الفيلم بكشف المجرم، بل طرح سؤالا مهما ماذا بعد الحقيقة؟ ويعرض لقطات لشيرين في تقاريرها السابقة، وصوتها وهي تقول "نحن الآن في جنين"، لتكون الخاتمة الرمزية، فشيرين وإن غابت ما زالت في جنين، وفي كل مكان تُرفع فيه الكاميرا في وجه الرصاصة.

وبهذا البناء السردي، يحقق الفيلم توازنا بين الوثيقة الإنسانية والبيّنة الصحفية، ويقدّم مثالا على قوة الصحافة الاستقصائية حين تواجه الإنكار بالسؤال والإفلات من العقاب بالاسم والصورة.

ومن خلال عمل دؤوب لثلاثة صحفيين لم يعرفوا التراجع، يتحوّل السؤال القديم إلى يقين جديد: شيرين لم تُقتل صدفة، بل استُهدفت لأنها كانت هناك، تحمل الكلمة في وجه البندقية.

Published On 7/11/20257/11/2025|آخر تحديث: 22:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:32 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات أبو عاقلة

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. المطربة السودانية لينا قاسم تتغنى بأغنية الفنانة المصرية شيرين “جرح تاني” وتنال إعجاب الجمهور

نشرت الفنانة السودانية, الشابة لينا قاسم, مقطع فيديو نال إعجاب جمهورها ومتابعيها عبر إحدى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن نجمة برنامج أغاني وأغاني, ظهرت في المقطع وهي تتغنى بأغنية الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب “جرح تاني”, بطريقة نالت إعجاب جمهور مواقع التواصل.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. المطربة السودانية لينا قاسم تتغنى بأغنية الفنانة المصرية شيرين “جرح تاني” وتنال إعجاب الجمهور
  • امن المنيا يضبط قاتل طفل التوك توك بسمالوط
  • شيرين أحمد طارق: غنائي في افتتاح المتحف الكبير أعادني إلى جذوري
  • النار والماء يكشف صناعة الأفلام السرية التي تهز هوليوود
  • تقرير يكشف عملية تجسس استخباراتية مرتبطة بقطر استهدفت الموظفة التي اتهمت كريم خان بالاعتداء الجنسي
  • بفستان قصير.. شيرين رضا تخطف الأنظار عبر إنستجرام
  • السيد القائد يكشف تفاصيل مخطط حرب التضليل الإعلامية التي يشنها العدو الصهيوأمريكي وكيف تم التصدي لها
  • منظمات إغاثة إنسانية : المساعدات التي تصل غزة ضئيلة للغاية
  • ضياء رشوان يكشف تفاصيل جديدة عن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة